الخيام، مرجعيون
الخيام هي احدى القرى اللبنانية من قرى قضاء مرجعيون في محافظة النبطية.
الخيام في اللغة _ كما اتى في المعاجم _ جمع خيمة، والخيمة عند العرب البيت والمنزل. سُمِّيت خيمة لأن صاحبها يتخذها كالمنزل الأصلي، يبنيها من عيدان الشجر فان كانت من غير شجر فهي بيت. وأصل التخييم الإقامة.. وخيَّم في المكان : أقام فيه وسكنه. ولم نعثر، من خلال المراجع المتوفِّرة لدينا، على دلائل ثابتة تشير إلى سبب تسمية بلدتنا الخيام بهذا الاسم.
لقد اتى في التوراة حتى يعقوب نقل ماشيته وأهله إلى شمالي فلسطين وأقام في سهلٍ في خيام، وأجدادنا، القدماء كانوا يقولون : إذا الخياميين الأوائل سكنوا الناحية الشرقية من مرج الخيام فهاجمهم النمل الطيَّار المعروف بالنمل الفارسي وآذاهم فهجروا بيوتهم وأقاموا في المرتفعات الشرقية _ مسقط الخيام الحالي _ ونصبوا هناك خياماً أقاموا فيها. وبمرور الزمن تصدَّعت بيوتهم البدائية وخربت، فأصبح ذلك المكان يُعهد منذ ذلك الحين إلى الآن بالخرايب وعُرف المكان الجديد الذي انتقلوا إليه في المرتفعات باسم الخيام.
ومعلوم حتى مسقط الخيام اليوم , والمواقع المجاورة للخرايب على امتداد السهل, كان قديماً مسرحاً لأحداث تاريخية، وحروب كثيرة... وتعاقبت عليه شعوب وقبائل وجماعات وجيوش متعدِّدة، في حقبٍ تاريخية مختلفة، فربماقد يكون قد خيَّم بعضها , أوأكثرها , هناك لسببٍ من الأسباب فاشتهر المكان باسم الخيام، ثم تداوله الناس على مرّ الزمن، فاتَّخذه الخياميُّون الأوائل اسماً لمكان سكناهم .
ومن الدلائل على ما نقول، ما ورد في كتاب الروضتين في أخبار الدولتين لعبد الرحمن بن إسماعيل المقدسي، المتوفّى سنة 665 هجرية (1266 م) في حديثه عن اجتماع الفرنج مدة مقام السلطان صلاح الدين الأيوبي على مرج عيون لمحاصرة شقيف أرنون.
يقول المحرر في أكثر من موضع في كتابه :... ووصل الخبر إلى المسلمين فأدركوهم، ووقفوا على الشهداء وقبروهم، وجاؤوا إلى أيبك _ أحد مماليك السلطان وقواده _ فوجدوا فيه الروح، فنقلوه إلى الخيام...
وفي مكان آخر يقول :... رحل السلطان إلى بانياس ومنها إلى مرج عيون فخيَّم به...وأمر بتحويل الخيم إلى ظهر الجبل بسبب وخم المرج ....
ويقول في مكان آخر : عندما هبط السلطان على تل القاضي وخيَّم على سطح الجبل أخذ يحثّ جنده على الجهاد وينادي فيهم يا للإسلام... فركب الناس وباعوا أنفسهم الجنة... فانحدروا إلى المرج وساروا حتى أشرفوا على الفرنج....
وهذا يشير _ كما هوواضح _ على حتى المسقط الذي اتخذه الخياميون الأوائل اسماً لبلدتهم، كان قديماً مكاناً للتخييم، وهذا ما نودّ الإشارة إليه، والتأكد عليه.
ونحن لا نفهم بالتحديد نشأة الخيام الأُولى كبلدة، ومتى كان تاريخ الإقامة فيها بالضبط، لكن، من مطالعاتنا، نعهد حتى الخيام كانت مسكونة منذ سنة 1349. والدليل على ذلك إشارة تلميذ الشهيد الأول المقداد السيوري إلى حتى تقي الدين الخيامي ارتدَّ عن ممضى الإمامية في زمن الشهيد الأول محمد بن مكي العاملي. والشهيد الأول متوفّى سنة 1384 م. كما اتى في كتاب خطط جبل عامل، في الحديث عن بلدة الخيام.
وهذه الرواية تصحّ إذا كان تقي الدين الخيامي المذكور هومن بلدة الخيام عملاً، وإذا كانت حدثة الخيامي منسوبة إلى الخيام وليس إلى عائلة.
ونقرأ أيضاً حتى الخيام كانت مسكونة قبلاً، أي منذ 649 سنة. والدليل على ذلك ما ورد في إحدى مخطوطات العلامة الشيخ إبراهيم يحيى العاملي حيث اتى فيها : لقد ولج هذا الكتاب في ملك موسى بن فهم الدين عبد الله التنوخي القاطن في بلدة الخيام في سنة 750 هجرية ....
غير حتى بعض المصادر تقول : إذا فهم الدين ( الوالد ) كان في الخيام قبل هذه السنة، وتستدلّ على ذلك من الكتابة التي كانت منقوشة على بلاطة العين في خراج الخيام لجهة الغرب، والنقش هوأملاك فهم الدين عبد الله وولده موسى.
وعلى هذا، فالخيام كانت مسكونة قبل العام 750 هجرية (1349 م).
وهذه الرواية تصحّ أيضاً إذا استطعنا قراءة المخطوطة وتأكّدنا من صحتها، فنحن نقلنا هذا الكلام عن كتاب مطبوع لا تاريخ له للسيّد محمد سعيد ياسين، والكتاب بعنوان: تاريخ الجنوب اللبناني.
لقد قرأنا كثيراً كثيراً من الخط التي لها علاقة بتاريخ المنطقة، خاصة في الإطار الإسلامي والصليبي، علّنا نعثر على ذِكْرٍ لاسم الخيام، أومعلومة تدلنا على بدء تكوين هذه البلدة بشكل جليّ ومقنع، فلم نجد شيئاً ذا أهمية كبيرة، جميع ما استطعنا التوصل إليه، تعبير يتيمة وردت في المجلة الإكليرية في عددها العاشر، الصادر في العام 1935 تقول : أسكن فخر الدين جماعة من الموارنة في جميع من الخيام وكوكبا والقليعة، وذلك لدرء هجمات العدو....
ومعلوم حتى فخر الدين تُوفي في العام 1635 م، فتكون الخيام مسكونة عملاً قبل 353 سنة.
المراجع
- الخيام
هل أنت مهتم ببلد الأرز لبنان ،يا ترى؟ ستجد الكثير من المعلومات عنه في بوابة لبنان. |