إنصاف الإمام
إنصاف الإمام كتاب من تأليف محمد خالد ثابت عهد بمحتواه -على الغلاف- بهذه العبارة: في إنصاف إمام أهل السنة العالم الربانى المجدد الشيخ أحمد رضا خان البريلوى (ت 1921).
كان أحمد رضا خان -كما يقول المؤلف- من أكبر فهماء القارة الهندية الذين وقفوا بحزم في وجه أهل البدع والفرق المحدثة في الدين فتعرض لهجوم شديد وحاول أعداؤه تشويه صورته وافتراء الكذب عليه وعلى من ينسبون إليه.
يضرب لذلك مثلا ما نشرته مجلة رابطة العالم الإسلامي في عددها الصادر في فبراير سنة 1985 حيث نطقت: "منذ سنوات صدر قرار الحكومة الباكستانية باعتبار القاديانية طائفة خارجة عن الإسلام.. ونحن اليوم في حاجة إلى قرار اّخر في مستوى قرار القأديانية الكافرة, قرار يدين البريلوية وأنها مستقاه من الوثنية والمجوسية والهندوسية وديانات الشرك.(نقلا عن كتاب حقيقة البريلوية لإسماعيل الأزهري ص2
سبب تأليف الكتاب
يقول المؤلف -عن سبب تأليفه لهذا الكتاب- إنه عثر بين الفهماء العرب ممن هم من أهل السنة الأشاعرة ومن الصوفية أيضاً من تأثروا بهذه النادىية, وأصبحوا يهاجمون الإمام ومدرسته, ويحذرون تلامذتهم منه, فخط هذا الكتاب ليكون تعريفا لكافة الناس بهذا الإمام الذي وصفه في مقدمته بقوله:
"إمام أهل السنة في قرننا العشرين, وإمام المحبين لحبيب رب العالمين, وإمام المادحين, وإمام المفتين المتقين, وإمام الفهماء العاملين, وإمام المجاهدين, وقل ما شئت في وصف علومه وأخلاقه, وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء".
وعرض لنماذج من ثناء بعض رموز العالم الإسلامي عليه مثل قول أبوالأعلى المودودي:" وإننى أحترم الإمام أحمد رضا خان من أعماق قلبى, لأنه كان عالما دينيا كبيرا, ذا نظر عميق في العلوم الدينية, وقد اعترف بفضله مخالفوه أيضا"
وقول الشاعر محمد إقبال: "إن شبه القارة الهندية من أقصاها إلى أقصاها لم يولد فيها من يشبه أحمد رضا خان في عبقريته التي لا يجود الزمان على أحد بما يدانيها... (إنه) الفقيه الحق بالمعنى الأصح الأدق, الذي تضلع في شتى علوم الدين على نحولا نصادفه عند غيره".
موضوعات الكتاب
ذكر المؤلف حتى الإمام أحمد رضا خان قد حدد لحياته ثلاثة أهداف نص عليها في كتاب له بعنوان "الإجازات المتينة لفهماء مكة والمدينة" بيَنها كالتالى:
1- حماية جانب سيد المرسلين -صلوات الله وسلامه عليه وعليهم أجمعين- من إطالة لسان جميع وهابى مهين, وهذا حسبى إذا تقبل ربي.
2- ثم نكاية بقية المبتدعين ممن يدعى الدين, وما هوإلا من المفسدين.
3- ثم الإفتاء بقدر الطاقة على الممضى الخنفى المتين المبين.
هذه الأهداف الثلاثة جعلها مؤلف "إنصاف الإمام" الفصول الثلاثة الرئيسية فيه.
الهدف الأول: الدفاع عن النبى صلى الله عليه وسلم
في هذا الفصل تمهيد من المؤلف تحت عنوان: "كيف بدأت فتنة التطاول على مقام النبى الأعظم ؟
ثم يتعرض للمدارس الوهابية في الهند وشيوخها الذين سقطوا في التطاول على مقام النبوة وكيف تصدى لهم الإمام، ومؤلفاته في ذلك. وتعرض أيضا لأشعاره وقصائده التي أنشأها في مدح النبى وبيان علوقدره.
وبين حتى هذا الإمام تميز بمحبته الكبيرة للنبى حتى اشتهر بين الناس بمحب النبى، ونقل عنه أنه عندما كان يلفظ أنفاسه الأخيرة أوصى ورثته ومحبيه بقوله:
"ابتعدوا عن جميع من تجدون منه أدنى إهانة لحضرة الرسول ومقامه، أوأدنى استخفاف بشريعة الله ونظامه, مهما يكن ذلك الرجل معظماً, حتى ولوكان شيخاً مكرما. انزعوه من قلوبكم مثل نزع الذباب من الحليب".
الهدف الثانى: دفع سائر البدع
يبين هذا الفصل جهود الإمام في مقاومة البدع التي انتشرت في زمنه في القارة الهندية: "القاديانية" و"الشيعة" و"ندوة الفهماء" و"جماعة التبليغ" ومدرسة "ديوبند" و"الطبيعيين" وبين تاريخ نشأة جميع منها, وبين أيضا موقف الإمام من "جهلة المتصوفة" وجهاده في إصلاح التصوف, وموقفه من بعض القضايا السياسية الملحة في زمنه.
نقل المؤلف عن الشيخ محمد أحمد المصباحي مؤلف كتاب "حدوث الفتن وجهاد أعيان السنن" قوله:
"والمبتدعة لما لم يتمكنوا من الرد عليه بحجة ودليل لجأوا إلى البهت والافتراء, فنطقوا إنه يسوى الرسول بالرب الجليل, ويبيح السجود للصالحين أولقبورهم, ويتصدى لكل حركة إصلاحية, وأسموا أهل السنة: "البريلوية" لينخدع من لا يعهد طبيعة الأحوال, ويظن حتى هذه فرقة جديدة. والحق حتى الشيخ أحمد رضا خان لم يعد عما كان عليه الصحابة والتابعون ومن بعدهم من أئمة الدين قيد شبر, ومصنفات الإمام أكبر شاهد على ذلك"
الهدف الثالث: الإفتاء على ممضى الإمام أبى حنيفة
في هذا الفصل يتحدث المحرر عن جهاد الإمام أحمد رضا خان في مجال الحفاظ على الفقه الحنفى في الهند, ونقل عن مولانا محمد زكريا البشاورى -من كبار الفهماء- قوله: "لولا أحمد رضا خان لقضى في الهند على الفقه الحنفي".
وعلق على هذه العبارة بقوله: هذه الحدثة تصور مدى عنفوان الفتنة الوهابية التي ثارت عواصفها في الهند حتى كادت تودى بالممضى الحنفى الذي يلاحظ زائر الهند وباكستان -اليوم- حتى له هناك رسوخ جبال الهيمالايا.
ثم تطرق للحديث عن أهل الحديث محاربي المذاهب الفقهية ومنكرى التقليد -على حد قوله-. فتحدث عن نشأتهم وأهم مشايخهم ومحاربتهم الشديدة لمقلدى مذاهب أهل السنة الأربعة, ثم جهود الإمام للتصدى لهذه الفتنة, وكيف أصبح بجدارة مفتى الأمة حتى شهد له بذلك أعداؤه أيضا, وقد ساعده على ذلك علومه الكثيرة التي تفرد بها على أهل زمانه حتى قيل إنه كان يتقن ستين فهماً وصنف فيها المصنفات.
الملاحق
ختم المؤلف الكتاب بفصل كبير للملاحق اشتمل على سبعة ملاحق بيانها كالتالى:
- ملحق رقم (1) عقيدة الشيخ أحمد رضا خان البريلوى (وهي عقيدة أهل السنة والجماعة)
- ملحق رقم (2) بعض مؤلفات الشيخ (قائمة اشتملت على 634 من مؤلفات الشيخ التي قيل إنها قاربت الألف)
- ملحق رقم (3) صور من خط يد الشيخ (8 صفحات)
- ملحق رقم (4) نماذج من تأييدات فهماء الحرمين الشريفين للشيخ الإمام في هجومه على وهابية "ديوبند".
- ملحق رقم (5) كبار مدارس أهل السنة في الهند (قائمة تشتمل على 85 جامعة في الهند وباكستان وبنجلادين)
- ملحق رقم (6) ذكر بعض من ألف في الرد على محمد بن عبد الوهاب النجدي (وتشتمل على 83 كتاب)
- ملحق رقم (7) خلاصة مناقشة دارت بين الدكتور محمد سعيد رمضان البوطى وأحد نادىة اللاممضىية (نقلاً عن كتاب "اللاممضىية أخطر بدعة تهدد الشريعة الإسلامية" للبوطي)
وصف الكتاب
يقع الكتاب في 216 صفحة من الحجم المتوسط(17×24) وهومكون من قسمين:
الأول هوصلب الكتاب ويستغرق 116 صفحة.
الثاني: يستغرق 100 صفحة شاملة الملاحق وقائمة المراجع والفهرس وقائمة بخط المؤلف.
الناشر دار المقطم للنشر والتوزيع -القاهرة- الطبعة الأولى 2009