أوليات
الأوليات أوالحيوانات الأولية (بالانجليزيه:Protozoa) (باليونانية : protos = أول وzoon = حيوان ) وهي متعضيات وحيدة الخلية حقيقية النوى تظهر خواص تترافق عادة مع الحيوانات ، أهمها الحركية mobility ، والتمايز heterotrophy. تصنف عادة ضمن مملكة الطلائعيات Protista سوية مع الطحالب الشبيهة بالنباتات plant-like algae. وتعيش الأوليات في الأوساط المائية كالماء المالح أوالعذب أوسوائل أخرى كالدم ، حيث تستقر وتسبب ببعض الأمراض. تختلف الأوليات في الشكل والحجم ووسيلة الحركة.
والهدبيات Ciliata وهي ذات تنوع كبير من حيث الشكل والحياة في الأوساط المتنوعة المائية العذبة والمالحة. وهي من أكثر وحيدات الخلية تعقداً بنية وتخصصاً، تعد - من حيث الحجم - من وحيدات الخلية الحيوانية الكبيرة، لكن تراوح أبعادها بينعشرة ميكرون و3مم. تتحرك كلها بأهداب تتموج بحركات دورية متناسقة، لكن البالغ من بعضها يفتقر للأهداب. يعيش معظمها حياة حرة، لكن بعضها يعيش مشاركاً commensals حيوانات أخرى أومتطفلاً parasites عليها. تمتاز الهدبيات بحركتها، لكن بعضها متثبت، وبعضها الآخر يعيش في مستعمرات.
في بعض المخططات الحديثة السابقة كانت معظم الأشنيات تصنف مع النباتات Plantae المملكة النباتية وChromista ، في هذه الحالة يمكن تسمية مملكة الطلائعيات بمملكة الأوليات kingdom Protozoa. مع هذا فكان يفضل عدم اعتبارها حيوانات حقيقية لذلك نفضل تسميتها بالأوليات فقط وليس الاوليات الحيوانية.
أما حسب تصنيف 2009 في نظام المعلومات التصنيفي المتكامل، فإن الأوليات هي مجموعة شبه عرقية (أي أنها لا تضم جميع الأقارب الجينيين للمجموعة). ويشكلون "مملكة" قائمة بذاتها.
الخصائص
الحيوانات الأولية هي أبسط أنواع الكائنات الحية المعروفة. وتوصف هه الحيوانات بأنها كائنات غير خلوية (A cellular) لأن جسم الفرد فيها غير مقسم إلى خلايا كما هوالحال في الاسفنج وعديدة الخلايا ، ولكنها كثيرا ما توصف باسم الحيوانات وحيدة الخلية باعتبار حتى جسم الحيوان الأولي يشبه الخلية الواحدة في الحيوان عديدة الخلايا. ولكن يجب ألا يغيب عن بالنا حتى الخلية في الحيوان عديد الخلايا هي جزء مخصص لوظيفة خاصة كالحركة أوالإحساس أوالإفراز ، أما المادة الحية لحيوان الأولي فوحدة كاملة تقوم بجميع العمليات الحيوية دون تخصص وهذا ما لا يمكن للخلية الواحدة في الحيوان الكثير الخلايا حتى تقوم به. كما حتى هجريب الحيوان الأولي في كثير من الأنواع أكثر تعقيدا عن هجريب الخلية في الحيوان عديد الخلايا ولذا يحسن حتى لا نسمي الحيوانات الأولية بوحيدة الخلية. وأغلب الحيوانات الأولية دقيقة الحجم يتراوح قطرها بين بضع ميكرونات (الميكرون 1/1000 مم) وبين ملليمتر واحد. إلا حتى بعضها كبير الحجم نسبيا ولكن هذه الأنواع الكبيرة يتكون الجزء الأكبر من جسمها من هيكل صلب غير حي.
تعيش أغلب الأوليات كأفراد مستقلة ويكون بعضها مستعمرات يتكون جميع منها من عدد من الأفراد يشبه الأفراد المستقلة وتتصل ببعضها بزوائد بروتوبلازمية فتكون من مجموعة الأفراد وحدة واحدة. والمعروف من الحيوانات الأولية يبلغ نحو20.000 نوع منها البسيط الهجريب كالأميبا ومنها ما معقد للهجريب كالهدبيات. والأوليات تختلف عن بعضها من حيث الشكل والعادات والموطن. وهي تعيش في المياه العذبة والمالحة والتربة الرطبة ويقاوم بعضها الجفاف لفترة طويلة. والكثير من الأوليات متطفل على الحيوانات والنباتات الأخرى ويسبب لبعضها أمراضا فتاكة. وتحوي بعض الأوليات مادة الكلوروفيل وتتغذى تغذية نباتية صرفة. وليس لبعضها شكل محدد بل يبرز من جسمها زوائد خيطية أوأنبوبية تتحرك بها وتحيط غداءها وللبعض الأخر شكل مغزلي أوبيضاوي أومستدير ويحمل بعضها سياطاً أوأهداباً للحركة ومنها ما ليس له أعضاء للحركة وهذه أنواع متطفلة. وقد يمر الحيوان الأولي بعدة أشكال في تاريخ حياته: الشكل الأميبي أوالسوطي أوالهدبي وغير ذلك ولبعض الأوليات هيكل خارجي جيري أوسيليسي. وللحيوان الأولي نواة واحدة منها ما له أكثر من نواة وتتكاثر الأوليات بالإنقسام الثنائي أوالكثير وقد يتكاثر بعضها تكاثرا يشبه التكاثر الجنسي.
الاكتشاف
لم تعهد الأوليات إلا بعد اكتشاف الميكروسكوب حيث قام ليڤنهوك بصنع ميكروسكوب قوة تكبيره 270 اكتشف به أوليات الماء العذب كالكاليوجلينا (1674) ثم الفورتسلا وكارشيزيام والبوليتوما والبراميسيوم (1674-1716). وفي سنة 1718 ظهر أول مؤلف عن الأوليات بقلم جوبلوت (Joblot) واكتشف روسل (Rosel) الأميبا (1755) وبعض الأوليات الأخرى. وكان گولدفوس (Goldfuss) أول من أطلق اسم الأوليات على هذه الحيوانات سنة 1817 ولكنه كان يضم معها بعض الجوفمعويات. وأغلب المؤلفات الحديثة عن الأوليات قام بها كالكنز (Calkins) الأمريكي ودوفلين (Doflin) الألماني.
صفاتها العامة
يحمل الهدبي عادة أكثر من نواة، واحدة منها على الأقل نواة كبيرة macronucleus، والأخرى صغيرة micronucleus، ويبدوحتى النواة الكبيرة مسؤولة عن الفعاليات الغذائية والتنامي development والمحافظة على البنى الظاهرة للحيوان، وهي تختلف من الناحية الشكلية في الأنواع المتنوعة. أما النواة الصغيرة فهي تشارك في التكاثر الجنسي.
يغطي جسمَ الهدبيات قشيرة pellicle رقيقة مؤلفة من غشاء الخلية فقط، وقد يحدث لبعض الأنواع قشيرة سميكة صلبة تشكّل درعاً حول الحيوان. أما الأهداب فهي قصيرة ومرتبة عادة في صفوف، قد تغطي سطح الحيوان بالكامل، وقد يقتصر وجودها على المنطقة الفموية منه، أوتصطف على شكل حزم. وتلتحم أهداب بعض الأنواع لتشكل صفيحة تسمى الغشاء المتموج undulating membrane، أولتُكَوِّن مجموعةً من الأغشية الصغيرة، يستعمل كلا النوعين في دفع الغذاء في البلعوم الخلوي cytopharynx للهدبي. وقد تندمج الأهداب في بعض المجموعات لتشكل خصلاً تسمى الذؤابات cirri تستخدم غالباً في تحرك الهدبيات الزاحفة.
الحركة
يتألف الجهاز الحركي عند الهدبيات من الأهداب التي تنتهي قاعدة جميع منها بجسيم حركي kinetosome يبقى تحت القشيرة، يبرز عن جميع من الأهداب لييف fibril ينثني تحت القشيرة ليتصل بلييف مجاور من الصف نفسه، فيتشكل بذلك صف من قواعد الأهداب. إلى غير ذلك يتشكل من الأهداب والجسيمات الحركية واللييفات الأخرى التابعة لذلك الصف ما يسمى الجملة المحركة kinety. ويبدوحتى للهدبيات جميعها- في فترة من مراحل حياتها - جمل محركة، حتى الأنواع التي تفتقر إلى الأهداب. كان يعتقد سابقاً حتى هذه الجمل تنسق ضربات الأهداب، ويبدواليوم حتى الأمر ليس كذلك، إذ تتم الحركة بموجةٍ من زوالِ الاستقطاب depolarization تسير على طول غشاء الخلية للمتعضية بما يشبه مرور السيالة العصبية على طول العصب.
التغذية
معظم الهدبيات كلية التغذي holozoic، ولبعضها فم خلوي cytostome يتمثل بفتحة بسيطة فقط، وفي بعضها يسبق الفم الخلوي أخدود فموي oral groove مهدب، كما في البارامسيوم، تحمل تيارات مائية - تولدها أهداب هذا الأخدود - الجزيئات الغذائية المجهرية نحوالفم. وللهدبي الديدينيوم Didinium خرطوم يلتقط فرائسه من البارامسيوم. أما الممصيات Suctoria فتقوم بِشَلِّ فرائسها، ثم تلتهم محتوياتها بوساطة لوامسها الأنبوبية، كما في بودوفريا Podophrya .
الدفاع والحس
تحمل بعض الهدبيات جسيمات صغيرة في السيتوبلاسما تحت القشيرة بين قواعد الأهداب تسمى الأكياس اللاسعة trichocysts (الشكلان 2 و4) وأكياساً سامة toxicysts تُطْلِق - لدى إثارة الهدبي - بنيةً خيطيةً طويلةً ومادة سامة تشل بها حركة الفريسة أوالحيوان المهاجم.
التكاثر
تلفت الهدبيات النظر بتكاثرها. فالبارامسيوم مثلاً يتكاثر فقط بالانشطار الثنائي binary fission، لكن ثمة أشكالٌ تتكاثر - من فترة إلى أخرى -جنسياً بطريقة الاقتران conjugation وبالإلقاح الذاتي autogamy.
ففي الانشطار الثنائي تنقسم النواة الصغيرة انقساماً عادياً إلى نواتين صغيرتين، تنتقل جميع منهما إلى إحدى نهايتي البارامسيوم، وتتطاول كذلك النواة الكبيرة، وتنقسم انقساماً عادياً أيضاً، يلي ذلك انشطار الحيوان إلى شطرين يحوي جميع منهما نواة صغيرة وأخرى كبيرة.
أما الاقتران فيتم باقتران موقت لفردين يتبادلان مادة الصبغيات . وفي أثناء الاقتران تنقسم جميع من النواتين الصغيرتين في الفردين المقترنين انقساماً منصفاً؛ لتعطي جميع منهما أربع نوى صغيرة فردانية الصيغة الصبغية haploid، تتلاشى ثلاث منها وتنقسم الرابعة الباقية أيضاً إلى نواتين فردانيتين صغيرتين يتم تبادل إحداهما من قِبَل الحيوانين المقترنين. تندمج النواتان - الجديدة والقديمة - مع بعضهما ليعود العدد الضعفاني من الصبغيات إلى النواة «المُخْصَبَة». لايلبث حتى ينفصل القرينان بعضهما عن بعض ليتابعا حياتهما العادية وكأن هذا التبادل في المادة النووية نَشَّط الحيوانين ليتابعا حياتهما بمجموع وراثي جديد.
أما الإلقاح الذاتي فيتم بإجراء إلقاح مشابه لما يحدث في الاقتران فيما عدا عدم التبادل النووي، إذ يتم اتحاد النواتين الصغيرتين الفردانيتين في الفرد نفسه بعضهما مع بعض ليتكون مدغم نووي synkaryon متشابه اللواقح homozygous.
التصنيف
تجمع الأوليات الآن في تحت عالم الأوليات التي تضم شعبة واحدة هي شعبة الأوليات.
-
شعبة الأوليات
- تحت شعبة البلازميات المتحركة A- Subphylum Plasmodroma.
- طائفة اللحميات Class Sarcodina.
- طائفة السوطيات Class Mastigophora.
- طائفة الجرثوميات أوالكيسيات Class Sporozoa.
- طائفة المتحولات أوالأميبات Class Amoeboids.
-
تحت شعبة حاملة الأهداب B- Subphylum Ciliophora.
- طائفة الهدبيات Class Ciliata
- طائفة الهدبيات الماصة Class Suctoria
- تحت شعبة البلازميات المتحركة A- Subphylum Plasmodroma.
وصنف الفهماء الأوليات تبعا لوسيلة الحركة إلى أربع مجموعات رئيسة وهي أوليات تتحرك بوساطة:
- الأقدام الكاذبة مثل الأميبا.
- الأهداب مثل البراميسيوم.
- الأسواط مثل التريبانوسوما.
- الإنزلاق مثل الپلازموديوم.
التنوع
من الأشكال الغريبة في الهدبيات يُذْكَر الستانتور Stentor ذوالشكل القمعي والنواة الكبيرة سبحية الشكل، والفورتيسِلا Vorticella ذوالشكل الجرسي والذي يتثبت على مرتكز بسويقة متقلصة، والأوبلوتِس Euplotes ذوالجسم المسطح الذي يتحرك بفضل ذؤاباته (الأهداب الملتحمة).
الهدبيات المتعايشة symbiotic
يعيش كثير من الهدبيات حياة تعايش مع أنواع أخرى من المتعضيات، لكن بعضها يتطفل على متعضيات أخرى ويسبب لها السقم. فالبالانتيديوم المعوية Balantidium coli تعيش في الأمعاء الغليظة للإنسان والخنزير والجرذ وكثير من الثدييات الأخرى .
ويبدوأنه توجد منها سلالات تنتقي مضيفها، كما يصعب انتنطق الهدبي من مضيف إلى آخر، الأمر الذي يتم عن طريق تلوث الغذاء أوالماء. فالهدبي عادة غير مُمْرِض nonpathogenic، لكنه في الإنسان يجتاح أحياناً مخاطية الأمعاء، ويسبب إسهالاً مشابهاً لما يُحْدِثُه المتحول الحال للنسج Entamoeba histolytica، وقد تصبح الإصابة خطرة وأحياناً مميتة. والإصابة بهذا الهدبي منتشرة في آسيا وإفريقيا وبعض أجزاء من أوربا، لكنها نادرة في أمريكا.
يذكر من الأنواع المتعايشة الأخرى من الهدبيات الأونتودينيوم Entodinium الذي يعيش في أمعاء المجترات ونيكتوثيروس Nyctotherus الذي يعيش في أمعاء الضفادع وشراغيفها. ويسبب الهدبي إكثيوفثيريوس Ichthyophthirius في أحواض تربية الأحياء المائية وعند أسماك المياه العذبة سقماً خطيراً يعهده مربوالأسماك باسم Ick الذي يسبب - طالما عدم معالجته - خسارة كبيرة لهم.
الممصيات Suctoria
الممصيات هدبيات تعيش صغارها- بفضل أهدابها- حياة سابحة حرة، لكن الأفراد البالغة منها تفقد أهدابها فتتثبت بوساطة سويقة متحولةً بذلك إلى الحياة المستقرة. إنها هدبيات من دون فم خلوي، لكنها تتغذى بلوامسها الطويلة الرفيعة التي تشبه الخيوط. يلتقط الممصي فريسته الحية - وهي عادة أحد الهدبيات - برأسِ واحدٍ من ممصاته أوبعدة ممصات، ويشلها. ثم تسيل سيتوبلاسما الفريسة عبر الممص الملتصق (الشكل 3). وأفضل مسقط للحصول على الممصيات هي الطحالب التي تعيش على أصداف السلاحف المائية، وأكثر الأنواع شيوعاً البودوفريا Podophrya (الشكل 3). ومن الممصيات الطفيلية يذكر التريكوفريا Trichophrya الذي يعيش في أمعاء عدد من اللافقاريات وفي أسماك المياه العذبة.
الأوليات والإنسان
تسبب بعض الأوليات أمراضا عدة تؤثر في حياتنا، وتؤدي الي خسائر بشرية ومادية، ومنها على سبيل المثال سقم الملاريا الذي يسببه الپلازموديوم ، وكذلك سقم الزحار الأميبي الذي يسببه نوع خاص من الأميبيا تسمى الأميبيا الطفيلية (الانتاميبا هستوليتيكا)..
المصادر
-
محمود, عبد العزيز (2008). اللافقاريات. القاهرة، مصر: مخطة الأنجلوالمصرية. Unknown parameter
|coauthors=
ignored (|author=
suggested) (help)
- ^ [http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=display_term&id=888&m=1الهدبيات , الموسوعة العربية
وصلات خارجية
- Berkeley.edu