سيدي مسعود الخصاصي
الولي الإمام المجاهد الهمام الشريف سيدي مسعود الخصاصي الأندلسي اليمني المرابطي القلعي ومحاولته لإعادة فتح الأندلس.
خلفية
بعد سقوط غرناطة سنة 1492م هاجرت الكثير من الأسر الأندلسية إلى المغرب وكان من بين هذه الأسر المهاجرة أسرة شريفة وهي أسرة الخصاصي اليمني، وتعتبر هذه الأسرة من بين البيوتات اليمنية الشريفة الحسينية التي حلت بالأندلس لمساندة المرابطين خلال فترة حكمهم ومن هنا يضاف لقب المرابطي لهذه الأسرة التي كان للعديد من أفرادها اهتمامات خاصة بالأمور الفهمية لا سيما فيما يتعلق بفهم الحساب والفلك.
وكان كذلك لهذه الأسرة اهتمامات كبرى بأمور الدعوة والجهاد وكذلك القيادة العسكرية، حيت برز منها قادة عظام في الجيش الأندلسي أمثال القائد محمد الخصاصي، الذي قام بأمر السلطان أبوسعيد محمد السادس الأحمر بن اسماعيل حتى وفاته سنة 1354 م وقام كذلك بأمر خلفه السلطان محمد الخامس الغني بالله بن يوسف، حتى سنة 1359.
ومن المؤكد حتى قرب الخصاصيين الأندلسيين من أسرة بني الأحمر، آخر سلالات الحكم بالأندلس، راجع لروابط القرابة القديمة بين الأسرتين وأصولهما اليمنية المشهجرة وكذلك قدومهما من اليمن نحوالأندلس في نفس الفترة التاريخية.
هاتان الأسرتان معا وأسر أخرى أندلسية هاجرت غرناطة مباشرة بعد سقوطها سنة 1492 وتوجهتا معا نحوعدوة المغرب، عبر ميناء خصاصة (حسب النطق العربي) أوغساسة (حسب النطق الريفي المحلي) التاريخي الموجود بمنطقة قلعية قرب مليلية، وكان من بين النازحين بهذا الميناء أبوعبد الله، آخر ملوك بني نصر.
عبر نفس الميناء، هبط كذلك إنسان آخر كاد حتى يعيد كتابة التاريخ الأندلسي وهوالولي الإمام المجاهد الهمام الشريف سيدي مسعود الخصاصي الأندلسي اليمني المرابطي القلعي.
سيرته
هذا الولي الشهير بالديار الريفية والمعروف كذلك عند الريفيين القلعيين بسيدي مسعود أمرابط أوسيدي مسعود إخصاصن، لم يستسغ كيف من الممكن أن سلم بنوا الأحمر مفاتيح غرناطة للنصارى من دون جهاد ولا قتال ولا دفاع عن المال والنفس ودفعته غيرته هذه حتى يحاول جاهدا إعادة الفتح الإسلامي للأندلس عبر بوابة خصاصة، التي تحمل تاريخيا إسم أسرته، التي انطلقت بادئ الأمر مع المرابطين من نفس المكان لتعود مع سقوط الأندلس إلى نفس نقطة البدء (خصاصة).
الولي سيدي مسعود الخصاصي جمع حوله بالكدية البيضاء بخصاصة القلعية، بعض المجاهدين قدرتهم بعض المصادر التاريخية الإسبانية بمائة إنسان أندلسي، وقام ببناء رباط مكون من بيت له ولمرافقيه ومدرسة لا تزال آثارها قائمة إلى اليوم وحاول حتى يعيد تجربة المرابطين من أجل فتح مليلية المجاورة ومن تم التوجه نحوالأندلس من جديد.
كان الولي يمني النفس بتحقيق دعوات الآلاف من المهجرين الأندلسيين بالمغرب وكان يعول على الدعم الذي سيأتي من فاس لتحقيق هذه الغاية لكن فرناندوملك إسبانيا ابتكر مخططا لاحتلال خصاصة فأمر حاكم مليلية خوان ألونزوبيريز دي غوزمان Juan Alonso Pérez de Guzmán باحتلالها قتمكن من ذلك وأخذها عنوة سنة 1505م، لأن سلطان فاس آنذاك لم يتمكن من إنجاد المدينة، وفر أهلها عنها قبيل سقوطها.
وفاته
تذكر بعض الروايات المحلية بالريف حتى الولي سيدي مسعود الخصاصي قضى شهيدا رفقة بعض مرافقيه وذلك بعد عشرين سنة من قدومه لخصاصة.
وقد كان لوفاة الشيخ المجاهد سيدي مسعود الخصاصي، الذي دفن برباطه الذي أصبح مزارة اليوم، وقع حزين على كافة النازحين الأندلسيين الذي عهدوا قصته وعهدوا حتى آخر أمل لهم في العودة لديارهم قد انقضى مع رحيل هذا الإمام الذي شرفه الله بمحاول نصرة القضية الأندلسية في حين تخلى عنها مسلمون آخرون كان بإمكانهم أعطى يد العون لهذا الشيخ الجليل عوض هجره وحيدا في لقاءة الإسبان.
استرجاع خصاصة
وقد تم استرجاع خصاصة من قبل المغاربة سنة 1532 م فأمر سلطان فاس الوطاسي، أبوالعباس أحمد بن محمد، بتدميرها بالكامل وذلك مخافة معاودة الإسبان مهاجمتها من حديث ونظرا لعدم تحرير مليلية وانشغاله بقتال أقاربه وكذا قتال السعديين بزعامة محمد الشيخ.