الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة
الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة صنفه ابن حجر العسقلاني.
أول كتاب استوعب تراجم القرن الثامن الهجري بكامله، بما لم يسبق إليه أحد، وقد ترجم فيه حتى لشيوخه، الذين خصهم بكتاب مفرد، ولم يهمل أعلام النساء، من أميرات، وعالمات، ومحدثات، مما جعله عمدة أحوال نساء عصره. وأتبعه بذيل سماه (تاريخ المائة التاسعة) ألفه بعد ما ولج من المائة التاسعة أكثر من الثلث، ووصل فيه إلى وفيات سنة 832هـ واشتمل هذا الذيل على (604) تراجم، منها في كتابه (الإنباء) 594 ترجمة. نطق في مقدمته: (ولم أتبسط فيه لتراجم الشاميين اكتفاءً بما خطه لي مؤرخها)،يا ترى؟ لعله يريد: الرضي الغزي، انظره في التعريف بكتاب (الكواكب السائرة). ومن هذا الذيل نسخة في دار الخط المصرية، ومن (الدرر الكامنة) نسخة في المتحف البريطاني، ومجلد بخط السخاوي في حيدر أباد، وآخر في مخطة ابن عاشور بتونس. فرغ ابن حجر من كتابة الدرر سنة 830هـ ثم عاد إليه مضيفاً ومكملاً إلى سنة 837هـ وذكر في خاتمته أنه لم يكمل العمل في إتمامه، وأذن لتلامذته حتى يستدركوا عليه ما فاته ذكره، وسمى قائمة من المراجع التي يحتاج إلى مراجعتها لإتمامه، ودل على أماكن وجود بعضها، مستفيداً من عمله قيماً للمخطة المحمودية، التي وصفها السيوطي في كتابه (بذل الجهد في خزانة محمود ط) فزاد تلاميذه تسعمائة ترجمة وقت تبيض الكتاب، اختلطت بالأصل، ليصبح عدد التراجم (5400) ترجمة. وهوتوأم كتابه (إنباء الغمر بأنباء العمر) الذي أودع فيه حوليات عمره، من سنة ولادته 773هـ حتى 850هـ وصادف حتى كانت سنة ولادته هي نفسها السنة التي انتهى إليها ابن كثير في تاريخه، وابن رافع في (وفياته)! فاعتبر الكتاب ذيلاً لهما. وكانت أيضاً السنة التي بدأ بها تيمور لنك فتوحاته الدامية. ويرجح أنه شرع في تأليف إنباء الغمر في شعبان 836هـ نطق د. محمد كمال عز الدين في كتابه التاريخ والمنهج التاريخي لابن حجر :(وتوافرت له مقاييس، مكنته من إصدار أحكام، تبين بكل جلاء وارتياح عن حال أصحابها، كقوله: كان نبيهاً في الفقه مع طيش فيه. أو: كان أكثر الحنفية فهم باستحضار الفروع مع جمود فيه. أو: ولم يرزق ملكة في الاختصار ولا سعادة في التصنيف، بل كان بين قلمه ولسانه كما بينه وبين آحاد طلبته. أو: كان قليل البضاعة في الفقه، يستر ذلك بالبذل والإحسان. أو: وصار أعجوبة دهره في فهم الأجزاء والمرويات ورواتها. أو: كان له المنتهى في صناعة الغناء والتشبيب. أو: نظر في جميع شيء حتى في النشاب والسيف والنفط والشعوذة).
انظر أيضاً
- القرن الثامن الهجري
المصادر
- ^ "الدرر الكامنة في أعيان المائة الثامنة". مخطة الوراق. Retrieved 2007-09-14.