عبد الله بن جبرين

عودة للموسوعة

عبد الله بن جبرين

الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن بن جبرين

عبد الله بن عبد الرحمن بن عبد الله بن إبراهيم بن فهد بن حمد بن جبرين من آل رشيد وهم فخذ من عطية بن زيد وبنوزيد قبيلة مشهورة بنجد كان أصل وطنهم مدينة شقراء ثم نزح بعضهم إلى بلدة القويعية في قلب نجد وتملكوا هناك.

أسرته

هذه الأسرة منهم من له ذكر وأخبار على الألسن لكنها لم تدون في خط التأريخ لقلة العناية بتلك الأخبار في زمنهم وقد اشتهر جده الرابع وهوحمد بن جبرين وكان في أواسط القرن الثالث عشر حيث آل إليه أمر القضاء والولاية والإمارة في مدينة القويعية وكان ذا منزلة ومكانة في قومه فهوخطيبهم وأميرهم وقاضيهم مع ما رزقه الله من السعة في الفهم والمال وتملك الآبار وإحياء الموات كما تدل على ذلك وثائق الملكية التي تحمل اسمه وأسماء بنيه من بعده.

وقد أورث فهما جما حيث كان له كتاب وعمال ينسخون الخط الجديدة بالأجرة ولا يزال الكثير منها موجودا موقوفا عند بعض أحفاده ثم اشتهر بعده ابن ابنه إبراهيم بن فهد فتفهم الفهم وأدرك الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ والشيخ عبد الله أبا بطين والشيخ حمد بن معمر وقرأ ونسخ وحفظ فهما جما وأورث بعده مخطوطات تحمل اسمه منها ما نسخه بيده ومنها ما تملكه وقد تولى الإمامة والخطابة والإفتاء والتدريس وتعليم القرآن والحديث وتوفى في آخر القرن الثالث عشر وقام بعده ابنه عبد الله الذي حفظ القرآن وقرأ على أبيه وبعض فهماء بلده وغيرهم وتولى الإمامة والخطابة والتعليم في قرية مزعل التابعة للقويعية .

وقد نسخ خطا بيده أوقفها بعده ومات سنة 1344هـ وتولى الإمامة والخطابة بعده ابنه محمد بن عبد الله وكان قد قرأ على أبيه ورحل في طلب الفهم وحفظ الكثير من المتون ونسخ بيده خطا ومات سنة 1355هـ وأما والد المترجم له فهوأحد طلبة الفهم وحفظة القرآن ولد سنة 1321هـ وتولى الإمامة بعد أخيه ثم انتقل إلى بلدة الرين لطلب الفهم على قاضيها عبد العزيز الشثري المكنى بأبي حبيب وأقام هناك حتى ارتحل بعد وفاة الشيخ أبي حبيب إلى الرياض ومات سنة 1397هـ.


نشأته

ولد الشيخ عبد الله بن جبرين سنة 1352هـ في إحدى قرى القويعية ونشأ في بلدة الرين وابتدأ بالتفهم في عام 1359هـ وحيث لم يكن هناك مدارس مستمرة تأخر في إكمال الدراسة ولكنه أتقن القرآن وسنه اثنا عشر عاما وتفهم الكتابة وقواعد الإملاء البدائية ثم ابتدأ في الحفظ وأكمله في عام 1367هـ وكان قد قرأ قبل ذلك في مبادئ العلوم ففي النحوعلى أبيه قرأ أول الآجرومية وكذا متن الرحبية في الفرائض وفي الحديث الأربعين النووية حفظا وعمدة الأحكام بحفظ بعضها . وبعد حتى أكمل حفظ القرآن ابتدأ في القراءة على شيخه الثاني بعد أبيه وهوالشيخ عبد العزيز بن محمد الشثري المعروف بأبي حبيب وكان جل القراءة عليه في خط الحديث ابتداء بسليم مسلم ثم بسليم البخاري ثم مختصر سنن أبى داود وبعض سنن الترمذي مع شرحه تحفة الأحوذي .

وقرأ سبل السلام شرح بلوغ المرام كله وقرأ شرح ابن رجب على الأربعين المسمى جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الحدث وقرأ بعض نيل الأوطار على منتقى الأخبار وقرأ تفسير ابن جرير وهومليء بالأحاديث المسندة والآثار الموصولة وكذا تفسير ابن كثير وقرأ كتاب التوحيد الذي هوحق الله على العبيد وأتقن حفظ أحاديثه وآثاره وأدلته وقرأ بعض شروحه وقرأ في الفقه الحنبلي متن الزاد حفظا وقرا معظم شرحه .

وكذا قرأ في خط أخرى في الأدب والتأريخ والتراجم واستمر إلى أول عام أربع وسبعين حيث انتقل مع شيخه أبي حبيب إلى الرياض وانتظم طالبا في معهد إمام الدعوة الفهمي فدرس فيه القسم الثانوي في أربع سنوات وحصل على الشهادة الثانوية عام 1377هـ وكان ترتيبه الثاني بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أربعة عشر طالبا ثم انتظم في القسم العالي في المعهد المذكور ومدته أربع سنوات ومنح الشهادة الجامعية عام 1381هـ وكان ترتيبه الأول بين الطلاب الناجحين البالغ عددهم أحد عشر طالبا وعدلت هذه الشهادة بكلية الشريعة . وفي عام 1388هـ انتظم في معهد القضاء العالي ودرس فيه ثلاث سنوات ومنح شهادة الماجستير عام 1390هـ بتقدير جيد جدا وبعد عشر سنين سجل في كلية الشريعة بالرياض للدكتوراه وحصل على الشهادة في عام 1407هـ بتقدير ممتاز مع مرتبة الشرف وأثناء هذه المدة وقبلها كان يقرأ على أكابر الفهماء ويحضر حلقاتهم ويناقشهم ويسأل ويستفيد من زملائه ومن مشائخهم في المذاكرة والمجالس العادية والبحوث الفهمية والرحلات والاجتماعات المعتادة التي لا تخلومن فائدة أودرس في مرشد وتسليم قول ونحوه.

الحالة الإجتماعية

تزوج بابنة عمه الشقيق رحمها الله وذلك في آخر عام 1370هـ ومع قرابتها كانت ذات دين وصلاح ونصح وإخلاص بذلت جهدها في الخدمة والقيام بحقوق ربها وبعلها وتوفيت عام 1414هـ . وقد رزق منها اثني عشر مولودا من الذكور والإناث توفي بعضهم في الصغر والموجود ثلاثة ذكور وست إناث وقد تزوج جميعهم وولد لأغلبهم أولاد من البنات والبنين ولا يزالون يغشون أباهم ويخدمونه ويقومون بالحقوق الشرعية والآداب الدينية، أما الوضع المنزلي فقد كان في أول الأمر تحت ولاية والده فكان يخدمه ويقوم بما قدر عليه من بره وأداء حقه في نفسه وماله ولا يستبد بكسب ولا يختص بمال.

ولما انتقل إلى الرياض وانتظم في معهد إمام الدعوة الفهمي وكان يدفع له مكافأة شهرية فكان يدفع ما فضل عن حاجته لوالده الذي ينفق على ولده وولد ولده وبعد ثلاث سنين اضطر إلى إحضار زوجته وأولاده واستئجار منزل صغير وتأثيثه والنفقة عليهم فكانت المكافأة تكفي لذلك رغم قلتها لكن مع الاقتصار على الحاجات الضرورية وبقي يستأجر منزلا بعد منزل لمدة ثماني سنين فبعدها أعانه الله على شراء بيت من الطين والخشب القوي فهناك استقر به النوى حيث قام فيه سبعة عشر عاما يعيش في وسط من الحال لا إسراف فيه ولا تقتير ولم يتوسع في الكماليات والمرفهات لقلة ذات اليد ثم في عام 1402هـ انتقل إلى منزله الحالي الذي أقامه بمساعدة بنك التنمية العقارية وعاش فيه كما يعيش أمثاله في هذه الأزمنة.

عقيدته

أما العقيدة والممضى فقد نشأ على معتقد سليم تلقاه عن الآباء والأجداد والمشايخ الفهماء المخلصين فتفهم عقيدة أهل السنة والجماعة والسلف الصالح، فقرأ وحفظ ما تيسر من خط العقائد كالواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وتلقى شرحها من مشائخه الذين تفهم منهم العلوم الشرعية فكانوا يفسرون غريبها ويوضحون المعاني ويبينون الدلالات من النصوص. وقد نهج والحمد لله منهج مشايخنا في تدريس خط العقيدة السلفية فقرأ عليه التلاميذ الكثير من خط العقائد المختصرة والمبسوطة كشروح الواسطية للهراس ولابن سلمان ولابن رشيد وشرح الطحاوية ولمعة الاعتقاد وشروح كتاب التوحيد وكذا الخط المبسوطة لشيخ الإسلام وابن القيم وحافظ الحكمي وغيرهم ممن خط في العقيدة وناقش الأدلة وتوسع في سردها.

وكان في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في قسم العقيدة والمذاهب المعاصرة يفهم خط العقيدة ويشرف على البحوث والرسائل التي تقدم للجامعة في هذا القسم ويشهجر في مناقشة رسائل الماجستير والدكتوراه ويرشد الطلاب إلى المراجع المفيدة في الموضوع ولا زال إلى الآن يشرف على كثير من الرسائل وعلى اتصال بالجامعة زيادة على الطلاب الراغبين في هذه الدراسة . أما الممضى في الفروع فإن مشايخه الذين تفهم عليهم الفقه كانوا متخصصين في ممضى أحمد بن حنبل، لا يخرجون عنه غالبا وقد اقتصر عليه وأكثر من قراءة خط الحنابلة والتعليق عليها ومعلوم حتى ممضى أحمد هوأوسع المذاهب لكثرة الروايات فيه التي توافق المذاهب الأخرى غالبا فمن قرأ هذا الممضى وتوغل فيه أحاط بأكثر المذاهب ما عدى الافتراضات ونوادر المسائل التي يفترض الفقهاء وجودها فلا أهمية لدراستها فمتى سقطت أمكن فهم حكمها بإلحاقها بأقرب ما يشابهها.

شيوخه

أما الشيوخ والفهماء الذين تتلمذ عليهم فأولهم والده رحمه الله تعالى فقد بدأ بتعليمه القراءة والكتابة في عام 59 هـ وكان رحمه الله من طلبة الفهم وأهل النصح والإخلاص والمحبة وقد أفاد كثيرا بحسن تربيته وتلقينه وحرصه على التلاميذ ليجمعوا بين الفهم والعمل. وقد توفي سنة 1397هـ ومن أكبر المشايخ الذين تأثر بهم شيخه الكبير عبد العزيز بن محمد أبوحبيب الشثري الذي قرأ عليه أكثر الأمهات في الحديث وفي التفسير والتوحيد والعقيدة والفقه والأدب والنحووالفرائض وحفظ عليه الكثير من المتون وتلقى عنه شرحها والتعليق على الشروح. وكان بدء الدراسة عليه عام 1367هـ حتى توفي عام 1397هـ بالرياض رحمه الله تعالى ولكن قلت القراءة عليه بعد التخرج للانشغال والتدريس ونحوه.

ومن الفهماء الذين قرأ عليهم واستفاد من مجالستهم فضيلة الشيخ صالح بن مطلق الذي كان إماما وخطيبا في إحدى القرى بالرين ثم قاضيا في حفر الباطن ثم تقاعد وسكن الرياض ومات سنة 1381هـ وكان ضرير البصر ولكن وهبه الله الحفظ والفهم القوي فقل حتى يجالسه كبير أوصغير إلا استفاد منه وقد قرأ عليه بعض الخط في العقيدة والحديث وحضر مجالسه التي يتعدى فيها الأكابر والفهماء ويأتي بالعجائب والغرائب.

ومن أشهر المشايخ الذين قرأ عليهم وتابع دروسهم سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وهوغني عن التعريف به وقد تلقى عليه مع التلاميذ دروسا نظامية عندما افتتح معهد إمام الدعوة في شهر صفر عام 1374هـ وتولى تدريس القسم الذي كان المترجم معهم في أغلب المواد الشرعية كالتوحيد والفقه والحديث والعقيدة فدرس في الحديث بلوغ المرام مرتين في القسم الثانوي والقسم العالي وفي الفقه متن زاد المستقنع وشرحه الروض المربع مرتين أيضا بتوسع غالبا في شرح جميع جملة وهم يتابعون ويخطون الفوائد المهمة. وفي التوحيد والعقيدة قرأ كتاب التوحيد وشرحه فتح المجيد وكتاب الإيمان لشيخ الإسلام ابن تيمية ومتن العقيدة الحموية والعقيدة الواسطية له أيضا وشرح الطحاوية لابن أبي العز وغيرها وقد استمر سماحته في التدريس لهم حتى أنهوا القسم العالي في آخر سنة 1381هـ حيث توقف عن التدريس الرسمي وانشغل بالإفتاء ورئاسة القضاء حتى توفي عام 1389هـ في رمضان رحمة الله تعالى عليه. وقرأ في الدراسة النظامية على جملة من الفهماء كالشيخ إسماعيل الأنصاري في التفسير والحديث والنحووالصرف وأصول الفقه وذلك من عام 1375هـ حتى التخرج والشيخ عبد العزيز بن ناصر بن رشيد في الفرائض لمدة ثلاث سنوات ودرس عليه أيضا في فترة الماجستير مادة الفقه عام 1388هـ وكان رحمه الله من فقهاء البلد وله مؤلفات مشهورة منها عدة الباحث بأحكام التوارث ومنها التنبيهات السنية شرح العقيدة الواسطية وهوأول الشروح الوافية لهذه العقيدة.

وقرأ أيضا على الشيخ حماد بن محمد الأنصاري والشيخ محمد البيحاني والشيخ عبد الحميد عمار الجزائري في علوم وفنون متعددة وفي فترة الماجستير قرأ على الكثير من كبار الفهماء كسماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد المتوفى سنة 1402هـ في الفقه طرق القضاء وحضر مجالسه منذ حتى قدم الرياض واستفاد منه كثيرا في الأحكام والقصص والعبر والتأريخ والنصائح كما هومشهور بذلك وقرأ على الشيخ عبد الرزاق عفيفي - رحمه الله - وهومشهور ومن كبار الفهماء .

وقد تتلمذ عليه واستفاد منه جمع غفير في هذه البلاد من القضاة والمدرسين والنادىة وغيرهم وهوممن فتح الله عليه وألهمه من العلوم ما فاق به الكثير من فهماء هذا الزمان وقد توغل في التفسير والاستنباط من الآيات وكذا في الحديث وفهم الغريب منه وكذا في العلوم الجديدة وأهلها. وكذا الشيخ مناع خليل القطان - رحمه الله - الذي درسهم في تلك الفترة في مادة التفسير بتوسع وإيضاح وقد استفادوا كثيرا من مجالسته ومحاضراته حيث يأتي بفوائد كثيرة مستنبطة من الآيات أوالأدلة وله مؤلفات عديدة في فنون متنوعة وكذا الشيخ عمر بن مهجر رحمه الله تعالى وكان من أوائل حملة الدكتوراه من السعوديين وقد قرأ عليه في مادة الفقه والحديث والتفسير .

وكان شديد العناية بالأدلة والتعليلات وله فهم تامة بالمعاملات المتجددة ويتوسع في الكلام حولها وقد استفاد منه كثيرا، ومنهم الشيخ محمد عبد الوهاب البحيري - رحمه الله - مصري الجنسية تولى التدريس في الحديث وكان يتوسع في الشرح وذكر المسائل الخلافية ويحرص على الجمع والترجيح فأفاده في كثير من المواضع المهمة ومنهم محمد الجندي - رحمه الله - مصري أيضا ولم يقم إلا بعض سنة حتى سقم فرجع إلى مصر وتوفي هناك رحمه الله ومنهم محمد حجازي - رحمه الله - صاحب التفسير الواضح ومنهم طه الدسوقي العربي - رحمه الله - مصري أيضا وكان ذا فهم واسعة واطلاع وحفظ مع فصاحة وبيان وآخرون سواهم.

وقد استفاد أيضا من مشايخ آخرين دراسة غير نظامية وأشهرهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله- الذي لازمه في أغلب الحلقات التي يقيمها في الجامع الكبير بالرياض بعد العصر وبعد الفجر والمغرب بحيث يحضره العدد الكثير ويدرس في فنون منوعة من المتون والشروح المؤلفات ويعلق على الجمل ويوضح المسائل وينبه على الأخطاء ومنهم الشيخ محمد بن إبراهيم المهيزع - رحمه الله - وهومن المدرسين والقضاة وكان يقيم دروسا في مسجده وفي منزله ويستفيد منه الكثير ومنهم الشيخ عبد الرحمن بن محمد بن هويمل أحد قضاة الرياض قرأ عليه في المسجد وغيره وإن كان قليل التعليق لكنه يفيد على الأخطاء ويوضح بعض المسائل الخفية وفي آخر حياته ثقل سمعه واشتد سقمه ثم توفي رحمه الله تعالى في عام 1415هـ وقد استفاد أيضا من الزملاء والجلساء الذين سعد بالاقتران بهم وقت الدراسة ووفق بالقراءة معهم والمذاكرة في أغلب الليالي وفي أيام الاختبارات ومنهم الشيخ فهد بن حمين الفهد والشيخ عبد الرحمن محمد المقرن رحمه الله والشيخ عبد الرحمن بن عبد الله بن فريان والشيخ محمد بن جابر - رحمه الله - وغيرهم ممن سبقوه بالقراءة على المشايخ وتفهموا كثيرا مما فاته فأدركه بواسطتهم فكان يقرأ عليهم الشرح ويتلقى إصلاح بعض الأخطاء اللغوية والبحث في المسائل الخلافية وفهم الخط المفيدة في الموضوع وكيفية العثور على المسألة في الخط المتقاربة في الفقه الحنبلي وكذا فهم طرق الاستفادة من خط اللغة واختصاص جميع كتاب بنوع من المواضيع ونحوذلك مما يفوت من يقرأ بمفرده فلذلك ينصح المبتدئ حتى يقترن في المذاكرة والاستفادة بمن هم أقدم منه في الطلب ليضم ما عندهم إلى ما عنده.

وقد ذكرنا حتى أقدم هؤلاء المشايخ هوالشيخ عبد العزيز الشثري رحمه الله وقد بالغ في الثناء عليه ولما انتقل إلى الرياض عام 1374هـ استصحبه معه وذكر لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله تعالى بعض ما قرأ عليه وما وصل إليه مما جعل الشيخ يجعله مع أعلى التلاميذ عند تقسيمهم إلى سنوات في معهد إمام الدعوة الفهمي وكان من آثار إعجابه حتى طلبه ذلك العام لتولي القضاء ولكنه اعتذر بالدراسة والشوق إليها فعذره.


الأعمال التي تقلدها

أولها حتى بعث مع هيئة النادىة إلى الحدود الشمالية في أول عام 1380هـ بأمر الملك سعود وإشارة لسماحة الشيخ محمد بن إبراهيم ورئاسة الشيخ عبد العزيز الشثري رحمهم الله تعالى مع بعض المشائخ ولمدة أربعة أشهر ابتداء من حدود الكويت على امتداد حدود العراق وحدود الأردن وحدود المملكة شمالا وغربا وكثير من مناطق المملكة وقاموا بالدعوة والتعليم وتوزيع النسخ المفيدة في العقيدة وأركان الإسلام حيث إذا أغلب السكان من البوادي عاشوا في جهل عميق فهم لا يعهدون إلا اسم الإسلام والصلاة والصيام ونحوذلك ويجهلون الواجبات وما تصح به الصلاة ويقعون في الكثير من وسائل الشرك وأنواعه وقد بذلت الهيئة جهدا في تعليمهم ونفع الله الكثير ممن أراد به خيرا .

ثم تعين مدرسا في معهد إمام الدعوة في شعبان عام 1381هـ إلى عام 1395هـ قام فيه بتدريس الكثير من المواد كالحديث والفقه والتوحيد والتفسير والمصطلح والنحووالتأريخ وخط مذكرات على أحاديث عمدة الأحكام بذكر الموضوع والمعنى الإجمالي وشرح الغريب وذكر الفوائد وكذا مذكرات على مواد الفقه والتوحيد والمصطلح لا يزال الكثير منها محفوظا عند الطلاب أوفي المعاهد الفهمية ثم في عام 1395هـ انتقل إلى كلية الشريعة بالرياض وتولى تدريس التوحيد للسنة الأولى وهومتن التدمرية وخط عليه تعليقات كفهرس للمواضيع وعنوان للبحوث وكذا تفهم أول شرح الطحاوية.

ثم في عام 1402هـ انتقل إلى رئاسة البحوث الفهمية والإفتاء والدعوة والإرشاد باسم عضوإفتاء وتولى الفتاوى الشفهية والهاتفية والكتابة على بعض الفتاوى السريعة وقسمة المسائل الفرضية وبحث فتاوى اللجنة الدائمة التي يناسب نشرها وقراءة البحوث المقدمة للمجلة فيما يصلح للنشر وما لا يصلح ومازال هكذا حتى الآن وقد انتهت مدة خدمته في دار الإفتاء. أما الأعمال الأخرى فقد تعين إماما في مسجد آل حماد بالرياض في شهر شوال عام 1389هـ حتى هدم المسجد وهدم الحي كله في عام 1397هـ وبعد عامين عين خطيبا احتياطيا يتولى الخطبة عند الحاجة ومازال كذلك إلى الآن حيث يقوم بخطبة الجمعة وصلاتها في الكثير من الجوامع عند تخلف الخطيب أوقبل تعيينه وقد يستمر في أحد الجوامع أشهرا أوسنوات ويتولى صلاة العيد في بعض المناسبات. ويقوم أيضا متبرعا بالتدريس في المساجد ابتداء بدرس الفرائض في عام 1387هـ لعدد قليل ثم بتدريس التوحيد والأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية ونحوها لعدد كثير في مسجد آل حماد في آخر عام 1389هـ.

وقد حصل إقبال شديد على تلك الحلقات وكان أغلب الطلاب من مدرسة تحفيظ القرآن الذين توافدوا من جنوب المملكة ومن اليمانيين الوافدين لأجل التفهم وقد أقام تلك الدروس بعد الفجر أكثر من ساعة أوساعتين وبعد الظهر كذلك وبعد العصر غالبا وبعد المغرب إلى العشاء واستمر ذلك حتى هدم المسجد المذكور حيث نقلت الدروس إلى مسجد الحمادي حيث توافد إليه الطلاب كثرة في أغلب الأوقات للدراسة في العلوم الشرعية كالحديث والتوحيد والفقه وأصوله والمصطلح وغيرها. ثم في عام 1398هـ رغب إليه سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز حتى يقوم في غيبته بالصلاة في الجامع الكبير كإمام للصلوات الخمس فقام بذلك وكان يتولى الصلاة بهم إماما جميع وقت ماعدا خطبة الجمعة وصلاتها ومن ثم نقلت الدروس إلى مسجد الجامع الكبير والذي عهد بعد ذلك بجامع الإمام هجري بن عبد الله رحمه الله وفي حالة حضور سماحة الشيخ يقوم بصلاة العشائين هناك وإلقاء الدروس بينهما وبقية الأوقات ويلقي الدروس في مسجد الحمادي بعد العصر والمغرب وبعد الفجر غالبا .

ثم في عام 1398هـ رغب إليه بعض الشباب في تفهم بعد العشاء في المنزل يتعلق بالعقيدة فلبى طلبهم وابتدأ بالعقيدة التي خطها الشيخ ابن سعدي وطبعت في مقدمة كتابه القول السديد وقد كثر عدد الطلاب وتوافدوا من بعيد ولم يزالوا إلى الآن.

وقد انتقل عام 1402هـ إلى منزله الحالي في السويدي فنقل الدرس هناك في ليلتين من جميع أسبوع وقد قرأوا في هذه المدة نظم سلم الوصول وشرحه معارج القبول في مجلدين ورسالة الشفاعة للوادعي وكتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبد الوهاب وشرح ثلاثة الأصول له كما قرأوا في الفقه نظم الرحبية في المواريث ومنار السبيل شرح الدليل لابن ضويان حتى كمل.

ولما ضاق المنزل نقلوا الدرس إلى المسجد المجاوره ويعهد بمسجد البرغش كما نقل فيه الدروس الأسبوعية بعد الفجر وبعد المغرب أي بعد هدم المسجد الكبير عام 1408هـ وقد قرأوا في هذه الأوقات كثيرا من الأمهات كالسليمين وشرح الطحاوية وشرح الواسطية لابن سلمان ولابن رشيد وبعض زاد المعاد وجميع بلوغ المرام وزاد المستقنع وبعض سنن أبي داود والترمذي وموطأ مالك ورياض الصالحين وبعض نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار وبعض سنن الدارمي وترتيب مسند الطيالسي وشرح تام منتقى الأخبار لأبي البركات وكتاب الدين الخالص لصديق حسن خان وفي المصطلح متن نخبة الفكر ومتن البيقونية وفي النحومتن الآجرومية وبعض ألفية ابن مالك وفي أصول الفقه متن الورقات لإمام الحرمين وغير ذلك من المتون والشروح الكثيرة.

وفي عام 1382هـ أسس بعض المحسنين مدرسة خيرية أسموها (دار الفهم) فأقبل إليها العدد الكثير من الطلاب صغارا وكبارا وتولى المترجم له فيها التدريس في المواد الدينية كالحديث والتوحيد والفقه حسب مدارك الطلاب وأقام الشباب فيها ناديا أسبوعيا يستمر بعد العشاء ليلة جميع جمعة لمدة ساعتين يحضره غالبا ويلقى فيه بعض الحدثات ويجيب على الأسئلة الدينية والاجتماعية.

وفي عام 1398هـ قام فيها بدرس أسبوعي يحضره العدد الكثير واستمر حتى هذا العام حيث نقل إلى أقرب مسجد هناك حولها ولا يزال وقد أكملوا فيه قراءة السليمين وابتدأوا في سنن الترمذي وتولى القراءة عليه فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبد الله بن غيث وشاركه في أول الأمر الشيخ الدكتور محمد بن ناصر السحيباني حتى انتقل إلى الجامعة الإسلامية بالمدينة.

ثم خلفه الشيخ الدكتور فهد السلمة حتى انشغل بالتدريس في كلية الملك فهد الأمنية والطريقة حتى يقرأ الباب ثم يشرحه بإيضاح مقصد المؤلف وبيان ما تدل عليه الأحاديث وفي حدود عام 1403هـ رغب إليه بعض الشباب من سكان حي العليا حتى يلقى عندهم درسا أسبوعيا في العقيدة ودرسا في الحديث فابتدأ الدرس في مسجد متوسط في الحي أشهرا ثم انتقلوا إلى مسجد الملوحي مدة طويلة ثم إلى مسجد السالم حيث استمر الدرس فيه سنوات ثم انتقل بهم إلى مسجد الملك عبد العزيز ثم إلى جامع الملك خالد وقد أكملوا في هذه المدة متن لمعة الاعتقاد والعقيدة الواسطية وكتاب التوحيد ومتن التدمرية وبعض بلوغ المرام وشرح عمدة الفقه قسم العبادات وبعض الروض المربع قراءة وشرحا . وفي عام 1409هـ رغب إليه بعض الأخوان حتى يقرر درسا أسبوعيا في مسجد سليمان الراجحي بحي الربوة قراءة وشرحا وذلك حتى المسجد مشهور ويحيط به أحياء واسعة مكتظة بالسكان المحبين للفهم فلبى طلبهم وابتدأ في شرح الطحاوية فأكمله وفي عمدة الأحكام في الحديث فأكملها وفي كتاب السنة للخلال ثم كتاب السنة لعبد الله بن أحمد ولا يزال يقرأ فيه ويتولى القراءة غالبا إمام المسجد صالح بن سليمان الهبدان أومؤذن المسجد ويختم الدرس قرب الإقامة بالإجابة على أسئلة مقدمة من الحاضرين ويتكاثر العدد في هذا الدرس فربما زادوا على الخمسمائة ولا يتوقف إلا في أيام الاختبارات ثم يستأنف بعدها .

وفي عام 1409هـ رغب إليه سماحة الشيخ ابن باز -رحمه الله- حتى يلقي درسا في مسجد سوق الخضار بعتيقة لكثرة من يصلي فيه فلبى رغبته وأقام فيه درسا أسبوعيا لكن إنما يحضره القليل من الطلاب لانشغال أهل الأسواق بتجارتهم واستمر هذا الدرس في الفقه والتوحيد كما أنه في هذه السنين يقوم غالب الأسابيع بإلقاء محاضرات في مساجد الرياض النائية التي يكثر فيهاالمصلون ولا يلقى فيها دروس فيتواجد العدد الكثير غالبا في المحاضرة التي تتعلق بالعبادات والمعاملات وما يحتاج إليه الناس ويشهجر أيضا في الندوات التي تقام أسبوعيا في المسجد الجامع الكبير المعروف بجامع الإمام هجري والتي ابتدأت من أكثر من عشرين عاما ويعلق عليها غالبا سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز -رحمه الله- والآن يعلق عليها سماحة الشيخ عبد العزيز آل الشيخ.

ولما أقيم مسجد عبد الله الراجحي في شبرا بالسويدي ناسب حتى تجمع فيه الدروس التي كانت متفرقة في المساجد بعد الفجر وبعد المغرب وبعد العشاء أغلب الأيام وأقيم حوله سكن للطلاب المتغربين. وهناك أعمال أخرى قام بها منها التدريس في المعهد العالي للقضاء التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية وذلك في عام 1408هـ حيث أسند إليه تفهم الفقه للسنة الأولى ويسمى السياسة الشرعية وهوما يتعلق بالمعاملات وأحكام التبادل بمعدل درسين في الأسبوع وفي نهاية العام وضع أسئلة الاختبار وصحح الأجوبة كالمعتاد .

ثم في العام بعده قام بهذا الدرس ومعه تفهم آخر للسنة الثانية ويعهد بالأحوال الشخصية وله ثلاث حصص جميع أسبوع وطريقة الإلقاء اختيار جمل من الكتاب المقرر وذكر ما فيها من الخلاف وسرد أدلة الأقوال مع الجمع والترجيح ووجه الاختيار .

وفي السنة بعدها اقتصر على الدرس الأول وهوالسياسة الشرعية ثم توقف بعدها عن هذا التدريس (ومنها) الإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه التابعة للجامعة المذكورة وذلك طوال هذه السنين أي بعد الانتنطق من الجامعة إلى رئاسة البحوث الفهمية كما تجاوز لم يتخل عن أعمال الجامعة وذلك في جميع عام يلتزم بالإشراف على ثلاث رسائل أوأربع يقوم بتوجيه الطالب وإرشاده إلى مراجع البحث في الأمهات حسب فهمه ويقرأ ما يقدمه جميع شهر من بحثه ويبين ما فيه من خطأ ونقص ويجتمع به غالبا جميع أسبوع أونحوه ويحمل عنه للجامعة تقريرا عن سيره وما يعوقه وفي النهاية يخط عن رسالته ومدى صلاحيتها للتقديم ويحضر عند المناقشة وتقويم الرسالة .

كما يقوم أيضا بمناقشة بعض الرسائل المقدمة للجامعة كعضوفيها ويبدى ما لديه من الملاحظات ويحضر تقويم الرسالة كالمعتاد (ومنها) القيام بالدعوة داخل المملكة بإلقاء محاضرات أوخطب أوإجابة على الأسئلة وذلك جميع شهر أوشهرين حيث يزور البلاد القريبة من الرياض فيلقي محاضرة في معهد أومركز صيفي وفي مسجد جامع ويجتمع بالأهالي ويبحث معهم في مشاكل البلاد وعلاجها وقد تستمر الرحلة أسبوعا أوأكثر للتجول في البلاد النائية وزيارة بعض الدوائر الحكومية للمناصحة والإرشاد فيلقى تقبلا وتشجيعا وترغيبا في الاستمرار وقد تكون الزيارة رسمية وتحدد المدة من مركز الدعوة أوإدارة الدعوة في الداخل (ومنها) الاشتراك في التوعية في الحج وذلك زمن حتى كان تبع الجامعة حتى عام 1403 هـ وذكر منافع الحج والعمرة وإيضاح الأهداف من هذه الأعمال وتفقد آثارها بعد انقضائها والإجابة على الأسئلة التي تتعلق بالمقام وذلك لمدة شهر كامل.

وقد تعذر عليه الاشتراك في هذا بعد الالتحاق بالرئاسة بسبب الإقامة في المخط للحاجة الماسة إليه هناك وقام في السنوات الأخيرة بالحج مع بعض الحملات الداخلية التي تجمع حجاجا من الرياض وكان يتولى معهم الإجابة على الأسئلة وإلقاء حدثات توجيهية جميع يوم مرة أومرتين ويقوم بزيارة بعض الحملات الأخرى في الموسم فيفرحون بذلك العمل.


مؤلفاته

أولها البحث المقدم لنيل درجة الماجستير في عام 1390هـ (أخبار الآحاد في الحديث النبوي) وقد حصل على درجة الامتياز رغم إنه خطه في مدة قصيرة ولم تتوفر لديه المراجع المطلوبة وقد طبع عام 1408هـ في مطابع دار طيبة ثم أعيد طبعه مرة أخرى وهوموجود مشهور ولم يتيسر له التوسع فيه قبل طبعه لاحتياجه إلى مراجعة وتكملة .

وقد حمله على الكتابة فيه محبة الحديث وفضله وما رآه في خط المتحدثين والأصوليين من عدم الثقة بخبر الواحد سيما إذا كان متعلقا بفهم العقيدة وقد رجح قبوله في الأصول كالفروع. وفي عام 1398هـ كلف بكتابة تتعلق بالمسكرات والمخدرات لتقديمها للمؤتمر الذي عقدته الجامعة الإسلامية في ذلك العام فخط بحثا بعنوان (التدخين مادته وحكمه في الإسلام) وهودرس متوسط وفيه فوائد وأحكام زائدة على ما خطه الآخرون وقد أحب به المشايخ المشاركون في موضوع الدخان وقد طبعته مطابع دار طيبة عدة طبعات وهومشهور متداول وإن كان مختصرا لكن حصل به فائدة لمن أراد الله به خيرا .

وفي عام 1402هـ حمل إليه كلام لبعض فهماء مصر ينكر فيه إثبات الصفات ويرد الأدلة ويتوهم إنها تسقط في التشبيه وكذا يميل إلى الشرك بالقبور ويمدح الصوفية وقد لخص كلامه بعض الأخوان في أربع صفحات وأوفدها لمناقشتها فخط عليه جوابا واضحا وتتبع شبهاته وبين ما سقط فيه من الأخطاء بعبارة واضحة ومناقشة هادئة وطبع ذلك البحث في مجلة البحوث الإسلامية العدد التاسع ثم أفرده بعض الشباب من طبيعة الحال في رسالة مستقلة بعنوان (الجواب الفائق في الرد على مبدل الحقائق) وهوموجود متداول طبعته مؤسسة آسام للنشر وخط أيضا منطقا يتعلق بمعنى الشهادتين وما تستلزمه جميع منهما وطبع في مجلة البحوث العدد السابع عشر ثم أفرده بعض التلاميذ من طبيعة الحال بعنوان (الشهادتان معناهما وما تستلزمه جميع منهما) وطبع في عام 1410هـ في مطابع دار طيبة في 90صفحة من البتر الصغير وقد التزم فيه وفي غيره العناية بالأحاديث للاستدلال بها وتخريجها مع ذكر درجتها باختصار.

وفي عام 1391هـ قام بتدريس متن لمعة الاعتقاد لابن قدامة لطلاب معهد إمام الدعوة الفهمي وخط عليها أسئلة وأجوبة مختصرة تتلاءم مع مقدرة أولئك الطلاب في الفترة المتوسطة ومع ذلك فإنها مفيدة لذلك رغب بعض الشباب القيام بطبعها فطبعت بعنوان (التعليقات على متن اللمعة) عام 1412هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وقد سقط فيها أخطاء تبع فيها ظاهر المتن والأدلة وقد أعيد طبعها مع إصلاح بعض الأخطاء.

وقد قام فيها بتخريج الأحاديث التي استشهد بها ابن قدامة تخريجا متوسطا حسب مدارك التلاميذ وفي عام 1399هـ سجل في كلية الشريعة لدرجة الدكتوراه واختار (تحقيق شرح الزركشي على مختصر الخرقي) وهوأشهر شروحه التي تبلغ الثلاثمائة بعد المغني لابن قدامة واقتصر في الرسالة على أول الشرح إلى النكاح دراسة وتحقيقا ونوقشت الرسالة كما تقدم ثم كمل تحقيق الكتاب وطبع في مطابع شركة العبيكان للنشر والتوزيع في سبعة مجلدات كبار وتم توزيعه وبيعه في أغلب المخطات الداخلية وهوموجود متداول والحمد لله.

وقد اعتنى في هذا الشرح بتخريج الأحاديث والآثار الكثيرة التي يوردها الشارح وقام بترقيمها فبلغ عددها كما في آخر المجلد السابع 3936 وإن كان فيه بعض التكرار القليل وقد بذل جهدا في هذا التخريج بمراجعة الأمهات وخط الأسانيد التي تيسرت له للرجوع إليها وهي أغلب المطبوعات وذكر رقم الحديث إذا كان الكتاب مرقما أوالجزء والصفحة وذكر اختلاف لفظ الحديث إذا كان مغايرا لما ذكر الشارح وذكر من صحح الحديث من المتقدمين أوضعفه كالترمذي والحاكم والمضىي وابن حجر والهيثمي وإن كان في أحد السليمين لم يذكر ما قيل فيه للثقة بهما.

وحيث إنه بدأ دراسته في الصغر بخط الحديث كما تقدم فقد أورث ذلك له شوقا إلى كتابة الحديث فحرص على اقتناء الخط القديمة التي يهتم مؤلفوها بالأحاديث النبوية ويوردونها بأسانيدها المتصلة كما أحب جميع ما يتعلق بالحديث من خط المصطلح وعلل الحديث وخط الجرح والتعديل ونحوها وذلك حتى هذا النوع هوالدليل الثاني للشريعة أي بعد كتاب الله تعالى ولأن فهماء الأمة أولوه عناية تامة حتى نطق بعضهم إذا فهم الحديث من العلوم التي طبخت حتى نضجت ولأن هناك من أدخل فيه ما ليس منه برواية أحاديث لا أصل لها من الصحة فقد قيض الله لها نقادها من الفهماء الذين وهبهم الله من الفهم بالسليم والضعيف ما تميزوا به على غيرهم وقد عهدنا بذلك جهدهم وجلدهم وصبرهم على المشقة والسفر الطويل والتعب والنفقات الكثيرة مما حملهم عليه الحرص على حفظ سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنقيتها مما ليس منها.

وقد يسر الله في زماننا هذا طبع هذه الخط وفهرستها وتقريبها بحيث تخف المؤنة ويسهل تناول الكتاب وفهم مواضع البحوث بدون تكلفة والحمد لله، هذا وقد كان ألقى عدة محاضرات في مواضيع متعددة وتم تسجيلها في أشرطة ثم إذا بعض التلاميذ اهتم بنسخها وإعدادها للطبع وقد تم طبع رسالتين الأولى بعنوان (الإسلام بين الإفراط والتفريط) في 59 صفحة والثانية بعنوان (طلب الفهم وفضل الفهماء) في 51 صفحة وكلاهما طبع عام 1313هـ في مطبعة سفير والناشر دار الصميعي للنشر والتوزيع وأما الإنضمام فإن التلاميذ قد أولوه عناية شديدة وذلك بتتبع الدروس والمحاضرات وتسجيلها في أشرطة ثم الاحتفاظ بها ومن ثم نسخ ما تيسر منها للتداول وللطبع وقد سجل شرح زاد المستقنع وشرح بلوغ المرام وشرح الورقات في الأصول وشرح البيقونية في المصطلح وشرح منار السبيل في الفقه وشرح الترمذي وثلاثة الأصول ومتن التدمرية وغيرها كثير، ويباع كثير من الأشرطة في الإنضمامات الإسلامية في الرياض وغيرها. وقد فرغ كثير منها وطبع بعناوين متعددة تتعلق بالصيام والحج والصلاة والزكاة وغيرها.

أما الكتابات السريعة فكثيرة فإن هناك الكثير من الطلاب يحرصون على تحصيل جواب مسألة أوفتوى في معضلة ويحملونها إليه وبعد كتابة الجواب وتوقيعه ينشرونه في المساجد والممحرر والمدارس فيتداول ويحصل له تقبل وفائدة محسوسة لثقتهم بالمحرر كما حتى الكثيرين من الشباب الذين أعطوا موهبة في الفهم إذا خط أحدهم رسالة أوكتيبا رغب إليه حتى يخط له مقدمة أوتقريظا فيصرح باسمه في عنوان الرسالة ويكون ذلك أدعى لروجانه والإقبال عليه والاستفادة وهناك من الفهماء من يساهم في بث تلك النشرات التي لها مسيس ببعض الأوقات كالمخالفات في الصلاة وأحوال الاقتداء بالإمام والمخالفات في الصيام وفي الحج وأعمال عشر ذي الحجة والموضوع في التيمم ومتى يرخص فيه ونحوها فتطبع في مواسمها ويوزع منها ألوف كثيرة راتى الانتفاع بها.

وهناك من الفهماء من أخذ تلك النشرات وأودعها بعض مؤلفاته كالشيخ عبد الله بن جار الله -رحمه الله- وغيره ممن خطوا في تلك المواضيع وضمنوها بعض ما خطه المترجم له للاستفادة، وأما الفهماء الأكابر فإن المناقشين لرسالة أخبار الآحاد بعد إقرارها خطوا عنها تقريرا مفيدا يمكن الحصول عليه من المعهد المذكور حيث خطوه عام 1390هـ إلى غير ذلك الذين ناقشوا كتاب شرح الزركشي وهم الشيخ صالح بن محمد اللحيدان والشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ مع المشرف الدكتور عبد الله بن علي الركبان فقد قرروا الكتاب الذي ناقشوه من أول الشرح إلى النكاح وخطوا عنه صلاحيته للنشر وحرص الأكثر على الحصول عليه قبل طبعه وتقبله أكابر الفهماء وأقروا العمل الذي قام به تجاهه ومنهم سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز وسائر هيئة كبار الفهماء ويمكن مراجعتهم لتقييمها وما لوحظ عليها وما تميزت به ولم يعهد أحد أبدى انتقادا لما نهجه في هذه الخط المتعلقة بالحديث والمصطلح.

أما المنهج فقد سلك في تحقيق الزركشي الخطة التي رسمت في المخطط والموجود في المقدمة وقد حرص على البحث عن الأحاديث وأنها التي يستدل بها وقابلها على أصولها كما حرص على التعليق على ما يحتاج إلى تعليق من نقل أومخالفة أوخلاف في مسألة وأما الشروح الأخرى كشرح اللمعة القديم والبيقونية والورقات والتوحيد والبلوغ والمنتقى...إلخ فإنه يرتجلها ارتجالا ويوضح العبارة التي في المتن بالأمثلة ويذكر الخلاف المشهور ويبين المختار عنده حتى لا يقع الطالب في حيرة ويتوسع أحيانا في الشرح بذكر ماله صلة بذلك الحديث أوتلك المسألة.

وقد تميزت هذه الخط والشروح بوضوح العبارة وبذكر الأدلة ومناقشتها وبالتعليل إذا عثر والحكمة من شرعية هذا الحكم والتوسع في ذكر الأمثلة فلا جرم صار عليها إقبال شديد حيث نسخ كثير من الطلاب بعض تلك الأشرطة بشرح منار السبيل وقد بلغ ما نسخوه عدة مجلدات وحرص الكثير على تصويره واقتنائه حيث وجدوا فيه مسائل واقعية ومعالجة لبعض المشاكل المتمكنة في المجتمع وتحذير من بعض الحيل والمكائد التي يستغلها بعض الناس ونحوذلك من المميزات الكثيرة .

أما استقصاء المعلومات عند الكتابة فهذاقد يكون في الشرح الارتجالي كشرح أحاديث مسلم والترمذي ومنتقى الأخبار وأما الكتابة فالغالب الاقتصار على القدر المطلوب في السؤال دون استقصاء وتوسع في الجواب وكذا الإملاء إذا كان الجواب ارتجاليا كما سقط في الأسئلة التي طبعت بعنوان (حوار رمضاني) الذي طبعته مؤسسة آسام للنشر عام 1312هـ في 28 صفحة ببتر صغير وكذا في أسئلة متعلقة برمضان وقيامه والقراءة في القيام ونادىء الختم ونحوه حيث ألقى بعض الشباب 36 سؤالا وقد خط عليها جوابا متوسطا ثم قام السائل وهوسعد بن عبد الله السعدان بتحقيقها وتخريج أحاديثها وطبعت بعنوان (الإجابات البهية في المسائل الرمضانية) نشر دار العاصمة مطابع الجمعة الإلكترونية عام 1413هـ 103 صفحة .

وبكل حال فإنها تختلف الدوافع إلى الكتابة وحال المستفيد فأما الصعوبات فإن الرسالة الأولى وهي (أخبار الآحاد) خطها في زمن قصير وكانت المراجع قليلة أومفقودة عنده فلا جرم لقي مشقة في البحث عن مواضع المسائل واضطر إلى الاختصار رغم سؤال المشرف وغيره فأما شرح الزركشي فقد لقي أيضا فيه صعوبة لسعة الكتاب وكثرة نقوله وندرة الخط التي نقل عنها وعدم بعض المراجع للأحاديث التي يستشهد بها معتمدا على خط الفقهاء التي لا تعزوالأحاديث إلى مخرجها فيحتاج إلى صعوبة في البحث في خط الفهارس والتخريج التي تذكر المشاهير من الأدلة دون النادر منها ولكن الله أعان على الكثير وحصل التوقف في البعض الذي لم يعثر على أصوله كأول سنن سعيد بن منصور وكسنن الأثرم ومسند إسحاق ونحوذلك ولوعثر من ينقلها لكن مع قصور واختصار وأما فهم المصطلح فإن مراجعه كثيرة وخطه متوفرة والغالب إنها متوافقة فيه وإن عثر في بعضها زيادة خاصة فلذلك يمكن الاختصار فيها ويمكن التوسع بذكر الأمثلة ولم يخط فيها سوى شرح البيقونية وهوالآن يحقق ويعد للطبع وهومجرد إيضاح للتعاريف المذكورة في النظم وقد تم طبعه ونشره.

وأما المشكلات التي تقابل من خط في فهم المصطلح فهي كثرة الخط في الموضوع التي يلزم منها كثرة التعريف ووجود الفرق بينها حتى يحتار المحرر في اختيار ما يناسب المقام ولكن الأجلاء من المحدثين قد ناقشوا التعريفات الاصطلاحية وذكروا ما يرد عليها والجواب عنه لكن قراءة ذلك كله تستدعي وقتا طويلا فالطالب إذا اقتصر على المختصرات التي خطها أئمة هذا الفن كالنخبة والبيقونية وألفية العراقي والسيوطي رأى في ذلك كفاية ومقنعا . وحيث إذا هذا النص قد أكثر فيه الفهماء من الخط فإن أشهر خطه التي تحتوي على ما يوضحه ويجلى معانيه هي الخط الواسعة مثل تدريب الراوي شرح تقريب النواوي للسيوطي ومثل توجيه النظر لبعض فهماء الجزائر ومثل توضيح الأفكار للأمير الصنعاني وإن كان بعضها ينقل من بعض ومن المعاصرين الشيخ صبحي الصالح فقد خط مؤلفا في علوم الحديث ومصطلحه وذكر أشياء زائدة على ما خطه الأولون لوجود كثير من المراجع التي توفرت له والأدلة التي أمكنه حتى يستدل بها وبكل حال فالباحث في الموضوع يحسن حتى يلم بخط المتقدمين الذين وضعوا هذا الاصطلاح ثم من بعدهم.

شاهد أيضاً

  • محمد بن إبراهيم آل الشيخ.
  • عبد العزيز بن باز
  • صالح الفوزان
  • محمد الأمين الشنقيطي
  • علي عبد الله الجمعة
  • عبد الرحمن السديس

مصادر

  • المسقط الرسمي للشيخ بن جُبرين
  • عبد الله بن جُبرين الأسطورة المشاهدة
  • بطاقة تعريفية بالشيخ على مسقط طريق الإسلام
  • منطقات الشيخ على مسقط طريق الإسلام
تاريخ النشر: 2020-06-04 13:35:16
التصنيفات: حنابلة, سلفيون, علماء دين سنة سعوديون, مسلمون سنة سعوديون, مواليد 1352 هـ, مواليد 1933, وفيات 1430 هـ, وفيات 2009

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الـ”PSG” يكشف موعد التحاق حكيمي بمعسكر الأولمبيين

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:11:20
مستوى الصحة: 64% الأهمية: 83%

سفير المغرب بالقاهرة يقدم أوراق اعتماده للسيسي

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:11:24
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 80%

الكتبيون يحتجون على اعتماد الوزارة لكتاب موحد بمدارس الريادة

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:12:29
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 57%

المفرقعات والشهب النارية تجر شخصين بمراكش للمتابعة القضائية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:11:12
مستوى الصحة: 65% الأهمية: 80%

جيجي حديد تدعم عداءة أولمبية مغربية

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:11:39
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 75%

الدرهم يرتفع بـ 1,2 في المائة مقابل الدولار

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:12:30
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 69%

السفير المغربي بمصر يقدم أوراق اعتماده للرئيس عبد الفتاح السيسي

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 18:25:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

ألكاراز ينتصر على ديوكوفيتش ويتوج بلقب ويمبلدون

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:11:31
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 71%

السكتيوي يكلف بنمحمود بمراقبة لاعبي منتخب الأرجنتين

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:11:27
مستوى الصحة: 69% الأهمية: 84%

المدرب الروماني أوغستين كالين يقترب من الدوري المغربي

المصدر: البطولة - المغرب التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:06:41
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 63%

من هو رافع سلامة الذي استهدفته إسرائيل هو ومحمد الضيف؟

المصدر: الأيام 24 - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:11:42
مستوى الصحة: 71% الأهمية: 79%

كولر يستقر على إعادة بيرسي تاو لقائمة الأهلي أمام مودرن سبورت

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:21:12
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 64%

من يكون يوسف عبد السلام قدور الذي شوهد مع الملك في سيارته بتطوان وطنجة؟

المصدر: أخبارنا المغربية - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2024-07-14 21:10:38
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية