هكاتايوس من ميلتس

هـِكاتايوس Hecataeus، أوHekataios، (ح. 550 ق.م. – ح. 476 ق.م.) ويعهد بالملطي Of Miletus نسبة إلى مسقط رأسه، واحد من أبرز جغرافيي الإغريق في العصور القديمة، وهومؤرخ وشاعر أيضاً، ينتسب إلى إحدى الأسر النبيلة في مدينة ملطية في آسيا الصغرى التي خضعت وقتها لسيطرة الامبراطورية الفارسية، وهوابن المدعوهگساندروس Hegesandros الذي تمكن من تعليم ابنه وتثقيفه في وقت لم يكن هذا الأمر متاحاً لأقرانه. تذكر سيرة حياته أنه نشأ وطنياً متحمساً، كره الحكام الفرس منذ طفولته، ولهذا أصبح في فتوته واحداً من أبرز المشاركين في الثورة التي عهدت باسم ثورة المدن الإيونية (500-494 ق.م.) التي كانت السبب المباشر في الحروب الفارسية بين الإغريق والفرس. كما تذكر السيرة أيضاً أنه زار عدداً من مناطق شرقي المتوسط ولاسيّما مصر.

أعماله

إعادة إنشاء خريطة هكاتايوس

خط عن زياراته تلك كتابين (وصلت معلومات عنهما عن طريق مؤرخين لاحقين) يعد جميع واحد منهما الفريد من نوعه، كان الأول بحسب هيرودوت بعنوان «فهم الأصول» Genealogiai مخصصاً للحديث عن مجموعة من التواريخ والأنساب والتنطقيد لعدد من الأسر الأرستقراطية التي عاصرها ومن بينها أسرته، استهل هذا الحديث باستعراض المعلومات غير المقبولة والمتداولة عن هذه التواريخ ساخراً بعدم منطقيتها، وهوأمر أصبح فيما بعد مثالاً يحتذى في معظم خط التاريخ اللاحقة ومنتهياً إلى اعتماد المعلومات التاريخية الأكثر دقة.

أما الكتاب الثاني فحمل عنوان Periegesis (Periodos) ويعني «رحلة حول العالم» في جزأين، يختص الأول بالقارة الأوربية، والثاني بقارة آسيا مضيفاً عليها مصر وليبيا. وصف هيكاتايوس في جميع جزء الأنطقيم التي زارها وأبرز معالمها الجغرافية مع صفات سكانها وأنشطتهم الاقتصادية.

وقد اختلف الجغرافيون الذين عاصروا هيكاتايوس أولحقوا به في تقديره، إذ يعزوكاليماخوس Callimachus القوريني كتاب آسيا إلى مؤرخ من جزر البحر الإيجي، في حين يدافع تلميذه إيراتوسْثِنِس Eratosthenes عن نسبة هذا العمل إلى هيكاتايوس، بيد حتى ذلك لم يؤثر في تقدير معظم الجغرافيين في العصور الحديثة، إذ يضعونه في المرتبة الثانية بعد الجغرافي الأشهر أناكسيماندر Anaximander ويضيفون ـ تبعاً لهيرودوت ـ حتى معاصريه ولاحقيهم قد استخدموا واعتمدوا الخرائط التي رسمها للعالم الذي زاره وخط عنه.