برقية الملك حسين إلى الملوك والرؤساء العرب بالدعوة إلى "اللقاء العاجل لبحث القضية من كافة أبعادها"
برقية الملك حسين إلى الملوك والرؤساء العرب بالدعوة إلى "اللقاء العاجل لبحث القضية من كافة أبعادها"، فيثمانية يونيو1967، منشور من "الوثائق الفلسطينية لعربية لعام 1967، مؤسسة الدراسات الفلسطينية، بيروت، مج 3، ص 343".
المنشور
(سعد جمعة، "المؤامرة ومعركة المصير"، بيروت: دار المحرر العربي، 1968، ص 250)
في هذه المعركة المصيرية بالنسبة لأمتنا، التي خاضت فيها القوات العربية على طول هذه الجبهة أشرس المعارك وأشرفها، نعتقد ونحن نتلمس جراحنا أننا نقابل الآن، مجتمعين، مخططا دوليا تلعب فيه الدول الكبرى دورا رئيسيا مريبا، غربية كانت أم شرقية.
إن إجراءات الاستعداد لهذه المعركة لا يكاد يخلومن مسؤوليتها أي زعيم عربي، وإن أمتنا التي خاضت المعركة بشرف وبطولة في معظم أجزائها تقابل اليوم موقفا مصيريا: فإما حتى ترتفع إلى مستوى مسؤولياتها، وإما حتى تكون النتيجة، لا جاز الله، القضاء" المبرم على الحضارة العربية والإسلامية.
نحن في أمس الحاجة إلى إعادة تقييم كافة المواقف السابقة والمساهمة معا في مخطط عام يضم الأمة كلها، ويبني عربيا سليما على أسس سليمة.
نحن نتسقط مناورات سياسية واستعمارية كثيرة، لا تنحصر في ميدان المعركة وحدها، بل تتعداها إلى جميع مجتمع أومحفل دولي.
إن أرواح أبطالنا التي شرفت المعركة مع شرف أمتنا ومستقبلها وكرامتها، جميع ذلك يحتاج منا جميعا حتى لا نستمر في لقاءة المواقف بانفعالات عاطفية سطحية.
إن جولتنا التي بدأت منذ أيام قليلة يفترض أن تتبعها جولات وجولات، قريبة وبعيدة. نحن هنا شرفنا الله بأن كنا دائما نادىة وحدة صف ووحدة هدف، ووحدة جهد سليم لأمة يجب حتى تعيش موفورة الكرامة والعزة، ونحن كذلك نادىة تخطيط وتنسيق وجهد مشهجر وعمل صامت هادف.
إننا نعاهد الله على حتى نكون في المعركة إلى النهاية، وليس ما قدمناه من ضحايا للآن إلا طلائعنا جميعا، من هذا المعقل العربي ، وهي تمثل الفوج الأول في المعركة المصيرية، ولن يعجزنا نحن ولن يعجز أمتنا وفي أقرب وقت حتى نقدم أفواجا وأفواجا، إننا لهذا عاملون بعزم وتصميم وإيمان.
إنني أطرح الموقف أمامكم كما عشناه. وقابلناه وقدمنا ضحايا. فأرجوحتى تدفع تجربة الأيام القليلة الماضية ومآسيها زعماء الأمة وقادتها إلى اللقاء العاجل لبحث القضية من كافة أبعادها وزواياها وللقاءة الموقف بكافة متطلباته المادية والسياسية والعسكرية.
لقد أثبتت المعركة مدى حاجتنا في الأردن إلى إنشاء شبكة مطارات وشبكة دفاع جوي وإعادة بناء القوات الجوية الأردنية وتعويض الخسائر الجسيمة الفادحة في الأسلحة والمعدات، أما الرجال والأبطال فمتوفرون. وكلنا ثقة بأننا مع دعم إخواننا المادي سنبني قواتنا على أمثل وجه وفي أقرب وقت.
والله المستعان.
الحسين
المصادر
- موسوعة مقاتل من الصحراء
