رحم النبات
رحم النبات archegonium، (من اليونانية arche = بداية، gone = إنسال)، هوعضوالتكاثر المؤنث في النباتات البريوية والتريدية وبعض عاريات البذور مثل السيكاسيات والصنوبريات، التي تشكل بمجموعها ما يعهد باسم النباتات الرحمية archegoniatae. الرحم النموذجي قاروري الشكل، يتكون من رقبة ضيقة ذات طبقة خلوية واحدة أوأكثر، وبطن عريض تتوضع بداخلة البيضة تعلوها خلية قنوية بطنية، تليها بضع خلايا قنوية رقبية. ومع نضج الرحم تضمحل جميع الخلايا القنوية لتشكل سائلا يعمل على جذب النطاف كيميائيا وتسهيل حركتها إلى البيضة الموجودة في بطن الرحم. إذا بنية الرحم المحاط بغلافه الخلوي العقيم والذي يحمي البيضة من عوامل الوسط الخارجي، تميزه عن بنية العضوالتكاثري المؤنث في جميع من الطحالب والفطريات.
النباتات البريوية
يختلف توضع الأرحام في البريويات المشرية Bryophyta من جنس لآخر: فقد تبدوالأرحام معلقة البطون مدلاة الرقاب في أسفل قرص حامل الأرحام Archegoniophore، مثبت بدوره على سطح المشرة العرسية أحادية الجنس. وقد تتوضع بطون الأرحام ضمن كؤيسات محمولة على سطح مشرة أحادية الجنس وتبرز رقابها على سطح الكؤيس. أما في النباتات البريوية الفارعية الراقية فتتوضع مجموعات الأرحام في قمة الساق أوعلى قمم الفروع الجانبية. يتكون الرحم المغمور في المشرة من بطن يحوي البيضة، وخلايا قنوية بيضية ورقبية من دون أي غلاف يحيط بها، وتغلق فوهة الرحم بخلية غطائية عائدة للمشرة العرسية تزول مع النضج. يحمل رحم النباتات البريوية الراقية رقبة طويلة تضم من 10-30 خلية قنوية (الشكل -2). أما النبات البوغي المتشكل حديثا فيحمل عليبة صغيرة مرتفعة فوق سويقة طويلة، وقد غطيت ببقايا الجزء السفلي العريض المتمزق من الرحم، والذي يسمى البرقع Calyptra.
النباتات التريدية
تنقسم الأرحام في النباتات التريدية Pteridophyta إلى ثلاثة أنواع:
- الأول: تبدوفيه الأرحام مغمورة البطون في نسج مشرات كبيرة الحجم، خنثوية، تتشكل من إنتاش أبواغ متماثلة، تنموتحت الأرض كليا أوجزئيا متعايشة مع الفطريات.
- الثاني: تتوضع فيه الأرحام داخل أبواغ في داخلها مشرات صغيرة مرجعة أحادية الجنس: المذكرة منها تتشكل داخل البوغة الصغيرة، والمؤنثة تتشكل داخل البوغة الكبيرة، حيث تحمل رحما واحدا أوعدة أرحام.
- الثالث: تتشكل فيه الأرحام، في أجناس السراخس الراقية من رتبة بتيريدال Pteridales على المشرة العروسية الخضراء قلبية المظهر، ذاتية التغذية، خنثوية، وذلك بوقت متأخرقد يكون عادة بعدما تكون المناطف المتوضعة على المشرة ذاتها قد تفتحت. ينغمر بطن جميع رحم في خلايا المشرة، بينما تبرز رقبته بخلاياها الأربع فقط فوق سطحها لتتلقى النطاف بالتصالب من مشرات أخرى.
عاريات البذور
تبدأ سيرة تشكل المشرة العرسية المؤنثة في هذه الزمرة مع ظهور الأعداد الكبيرة من النوى الحرة أحادية الصيغة الصبغية (من 1000-2000 نواة)، حيث تتوضع من دون حواجز حول فجوة مركزية ضمن البويضة ovul. وبعد ظهور الحواجز بين النوى تتشكل المشرة المؤنثة (الإيندوسبرم مع الأرحام التي تتوضع في الجزء العلوي)، ويرى بعضهم حتى الوضع النهائي للمشرة يشبه مشرة السراخس الراقية قلبية المظهر. يتفاوت عدد الأرحام عادة من 1-8 في معظم بويضات عريانات البذور، وقد يصل هذا العدد الى 200 رحم في أجناس الفصيلة السروية وغيرها، حيث تبدومتراصة أومتباعدة لتشكل «معقد» الأرحام، التي تتلقى الأغذية من الإيندوسبرم عبر ثقوب عدة تتوضع على الجدران الخلوية لهذه الأرحام. ومع ذلك تقتصر أجناس الصنوبريات على رحمين فقط في بويضاته.
تبدوبنية الرحم في الصنوبريات مبسطة جدا مقارنة مع التريديات. إلى غير ذلك تتراجع خلايا الرقبة الى عدد يراوح من 2-16 خلية فقط، ويتوضع في بطن الرحم بيضة نامية وخلايا قنوية قليلة التطور وسريعة التفكك.
كاسيات البذور
لا تنتمي هذه الزمرة الكبيرة إلى النباتات الرحمية لعدم احتواء أجناسها على الأرحام. إلى غير ذلك يستبدل الرحم في بويضة المغلفات بكيس جنيني ثماني النوى، إحداها تشكل البيضة التي تعطي الجنين بعد اللقاح.
ونلاحظ خاصية انعدام الأرحام أيضا في جنسين من عريانات البذور، ويعد جنس گنيتوم صلة الوصل بين عريانات البذور ومغلفاتها. إلى غير ذلك تتعدد النوى في المشرة العروسية المؤنثة (الإيندوسبرم) داخل بويضة هذا الجنس لتزيد على الثمان من دون حتى يلاحظ أي مظهر رحمي فيها، وتمثل هذه الظاهرة إرجاعا كبيرا للعضوالتكاثري المؤنث أما الالقاح فيحصل لإحدى هذه النوى لإعطاء الجنين.
المصادر
- ^ غسان عياش. "الرحم في النبات". الموسوعة العربية. Retrieved 2013-01-23.
المراجع
- غسان عياش، الرحميات (التصنيف والتعضي والتكاثر) (منشورات جامعة دمشق 1982).
- يوسف بركوده وغسان عياش وبسام الأعرج، الرحميات (منشورات جامعة دمشق 1997).
- E.V.Sergevskaia, Higher Plant Classification (Practical-Course, Sant- Petersburg, Russia 1998).
- Carl. L.Wilson, Botany, Revised edition (New York 1957).