داحس والغبراء

عودة للموسوعة

داحس والغبراء

داحس والغبراء :هي حرب من حروب الجاهلية كانت بين قبيلتي بين عبس وذبيان.

و داحس والغبراء: هما اسما فرسين وقد كان " داحس" حصانا لـ قيس ابن زهير ، و" الغبراء" فرسا لـ حمل ابن بدر .

اتفق قيس وحمل على رهان قدره مائة من الإبل لمن يسبق من الفرسين .

كانت المسافة كبيرة تستغرق عدة ايام تبتر خلالها شعب صحراوية وغابات, أوعز حمل ابن بدر نفر من أتباعه يختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم : إذا وجدتم داحس متقدما على الغبراء في السباق فردوا وجهه كي تسبقه الغبراء ... فلما عملوا تقدمت ( الغبراء ).

حينما تكشف الأمر بعد ذلك اشتعلت الحرب بين عبس وذبيان التي عهدت باسم ( داحس والغبراء ) .

  • دامت تلك الحرب أربعين سنة وهي الحرب التي أظهرت قدرات عنترة بن شداد القتالية .


داحس والغبراء من ايام العرب فـي الجاهلية

دامت حروبها 40 عاماً بسبب حصان وفرس لقد كثر النزاع بين القبائل العربية في الجاهلية بسبب الخلاف على السيادة اوالتسابق على موارد الماء ومنابت الكلأ.. فسقطت بينهم الحروب الكثيرة حيث اُريقت فيها الدماء دون سبب منطقي. لذا فقد اطلق العرب على تلك الحروب والمناوشات اسم (ايام العرب).. وايام العرب كثيرة اغلبها صدامات ومناوشات قليلة الاهمية لا تشهجر فيها القبائل.

هذا وتمدنا اخبار هذه الايام التي دونت اغلبها في الشعر الجاهلي والنثر الرصين بمعلومات قيمة عن احوال العرب قبل الاسلام.. وتمكننا كذلك من الوقوف على روح الفروسية التي سيطرت على المحاربين العرب القدامى عبر اشعار مثل عنتر بن شداد العبسي وعروة بن الورد وزهير بن ابي سلمة والنابغة الذبياني وغيرهم..الخ.

عبس وذيبان عبس هواسم لعدة قبائل عربية شمالية فرع من غطفان من قبائل قيس عيلان بن مضر، وكانت مواطنها في وادي الرمة في نجد، وكان في جوارها بنوأسل شرقا وبنوكلاب غربا، وقد نشبت في منتصف القرن (6) حروب الجأت قبيلة اوقبائل عبس الى الرحيل. ومن مشاهيرهم قيس بن زهير، والربيع بن زياد، وعنترة ابوالفوارس، وعروة بن الورد. اما قبيلة ذيبان فهي من غطفان من العدنانية، فقد ارتدوا مع عبس واسد وطئ بعد اسلامهم!! لكن المسلمين انتصروا عليهم بقيادة ابوبكر الصديق في حروب الردة المعروفة.

داحس والغبراء حرب داحس والغبراء هي من اوسع واشهر حروب العرب التي عهدها تاريخهم الجاهلي والتي استمرت (40) عاما لم تنتج لهم ناقة ولا فرس لاشتغالهم بالحروب والغزوات والثأر.. لكن تخلل هذا التاريخ والمدة الزمنية الطويلة الكثير من القصص والحكايات والمواقف والبطولات من رجالات وفرسان وشعراء الطرفين أي القبيلتين وحلفائهم. و(داحس) هواسم حصان اصيل ومشهور كان لـ(قيس بن زهير العبسي) و(الغبراء) هواسم فرس شهيرة كانت لـ(حمل بن بدر الذبياني).

وقبيلتا عبس وذيبان في الاساس هما اولا عمومة.. والسيرة من بدايتها هوان قيس العبسي من بني عبس وحمل الذيباني من بني ذيبان قد تجادلا حول أي الخيلين اسرع واقوى: الحصان (داحس) ام الفرس (الغبراء) فاتفقا على اجراء سباق ورهان على ذلك.. واي الخيلين يسبق يفوز صاحبه بـ(100) بعير.. فقاما بالتحضير لذلك ووضعا شروط ومكان ومسافة السباق المنتظر.. وكانت المسافة التي تستغرق هذا السباق هي لعدة ايام تبتر خلالها الفرس والحصان شعاب صحراوية كثيرة وغابات..الخ وقبل السباق كان الغش والغدر من حمل بن بدر الذبياني صاحب الغبراء اذ انه اوعز لافراد من قبيلته واتباعه المخلصين ان يمضىوا بعيدا ويختبئوا في تلك الشعاب قائلا لهم: اذا وجدتم (داحس) متقدما على (الغبراء) في السباق فردوا وجهه واخروه وخوفوه كي تسبقه الغبراء.. فلما عملوا ذلك أي نصبوا لداحس وفارسها كمينا مرعبا سقط داحس وفارسه ارضا وتأخر فترة عن السباق.. فازت الغبراء في السباق وصلت نهاية السباق قبل داحس.

وحينما انكشف الامر بعد ذلك وعُرفت الخديعة التي تعرض لها داحس وصاحبه قيس العبسي اشتعلت نار الفتنة بين قبيلتي عبس وذبيان فتطاول (حذيفة الذبياني) على (قيس العبسي) فهجم قيس العبسي على حذيفة فأرداه قتيلا.. فثارت قبيلة ذبيان على قبيلة عبس وقتلوا منهم (مالك العبسي) وهوشقيق (قيس العبسي).. إلى غير ذلك امتدت نار الفتنة وبدأت الحرب بينهما تلك الحرب التي عهدت باسم (حرب داحس والغبراء).

ودامت هذه الحرب من ايام وحروب العرب مدة 40 سنة حيث اظهرت القدرات القتالية والشعرية لكل من فرسان وشعراء القبيلتين: ومن اشعار عنترة بن شداد العبسي في ذلك مثلا:

ولوارسلت رمحي مع جبان لكان بهيبتي يلقى السباعا ثم يقول: ولقد وددت تقبيل السيوف لانها لمعت كبارق ثغرك المتبسم ويقول الشاعر الربيع بن زياد: فان تك حربكم امست عوانا فاني لم اكن ممن حباها فاني غير خاذلكم ولكن.. سأسعى الان اذ بلغت مداها


مقاربات

داحس والغبراء .. من البادية إلى الفضاء !

تزخر الأدبيات والمرويات التاريخية العربية بقصص الثارات القبلية والنزاعات الدامية التي أهدر فيها أجدادنا العرب طاقاتهم وقدراتهم وإمكانياتهم البشرية والاقتصادية ومزقتهم جميع ممزق وجعلتهم في كثير من الأحيان عرضة للطامعين لا حول لهم ولا قوة سوى تحكيم الأغراب في مصائرهم ومقدراتهم. وإن المتأمل في تاريخنا القديم يقف على ما يشبه الأساطير من أحداث الثأر والخلاف والشقاق النازفة التي كانت تدور رحاها بشراسة وعنف وحقد منبتر النظير، فتعصف بالأخضر واليابس على السواء. ولعل حادثة (داحس والغبراء) والصراع الذي تأجج حول اغتال (كلب) ليعكس لنا مدى تمكن هذه النعرات في النفوس وتوغلها في القلوب وهيمنتها على العقول التي يوقدها الشعور بالثأر، هذا الشعور القاسي والمدمر في آن .. هذا الشعور الذي يجعل الأخ يوجه سهامه نحوصدر أخيه بارتباط وبهجة يتوهمه نصرا مؤزرا بدماء أخيه المترنح والواقع خلاف ما يتوهم فهوفي حين يغرس خنجره في صدر أخيه أوابن عمه العربي فانما يغرسها في جسده هو ويفتت قواه ويبدد طاقاته ويستنزف موارده ومقدراته من الأرواح والخيرات التي هوفي أمس الحاجة إليها للقاءة عدوه الذي يتربص به من جميع حدب وصوب ويحدق إليه من جميع ناحية طمعا في خيره وثرواته وأرضه وأسلابه .

تلك الثارات والحروب الشرسة التي لم يشهد لها التاريخ مثيلا في اللاعقلانية والتهور يظهر أنها ظلت ترافق هذا العربي المتنقل عبر فجاج التاريخ بإبله ومواشيه وبترانه أينما حل وارتحل وفي جميع زمان ومكان .. إنها مخيلة العـدوالأقـرب (خلافا لما هومعروف .. الاقربون أولى بالمعروف !). وذاكرة (داحس والغبراء) التي تلون هذه القناعات وتطبعها بهذا الطابع الذي يستدعي ولا شك كثيرا من التأمل والدراسة .

لقد انتقلت هذه العقلية بحزازاتها وخلافاتها في هذا العصر لتأخذ أشكالا أخرى تتسم بالتقدم والتعقيد واستخدام تكنولوجيا ووسائط الإعلام الفضائي وأقنية الأقمار الاصطناعية، بينما يظل جوهرها مسكونا بذات الهاجس الثأري العتيق إذ لا يخفى واقع الحال العربي اليوم على المتأمل فيما يعانيه من تصنادىت وحساسيات وتشققات بعيدة الغور. وقد استخدمت في هذا الصراع القنوات الفضائية التي أخذت تنشأ لغايات قصيرة محدودة تتمثل في تصفية الحسابات بين الدول في الوقت الذي تقابل فيه الأمة العربية مختلف التحديات المصيرية وتقف على مفترق الطرق أمام خيارات لا حول فيها ولا قوة مثل (العولمة) و(الغزوالثقافي) و(الحروب المفروضة) عليها فرضا، والتي تهددها في هويتها ووجودها وثقافاتها. ولكن فيما يظهر حتى هذه الأقنية الفضائية أخذت تلعب دور ما يسمى (بمؤذن القلعة) الذي يتردد صوته داخل قلعته ولا يخرج خلف نطاقها ليخاطب من هم في الخارج من أجل حتى يسمعهم صوته. وددنا لوأنفق على إعلامنا العربي الخارجي ربع ما ينفق على كثير من هذه الأقنية التي هي أشبه بخنجر (كليب)!!.


المصادر

http://www.alrai.com/print.php?news_id=236109

http://www.alwatan.com/graphics/2003/02feb/23.2/heads/ct8.html

تاريخ النشر: 2020-06-04 13:07:46
التصنيفات: حروب, جاهلية

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

القاهرة الإخبارية تتصدر ترند "x" بعد تغطية طوفان الأقصى

المصدر: صوت الأمة - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-09 21:20:50
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 58%

مواجهة ودية ببن المنتخب التونسي أواسط ومنتخب الكونغو

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-09 21:11:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 58%

الافراج عن روسي سويدي يشتبه في قيامه بالتجسس قبل بدء محاكمته

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-09 21:11:41
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 68%

سياحة الإسكندرية تعلن وصول 4 أفواج ولا يوجد إلغاء لأي حجوزات

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-10-09 21:21:19
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

كيف رد إمام عاشور على الشامتين في إصابته مع الأهلي؟ - منوعات

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-10-09 21:20:30
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 60%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية