أسرة شتراوس الموسيقية

أسرة شتراوس الموسيقية تجاوز أسرة شتراوس Strauss الموسيقية النمساوية في ڤيينا الخمسة أفراد موسيقيين شهروا بالاهتمام بتأليف موسيقى الڤالس Waltz (رسيرة شهيرة ثلاثية الإيقاع). من أشهر أفراد هذه الأسرة:

يوهان شتراوس الأب (1804 ـ 1849)

ولد يوهان شتراوس الأب Johann Strauss I في ڤيينا وتوفي فيها. مؤلف موسيقي وقائد أوركسترا وعازف كمان نمساوي، وهومؤسس «سلالة شتراوس» لمؤلفي الڤالس، ويعهد بيوهان شتراوس الأول تمييزاً له عن ابنه البكر يوهان. تفهم يوهان الأب العزف على الكمان وانضم عازفاً في فرقة لانر Lanner منذ عام 1819 حتى عام 1825. هجر فرقة لانر بعد ولادة ابنه الأول، وألَّف أوركسترا خاصة به. قدم أول مؤلفاته عام 1826 بأربع عشرة بترة للأوركسترا نالت إعجاب الجمهور في ڤيينا. وفي عام 1830 ذاعت شهرته مؤلف ڤالس بعد قيادته للفرقة التي كانت تعزف في قاعة Sperl، أشهر قاعات الرقص في ليوبولدشتات، وعهد هناك في مجال الموسيقى بـ «نابليون النمسا». ومع حتى الموسيقى التي كانت تُعزف في تلك الحفلات هي موسيقى راسيرة فقد كان من المألوف حتى تعزف كذلك أعمال أخرى مثل الفانتازيا والبولكا وغيرهما. ويُشاهد في «افتتاحيات» الڤالس عند شتراوس أسلوب افتتاحيات الأوبرا .

عُيِّن يوهان شتراوس رئيساً لفرقة موسيقى البلاط، وقام عام 1833 بجولات كثيرة في ألمانيا ومدن أوربية مختلفة. زار لندن عام 1838 وقدم 72 حفلاً، وعزف في احتفالات تتويج الملكة ڤكتوريا. تابع تجواله في أوربا ومات بالحمى القرمزية لدى عودته إلى ڤيينا. ألف 251 عملاً، منها 152 فالساً، و«مارش راديتسكي» Radetzky وهومن أشهر أعماله. وألَّف أيضاً رقصات مختلفة نشرها ابنه يوهان عام 1889.

يوهان شتراوس الابن (1825 ـ 1899)

ولد يوهان شتراوس الابن Johann Strauss II في ڤيينا وتوفي فيها. مؤلف موسيقي، وقائد أوركسترا، وعازف كمان، لقب بـ «ملك الڤالس» وهوأكبر أبناء يوهان الأول. لم يرغب أبوه حتى يحترف الموسيقى، فعمل في أحد البنوك. ظهرت موهبة يوهان الابن مبكرة، وكان يتفهم الموسيقى خفية بمعاونة والدته، فحذق العزف على آلة الكمان وهوفي السادسة من عمره. قاد عام 1844 أول حفل لأعماله مع فرقته المكونة من 24 عازفاً، كما قدّم بعض مؤلفات أبيه. ضم يوهان الابن فرقته إلى فرقة أبيه بعد وفاته، وبدأ جولة موسيقية في أوربا، زار فيها كلاً من فرنسا وپولونيا وألمانيا وروسيا وإنگلترا إضافة إلى جولاته في المدن النمساوية. وارتبط عام 1855 بعقد يقتضي بأن يقود الحفلات الموسيقية الصيفية التي تقام في حديقة بيتروبولوڤسكي Petropaulovsky في بيترسبورگ مدة عشر سنوات. عمل بعدها قائداً للحفلات التي أُقيمت في ڤيينا بين عامي 1863-1870، ثم سَلّم قيادة الأوركسترا لإخوته وتفرغ للتأليف. ألَّف شتراوس نحو400 ڤالس تعبر عن روح ڤيينا المرحة في تلك الفترة من عهد الامبراطور فرانس جوزيڤ الأول، وهي فترة رخاء وازدهار لعائلة هابسبورگ. زار يوهان الابن أمريكا عام 1872 وقدم حفلات في جميع من نيويورك وبوسطن. ألَّف للمسرح عدداً من الأوبريت وقدّمها في ڤيينا، من أشهرها الخفّاش Fledermaus ت(1874)، إلا أنه لم يبدع في هذا الشكل الموسيقي كما أبدع في الڤالس. تزوج ثلاث مرات كانت زوجته الأولى المغنية هنرييت تريفز Henriette Treffz، وبعد وفاتها تزوج الممثلة أنجيليكا ديتريش Angelika Dittrich واستمر زقابلما تسع سنوات. أما زوجته الثالثة فكانت أرملة رجل مصرفي تدعى أديل شتراوس Adele Strauss، وهي لا تمت له بقرابة على الرغم من اسم العائلة ذاتها.

كان يوهان شتراوس أحد أصدقاء فاگنر R.Wagner وأحد المعجبين به. وكان جميع من فاگنر وبرامز J.Brahms وآخرين من الموسيقيين، بمن فيهم شونبرگ A.Schoenberg من المعجبين بمقدرة شتراوس العالية في مجال تأليفه وما يتمتع به من أسلوب أنيق وذوق رفيع. تكمن أهمية شتراوس الرئيسة في أنه منح الفالس النمساوي شكله الكلاسيكي. وتكمن قوته الإبداعية في مقدرته على ابتكار اللحن, وموهبته في كتابة ألحان مرهفة، وتمتعه بأذن متمرسة في الانسجام (الهارموني) والتفاصيل الأوركسترالية.

خط يوهان شتراوس الابن كثيراً من أعمال الڤالس، من أشهرها «الدانوب الأزرق»، إضافة إلى: «حكايا من غابات ڤيينا» و«أصوات الربيع» و«خمر ونساء وأغنية» و«دماء ڤيينا» و«الڤالس الامبراطوري العظيم» و«ألف ليلة وليلة». كما ألّف أعمالاً من الأوبريت مثل: «كرنڤال روما» (1873) و«كاليوسـتروفي ڤيينا» (1875) و«البارون الغجري» (1885) و«ليلة في البندقية» (1883) وباليه «سندريلا» (1899)، هذا إضافة إلى أعمال موسيقية مختلفة أخرى.

جوزيف شتراوس (1827 ـ1870)

ولد جوزيف شتراوس في ڤيينا وتوفي فيها. وهوالابن الثاني ليوهان شتراوس الأول، صار مهندساً معمارياً متميزاً إلى جانب دراسته للتأليف الموسيقي وقيادة الأوركسترا والعزف على الكمان سراً. كانت بداياته مؤلفاً وقائداً للأوركسترا عام 1853 حين قاد أول مجموعة فالسات من تأليفه. اشهجر مع أخيه يوهان في قيادة الأوركسترا مدة عامين حتى عام 1862. سافر جوزيف إلى بريسلان Breslan عام 1869 بعد حتى شكل أوركسترا خاصة به, وتوجه بعدها إلى بافلوفسك.

عانى جوزيف شتراوس من مشكلات صحية عصبية، وعلى الرغم من نصيحة الأطباء لـه بأن يعيش حياة هادئة، إلا أنه انغمس بحياة صاخبة، وساءت صحته بعد عام 1870 في أثناء تجواله الفني في وارسوعقب شجار مع بعض ضباط الجيش الروسي لعدم تلبية طلبهم في حفلة عامة، أدى إلى انهياره التام، ومن ثمّ إلى وفاته.

ربطته علاقة قوية بكل من فاگنر، وليسْت Liszt. ألف جوزيف شتراوس نحو283 عملاً موسيقياً من الفالس والبولكا والأوبريت. ومن أبرز أعمالـه البولكـا «Dynamiden» رقم العمل 173 الذي أخذه ريتشارد شترواس في لحن ڤالس في أوبراه Der Rosenkavalier.

لم تحمل مؤلفاته بريق أعمال أخيه يوهان وعفويتها، إلا أنها اتسمت بشاعرية ورومنسية خاصة. وتعد بعض أعماله ذات قيمة موسيقية مهمة، ويحمل بعضها تأثيرات شوبان Chopin وشوبرت Schubert وبرليوز Berlioz وليسْت.