تاريخ الدنمارك

عودة للموسوعة

تاريخ الدنمارك

تاريخ اسكندناڤيا
  • العصر الحجري
  • العصر البرونزي
  • عصر الڤايكنگ
  • التمسيح
  • اتحاد كالمار
  • الحرب الشمالية العظمى
  • الاتحاد النقدي
  • الاتحاد الدفاعي
  • المجلس النوردي
The famous Trundholm Sun Chariot (called Solvognen in Danish), a sculpture of the sun pulled by a mare. Scholars have dated it to some time in the 1400s BC and believe that it illustrates an important concept expressed in Nordic Bronze Age mythology

يتحدث الموضوع عن تاريخ مملكة الدنمارك والمناطق التي تتألف منها الدنمارك في العصر الحديث.

الدنمارك القديمة

العصر الحديدي الجرماني

العصر الوسطى

Often regarded as Denmark's "birth certificate", the large Jelling Stone announces the unification of Denmark by Harald Bluetooth ca 980
Scandinavia in 1219. The realms of Denmark, Norway, Sweden and the Sword Brethren. In yellow: the Estonian island of Saaremaa (Ösel) claimed by Denmark (conquered by the Sword Brethren in 1227) and the territories conquered by Denmark in northern Germany.

الدنمارك الحديثة

In 1658 Denmark-Norway ceded the Danish provinces of Terra Scania and the Norwegian provinces of Trondheim and Bahusia to Sweden. Denmark had already ceded Halland (in red) to Sweden for a 30-year period. In yellow: the provinces of Terra Scania and Bahusia. In purple: rebelling provinces that returned to Danish rule in 1660.

القرن 12 و13

عادت الدنمارك إلى الظهور في التاريخ مرة أخرى في عهد ولدمار الأول Waldemar I (1157-1182) بعد حتى ظلت مائة عام تنعم بالاختفاء عنه ، فقد استعان هذا الملك بوزيره أبسالون Absalon كبير أساقفة لوند Lund على إقامة حكومة قوية ، طهرت البحار من القراصنة. واعتنت الدنمرقة بحماية التجارة وتشجيعها، وأسس أبسالون في عام 1167 مدينة كوپنهاجن Copenhagen أي "مرفأ السوق"- Kjoebenhaven. وردّ ولدمار الثاني (1202-1241) على الاعتداءات الألمانية بالاستيلاء على هولشتاين Holstein ، وهامبورج ، وعلى البلاد الألمانية الواقعة في الشمال الشرقي من نهر إلبه.

ثم قام بثلاث حروب صليبية ضد صنطقبة البحر البطليقي "تكريماً للعذراء المباركة" واستولى على إستونيا الشمالية ، وأسس مدينة رڤال Reval. وهوجم في إحدى هذه الحروب وهوفي معسكره؛ ويقول الرواة إنه نجا من الموت بسببين أولهما شجاعته وثانيهما أنه نزلت من السماء في وقت الهجوم عليه راية حمراء عليها صليب أبيض. وأصبحت هذه الراية المعروفة باسم الدانبروگ Dannebrog أي القماش الدنمرقي فهم القتال الدنمرقي؛ وأسره الكونت هنري من شويرين Count Henry of Schwerin في عام 1223، ولم يطلق سراحه بعد حتى قضي في الأسر عامين ونصف عام إلا بعد حتى هبط للألمان على جميع فتوحه الألمانية والصقلبية ما عدا روگن Rügen. وقضي هذا الملك بقية حياته العجيبة النافعة في الإصلاحات الداخلية وتقنين جميع شرائع الدنمرقة. وكانت مساحة الدنمرقة حين وفاته ضعفي مساحتها في هذه الأيام، وكانت تضم الجزء الجنوبي من بلاد السويد، وكان عدد سكانها مساوياً لعدد سكان السويد (300.000) والنرويج (200.000) مجتمعين. ثم ضعفت سلطة الملوك بعد وفاة ولدمار الثاني، حتى إذا كان عام 1282 حصل الأشراف من إريك گليپنگ Eric Glipping على عهد يعترف فيه بأن جمعيتهم "دانهوف Danehof" برلمان قومي.


الإصلاح الديني الدنماركي

كان كريستيان الثاني ملك الدنمرك (حكم 1513-23) شخصية لامعة مثل جوستافوس فازا الذي هزمه في السويد. وقد أكرهه البارونات على التوقيع على شروط استسلام مهينة ثمناً لانتخابه، فأحاط نفسه بمستشارين من الطبقة المتوسطة وتجاهل الريجسراد Rigsraad (مجلس النواب) الدنمركي، المكون من الأعيان من ذوي النسب، وعين أم عشيقته الهولندية الجميلة كبيرة لمستشاريه ولابد حتى هذا المجلس الخاص كان يتمتع بشيء من المقدرة والروح، لأن سياسة كريستيان الوطنية كان بناءة بقدر ما كانت مغامراته الأجنبية فاشلة لا طائل تحتها، وعمل جاهداً في تدبير الملك، وأصلح حكم المُدن، وراجع القوانين، وقضى على القرصنة، ومهد الطرق، وشرع في إقامة نظام بريدي عام، وألغى أسوأ آفات الرق، وأبطل عقوبة الإعدام على ممارسة السحر، ونظم الإعانة للمحتاجين، وفتح المدارس للفقراء، وجعل التعليم إجبارياً، وطول جامعة كوبنهاجن، فأصبحت مكاناً يشع بالضياء وملاذاً للفهم. وتعرض لعداء لويك بتقييد سلطة الهانز Hanse، وشجع التجارة الدنمركية وأسبغ عليها حمايته، ووضع حداً للعادة الهمجية التي خولت للقرويين المقيمين بجوار البحر الحق في نهب جميع السفن التي تتحطم على شواطئهم.

وأوفد ليوالعاشر عام 1517 جيوفاني أركمبولدوإلى الدنمرك ليعرض صكوك الغفران، فندد بول هلجزن، وهوراهب كرملي بما بدا له بيعاً لصكوك الغفران هذه، وهوبذلك تجاوز رسائل لوثر(5). واشتجر النزاع بين القاصد الرسولي وبين الملك حول تقسيم هذه المبالغ المتحصلة من البيع. وهرب أركمبولدوإلى لوبك بجانب منها، وصادر كريستيان الباقي، عندما عثر كريستيان أسباباً وجيهة لاعتناق البروتستانتية دفعاً للمظالم الحقيقية التي ارتكبتها الكنيسة وثروتها القائمة، عين هلجزن في منصب بجامعة كوبنهاجن، حيث تزعم أرازموس الدنمرك الفصيح هذا، إلى حين، حركة للإصلاح الديني. وعندما تحول هلجزن إلى رجل يأخذ بأسباب الحيطة أوفد كريستيان إلى فردريك الحكيم الأمير المختار لسكسونا، كي يبعث إليه بلوثر نفسه، أويبعث إليه على الأقل بعالم في اللاهوت من مدرسة لوثر. واتى كارلشتادت، ولكنه لم يمكث طويلاً. واصدر كريستيان قانوناً بالإصلاح الديني: لا يجوز رسامة أحد دون حتىقد يكون قد تفهم دراسة كافية ليفسر الإنجيل باللغة الدنمركية، ولا يستطيع رجال الأكليروس قانوناً حتى يملكوا عقاراً، أويتسلموا هجرات ما لم يتزوجوا، وأمر الأساقفة بأن يتخففوا من الترف الذي يعيشون فيه، وفقدت المحاكم الكنسية الاختصاص القضائي، عندما يتعلق الأمر بنظر قضية خاصة بالملكية، وخولت محكمة عليا، عينها الملك، السلطة النهائية في الشئون الكنسية والمدنية على السواء. ومهما يكن من أمر فإنه عندما وضع مجلس دايت ورمس لوثر تحت نير الحرمان الإمبراطوري، أوقف كريستيان إصلاحاته وأشار هلجون بعقد صلح مع الكنيسة.

وبينما كانت هذه السياسة الوطنية التي انتهجها كريستيان تثير شعبه فقد أزمة الموقف بفشله في الشئون الخارجية. وأدت قسوته في السويد إلى حتى ينقلب عليه كثير من الدنمركيين. وأعربت لوبك الحرب عليه بسبب هجماته على السفن الهانزية، وتجاهل النبلاء ورجال الأكليروس، الذين نفرتهم منه الضرائب المرتفعة والتشريع المعادي، ودعواته لعقد مجلس وطني، ونادوا بعمه الدوق فريدريك أف شلسفيج - هولشتين، ملكاً جديداً للدنمرك، وفر كرستيان إلى الفلاندرز مع الملكة زوجته، شقيقة شارل الخامس البروتستانتية، وعقد صلحاً مع الكنيسة، مؤملاً حتى يجد مملكة لقداس، وقبض عليه وهويقوم بمحاولة، لا طائل تحتها، لاستعادة عرشه، وعاش سبعة وعشرين عاماً في سجون سوندربورج، لا رفيق له إلا قزم نرويجي أحمق. وقادته سبل المجد إلى رمسه، يجلله الخزي والعار رويداً (1559).

ولم يجد فردريك الأول ما كان ينشده من سعادة في ظل تاجه المهدد، فقد رضى به النبلاء ورجال الأكليروس بشروط كثيرة، أحدها أنه لن يسمح أبداً لهرطيق بالوعظ في الدنمرك، وبينما كان هلجزن يواصل نقده لنقائض الكنيسة، حول وقتذاك معظم مناظراته، التي تشتعل حماسة، ضد البروتستانت، وألح على حتى إصلاحها دينياً، يتم بالتدريج خير من ثورة يسودها الشغب. ولكنه لم يستطع حتى يقف في وجه التيار. فقد كان الدوق كريستيان، ابن فردريك، لوثرياً قبل ذلك، وتزوجت ابنة الملك، بموافقته، البرخت البراندنبرجي الرئيس اللوثري السابق للفرسان النيوتون، وفي عام 1526 مال فردريك مع الريح، وعين هانزتاوزن قساً خاصاً له، وكان قد تفهم على يد لوثر. فهجر تاوزن ديره، وتزوج ودافع علناً عن آراء لوثر. ووجد فردريك حتى من المناسب حتى يأمر بأن تدفع له لا للبابا، رسوم التصديق على تعيين الأساقفة. وتشجع الوعاظ اللوثريون وتضاعف عددهم، وطلب الأساقفة نفيهم، فرد عليهم فردريك بأنه لا ولاية له على أرواح الناس، وأنه قرر حتى يهجر العقيدة حرة - وهوإجراء غير مألوف للغاية. وظهرت عام 1524 ترجمة للعهد الجديد باللغة الدنمركية، ونشر كريستيان بدرسن عام 1529 نسخة أفضل من الأولى، دفعت الحركة البروتستانتية دفعة كبيرة. وكان الناس يتلهفون على وضع حد لضرائب العشور التي تدفع لرجال الأكليروس، فقبلوا اللاهوت الجديد، وما حتى حل عام 1530 حتى كان اللوثريون يسيطرون على كوبنهاجن وفيبورج. وفي ذلك العام عقدت مناظرة في المجلس بكوبنهاجن، بين زعماء الكاثوليك والبروتستانت، وقضى الملك والشعب بفوز البروتستانت، وظل الاعتراف بالعقيدة الذي قدمه هناك هانز تاوزن مدى عقد من الزمان، الممضى الرسمي للوثريين الدنمركيين.

وكانت وفاة فردريك (1533) مقدمة الفصل الأخير من الإصلاح الديني الدنمركي. فقد انضم كبار التجار في الدنمرك إلى أعدائهم القدامى في لوبك، وقاموا بمحاولة لإعادة كريستيان إلى العرش، وقاد الكونت كريستوفر أف أولدنبرج قوات لوبك وأطلق اسمه على هذه الحرب فسميت باسم "حرب الكونت"، وسقطت كوبنهاجن في يده، وأخذت لوبك تحلم بحكم الدنمرك بأسرها. بيد حتى أوساط الناس والفلاحين نظموا صفوفهم تحت فهم كريستيان ابن فردريك، وتغلب جيشهم على أولدنبرج، واستولى على كوبنهاجن بعد حصار ضربه حولها دام عاماً (يوليوسنة 1536). وقبض على جميع الاساقفة، ولم يطلق سراحهم، إلا بعد حتى وعدوا بالبقاء إلى جانب النظام البروتستانتي وانعقد المجلس الوطني في أكتوبر سنة 1536، وأنشأ رسمياً كنيسة الدولة اللوثرية، ورئيسها الأعلى كريستيان الثالث. وصودرت جميع أملاك الأسقفيات والأديار لصالح الملك، وفقد الأساقفة جميع صوت لهم في الحكم. وقبلت النرويج وأيسلندة كريستيان الثالث وتشريعه، وخط النصر التام للوثرية في إسكنديناوة (1554).


خريطة تبين ممتلكات المستعمرة النرويجية-الدنماركية عام 1800

الدنمارك دولة عظمى 1559 - 1648

عندما ارتقى فردريك الثاني العرش 1559 كانت الدنمارك من أقوى الدول وأكثرها امتداداً في أوربا، ولم تكن درست بعد أنه من الحذق والحكمة حتى تكون صغيرة. وفي الصراع الطويل الأمد بينها وبين السويد من أجل السيطرة على التجارة بين بحر الشمال والبلطيق ، كانت الدنمارك هي المنتصرة في بداية الأمر، حتى امتد حكمها عبر الاسكاجراك إلى النرويج ، وعبر الكاتيجات إلى ما الآن جنوب السويد. واستولت على المدن الاستراتيجية كوبنهاجن وهلسينور في الجانب الغربي، ودالمووهلسنبور في الجانب الشرقي من الأوريسوند أوالسوند-أي المياه العاصفة التي لا يزيد اتساعها في مكان واحد فقط على ثلاثة أميال ونصف الميل. والتي تفصل الآن الدنمارك عن السويد. واستولت في أقصى الشرق ، في معظم هذه الفترة، على جزر بورنهلم وجوتلفد وأوسل ، وبذلك تحكمت في بحر البلطيق. وكانت تضم في الجنوب دوقتي شلزويج وهولستين ، كما حكمت في أقصى الشمال الغربي أيسلنده وجرينلند وكانت الضرائب والرسوم التي فرضتها الدنمارك على التجارة المارة عبر المضايق بين البحار هي المصدر الأساسي لموارد المملكة ولسبب الرئيسي في حروبها.

وكانت السلطة السياسية في أيدي ثمانمائة من النبلاء ملكوا نصف الأرض وجعلوا من الفلاحين أرقاء، وانتخبوا الملك ، وحكموا البلاد عن طريق الرايخستاگ أوالديت الوطني (الجمعية التشريعية) والريجستاد أومجلس الدولة. وأفادوا من حركة الإصلاح الديني بامتصاص معظم الممتلكات التي كانت تابعة للكنيسة من قبل. وفي لقاء إعفائهم من الضرائب، كان متسقطاً منهم ولكنهم رفضوا في أغلب الأحيان، حتى يسلحوا فلاحيهم ويقودوهم إلى الحرب، إذا استفزهم الملك، ولم يحظَ رجال الدين البروتستانت المحرومين من الثورة إلا بمكانة اجتماعية هزيلة ونفوذ سياسي ضئيل، ومهما يكن من أمرهم فإنهم سيطروا على التعليم وأشرفوا على الأدب، ومن ثم لم ينتج إلا لاهوتاً وتراتيل. ونعم جمهور السكان. وقد بلغ عددهم نحومليون، بالإسراف بالطعام والشراب، حتى لقد نصح حلاق جراح عملاءه قائلاً: "إنه لمن الأفضل للناس حتى يشربوا الخمر إلى حد الثمل مرة في جميع شهر، وعندي لهذا مسببات قوية، فإنه يقويهم ويساعدهم على النوم العميق، ويسهل التبول والتنفس ويجلب السعادة الرفاهية عامة.

وظهر في هذه الحقبة شخصيتان دنيماركيتان من حقهما على التاريخ حتى يذكرهما: تيكوبراهي أعظم الفلكيين في هذا الجيل، وكرستيان الرابع الذي لم يكن ملكاً على الدنمارك لمدة ستين عاماً (1588-1648) فحسب، بل كان يمكن كذلك حتى يتزعم الناس بصرف النظر عن الأصل الملكي. وإنا لنمر مروراً عابراً بوالده فردريك الثاني لنذكر حتى المهندس المعماري الفلمنكي أنطونيوس فإن أوبرجر صمم له (1574-1575) حصن قصر كرونبورج في هلسينور-"السينور هملت".

وعندما توفي فردريك 1587 كان كريستيان صبياً في الحادية عشرة، فتولى الحكم لمدة ثمان سنوات أربعة أوصياء من النبلاء، ثم قبض كريستيان على زمام الأمور، وطيلة نصف القرن التالي. نعم بحياة مترفة في بذخ وحيوية ونشاط متعدد الجوانب، مما أدهش جميع أوربا، وبز الملك توجيهات الحلاق الجراح سالف الذكر، لأنه كان بانتظام في حاجة إلى من يعاونه في العودة إلى قصره بعد أمسية صاخبة مخمورة. وبلغ دنسه وتهتكه حداً لم يتفوق عليه فيه إلا القليل من رعاياه. وخلق عدد أولاده غير الشرعيين معضلة في فهم المحاسبة. وغض شعبه النظر عن هذه الأخطاء العادية، وأحبوه لأنه كان يرقص في أعراسهم واشهجر في أعمالهم وخاطر بحياته كثيراً لخدمتهم، وأضاف إلى هذا كله معهدته باللاتينية والعلوم، وتذوقاً مثقفاً للفن، وعقيدة دينية ميسرة لم تثر أي جدل حول الجدير وغير الجدير بالتصديق والثقة، أوأي وخز للضمير حول المزاح والهزل. وساعد في أوقات فراغه على حتى يجعل من كوبنهاجن (مرفأ التجار) إحدى العواصم الأكثر جاذبية وفتنة في أوربا. وضاعف برنامجه للبناء من محيط المدينة. وفي عهده شيد قصر روزنبورخ، وسرعان ما قامت بعده سوق الأوراق المالية (البورصة) بقابلتها امتداداً كبيراً، وأرتفع اللوبي عالياً. وأصلح كريستيان حكومة النرويج وطور صناعتها وأعاد بناء عاصمتها التي حملت اسمه لمدة ثلاثة قرون: "كريستيانا" (سميت أوسلو1925). وفي الدنمرك أصلح الإدارة ونهض بالصناعات ونظم الشركات التجارية وأسس الكليات والمدن، وحمل من مستوى الفلاحين في الضياع الملكية.

وأطاح الطمع بالملك ، ذلك أنه كان يراوده حلم إسكنديناوة بأسرها تحت حكم رجل واحد، أي تحت حكمه هو، ولكن النبلاء اعترضوا بأنه من المتعذر غزوالسويد، ولم يمنحوه تأييدهم وعونهم وشن بالجنود المرتزقة أساساً حرب الحدثار على السويد (1611-1613). وما حتى قامت حرب الثلاثين عاماً حتى عثر نفسه على كره منه، متحالفاً مع السويد، دفاعاً عن قضية البروتستانت. وبرغم هذا الخطر المحدق به استأنف الحرب مع السويد (1643) ولوأنه كان في السابعة والستين من العمر. وقاد قواته الهزيلة في حماسة رومانتيكية. وفي معركة كولمبرج البحرية (1644) قاتل طوال يوم تام على الرغم من إصابته بعشرين جرحاً، وفقد إحدى عينيه، وأحرز نصراً مؤقتاً. وثبت في آخر الأمر حتى السويد أقوى، وحررها صلح برومسبرو1645 من دفع الرسوم على تجارتها في مياه السويد، وتخلى لها عن جوتلند وأوزل وثلاث مقاطعات في شبه جزيرة إسكنديناوة. وعندما توفي كرستيان الرابع، بعد خمسين عاماً من أعمال بناءة وحروب هدامة كانت مملكته أصغر مما كانت عليه حين اعتلى العرش. ودالت دولة الدنمرك وسطوتها.


الدنماركيون 1715-1797

بلغ عدد سكان الدنمرك حسب أول تعداد رسمي للبلاد (1769) 825.000 نسمة، يضاف إليهم 727.600 في النرويج التي ظلت خاضعة للملوك الدنماركيين حتى 1814. وكان جميع الفلاحين تقريباً في النرويج يملكون أراضيهم، وفيهم كبرياء ككبرياء الفايكنج. أما الدنمرك فكان نصف فلاحيها أقناناً، والنصف الآخر خاضعين للرسوم الإقطاعية. وجهد الملوك لكبح جماح هذا الإقطاع، ولكنهم كانوا معتمدين مالياً على الإشراف، واستمرت القنية حتى 1787. في هذا النظام لم تلق التجارة ولا الصناعة تشجيعاً يذكر، ولم تنم طبقة وسطى ذات شأن؛ وأفاد فتح قناة كيل (1783) الإنجليز والهولنديين أكثر مما أفاد الدنمركيين. وفي 1792 كانت الدنمرك أول دولة أوربية تلغي النخاسة في ممتلكاتها.

وكما سيطر النبلاء على الدولة كذلك سيطرت الكنيسة على المنابر والطباعة، وأملت حتى تسيطر على العقول أيضاً. فحرمت الرقابة الصارمة التي امتدت من 1537 إلى 1849 جميع ما يطبع أوينطق مما لا يتفق والتعاليم اللوثرية القويمة؛ وصودر الكثير من الخط غير اللاهوتية، كسيرة جوتة "آلام ڤرتر" لأنها خطر يهدد الأخلاق العامة. وزاد من القيود المعطلة لنموالأدب استعمال الألمانية في البلاط، واللاتينية في الجامعات، والفرنسية في الآداب البحتة-التي لم يكد يوجد منها شيء. وكان تدشين الأدب الدنماركي بالتأليف باللغة القومية، وإدخال بصيص من التنوير إلى الدنمرك، من مآثر ألمع دنمركي في القرن الثامن عشر.

وتستطيع جميع من النرويج والدنمرك حتى تنسب إليها لودڤيگ فون هولبرگ، لأن ولد في برگن (3 ديسمبر 1684). وبعد حتى تلقى الفهم في المدرسة اللاتينية المحلية، عبر الماء ليلتحق بجامعة كوبنهاجن. ولكن سرعان ما نضب ماله؛ فقفل إلى النرويج واشتغل مدرساً خصوصياً في أسرة قسيس ريفي. فلما حتى ادخر ستين طالراً انطلق ليرى الدنيا من حوله. فنراه في 1704 في هولندة، وفي 1706-1708 كان يفهم نفسه في مخطات أكسفورد. فلما عاد إلى كوبنهاجن ألقى محاضرات لم تأته بأكثر كثيراً من تعليم الذات، وعاش أثناء ذلك على التدريس الخصوصي، واغتذى بالطموح. وفي 1714 عينته الجامعة أستاذاً دون راتب، غير حتى منحة خاصة أتاحت له الجولان عامين في ربوع إيطاليا وفرنسا، على قدميه أكثر الوقت. فلما آب من أروع رحلة بين الرحلات الرائعة كلها، عين أستاذاً للميتافيزيقا، وهي مادة أبغضها، ثم للاتينية والبيان، وأخيراً (1730) للتاريخ والجغرافيا اللذين أحبهما.

ولقد خلق الأدب الدنمركي في لحظات فراغه. فحتى زمنه لم يكن في الدنمركية شيء سوى الأغاني الشعبية والفارصات والترانيم والخط العقيدية الشعبية. وألف هولبرج مكتية صغيرة من القصائد والهجائيات والقصص والأبحاث بالدنمركية في السياسة والقانون والتاريخ والعلوم والفلسفة. ولم ينافسه غير فولتير في تعدد جوانبه. وقد استخدم الهزل كما استخدمه فولتير ليسوط به الأساتذة المزهوين من عباد الدراسات الكلاسيكية، والمحامين الذين يقيدون حركة العدالة بأغلال الدقائق التقنية، ورجال الدين المتزاحمين بالمناكب على المال والمنصب، والأطباء الذين ييسرون دخول السقمى إلى الأبدية. وتناول جميع أعمدة المجتمع هؤلاء تقريباً بالتشهير في أول آثاره الأدبية الكبرى، وهوملحمة ساخرة سماها بيدرباس (1719). وأوجع بعض كبار الدنمركيين وخز هذا الهاتى، فناشدوا الملك فردريك الرابع حتى يصادر الكتاب باعتباره ضاراً بالأخلاق مستهزئاً بالقساوسة؛ وقرئ على الملك أول قسم في الملحمة كطلبه، فحكم بأنها "عمل بريء مسل"، غير حتى المجلس الملكي أحاط هولبرج بأنه كان خيراً لوحتى القصيدة لم تخط قط(26).

وعلى ذلك انصرف إلى المسرح. ففي 1720 افتتح ممثل فرنسي اسمه إتيين كابيون في كوبنهاجن أول مسرح دنمركي. فلما افتقد المسرحيات الدنمركية الجديرة بالإخلاتج استورد الدرامات من فرنسا وألمانيا. غير أنه استشف من "بيدربارس" حتى هولبرج يملك المواد والموهبة اللازمة للكوميديا، فلجأ إليه ليمد المسرح الجديد بتمثيليات باللغة العامية، ولم ينقض عام حتى كان هولبرج قد ألف خمس تمثيليات، وفي ثمانية أعوام ألف عشرين، كلها غني في صور الأعراف والعادات المحلية غني حمل خلفه العظيم آدم أوهلنشليجر على حتى يقول فيه "إنه عهد كيف من الممكن أن يصور الحياة البورجوازية لمدينته كوبنهاجن بأمانة عظيمة بحيث لوانشقت الأرض وابتلعت هذه المدينة، وبعد مائتي عام أميط اللثام عن كوميديات هولبرج، لاستطاع المرء حتى يعيد بناء العصر منها، على نحوما نعهد أيام روما القديمة من أطلال بوميي وهركيولانيوم(27).

ونقل هولبرج القوالب والأفكار عن بلوتوس وترنس وموليير والكوميديا ديللارتي التي شهدها في إيطاليا. وبعض كوميدياته تمثلياته من فصل واحد ذات موضوعات تافهة فقدت قوة دفعها، مثل "رحلة سجاناريل إلى أرض الفلاسفة"(28). وبعضها ما زال يحتفظ بقوته، مثل "يبي رجل التل" التي نعهد منها حتى الفلاحين حين يظفرون بالسلطةقد يكونون أشد بغساً من سادتهم. وبعضها تمثيليات مكتمة الدول مثل "رازموس مونتاثوس"، وهي هجائية مرحة تسخر بتنطع الفهماء، وبغطرسة اللاهوتيين وبجهل العوام، مع مسحه خبيثة من صراحة الريفيين وصدقهم، مثل قول لسبيد لأبيها بعد حتى سمعت بأن خطيبها عائد من الجامعة "إذن فقد صدق حلمي.. لقد حلمت أنني نمت معه البارحة"(29) على حتى مسرح كوبنهاجن رغم هذه الكوميديات المرحة أغلق أبوابه في 1727 لافتقاره إلى الدعم الشعبي. وكان آخر ما مثل فوق خشبته مسرحية هولبرج "مأتم الكوميديا الدنمركية".

لقد صدم زملاءه من أساتذة الجامعة بالكتابة للمسرح؛ أما الآن فقد ألان جانبهم بمؤلفات تاريخية يسرت للقراء الدنمركيين ثمرات الدراسات الأوربية الغربية. وكانت خطه "تاريخ للدنمرك" (1732-1735)، تاريخ عام للكنيسة" (1727-1747)، و"تاريخ لليهود" منصفات، ولكنها متقنة. والتمس هولبرج التخفف من هذه الجهود في رائعته. "رحلة نيلس كليم السفلية" (1741). وقد خطها نثراً لاتينياً لتصل إلى القراء الأوروبيين، فوصلت، ولكن بطريق الترجمة: ترجمها ينز باجيزبن إلى الدنمركية فطبعت الترجمة ثلاث مرات، وظهر منها بالألمانية عشر طبعات، بالسويدية، والهولندية، والإنجليزية، وثلاث، وبالفرنسية والروسية اثنتان، وبالمجرية واحدة. هذه "الرحلة السفلية" هي التي جعلت هولبرج "سويفت الدنمرك" وفولتيرها" معاً.

والسيرة تروي حتى الضوضاء المنبعثة من كهف تثير فضول نيلس، فيصمم على استقصاء مصدرها ويدليه أصحابه بحبل ينبتر، "وبسرعة مذهلة دفع بي إلى أعماق الهاوية"(30). ثم يعثر في قشرة الأرض على مساحة مكشوفة أوقبة سماوية فيها شمس وكواكبها السيارة، ونجوم كثيرة. ويسقط صوب أحد هذه الكواكب فيصبح قمراً تابعاً له ويدور حوله عاجزاً، ولكنه يمسك بنسر يحمله حتى يهبط في رفق على الكوكب بوتو(أي يوتويا) مقلوبة. هنا يجد الأشجار هي النوع السائد، وهي غنية بعصارتها العاقلة، ولسوء الحظ "كانت الشجرة التي تسلقتها... هي زوجة العمدة"(31). ولبوتوبعض القوانين الممتازة. فالناس الذين "يتجادلون علانية حول صفات الكائن الأعظم وماهيته ينظر إليها على حتى يهم مساً من الجنون"، فيعالجون بفصدهم لتهبط حامهم، ثم يحبسون حتى "يفيقوا من هذا الهذيان بـ"(32). والأمهات في بوتويرضعن أطفالهن-وهي فكرة سبقت بعشرين سنة دعوة روسوللأمهات إرضاع أطفالهم من ثديهن. وفي إقليم كوكليكوتحكم النساء الدولة، ويعني الرجال بشئون البيت أويصبحون بغايا، وللملكة "حريم" من ثلاثمائة شاب وسيم. وينفق الفلاسفة في كوكليووقتهم في محاول الوصول إلى الشمس، ولا يهتمون اهتماماً يذكر بشئون الدنيا. وفي إقليم ميكولاك تجد الناس كلهم ملحدين، "يقارفون أي شيء يستطيعون إخفاءه عن الشرطة"(33) ويقع نيلس على كتاب بعنوان "رحلة تانيان إلى العالم السفلي" يصف أوربا وعاداتها الغريبة: الرءوس التي تكسبوها البواريك الضخمة، والقبعات المحمولة تحت الأذرع (كما يعمل نبلاء فرنسا)، "والكعكات الصغيرة أوالقرابين تحمل مروراً بالشوارع ويقول الكهان أنها آلهة، والناس الذين خبزوها... يحلفون على الإيمان بأن هذه القرابين خلقت الدنيا"(34).

وقد اشتملت "الرحلة السفلية" على انتقادات للعقيدة المسيحية، ودعت إلى إطلاق حرية العبادة لجميع المذاهب، ولكنها أوصت بالإيمان بالله، وبالجنة، وبالنار، باعتبارها ركائز ضرورية لناموس أخلاقي لا تفتأ تهاجمه مطالب النفس والجسد هجوماً شرساً(35). ورقى الفهم فردريك الخامس المصلح الذي انصلح أمره باروناً في 1747؛ واستمتع هولبرج بلذة التمرد في سبابه والرضي يعنه في شيخوخته التي اختتمت سنة 1754. وما زال إلى اليوم إمام الأدب الدنمركي.

على حتى البعض قد يخصون بهذا المقام يوهان إيفالد الذي ضارعت حياته حياة بايرون وكيتس وشلي مغامرة ومعاناة وقصراً. وقد ولد في كوبنهاجن في 1743 لقسيس لوثري، وتمرد على المتزمتين من الكبار، وسقط في غرام آرنسي هوليجارد وهوفي السادسة عشرة، وهجر مهنة اللاهوت لأنه استبطأ ثمراتها، وتطوع في الجيش البروسي ثم النمساوي، وصمم على الظفر بالثروة والمجد اللذين ينيلانه آرنسي عروساً. ولكن الحرمان والسقم أتلفا صحته، فعاد إلى كوبنهاجن واللاهوت، وزوجت آرنسي ثروة أعجل، وسكب إيفالد قلبه في الشعر والنثر. فخط أول مأساة دانمركية أصيلة سماها "رولف كراجي" (1770)، ويبلغ قمة الشعر الدنمركي في القرن الثامن عشر بمسرحية "موت بالدر" (1773) وهي دراما ملحمية بالشعر. على حتى جهده لم أته إلا بالكفاف، فاعتكف في عزلة ريفية، وراح يجتر سلسلة من الأوصاب، ثم أنعشه معاش من الحكومة آخر الأمر. وقد رد على الصنيع بتمثيلية "صيادي السمك" (1776) التي احتوت أغنية شعبية وطنية مطلعها "وقف الملك كرستيان إلى جوار الصاري العالي" التي أصبحت أنشودة الدنمركيين القومية المفضلة(36). وكانت دعوة إيفالد إلى المجد، ووداعه للحياة، ومات في 1781 إثر سقم طويل أليم غير متجاوز الثامنة والثلاثين. ويعد السكندنافيون "من أعظم شعراء الشمال الغنائيين، بل من الممكن أعظمهم قاطبة"(37).

وبتقدم القرن الثامن عشر أصبح التقدم السياسي للدنمرك جزءاً من الدراما الحديثة المتصلة أبداً بين التنطقيد المتوارثة والتجربة. وقد مزج كرستيان السادس (حكم 1730-46) بين القوى المتعارضة. فدفع هوووزراؤه التنمية الاقتصادية قدماً باستجلاب الغزالين والنساجين لإنشاء صناعة النسيج، وبتكوين الشركات القومية للاتجار مع آسيا وأمريكا، وبفتح مصرف كوبنهاجن (1744). ونشروا التعليمين الابتدائي والثانوي، وأسسوا الأكاديميات لتشجيع الأدب والفهم. على أنهم جددوا قانوناً قديماً يلزم بحضور بخدمات الصلات اللوثرية، وأغلقوا جميع المسارح وساحات الرقص، ونفوا الممثلين، ومنعوا الحفلات التنكرية.

وأبقى فردريك الخامس (حكم 1746-66) ابن كرستيان على هذه القوانين ولكنه خفف من وطأتها بروحه اللطيفة وحبه للذات الحسية. ففي 1751 استقدم من هانوفر يوهان هارفنج أرنست فون بيرنشتورف، الذي وفق وهورئيس للوزراء في حمل مستوى الأمانة والكفاءة في الإدارة، وأصلح شأن الجيش والبحرية، وأبعدهما عن حرب السنين السبع، وحرك مياه الثقافة الدنمركية الراكدة بجلب الأساتذة والشعراء والفنانين والفهماء؛ وقد رأينا كلويشتوك يقبل هذه الدعوة. وفي 1767 توج الكونت فون بيرنشتورف سياسته الخارجية السلمية بإقناع كاترين الكبرى بتوقيع اتفاقية نزلت بمقتضاها للدنمرك عن هولشتين-جوتورب.

ومات فردريك الخامس في الثالثة والأربعين (1766) بعد حتى أنهكته لذاته. وقد زوج ابنه كرستيان السابع (حكم 1766-1808) على عجل وهوبعد في السابعة عشرة من كارولين ماتيلدا أخت جورج الثالث ملك إنجلترة، وقد أفاضت إشراقاً على حياة العاصمة الاجتماعية، ولكن زوجها نصف المجنون أهملها إيثاراً لحياة الخلاعة، وانزلقت كاترين إلى غرام مأساوي من طبيب البلاط يوهان فريدريش شتروينزي. وكان ابناً لأستاذ لاهوت في هاله، فدرس فيها الطب، وفقد إيمانه الديني كما يفقده أكثر الأطباء. وقد دان بحظوته عند الملك لبراعته في علاج العواقب الاكلينيكية لغراميات الملك، وعند الملكة لتوفيقه في الأتيان بكرستيان السابع إلى فراشها بما يكفي لإنجاب وريث للعرش. فلما تردى عقل الملك في درك الاكتئاب وعدم المبالاة، وزادت سلطة الملكة في الحكومة، وسمحت لطبيبة بإدارة سياستها كما سمحت له بالاستمتاع بحظوتها فغدا (1770) حاكم الدولة العملي. وخرجت الأوامر من القصر الملكي ممهورة من شتروينزي باسم الملك "غير المتمال قواه العقلية". وطرد برنشتورف، فاعتكف بهدوء في ضياعه بألمانيا.

وكان شتروينزي قد قرأ مؤلفات جماعة "الفلاسفة" الفرنسيين، وعلى مبادئهم نوى حتى يشكل الحياة الدنمركية من جديد. فألغى استغلال النبلاء لامتيازاتهم، وأنهى الرقابة على المطبوعات، وأسس المدارس، وطهر المصالح الحكومية من الرشوة والاستغلال، وأعتق الأقنان، وحرم التعذيب القضائي، وأعرب التسامح لجميع الأديان، وشجع الآداب والفنون، وأصلح القانون والمحاكم والبوليس، والجامعة، والمالية، ووسائل حفظ الصحة البلدية... ثم ألغى معاشات كثيرة تخفيفاً من الدين العام، ورصد دخول المؤسسات الدينية للإنفاق على الأغراض العامة.

"ولكن النبلاء تآمروا ليسقطوه، واستغلوا حرية النشر لاستنزاف شعبيته.

وكره الأتقياء من الدنمركيين التسامح الديني لأنهم رأوه كفراً، ورددت أحاديثهم عن شترونيزي أنه أجنبي دخيل ليس لسلطته سند غير فراش الملكة. وفي 17 يناير 1772 أقنع لفيف من ضباط الجيش الملك بأن شتروينزي والملكة يبيتان قتله فسقط أمراً بالقبض عليهما. ورحلت كارولين إلى كرونبورج قلعة هاملت. أما شتروينزي فألقي في السجن، وبعد خمسة أسابيع من المعاناة اعترف بزناه مع الملكة. وفي 28 أبريل 1772 بتر إرباً على مقصلة على مرأى من جمهور محبذ لهذا العقاب. وسمح لكارولين بعد إلحاح جورج الثالث بالاعتكاف في تسليله بهانوفر، حيث ماتت فيعشرة مايو1775 وهي بعد في الرابعة والعشرين.

وقلد المتآمرون الفائزون الحكم لأوفى جولد برج، المفهم الخاص للأمير فردريك. وقد قاد جولدبرج خلال اثني عشر عاماً من الحكم حركة انتفاض وطنية على النفوذ الأجنبي في الحكومة واللغة والتعليم، وفتح باب المناصب للعامة، وأعاد القنية، والتعذيب القضائي، وسيادة الكنيسة اللوثرية، والتوجيه الديني للجامعة. ووكلت الشئون الخارجية لأندرياس بيتر فون برنشتورف، ابن أخي الكونت فون برنشتورف ومحسوبه. فلما نصب الأمير فردريك نفسه وصياً (1784) طرد جولدبرج: وأصبح أندرياس فون برنشتورف رئيس الوزراء وظل كذلك إلى يوم مماته. وبإرشاده الحكيم ألغيت القنية الثانية (1787)، وأنهيت النخاسة في المملكة الدنمركية، وأطلقت حرية القيام بالمشروعات الاقتصادية. فلما توفي برنشتورف (1797) كانت الدنمرك قد ثبتت أقدامها على الطريق إلى ذلك الرخاء السلمي الذي جعلها محسودة من العالم كله.

القرن 19

حروب نابليون

معركة كوبنهاجن, [1801].

لم تثر أخبار سقوط الباستيل دهشة كبيرة لدى الدنمركيين الذين كانوا بالعمل منذ سنة 1772 قد ألغوا القنانة (عبودية الأرض) والتعذيب في أثناء المحاكمة وأصلحوا القانون والمحاكم والشرطة وطهروا مجال الخدمة المدينة من الرشوة واستغلال النفوذ وأعربوا حرية العبادة لكل الأديان وشجعوا الأدب والفن• وكان الدنمركيون ينظرون إلى أسرتهم المالكة كأساس استقرار وسط صراع الطبقات وتقلبات السياسة• وعندما هاجم الجمهور الباريسي الملك لويس السادس عشر، وبعد الحكم عليه بالإعدام - رغم أنه أي لويس السادس عشر كان كالملك الدنمركي مؤيداً لاتخاذ إجراءات ليبرالية، كان الدنمركيون متفقين مع مليكهم على أنهم ليسوا في حاجة إلى هذا الانفعال (العنف). وسرعان مانظر الدنمركيون بتسامح إلى نابليون لتهدئته الثورة وإعادته النظام في فرنسا، فرفضت الدنمرك الانضمام لتحالف مضادٍ له.

بل على العكس فقد تحدت الحكومة الدنمركية نادىوي الأدميرالية البريطانية بحق قباطنتها في الصعود إلى أي سفينة متجهة إلى فرنسا والبحث عن البضائع المهربة فيها• وفي مناسبات عديدة في سنتي 1799 و1800 اعتلى القباطنة البريطانيون سفنا دنمركية وقبض أحدهم على سبعة تجار دنمركيين ممن قاوموه واحتجزهم في ميناء بريطاني. وفي أغسطس سنة 1800 نادى القيصر بول الأول Czar paul I ملوك بروسيا والسويد والدنمارك للانضمام إليه في العصبة الثانية للحياد المسلح بهدف مقاومة تفتيش البريطانيين للسفن المحايدة. وفي 16 و18 ديسمبر سنة 1800 سقطت القوى البلطيقية الأربع إعلان مبادئ وافقوا بمقتضاه على الدفاع عن الآتي:

  1. لكل سفينة محايدة الحق في الإبحار بحرية من ميناء إلى ميناء على سواحل الدول المتحاربة.
  2. البضائع التي تخص رعايا القوى المتحاربة - باستثناء المهربة - لا يجوز التفتيش عليها إذا كانت على متون سفن تمتلكها دول محايدة.

وكان إعلان قائد السفينة (المحايدة) حتى السفينة أوالسفن التابع للبحرية الملكية أوالإمبراطورية ليس في حمولتها بضائع مهربة - يكفي لمنع أي تفتيش.

أعرب نابليون عن اغتباطه بهذا الإعلان ، ونادى بول الأول فرنسا للانضمام إلى روسيا في غزوالهند للقضاء على السيطرة البريطانية هناك. وأحست إنجلترا حتى النزاع وصل إلى نقطة حرجة لأن الأساطيل المشهجرة للقوى المحايدة وفرنسا يمكن حتى تنهي السيطرة البريطانية على البحار التي هي - أي هذه السيطرة - المانع الوحيد الذي يمنع نابليون من غزوإنجلترا، فانتهت الحكومة البريطانية إلى حتى الحل الوحيد هوالاستيلاء على الأسطوال الدنمركي أوالروسي أوتدميره• ومن الأفضل حتى يلحقوا هذا بالأسطول الدنمركي لأن الهجوم على روسيا قد يتيح للأسطول الدنمركي الهجوم على مؤخرة الأسطول البريطاني.

وفي 21 مارس 1801 غادر أسطول بريطاني بقيادة السير هايد باركر Hyde Parker، ميناء يارموث Yarmouth مزودًا بتعليمات للتوجه إلى كوبنهاجن ومطالبة الدنمرك بالانسحاب من عصبة الحياد المسلح وفي حالة الرفض يقوم الأسطول الإنجليزي بالاستيلاء على الأسطول الدنمركي أوتدميره• وكان الأدميرال المساعد هوهوراتيونيلسون Horatio Nelson وكان في الثانية والأربعين من عمره، وكان هوالقائد الثاني، وكان مستاء من تبعيته للأدميرال باركر البالغ من العمر اثنين وستين عاما والذي أظهر ميلا للحذر من ميل نيلسون للخروج عن قيادته.

Scandinavism

ووصلا إلى الساحل الغربي لجوتلاند Jutland في 17 مارس وأبحرا بحذر شمالا وحول رأس شجيراك Shaggerak لشبه الجزيرة ثم جنوباً في خليج كتيجات Kattegat الكبير إلى جزيرة سجالاند Sjaelland ومن ثم عبرا المضيق الضيق بين هالسنجبورج Halsingborg السويدية وهلسنجور Helsingor الدنمركية فأطلق عليهم حصن كرونبورج Kronborg مدافعه، فاتجه الأسطول البريطاني جنوبا في المضيق حيث مضيق آخر هوأضيق المضايق جميعا فبدت كوبنهاجن منيعة يحميها الأسطول الدنمركي والحصون - لقد كان هناك سبع عشرة سفينة مصفوفة في خط من الشمال إلى الجنوب، وكان جميع منها مسلحا بمدافع يتراوح عددها بين عشرين وأربعة وستين مدفعا• وقرر الأدميرال باركر حتى سفنه الكبرى حجما ذوات الغاطس الأعمق من سفن نلسون لا يمكنها دخول هذا المضيق ذي المياه الضحلة، دون خطر الارتطام بالأرض أوالتعرض للتدمير فانتقل نلسون بفهم قيادته من السفينة سانت جورج إلى السفينة إليفانت وقاد إحدى وعشرين سفينة أصغر من سواها في المضيق ركزها في لقاءة السفن والحصون الدنمركية مباشرة• لقد دارت المعركة (2 أبريل 1801) وكل طرف منهما عى مقربة من الطرف الآخر حتى كادت جميع طلقة أوقذيفة تحمل معها الدمار أوالموت وقد حارب الدنماركيون بشجاعتهم المألوفة، وحارب الإنجليز بنظامهم المعهود ومهارتهم في التصويب• وكادت جميع سفينة من السفن المشهجرة في القتال تتعرض لخطر شديد، وبدا موقف نيلسون حرجاً جداً حتى إذا الأدميرال باركر أشار إليه بالإشارة رقم 39 الشهيرة والتي تعني التراجع• وثمة رواية إنجليزية تذكر حتى نيلسون راح ينظر للإشارة بإمعان بعينه المصابة بالعمى، وعلى أيه حال فقد أقسم في وقت لاحق أنه لم ير أبدا الإشارة التي تأمر بالتراجع، فواصل القتال• ونجح المغامر الكبير ، فراحت السفن الدنماركية تهوي غارقة أوتصبح غير صالحة للقتال• وعرض نيلسون وقف إطلاق النار فقبل طلبه، وكان نيلسون - كنابليون - يستخدم الدبلوماسية إلى جانب الحرب لتحقيق غرضه، فاتجه إلى الساحل لمناقشة شروط السلام مع فريدريك الوصي على العــرش الدنمركــي وولــي العهــد• وكــان الأميــر قــد تلقى أخبارا مفادها حتى القيصر بول الأول قد اغتيل (23 مارس 1801) وأن عصبة الحياد المسلح قد انهارت، فوافق على الانسحاب منها• وأكدت الحكومة البريطانية الاتفاق الذي سقطه نيلسون، وعاد إلى نصر آخر، فقد دعته الأمة (1805) لينقذ السيادة البريطانية على البحار في معركة الطرف الأغر.

ونجت الدنمرك واحترمتها إنجلترا كما كانت تحترمها سائر دول أوروبا ، وظلت هذه المملكة الصغيرة طوال الست سنوات التالية تُناضل للحفاظ على حيادها بين بريطانيا العظمى وروسيا اللتين تسيطران على البحار المجاورة، والجيوش الفرنسية التي تَعِسّ في الأراضي المجاورة لهذه الشبه جزيرة التي يعمها الاضطراب• وكان الدنمركيون بشكل عام يميلون لنابليون لكنهم امتعضوا بسبب إلحاحه عليهم لمزيد من الانحياز له• وبعد سلام تيليسيت Tilsit أوفد نابليون رسالة إلى الحكومة الدنمركية ملحاً على ضرورة منع أي بضائع إنجليزية، ومطالباً بتعاون أسطول الدنمرك الجديد مع الفرنسيين.

والآن - كما كان الأمر في سنة 1801 - أخذت الحكومة البريطانية بزمام المبادرة وأوفدت أسطولاً كبيراً على متون سفنه 000،72 مقاتل إلى المياه الدنمركية (26 يوليو1807) متذرعة بأن عملها هذا لا هدف له إلا تحقيق السلام ، وحذَّر وزير الخارجية البريطاني جورج كاننج حكومته من حتى نابليون كان يخطط لضم الأسطول الدنمركي إلى أسطول آخر في محاولة لإنزال جنود في سكتلندا أوإيرلندا ، وفي 28 يوليوأصدر كاننج تعليمات لممثلي الحكومة البريطانية في الدنمرك بإعلام ولي العهد الدنمركي أنه من الضروري لأمن بريطانيا العظمى حتى تتحالف معها (أي الدنمرك) وأن تضع أسطولها تحت تصرف الحكومة الإنجليزية. ورفض ولي العهد الدنمركي واستعد للمقاومة، فحاصرت السفن البريطانية سجالاند Sjaeland وأحكم الجند البريطانيون الحصار حول كوبنهاجن، وتعرضت المدينة لقذف بالمدفعية من البر والبحر (2-5 سبتمبر 1807) وكان القصف عنيفاً لدرجة حتى الدنمركيين سلَّموا لإنجلترا جميع أسطولهم: 28 سفينة كبيرة وعشر فرقاطات وأربع وعشرين سفينة صغيرة. ومع هذا فقد واصلت الدنمرك الحرب وظلت منحازة لفرنسا حتى سنة 1813.

الإبداعات الفهمية والأدبية للدنمارك

الفهم

وفي أثناء الحروب بل وبإلهام منها في غالب الأحيان - قدم الدنمركيون إسهامات مهمة في العلوم والآداب والفنون. لقد اكتشف هانز كريستيان أورستد Oersted (1777- 1851) حتى إبرة ممغنطة (على محور) ستعود عند الزوايا القائمة إلى الطرف الآخر حاملة تياراً كهربيا. ودخلت الحدثة (أورستد Oersted) إلى جميع اللغات الأوروبية والأمريكية لتعني وحدة القوَّة في مجال مغناطيسي (وحدة شدّة المجال المغناطيسي)• لقد أسس أورستد فهم الكهرباء المغناطيسية خلال ثلاثين عاماً من التجارب.

الأداب

وكان نيكولاي جرندتفج طوال عمره البالغ ثمانية وتسعين عاماً يبذل جميع جهده ليكون لاهوتياً متحرراً وأسقفاً وفيلسوفاً ومؤرخاً ومربّيا مبنادى ورائداً في دراسة الحكايات الشعبية والتراثية من الآداب الأنجلوسكسونية وآداب سكندنافيا، وألَّف بعض القصائد الملحمية والأغاني والترانيم الدينية التي مازالت محبوبة في سكندنافيا.

الفنون

وكان للدنمرك في هذا العصر المفعم بالأحداث مسرح ناشط ، عملت كوميدياته على وخز مظاهر الانادىء على المستوى الاجتماعي، فسخر بيتر أندرياس هايبرج Heiberg (ع. 1758-1841) من التمييز الطبقي في مسرحيته (de vanner Og De vonner) فكثر أعداؤه بسبب ذلك حتى إنه لجأ إلى باريس طلباً للأمان فعمل في وزارة الخارجية الفرنسية مع تاليران، وقد أنجب ابنا هوجوهان (يوهان) لودفيج هايبرج (1971-0681) الذي كان له شأن كبير في المسرح الدنمركي في الفترة التالية.

وظهر في الأدب الدنمركي شاعران على الأقل تخطت شهرتهما حدود الدنمرك واللغة الدنمركية، ولا شك حتى جينز إيمانويل (عمانويل) باجسن Jens Immannel Baggesen (1746-1826) كان ذا شخصية جذابة وأسلوب رشيق. ولقد افتتن دوق أوجستنبورج Augustenburg بأشعاره الأولى ، فدفع للشاعر الشاب تكاليف زيارته لألمانيا وسويسرا. وقابل جينز كلاً من فيلاند ، وشيلر، وهيردر وكلوبستوك، وأحس بتطلعات روسّوالرومانسية، وسعد بالثورة الفرنسية وابتهج لقيامها.

ودرس فلسفة كانط وسار في تيارها، ذلك التيار الذي أنعش الفلسفة الألمانية، وأضاف اسم كانط إلى اسمه وخط حصاد رحلاته وتأملاته في كتاب متاهة شاعر جوّال Labyrinthen eller Digtervandringer (1792) كاد يضارع فيه لورنس ستيرن Laurence Stern فكاهةً وفيضَ مشاعر. ولما عاد للدنمرك تخلّى عن إثارة فيمار وباريس، وعاش في فرنسا في الفترة من 1800 إلى 1811 يراقب نابليون وهويصوغ النظام من الحرية ويحول الجمهورية إلى إمبراطورية (المقصود يحول النظام الجمهوري إلى نظام إمبراطوري أوملكي). وفي سنة 1807 ألف قصيدة حيوية (الشبح ونفسه Gjengengeren og ban Slev) عرض فيها بذكاء وعمق تأرجحه بين المُثل الكلاسية من نظام وانضباط وحقيقة من ناحية، والاعتدال والتطلع الرومانسي إلى الحرية والخيال والرغبة من ناحية أخرى• وفي سنة 1811 أصبح أستاذاً في جامعة كيل Kiel ، وبعد ذلك بعامين ولج في معركة حامية مع أعظم شعراء الدنمرك.

لقد عاش آدم جوتلوب أولنشليجر Adam Gottlob Oehlenschlager (ع. 1779-1850) حياة سعيدة - بشكل غير عادي - في فترة شبابه. كان والده ناظراً لأحد قصور الضواحي التي تحيط بها الحدائق والحقول، فاستمتع ابنه بحديقة يلعب فيها ومخطة يقرأ فيها وصالة يعرض فيها الأعمال الفنية، وحلق به خياله وتطلّع للعمل في مهنة التمثيل لكن صديقه هانز كريستيان أورستد Oersted جذبه إلى جامعة كوبنهاجن• لقد عاش خلال الفترة التي قذف فيها البريطانيون بمدافعهم الأسطول الدنمركي والعاصمة الدنمركية في سنة 1081، وأحس بتأثير الفيلسوف النرويجي هنريك ستيفنز Steffens، وأخيراً وصل إلى مكانته من الشهرة بإصداره مجموعة قصائد في سنة 2081 رسَّخت الاتجاه الرومانسي في الأدب الدنمركي.

وواصل معركته فأصدر مجموعة أشعار (1803) يوازن فيها بين حياة المسيح والتغييرات السنوية الحادثة في الطبيعة فأدانته الكنيسة الرسمية كحلولي (قائل بوحدة الوجود) مهرطق، لكن الحكومة الدنمركية كافأته بمنحة للسفر إلى ألمانيا وإيطاليا وفرنسا• وقابل جوته، وربما تفهم منه حتى يراجع ذاتيته الرومانسية. وفي ديوانه قصائد شمالية، 1807 (Nordiske Digte) استوحى الميثولوجيا الأسكندنافية بملحمة تحتفي برحلات الرب تور Thor، ودراما عن هاكون جارل Haakon Jarl الذي حكم النرويج من سنة 790 إلى سنة 799 وخاض معركة خاسرة للقاءة انتشار المسيحية. وعندما عاد أولنشليجر إلى كوبنهاجن (1809) استقبلته الدوائر الأدبية كأعظم شاعر دنمركي.

وانتهز فرضة شهرته وشعبيته فنشر سلسلة من الأعمال المتعجلة ، فانتقده جينز بجسن Beggesen علناً ذاكراً حتى أعماله تتسم بتدني المستوى والإهمال• واستعر الخلاف، ولم يدافع فيه أولنشليجر عن نفسه كثيرا، إلا حتى أصدقاءه - على أية حال - تولوا هذه المهمة عنه وتحدوا بجسن Baggesen بدخول مبارزة في شكل نقاش أومناظرة باللغة اللاتينية. وفي هذه الأثناء نشر أولنشليجر عمله (Helge and Den Lille Hyrdedreng) فرحب بجسن Baggesen به لأنه عودة آدم القديم. وفي سنة 1829 توّج أولينشليجر في لوند كأمير للشعراء، وقام بتتويجه تجنر Esaias Tegner وفي أربعة نوفمبر 9481 امتدحه الشعراء المعاصرون في عيد ميلاده السبعين واصفينه بأنه آدم جبلنا المقدس (The Adam of our Parnassus) وفي مضمار الفن قدمت الدنمرك لأوربا نحاتا لم يكن هناك من يضارعه عندما بلغ أوجه سوى كانوفا Canova.

إنه بيرتل ثوروالدسن Thorwaldsen (1770- 1844) الذي فاز بمنحة لدراسة الفن بأكاديمية كوبنهاجن واستقرفي سنة 1797 في روما التي كانت لاتزال راضخة لإنجيل فينحدثان Winckelmann في الفن الهيليني باعتباره هوالفن الذي يجب احتذاؤه (النموذج الأمثل). لقد لفت انتباه كانوفا، وحذا حذوه في نحت تماثيل لأرباب المعتقدات الوثنية ، كما نحت تماثيل للمشاهير المعاصرين له في أوضاع وملابس إغريقية أورومانية، وعلى هذا فقد وجدناه في سنة 1817 يقيم تمثالا نصفيا لبايرون على نسق أنطونيوس الوقور. وكان يلي كانوفا من حيث المكان كزعيم للمدرسة الكلاسية الجديدة في النحت وانتشر أسلوبه النحتي انتشارا كبيرا حتى إنه عندما غادر روما في سنة 9181 ليقيم في كوبنهاجن كان يلقى ترحيباً كبيرا في أثناء مروره بفينا وبرلين ووارسو. والآن (1819) وجدنا يصنع النموذج الذي احتذاه لوكاس أهورن Lucas Ahorn ونحته من حجر رملي (Lion of Lucerne) تخليدا لذكرى الحرس السويسري الذي توفي أفراده دفاعا عن لويس السادس عشر في سنة 2971• وتألمت كوبنهاجن عندما وجدته يغادرها مرة أخرى إلى روما. لكنها - في سنة 1838- احتفت مفتخرة بعودته• وكان في هذا الوقت قد حقق ثروة وهب جزءا منها لإقامة متحف لعرض أعماله التي كان من أشهرها تمثال له شخصيا ليس كلاسيا إذ أظهر فيه بدانته بأمانة• وتوفي في سنة 1844 ودفن في حديقة متحفه.

القرن 20

الحرب العالمية الثانية

During the German occupation, King Christian X became a powerful symbol of national sovereignty. This image dates from the King's birthday, 26 September 1940. Note the lack of a guard

ما بعد الحرب

انظر أيضا

  • قائمة ملوك الدتمارك
  • شجرة عائلة ملوك الدنمارك

قراءات إضافية

  • Derry, T. K. A History of Scandinavia: Norway, Sweden, Denmark, Finland and Iceland. Minneapolis: University of Minnesota Press, 1979. ISBN 0-8166-3799-7.
  • Lauring, Palle. A History of Denmark. 3rd ed. Copenhagen: Høst, 1995. ISBN 87-14-29306-4.

وصلات خارجية

  • Historical Atlas of Denmark [Bad link as of 2008-05-01.]
  • History of Denmark: Primary Documents
  • Review of Danish History
  • Sources on Danish history

المصادر

ول ديورانت. سيرة الحضارة. ترجمة بقيادة زكي نجيب محمود. Unknown parameter |coauthors= ignored (|author= suggested) (help)

تاريخ النشر: 2020-06-04 12:31:42
التصنيفات: Pages with citations using unsupported parameters, تاريخ الدنمارك

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

قرارات صادمة لمرتضى منصور بعد سقوط الزمالك في إفريقيا!

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:57
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 50%

بالصور.. متحف ديور الفريد والدائم يفتح أبوابه للجمهور

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:16:39
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 98%

رغم محاولات تمويه عدة.. واشنطن تضبط حمولة نفط إيرانية وتصادرها

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:16:24
مستوى الصحة: 77% الأهمية: 87%

4 مدن أوكرانية محاصرة.. وقوات روسيا على بعد 25 كلم من وسط كييف

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:16:12
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 85%

آخر تطورات حرب روسيا - أوكرانيا على تشيلسي.. تجميد بطاقات ائتمان اللاعبين!

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:58
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 61%

آليات ضخمة وقاذفات صواريخ و15 ألف جندي روسي .. "قافلة الموت" تقترب من كييف

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:59
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 59%

النادي الأهلي.. يتصدر التريند ومغردون «أنتم ملوك القارة»

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:36
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 67%

15 ألف درهم غرامة لامرأة بسبب أنت لا شيء

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:57
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

قد تسقط.. روسيا تحذر من تأثير العقوبات على المحطة الفضائية

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:16:11
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 90%

25 كيلومتراً فقط قبل وصول الجنود الروس لوسط العاصمة كييف

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:57
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 54%

ترتيب أتلتيكو مدريد قي الدوري الإسباني لكرة القدم بعد مباراة قادش

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:59
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 61%

كسر في العمود الفقري لحارس مرمى عالمي!

المصدر: الإمارات اليوم - الإمارات التصنيف: مجتمع
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:56
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 60%

اليوم .. آخر موعد لإرسال استمارات التقدم لامتحانات الدبلومات الفنية

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:17:22
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 58%

بالحرب العالمية.. أعدم الألمان هذا النوع من المسؤولين السوفيت

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:16:32
مستوى الصحة: 87% الأهمية: 87%

أميركا تفرض عقوبات جديدة على ملياردير روسي وشخصيات مقربة من بوتين

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-03-12 09:16:38
مستوى الصحة: 79% الأهمية: 86%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية