روح القوانين

عودة للموسوعة

روح القوانين

روح القوانين
The Spirit of the Laws
الطبعة الأولى. جنيڤ: باريو، 1750
المؤلف مونتسكيو
البلد فرنسا
اللغة الفرنسية
الموضوع القانون
الصنف غير خيالي
تاريخ النشر
1748
نـُشـِر بالعربية
1756
نوع الوسائط ورقية
سبقه الرسائل الفارسية (1721)
نظرات في مسببات عظمة الرومان وسقوطهم (1734)

روح القوانين (بالفرنسية: De l'esprit des lois، بالإنگليزية: The Spirit of the Laws) تأليف الفيلسوف الفرنسي مونتسكيو(1689 - 1775) وهودراسة في الفصل بين السلطات صدر في عام 1748.

وهويُعرِّف القوانين بأنها (العلائق الفردية التي تنبع من طبيعة الأمور)، ومن هذا التعريف انطلق مونتسيكومحاولاً رسم عدد من العلائق المستقرة للناس بين المؤسسات السياسية والقانونية.. وكما نعهد فأن منتسكيوهوصاحب المبدأ الشهير في الفصل بين السلطات الثلاث - السلطة التطبيقية والسلطة القضائية والسلطة التشريعية، مؤكداً ضرورة حتى تظل هذه السلطات مستقلة واحدة عن الأخرى.. من وجهة نظر سوسيولوجية سايكولوجية فإن هذه النظرية تستند على أساس فاعلية التوازن ذلك لأن الأفراد، كالمجموعات، سريعاً ما يلجأون لاساءة استغلال السلطات، ولذلك ينبغي حتى توزع هذه السلطات حتى يتسنى المحافظة على توازنها. وفي كتابه ( روح القوانين ) يرى مونتسكيوفي فصل السلطات الحل المؤسسي الوحيد للحرية والسياسة.

وهوأحد كبار الفلاسفة الفرنسيين أزعجه سوء الإدارة وفساد النبلاء , وتحول الحكم الى حكم استبدادي قضي على القنوات الوسيطة بين الملك والشعب حتي أصبح القانون هوما يطابق إرادة الملك – وكان مونتسكيويكره الاستبداد كراهية شديدة . مما جعله يحلل الأوضاع الدستورية التى تكفل الحرية الشخصية لذلك تفهم القوانين المتنوعة غربية وشرقية قديمة وحديثة سافر إيطاليا والنمسا والمجر وسويسرا وهولندا ودرس قوانينها وجمع مادة قانونية ضخمة ثم زار انجلترا وقضي بها عامين وحضر جلسات البرلمان وأعجب بالدستور الانجليزي – وبعد عشرين عاما من البحث أصدر كتابه "روح القوانين " عام 1748 في مجلدين وطبعة في جنيف خوفا من الرقابة الفرنسية وبعد ذلك أصدرت الحكومة قرار بمنع تداوله .

خلفية

مضت أربعة عشر عاماً بين ظهور كتاب "النظرات" وكتاب "روح القوانين" بدأ مونتسكيوأروع أعماله هذا حوالي 1729، وهوفي سن الأربعين. وكان موضوع روما حصيلة جانبية أوثانوية إعتراضية.وفي 1747 حين بلغ السادسة والخمسين لقي من العمل نصباً وكأن به ميلاً إلى هجره، "كثيراً ما شرعت في هذا الكتاب، وكثيراً ما طرحته جانباً. وقذغت بالأوراق التي خطتها ألف مرة."(76)وأهاب بالموزيات ربات الفنون والعلوم حتى يرعينه ويساعدنه: "إن الدرب طويل، ولقد أضناني الأسى والإرهاق، أدخلن على قلبي البهجة والفتنة اللتين تدفعان بي إلى السير في الطريق، لقد عهدتهما يوماً، ولكنهما الآن تخلتا عني أنتن لستن مقدسات مطلقاً، إلا حين تتولين قيادنا، عن طريق اللذة والسرور، إلى الحكمة والحق"(77). ولا بد حتى هؤلاء الربات استجبن لندائه، لأنه واصل العمل. ولما انتهت المهمة في خاتمة المطاف اعترف بتردده واعتداده بنفسه وزهوه: لقد سلكت طريقي نحوالهدف دون إعداد خطة. ولم أعهد أية قاعدة ولا شواذ وما عثرت على الحقيقة إلا لافتقادها ثانية. ولكن عندما سقطت على الأصول والمبادئ ذات مرة وأتاني جميع ما كنت أفتش عنه، وفي غضون عشرين عاماً، وجدت حتى العمل قد بدأ وخطا خطوات ثم أشرف على الاكتمال، حتى أنجز... وإذا صادف هذا العمل نجاحاً، فأني سأكون مديناً به لعظمة الموضوع وجلاله. ومهما يكن من أمر، فلست أظن أني كنت مفتقراً إلى العبقرية جميع الافتقار, ولما رأيت كم من عظماء الرجال في فرنسا وألمانيا طرقوا هذا الموضوع قبلي، تملكتني الحيرة إعجاباً بهم، ولكن لم أفقد شجاعتي ولم يزايلني الإقدام، وقلت مع كوريجيو"وأنا أيضاً رسام"(78).

وعرض المخطوطة على هلفشيوس وهبنولت وفونتبيل، ورأى هذا الأخير حتى البحث يفتقر إلى طلاوة الأسلوب الفرنسي.(79)وتوسل هلفشيوس إلى المؤلف ألا يسيء سمعته الطيبة بوصفه متحرراً بنشر كتاب يتساهل إلى هذا الحد مع كثير من المعتقدات المحافظة المتمسكة بالقديم(80). وقرر مونتسكيوحتى هذه التحذيرات غير ذات موضوع، وتقدم للطبع. ولما كان يخشى الرقابة الفرنسية فانه أوفد المخطوطة إلى جنيف، وهناك صدر الكتاب 1748 في مجلدين، دون ذكر اسمه. وحين كشف رجال الدين الفرنسيون عن هرطقاته شجبوه وصدر أمر الحكومة بمنع تداوله في فرنسا. وفي 1750 تولى مالشرب-منقذ دائرة المعارف فيما بعد-شئون الرقابة، حمل الحظر عن الكتاب، وسرعان ما شق طريقه وصدرت منه وعشرون طبعة في عامين، وسرعان ما ترجم إلى لغات أوربا المسيحية.

الكتاب

وكانت العنونات على أيام مونتسكيوتوضيحية حقاً، دقيقة غالباً. ولذا سمى كتابه "في روح القانون" أو"في العلاقات التي يجب حتى تقوم بين القوانين وبين دستور جميع حكومة، والعادات والمناخ والديانة والتجارة، وغيرها". وكان بحثاً في العلاقات بين القوى المادية والأنماط الاجتماعية، وفي العلاقات المتبادلة بين مكونات الحضارة. وحاول حتى يضع الأساس لما يمكن حتى نسميه الآن فهم الاجتماع الفهمي": أي-على غرار البحث في العلوم الطبيعية-التمكن من الوصول إلى نتائج محققة يمكن إثباتها، تلقى الضوء على المجتمع الحاضر، إلى تنبؤات مشروطة للمستقبل، وكان عسيراً بطبيعة الحال، على رجل واحد حتى يتمه مع قصر العمر، والأوضاع الحالية للأثنولوجيا (فهم الأعراق البشرية) والتشريع والتأريخ.

وبمعنى أدق، كانت فكرة مونتسكيوحتى روح القوانين "-أي أصلها وطبيعته ونزعتها-إنما يحددها أولاً مناخ البلاد وتربته، ثم فسيولوجية الشعب واقتصاده وحكومته ودينه وخلقه وعاداته. وبدأ بتعريف عريض: إذا القوانين بأوسع معانيها وأكثرها تعميماً هي العلاقات الضرورية التي تنشأ عن طبيعة الأمور وواضح أنه أراد حتى يأتي "بالقوانين الطبيعية" في العالم المادي، والاطرادات القياسية في التاريخ، تحت مفهوم عام واحد. وعلى غرار جروشيوس وبوفندروف وغيرهما ممن سبقوه، ميز مونتسكيوبين عدة أنواع من القوانين: 1-القانون الطبيعي، الذي عهده بأنه "عقل إنساني، بقدر ما يحكم شعوب الأرض بأسرها"(81)أي "الحقوق الطبيعية" لكل الناس بوصفهم كائنات وهبت عقلاً. 2-قانون الأمم في علاقاتها بعضها ببعض. 3-قوانين سياسية تحكم العلاقات بين الفرد والدولة. 4-القانون المدني علاقات الأفراد بعضهم ببعض.

ومضى مونتسكيوإلى أنه في الأطوار الأولى للمجتمع البشري كان العامل الحاسم في القوانين هوالتضاريس الأرضية: أهي غابة أم صحراء أم أرض منغرسة،يا ترى؟ أهي أرض داخلية أم ساحلية،يا ترى؟ أهي جبال أم سهول،يا ترى؟ وما هونوع التربة وطبيعة الغذاء الذي تنتجه،يا ترى؟ وصفوة القول حتى المناخ أول العوامل وبالدرجة الأولى أقوى العوامل في تحديد اقتصاد الشعب وقوانينه (وشخصيته القومية). (إن بودين في القرن السادس عشر تجاوز مونتسكيوإلى هذا التوكيد الأولى كما تبعه فيه بكل في القرن التاسع عشر). تأمل على سبيل المثال الفوارق المناخية، ونتيجة لها الفوارق البشرية، بين الشمال والجنوب:

إن الناس أكثر نشاطاً وحيوية في الأجواء الباردة... وهذا التفوق في القوة لا بد حتى ينتج آثاراً مختلفة: وعلى سبيل المثال جرأة أكبر، أي مزيداً من الشجاعة، وشعوراً أكبر بالتفوق، أي رغبة أقل في الانتقام، وشعوراً أكبر بالأمن أي مزيداً من الصراحة وقدراً أقل من الارتياب ومن الدهاء السياسي والمكر. لقد شهدت الأوبرا في لإنجلترا وفي إيطاليا حيث رأيت نفس الروايات ونفس الممثلين، ومع ذلك فإن نفس الموسيقى حدثت آثاراً متباينة في جميع من الأمتين، فإحداهما فاترة رابطة الجأش، والثانية نشيطة منتعشة مبتهجة... وإذا نحن سافرنا إلى الشمال لالتقينا بأناس قلت رذائلهم وكثرت فضائلهم... وإذا نحن اقتربنا من الجنوب لتخيلنا أننا نبتعد جميع الابتعاد عن حدود الأخلاق، حيث تؤدي أقوى الانفعالات والأهواء إلى شتى أنواع الجرائم، حيث يبذل جميع إنسان أقصى الجهد، إذا واتته الظروف، حتى يحقق رغباته الجامحة...".

وفي البلاد الحارة نجد الماء الموجود في الدم يضيع إلى حد كبير بسبب العرق، ومن ثم يجب تعويضه بسائل مماثل، وللماء هناك فوائد جمة، وقد تعمل المشروبات القوية على تخثير كريات الدم الذي يتبقى بعد تبخر الرطوبة المائية. أما في البلاد الباردة فالماء المختلط بالدم قليلاً ما يفقد بالعرق، ومن ثم يجدر حتى يستفيدوا من المشروبات الروحية التي بدونها قد يتخثر الدم... ومن ثم نجد حتى تحريم الشريعة الإسلامية للخمر يلائم بلاد العرب. والقانون الذي حرم على القرطاجيين استهلك الخمر قانون مناخي. ومثل هذا القانون لا يصلح للبلاد الباردة حيث يظهر حتى المناخ يفرض عليهم لوناً من الإدمان على المسكرات بشكل عام... وينتشر استهلك الخمر على قدر البرودة والرطوبة في الجو(82). أوتأمل العلاقة بين المناخ والزواج: إذا الإناث في البلاد الحارة يكن صالحات للزواج في سن الثامنة أوالتاسعة أوالعاشرة... ويهرمن في سن العشرين، ومن ثم فإن عقلهن لا يقترن بجمالهن. وإذا تطلب الجمال السيطرة والتسلط أفسد العقل هذا المطلب. وإذا تحلين بالعقل تجردن من الجمال.. ومن ثم ينبغي حتى تكون هؤلاء السيدات في حالة من التبعية، لأن العقل في الشيخوخة لا يمكن حتى يوفر السيطرة التي لم يستطع حتى الشباب والجمال حتى يحققاها. ولهذا كان طبيعياً إلى أبعد الحدود في هذه البلاد، إذا لم يكن ثمة قانون يمنع، حتى يهجر الرجل زوجة ليتزوج بأخرى وأن يباح تعدد الزوجات.

وفي المناخ المعتدل. حيث تحتفظ النساء بمفاتنهن على أكمل وجه، وحيث يتأخر بلوغهن سن النضج، وينجبن في فترة متقدمة من الحياة، نجد حتى الشيخوخة أزقابلن تتبع شيخوختهن إلى حد ما، وحيث أنهن كن يتمتعن بقدر أكبر من العقل والفهم عند الزواج (أكبر من مثيلاتهن في الأنطقيم شبه المدارية)، فإن هذا يستوجب وجود نوع من المساواة بين الجنسين، وقانون الاقتصار على زوجة واحدة تبعاً لذلك. وهذا هوالسبب في حتى الإسلام (مع نظام تعدد الزوجات) ولج بسهولة واستقر في آسيا بقدر ما امتد بصعوبة إلى أوربا، وأن المسيحية استقرت في أوربا وتحطمت في آسيا. وقصارى القول، هذا هوالسبب في حتى الإسلام أحرز مثل هذا التقدم في الصين، على حين لم تتقدم المسيحية إلا قليلاً(83).

وعند هذه النقطة يتبين مونتسكيوأنه أحل المناخ محل العناية الإلهية عند بوسويه، ويسارع فيضيف إكراماً للرب، احتراساً منقذاً: إذا عقول البشر على أية حال خاضعة للعلة الأسمى، الله، الذي يعمل ما يشاء، ويخضع جميع شيء لإرادته. وظن بعض اليسوعيين حتى مونتسكيوقد عراه الخجل.

وسرعان ما تابع تعميماته الطائشة. ففي "الشرق"، (هجريا وإيران والهند والصين واليابان) يرغم المناخ على حجاب النساء وعزلتهن لأن (الهواء الحار يثير الشهوات) وقد يعرض تعدد الزوجات وأحاد به الزواج على حد سواء للخطر إذا أطلق اختلاط الجنسين كما هوالحال في (بلادنا في الشمال حيث عادات النساء فاضلة بطبيعتها وحيث العواطف هادئة، وحيث يتسلط الحب على القلب تسلطاً وديعاً سوياً إلى حد حتى أقل قدر من الحزم والحكمة يكفي لتوجيهه وقيادته)(84). إنها لمتعة أية متعة حتى تعيش في مثل هذه الأجواء التي تبيح الحديث وحيث الجنس اللطيف البالغ للفتنة يظهر أنه يزين المجتمع، وحيث الزوجات اللاتي تقتصر الواحدة منهن نفسها على إسعاد رجل واحد، ويسهمن في إدخال السرور والبهجة على الجميع(85)).

والعادات والأعراف نتائج مباشرة للمناخ أكثر من القوانين، لأن القوانين ينبغي حتى تحاول في بعض الأحيان مقاومة آثار المناخ. وذلك أنه بتقدم الحضارة تتحكم الضوابط الأخلاقية أوالقانونية-وينبغي لها حتى تتحكم-في العوامل المناخية، مثال ذلك عزل المرأة وحجابها في الشرق. ويهدف أحكم المشرعين إلى موازنة (الأسباب الطبيعية). والعادات والأعراف وظيفة الزمان والمكان، وليس ثمة عادة أوعهد خطأ أوصواب أوأنه الأفضل في حد ذاته. والعهد، في الجملة خير قانون، لأنه تكيف طبيعي بين الشخصية والموقف، ويجدر بنا حتى نتأنى ونسير بخطى وئيدة في تغيير العادة والعهد. وتأبى العادة حتى تتبدل بالقانون عادة(86).

وحيث حتى المواطن يحدد العادة التي تحدد بدورها الخلق القومي فإن شكل الحكومة لا بد حتى يختلف من كان إلى مكان تبعاً لهذا المركب الثلاثي. وهي تتوقف بصفة عامة على مدى سعة الرقعة الحكومية: فالجمهورية تنسجم مع رقعة صغيرة من الأرض، يستطيع زعماء المواطنين فيها حتى يجتمعوا للتشاور وللتداول أوالعمل، فإذا اتسعت الرقعة تطلبت مزيداً من الحروب، وخضعت للحكم الملكي. وتتحول الملكية إلى استبدادية إذا حكمت رقعة شاسعة أكثر مما ينبغي لأن السلطة الاستبدادية وحدها هي التي تستطيع المحافظة على خضوع حكام المقاطعات لسلطانها(87). ويجدر حتى هجرز الملكية على (الشرف)، أعني أنه يجب تصنيف سكانها في مراتب، كما يجب حتىقد يكون مواطنوها متحمسين غاية التحمس لألقاب الشرف والأوسمة وتفضيلهم أوإيثارهم بالحظوة. أما الجمهورية فيجدر حتى تقوم على نشر (الفضيلة) على أوسع نطاق، ويعهد مونتسكيوالفضيلة على طريقته الخاصة بأنها (حب الإنسان لبلده-أعني حب المساواة(88).

وقد تكون الجمهورية أرستقراطية أوديموقراطية تبعاً لطريقة حكمها: هل يتولاه قسم من المواطنين أوكلهم. ويعجب مونتسكيوبفنيسيا (البندقية) كجمهورية أرستقراطية. وبمدن الدول القديمة على أنها ديموقراطية وهويفهم ولكن يتجاهل حتى المواطنين المحررين ليسوا إلا أقلية. ويمتدح الحكم الذي أقامه وليم بن في أمريكا. ويمتدح في حماسة أكبر إنشاء المناطق الشيوعية الدينية التي أسسها اليسوعيون في باراجواي(89). والحق ينطق على أية حال إذا الديموقراطية الأمينة الحقة لا بد حتى تحقق المساواة الاقتصادية والسياسية معاً، وأن تنظم المواريث والمهور، وتعمل على فرض الضريبة التصاعدية على الثروات(90). حتى خير تلك الديموقراطيات هي التي يعترف فيها مواطنوها بعجزهم عن تحديد السياسة التي تنتهجها بلدهم، ومن ثم يقرون السياسة التي يحددها ممثلوهم الذين انتخبوهم. وينبغي على الدولة الديموقراطية حتى تهدف إلى المساواة ولكن يمكن حتى تدمرها روح المساواة المتطرفة، حين يسعد جميع مواطن حتىقد يكون في مستوى أولئك الذين اختارهم ليأتمر بأمرهم... وإذا كان هذا هوالوضع فلن تقوم للفضيلة قائمة في الجمهورية. فهناقد يكون المواطنون راغبين جميع الرغبة في ممارسة مهام الحكام الذين لا يعود أي توفير أواحترام. وهناقد يكون الاستخفاف بمداولات السناتو، ومن ثم لاقد يكون هناك احترام لأعضائه، ولا احترام لكبر السن، وإذا انعدم التقدير والاحترام لكبر السن انعدم تبعاً لذلك الإذعان للوالدين أوالأزواج والامتثال للرؤساء.

وسرعان ما تتفشى هذه الظاهرة. إذا الناس إذ يصابون بهذا البلاء محاولين التستر على فسادهم، يسعون إلى إفساد من وضعوا ثقتهم فيهم... وعندئذ يقتسمون الأموال العامة فيما بينهم، فإذا استثاروا بإدارة الأمور بالإضافة إلى تكاسلهم وتراخيهم، انصرفوا إلى مزج فقرهم بشيء من لهوالترف(91).

إلى غير ذلك يقول البارون، مردداً قول أفلاطون عبر ألفين من السنين: تنقلب الديموقراطية إلى فوضى. ثم إلى دكتاتورية، ثم تنهار.

وهناك في مونتسكيوأجزاء كثيرة تحبذ الجمهورية الأرستقراطية، ولكنه خشي الاستبدادية التي مضى إلى إمكان قيامها في الديموقراطية إلى حد أنه كان يريد الصبر عليها أوتحملها إذا كانت هذه الجمهورية تحكم وفقاً لقوانين راسخة. ويعالج أقصر فصول كتابه الحكم المطلق الاستبدادي وهويتألف من ثلاث منطقات قصيرة: "إذا أراد متوحشوا لويزيانا ثماراً بتروا الشجرة من جذورها ليجمعوا الثمار، وهذا رمز للحكومة الاستبدادية(92)" أي حتى الحاكم المستبد يستأصل أعظم الأسرات كفاية ومقدرة ليحمي قوته وسلطانه. وكانت الأمثلة التي أوردها لهذا شرقية بشكل يطمئن إليه، ولكن كان من الواضح أنه يخشى نزوع ملكية البوربون إلى الاستبداد، حيث كان الكاردينال ريشيليوولويس الرابع عشر قد دمرا قوة الأرستقراطية السياسية. وتحدث عن ريشيليووكأنه "مأخوذ بحب السلطة المطلقة(93)". أنه كره أشد الكراهية بوصف كونه نبيلاً فرنسياً، حتى يهبطوا بمكانة طبقته إلى مجرد أفراد في الحاشية الملكية، واعتقد حتى بعض القوى المتوسطة الخاضعة التابعة، ضرورة لحكومة سليمة وكان يعني بهذه القوى النبلاء مالكي الأرض والحكام الوراثيين، وكان ينتسب إلى كليهما. ومن ثم دافع النظام الإقطاعي بتفصيل شديد (1753 صفحة)، مضحياً بوحدة كتابه وتناسقه. إذا مونتسكيوهوالوحيد من بين فلاسفة فرنسا في القرن الثامن عشر الذي امتدح نظام العصور الوسطى، واتخذ من لفظة "قوطي"، تعبيراً عن الثناء والإطراء. وفي الصراع الذي استمر طوال حكم لويس الخامس عشر بين الملكية والبرلمانات اتخذ الحكام الذين يعدون للمعركة مصنعاً للحجج والأسانيد في "روح القوانين".

إن نفور مونتسكيومن الحكومة المطلقة مطية للحكم المطلق أدى به إلى تحبيذه حكومة مختلطة: فيها ملكية وأرستقراطية وديموقراطية معاً-ملك ونبلاء وجمعية عامة. ومن هنا كان أشهر آرائه، نظرية الفصل بين السلطات التشريعية والتطبيقية والقضائية في الحكومة(94). فالسلطة التشريعية تسن القوانين لكن لا تتولى تطبيقها، وتتولى السلطة التطبيقية القيام على تطبيقها ولكن لا تسنها. وتقتصر السلطة القضائية على تفسيرها. "وتضم السلطة التشريعية مجلسين، مجلس يمثل الطبقات العليا، وآخر بمثل العامة. وهنا يتحدث البارون ثانية.

في مثل هذه الدولة يوجد دائماً أناس يتميزون بحكم مولدهم وثرواتهم وألقابهم، فإذا تساووا وخلطوا بعامة الشعب، فلاقد يكون لهم إلا صوت واحد مثل الباقين، فإن الحرية العامة تكون بمثابة استرقاق لهم، ومن ثم يفقدون اهتمامهم بمساندة الحكم، وتكون معظم القرارات الشعبية في غير مصلحتهم. ويجدر حتى يتناسب نصيبهم مع سائر امتيازاتهم في الدولة، وهذا يحدث فقط حين يشكلون هيئة في الدولةقد يكون لها الحق في مقاومة إساءة استعمال الشعب للسلطة في الدولة، كماقد يكون للشعب الحق في مقاومة أي اعتداء على حرية الشعب. ومن هنا تكون السلطة التشريعية في أيدي النبلاء وأيدي الذين ينتخبهم الشعب، على حتىقد يكون لكل هيئة اجتماعية ومداولاتها منفصلة عن الأخرى، ولكل صلاحياتها وآراؤها(95)".

وتكون جميع من الهيئات الثلاث وكل من المجلسين رقيباً بعضهم على بعض، وبهذه الطريقة المعقدة تلتئم حريات المواطن مع حكمة الحكومة وعدالتها ونشاطها.

وكانت هذه الأفكار عن الحكومة المختلطة قد انحدرت إلى مونتسكيومن دراسته لهارنجتون وألجرنووسيدني ولوك، ومن الخبرة التي اكتسبها في لإنجلترا. إنه مضى إلى أنه عثر هناك مثله الأعلى مهما كان منقوصاً، في ملكية تكبح جماحها ديموقراطية في مجلس العموم، كما يكبح جماح مجلس العموم الأرستقراطية في مجلس اللوردات. وظن حتى المحاكم في إنجلترا هي بمثابة كابح مستقل لجماح البرلمان والملك وامتدح ما كان قد رأى في إنجلترا رقابة نشتسترفيلد وغيره من النبلاء ولكنه مثل فولتير استخدم هذا الشكل المثالي حافزاً لفرنسا. ولا بد أنه عهد حتى المحاكم الإنجليزية ليست مستقلة تمام الاستقلال عن البرلمان، ولكنه مضى إلى أنه من الخير لفرنسا حتى تفكر في الأخذ بحق المتهمين في إنجلترا تحقيق عاجل، أوإطلاق سراحهم بكفالة، ومحاكمتهم أمام محلفين من طبقتهم، مع تحدي الاتهام، وإعفائهم من التعذيب، ولكنه رأى كذلك "ألا يدعى النبلاء للمثول أمام المحاكم العادية بل أمام قضاة من نفس طبقتهم في هيئتهم. "إنهم كذلك لهم الحق في محاكمتهم أمام نظرائهم(96)".

إن مونتسكيوأصبح محافظاً أكثر فأكثر مع تقدمه في السن. إذا روح المحافظة على القديم رسالة والتزم في الشيخوخة، كما حتى الراديكالية، (التطرف) رسالة نافعة في الشباب، والاعتدال هبة وخدمة في أواسط العمر، ومن ثم كان لنا دستور في ذهن أمة، بما فيه من سلطات ذات وقيود وضوابط متبادلة وعهد مونتسكيوالحرية مع جميع تمجيد لها بوصفها الهدف السليم للحكومة، بأنها" حق جميع إنسان في عمل ما تجيزه القوانين فإذا أتى مواطن شيئاً تحرمه القوانين، فإنه لا يعود يتمتع بالحرية. لأن سائر المواطنين يمكن حتىقد يكون لهم نفس الصلاحية(97)". واتفق مع زميليه جاسكون ومنتاني، على استنكار الثورات. "إذا ثبت شكل الحكومة واستقر منذ أمد بعيد، وبلغت الأمور حداً معيناً من الثبات والاستقرار، فإنه من الحكمة تقريباً حتى تهجر الأمور كما هي، لأن الأسباب-هي غالباً معقدوأوغير معروفة-التي هيأت لها الصمود والثبات، يفترض أن تستمر في الإبقاء عليها (أي على هذه الحكومة(98)).

ورفض فكرة المساواة في الملكية أوالسلطة ولكنه فكر، مثل جراتسي في هجريز ملكية الأرض: "من الأرض التي تكفي لتغذية أمة... لا تكاد تحصل عامة الشعب على ما يقوت أسره... فإن رجال الدين والأمير والمدن وعظماء الرجال وبعض البارزين من المواطنين يصبحون دون حتى يحسوا ملاكاً لكل الأرض التي تظل غير منغرسة. وتهجر الأسرات التي دمرت مزارعها، والرجل الكادح معدم فقير. وفي هذا الوضع يجدر بالهيئة الحاكمة حتى توزع الأرض بين الأسرات المحتاجة وتوفر لها المواد والأدوات اللازمة لإصلاحها وزراعتها، وينبغي حتى يستمر التوزيع ما دام هناك من يتسلمها(99).

واستنكر زراعة الأرض من أجل جباة الضرائب لحساب رجال المال الخصوصيين، واستنكر الرق بشدة في حماسة أخلاقية وتهكم لاذع(100). واعترف بالضرورة الطارئة للحرب، وامتد بمفهوم الدفاع إلى إجازة-المسارعة إلى الاستيلاء على الأراضي: إذا حق الدفاع الطبيعي قد ينطوي أحياناً بالنسبة لدولة ما على ضرورة الهجوم، كما يرى بعضهم على سبيل المثال حتى حفظ السلام قد يمكن دولة أخرى من تدمير هذا السلام، وعندئذقد يكون غزوهذه الأمة الأخيرة هوالسبيل الوحيد للحيلولة بينها وبين تدمير السلام(101). ولكنه استنكر سباق التسلح: ولقد ساد الاضطراب من حديث جميع أوربا، فأصاب أمراءها وأغراهم بحشد قوات هائلة، ولهذا مضاعفاته، ويصبح بالضرورة معدياً، فإنه إذا شرع ملك في زيادة قواته، فإن الباقين بطبيعة الحال يحذون حذوه. ومن ثم لا نجني من هذا ألا الدمار الكامل(102).

وعلى الرغم من أنه قدر الروح الوطنية أكبر تقدير إلى حد أنه سوى بنها وبين الفضيلة، إلا أنه راوده في بعض الأحيان حلم مبادئ أخلاقية أرحب أفقاً: "إذا فهمت حتى ثمة شيئاً نافعاً لشخصي ولكنه يضر بأسرتي، فينبغي علي ألا أقدم عليه، وإذا فهمت حتى ثمة شيئاً نافعاً لشخصي، ولكنه يضر بأسرتي، وليس لوطني، فيجدر بي حتى أحاول حتى أنساه، وإذا رأيت حتى شيئاً ذا فائدة لوطني، ولكنه يضر بمصلحة أوربا والجنس البشري فلا بد حتى أعتبره جريمة رسمية(103)".

إن غاية ما يصبوإليه من مبادئ أخلاقية وديانة خفية هوممضى الرواقيين القدامى: "لم توجد قط مبادئ أكثر منها التئاماً مع الطبيعة البشرية ولا أقوم منها لبناء المواطن الصالح... وإذا استطعت حتى أتخلى عن المسيحية لحظة لوصفت القضاء على ممضى زينون مؤسس ممضى الرواقيين محنة من بين المحن التي ابتلى بها الجنس البشري... إذا هذا الممضى وحده هوالذي خلق المواطنين، وهووحده الذي خلق عظماء الرجال وهووحده الذي خلق الأباطرة. وإذا نحينا جانباً الحقائق التي كشف عنها لحظة، وفتشنا في الطبيعة كلها فإننا لن نجد شيئاً أسمى من الانطوانيين، حتى ولا جوليان نفسه (وهوإطراء انتزع مني أرجوألا يجعلني شريكاً في جريمة الردة).

كلا، لم يوجد قط منذ عهده أمير أجدر بحكم الجنس البشري(104). وواضح حتى مونتسكيوحرص في "روح القوانين" على مسالمة المسيحية. إنه اعتراف بوجود الله-فأي حمق أفظع من قضاء وقدر أعمى خلق كائنات ذكية(105). ولكنه تصور هذا العقل الأسمى كما عبرت عنه قوانين الطبيعة، وهولا يتدخل فيها مطلقاً. نطق فاجيه "إن الله بالنسبة لمونتسكيوهوروح القوانين(106)"، وقبل المعتقدات الخارقة للطبيعة نادىمة ضرورية لقانون أخلاقي لا يلتئم مع طبيعة الإنسان. "ومن الخير حتىقد يكون هناك بعض خط مقدسة لتكون شريعة مثل القرآن عند المسلمين، وخط زرادشت عند الفرس، والفيدا عند الهنود، والخط القديمة عند الصينيين. وإن الشرائع الدينية تكمل القوانين المدنية، وتحدد مدى السيطرة الاستبدادية(107)". وينبغي حتى تكون الدولة والكنيسة رقيبة جميع منهما على الأخرى، كما ينبغي حتى تظل جميع منهما منفصلة عن الأخرى. وهذا التفريق الكبير بينهما هوأساس هدوء الأمم(108)". ودافع مونتسكيوعن الدين ضد بيل(109). ولكنه أخضعه، مثل أي شيء آخر لتأثير المناخ والخلق القومي: "إن حكومة معتدلة هي أصلح ماقد يكون للعالم المسيحي، والحكومة المستبدة أصلح للعالم الإسلامي. وإذا اختيرت ديانة تلائم مناخ بلد ما، تتعارض مع مناخ بلد آخر فإن هذه الديانة لن تقوم في هذا البلد الثاني، وإذا أدخلت كان مآلها النبذ والرفض(110).... والممضى الكاثوليكي أكثر ماقد يكون توافقاً مع الملكية، والبروتستانتية مع الجمهورية.... وإذا انقسمت المسيحية لسوء الحظ إلى كثلكة وبروتستانتية، فإن أهل الشمال يعتنقون البروتستانتية، على حين يظل أهل الجنوب متمسكين بالكاثوليكية. والسبب واضح. فإن أهل الشمال يتمسكون، وسيظلون يتمسكون إلى الأبد بروح الحرية والاستقلال، وهذا ما لا يتمتع به أهل الجنوب. فإن الديانة التي لاقد يكون لها رئيس بارز هي أكثر ملاءمة لهم(111).

وعلى حين سلم مونتسكيوبمزايا الدين إجمالاً فإننا نراه يسهب في نقده، واستنكر شراء رجال الدين في فرنسا(112). ودون "أفظع احتجاج على محاكم التفتيش في إسبانيا والبرتغال، لوقف إحراق المهرطقين، وحذرهم من أنه "إذا تجرأ أحد في الأجيال القادمة حتى يثبت حتى الناس في أوربا في عصرنا كانوا متحضرين، فإنه لا بد حتى يمثل أمام القضاء ليثبت أنهم كانوا متبربرين(113)" وسخر بوصفه قوطياً محباً لوطنه، من عصمة البابا من الخطأ وألح في حتى تكون الكنيسة خاضعة للسلطة المدنية، واتخذ بالنسبة للتسامح الديني موقفاً وسطاً: "إذا كان للدولة مطلق الحرية في اعتناق أونبذ أي دين جديد، فينبغي حتى ترفضه، فإذا اعتنقته وجب عليها حتى تتسامح معه(114). ومع جميع احترامه للرقيب ظل مونتسكيوعقلانياً "فالعقل هوأكمل وأكرم وأجمل ملكتنا(115)". وماذا يقدم عصر العقل شعاراً أفضل من هذا؟.

ملخص

في هذا الكتاب يفهم مونتسكيومجموعة ضخمة من القوانين البشرية محاولا الكشف عن طبيعتها وأصلها وارتباطها بظروف المجتمع من حيث السكان والعادات والتنطقيد والمناخ – كما تفهم الحقوق الطبيعية لكل إنسان والقوانين التى تحكم علاقة الفرد بالدولة , ثم انتهى الى موضوعين أساسيين هما أشكال الحكم – مبادئ الحكم .

أشكال الحكم

صنف مونتسيكوأشكال الحكم إلى ثلاث هي " الجمهورية – الملكية – الطغيان " .

1 - الجمهورية : ويقسمها الى نوعين .

أ- جمهورية ديمقراطية: الحكم فيها للشعب فهوالحاكم والمحكوم وهومشرع القوانين.

ب- جمهورية أرستقراطية: الحكم فيها للقلة والشعب الرعية " حيث يتولى الأشراف أوالنبلاء الحكم – وإذا كانوا كثيرين انتخبوا مجلسا منهم للحكم ." مجلس ارستقراطي " .

2- النظام الملكي.

حكم فرد واحد وفقا للدستور وهناك هيئات تطبيقية تقيد سلطته .وهناك قنوات وسيطة بين الملك والشعب تعبير عن إرادة الشعب وتقيد إرادة الملك غير الدستورية . إلى غير ذلك يعمل الملك لمصلحة الشعب وليس لمصلحته الخاصة .

3- حكم الطغيان :

حكم الفرد المستبد الذي يحكم لصالحة الخاص ولا يتقيد بدستور – يضحي بمصلحة الشعب في سبيل مصلحته. فيكون كالمتوحش إذا أراد ثمرة بتر الشجرة من جذورها.

مبادئ الحكم

لكل نظام مبدأ يسير عليه فإذا انحرف عنه فسد :

  • مبدأ الديمقراطية " الفضيلة " وهي حب الإنسان لبلدة وحب المساواة ولكن التطرف في المساواة قد يدمر الدولة " مثل افترض المواطن انه في مستوي الحاكم فلا يحترم الكبير
  • مبدأ الملكية " الشرف " أي تصنيف المواطنين الى مراتب بحيث يتحمس المواطنون

لألقاب الشرف والأوسمة وتفضيلهم عند الملك .

  • مبدأ الطغيان " خوف الشعب " حيث يتحول الجميع الى عبيد يطيعون أوامر الملك .

يحرص مونتسكيوعلى ضرورة حتى تكفل الحكومة الحرية الشخصية على أوسع مدي

والحرية تعني إطاعة القوانين العادلة التى شارك الفرد في صنعها . وأكبر ضمان يكفل الحرية الشخصية هواستقلال السلطات الثلاثة " التشريعية - التطبيقية - القضائية " .

استقلال السلطات الثلاث : يري مونتسكيوضرورة الفصل بين السلطات الثلاث في الدولة

- السلطة التشريعية : تسن القوانين ولا تنفذها . - السلطة التطبيقية : تنفذ القوانين . - السلطة القضائية : فتفسر القوانين وتحكم بمقتضاها . ونظرا لما لهذه السلطات من أهمية فهى أساس السيادة في الدولة ينبغي حتى توزع على هيئات مستقلة وذلك للأتي :-

أهمية استقلال السلطات الثلاثة :

1- اجتماع السلطات في يد واحدة يؤدي إلى الاستبداد . فلا قيمة للقوانين والدستور ما لم تكن السلطات موزعة على هيئات مستقلة تعمل على تحقيق الصالح العام 2- فصل السلطات هوالوسيلة الوحيدة لاحترام القانون والحريات الفردية والحقوق . - وقد ارتبط فصل السلطات باسم مونتسيكو, رغم وجود الفكرة من قبله , لكنه هوالذى أكدها وأذاعها كضمان للحرية والبعد عن الطغيان .

ردود الأفعال

ما أسرع ما اعترف الناس "بروح القوانين" حدثاً ضخماً في الأدب الفرنسي، ولكن النقاد تلقفوه عن اليمين وعن الشمال. فالجانسنيون واليسوعيون، وهم على طرفي نقيض عادة، اتفقوا على مهاجمته على أنه رفض ماكر خبيث للمسيحية. ونطقت جريدة "أخبار الكنيسة" وهي لسان حال أتباع جانسن: "إن الجمل المعترضة التي يضعها المؤلف ليقول لنا أنه مسيحي تؤكد لنا توكيداً هزيلاً أنه كاثوليكي، وإن المؤلف ليسخر من سذاجتنا إذا حسبناه على غير ما عليه". وختم المحرر حديثه بنداء وجهه إلى السلطات المدنية باتخاذ إجراء ضد الكتاب(116). واتهم اليسوعيون مونتسكيوباتباعه فلسفة سبينوزا وهوبز، بافتراضه وجود قوانين في التاريخ مثلما هي في العلوم الطبيعية، ولم يهجر مجالاً لحرية الإرادة. ودافع الأب برتييه في صحيفة "تريفو" اليسوعية عن حتى الحق والعدل مطلقان، وليسا نسبيين تبعاً للمكان والزمان، وإن القوانين يجب حتى ترتكز على مبادئ عامة من الله، لا على تنوعات المناخ والتربة والعهد والخلق القومي(117) ورأى منتسكيوأنه من الحكمة حتى يصدر في 1750 "دفاعاً عن روح القوانين"، تتصل فيه من الحاد والمادية والجبرية، وأكد من حديث مسيحيته. ولكن رجال الدين ظلوا غير مقتنعين.

وكان الفلاسفة الناشئون في ذات الوقت مستائين، حيث اعتبروا روح القوانين كتيباً في المحافظة على القديم، واستاءوا من روعه العارض واعتدال إصلاحاته المقترحة، ومفهومه الهزيل الفاتر على التسامح الديني(118). وخط هلفشيوس إلى مونتسكيويعنفه على هجريزه السديد على أخطار التغيير الاجتماعي والمصاعب التي تعترضه(119). أما فولتير الذي كان يعد كتابه عن الفلسفة التاريخ في البحث "في الأعراف"، فإنه لم يكن متحمساً لعمل مونتسكيو. ولم يكن قد نسي معارضة السيد الرئيس لانضمامه إلى الأكاديمية بقوله: عار على الأكاديمية حتىقد يكون فولتير عضواً فيها، وسيكون العار عليه يوماً ما ألاقد يكون عضواً فيها(120)".

وتوقف نقد فولتير تحت ضغط الظروف، وتحول إلى إطراء غير متحمس واعتراض بأن مونتسكيوكان مبالغاً في تأثير المناخ. ولاحظ حتى المسيحية نشأت في أرض اليهود الحارة، وأنها لا تزال مزدهرة في النرويج القارصة البرد، ورأى أنه من الأرجح حتى إنجلترا تحولت إلى البروتستانتية لأن آن بولين كانت جميلة، لا لأن هنري الثامن كان فاتراً(121). وإذا كانت روح الحرية نشأت-كما مضى إليه مونتسيكو، في الأنطقيم الجبلية، فكيف تفسر قيام الجمهورية الهولندية القوية، أو"حق اعتراض"، اللوردات البولنديين (وفي القاموس الفلسفي) دون صفحات كثيرة تتضمن أمثلة تدل على حتى للمناخ بعض الأثر، ولكن للحكومة أثراً كبر منه مائة مرة ولكن للديانة والحكومة معاً، أثراً أكبر من هذا بكثير(122)). إننا لنسأل الذين يؤمنون بأن المناخ يعمل جميع شيء (لم يزعم مونتسكيوهذا) لما يقول الإمبراطور جوليان في رسائله إذا الذي سره في الباريسيين هوخلقهم الوقور وعاداتهم الصارمة، ولماذا نرى الباريسيين الآن، دون أدنى تغيير في المناخ، أطفالاً لعوبين هازلين، وهوأمر تعاقبهم عليه الحكومة وتسخر منهم من أجله، وفي نفس الوقت، كما أنهم هم أنفسهم يسخرون، في لحظة تالية من سادتهم ويهجونهم هاتى لاذعاً(123).

ووجد فولتير الجواب:

إنه الانقباض أوالاكتتاب، وهوعكس ما يرددونه في كثير من الإستشهادات والحكم والمثال، ولكنه دائماً الحقيقة تقريباً... "فالناس في المناطق الحارة جبناء مثل العجائز، أما في المناخ البارد فهم شجعان مثل الشبان". "إننا يجدر بنا حتى نكون على حذر من حتى بعض القضايا العامة. تفلت منا، وما كان في مقدور أحد حتى يجعل من سكان لابلند أوالأسكيمومحاربين على حين حتى العرب فتحوا في ثمانين عاماً من الأنطقيم ما فاق فتوحات الإمبراطورية الرومانية بأسرها(124).

ثم يمتدح فولتير "روح القوانين" فيقول: "بعد حتى أقنعنا أنفسنا على هذا النحوبأن الأخطاء كثيرة في ، "روح القوانين..." وأن هذا العمل ينقصه النهج، كما تعوزه خطة العمل والنظام، فقد يليق بنا حتى نتساءل ما الذي أضاف عليه هذه القيمة الكبيرة، وأدى إلى شهرته العظيمة. إنه في المقام الأول مكتوب بذكاء عظيم، على حين حتى من ألفوا في هذا الموضوع كانت كتاباتهم مملة تبعث على السأم والضجر. وعلى هذا الأساس رأت إحدى السيدات (مدام دي ديفان) وهي تتمتع بذكاء مثل ذكاء مونتسكيوحتى الكتاب هو"الذكاء في القوانين"، وهوأصح تعريف له. وثمة سبب أقوى وهوحتى الكتاب يعرض وجهات نظر أوآراء عظيمة ويهاجم الطغيان والخرافة والضرائب الفادحة... إذا مونتسكيوكاد حتىقد يكون على خلاف مع الفهماء لأنه ليس عالماً، ولكنه كان دائماً على حق تقريباً ضد المتعصبين ومتعهدي الرقيق. حتى أوربا مدينة له بالشكر والامتنان على الدوام(125). وأضاف في موضع آخر: "إن الإنسانية كانت قد ضيعت أعمالها المجيدة (من أجل الحرية) واستردها مونتسكيو(126).

واتفق النقد المتأخر مع فولتير إلى حد كبير على حين اعترض على مبالغاته(127). حقاً إذا أسلوب الكتاب كان ضعيفاً، مع قليل من المنطق في ترتيب الكتاب وتسلسل موضوعاته ونسيان للفكرة الأساسية التي تحكم الربط بين أجزائه. وفي تحمس مونتسكيوليكون عالماً، يجمع الحقائق ويفسرها، لم يعد فناناً. أنه ضيع الكل في الأجزاء، بدلاً من تنسيق الأجزاء في جميع منسق. وكان قد قضى في جمع مادة الكتاب أكثر من نصف عمره، وخطه في نحوعشرين عاماً، وأساء التأليف المتبتر إلى وحدة الكتاب، وتسرع في الوصول إلى أحكام عامة من أمثلة قليلة ولم يفتش عن أمثلة تنقضها-مثال ذلك أيرلندة الكاثوليكية في الشمال البارد ومن ثم يجب حتى تكون بروتستانتية وتخلى من منهجه حين نطق: "لقد وضعت المبادئ الأولى ووجدت حتى الحالات الخاصة لا بد حتى تكون سليمة بالضرورة بشكل طبيعي، وأن تاريخ جميع الأمم ليس إلا نتائج لهذه المبادئ "فهذا هوخطر تناول التاريخ بفلسفة يثبتها عن طريق هذا التاريخ وعند جمع مادة الكتاب قبل مونتسكيوجميع بيانات السائحين دون تحقيق ولا تدقيق، وفي بعض الأحيان أخذ الخرافات والأساطير على إنها تاريخ، بل حتى ملاحظاته المباشرة كان يمكن حتى تكون خاطئة، ومن ذلك أنه رأى "فصلاً بين السلطات" وفي حكومة إنجلترا على حين أنه كان من الواضح حتى السلطة التشريعية هناك كانت تغطي على السلطة التطبيقية.

وإلى جانب هذه الأخطاء لا بد أنه كان للكتاب مزايا أدت إلى الترحيب به وتأثيره. إذا فولتير حدد أسلوبه بحق، على حتى الأسلوب أيضاً عانى من شظايا المعلومات لا المعلومات الكاملة المستوفاة. وأولع مونتسكيوبالفصول القصيرة وربما كان هذا وسيلة للهجريز، مثال ذلك الفصل الذي خطه عن الحكم الاستبدادي المطلق، مما أدى إلى التبتر وعدم الترابط مما عوق تدفق الفكرة. وربما كان جزء من عدم استيفاء البحث راجعاً إلى تفاقم ضعف بصره مما اضطره إلى الإملاء بدلاً من الكتابة. وعندما كان يتمتع بكامل قوته وحيويته حقق في عبارات قوية واضحة بعضاً من الإشراق والروعة في الرسائل الفارسية. ويروي فولتير حتى في "روح القوانين من العبارات الساخرة أكثر مما يليق بكتاب في القانون. يقول مونتسكيو"إن الناس فينيسيا مقترون غاية التقتير إلى حد أنه من أجل المومسات وحدهن يستطيع الرجال حتى يغادروا البيت ومعهم نقود(128)". وهذا، على الرغم من جميع شيء، أسلوب وقدر معتدل هادئ وهوفي بعض الأحيان غامض ولكنه يعوض عن حل الألغاز.

وكان مونتسكيومتواضعاً كما كان مصيباً في أنه أرجع جزءاً من قيمة الكتاب إلى موضوعه وهدفه. أنك لكي تعثر على قوانين في القوانين، وعلى نظام في تنوعها تبعاً للمكان والزمان، ولكي تعمل علة تنوير الحكام والمصلحين عن طريق دراسة مصادر التشريع وحدوده بالنسبة لطبيعة ومكان الدول والناس-فهذا عمل جليل ضخم تقتضي ضخامته وجلاله الصفح عن الزلات. وأخفق هربرت سبنسر في نفس هذا العمل بعد ذلك بمائة وثمانية وأربعين عاماً، وعلى الرغم من عدد كبير من المعاونين في البحث، وبسبب نفس الرغبة في استخلاص أحكام عامة، ولكن كلنا المحاولين كأننا زيادة في الحكمة. ولكن كتاب مونتسكيوكان. أفضل وهناك الناس سبقوه ولم يكن هوالبادئ بالتأليف في هذا الموضوع، ولكنه عجل بوضع المنهج التاريخي بقوة للدراسة المقارنة للنظم. ولقد تجاوز فولتير في وضع فلسفة للتاريخ مستقلة عن الأسباب الخارقة للطبيعة وبلغ آفاقاً واسعة ونزاهة في الرأي لم يبلغها فولتير. إذا بيرك أطلق على مونتسكيو"أعظم عبقرية نورت هذا العصر(130)واعتبره بين تين أعقل وأحكم وأكثر الرجال اتزاناً في هذا العصر(131)ورأى هوراس ورلبول حتى روح القوانين أحسن كتاب ظهر على الإطلاق(132)وقد لاقد يكون هذا سليماً ولكنه أحسن كتاب ظهر في هذا الجيل.

لقد أنهك هذا الكتاب مؤلفه. وخط إلى أحد الأصدقاء: أعترف لك حتى هذا الكتاب قتلني. سأخلد إلى الراحة ولن أعمل شيئاً بعد الآن(133) وعلى الرغم من ذلك استمر يفهم ويبحث. وكان يقول "الدراسة بالنسبة لي هي خير علاج لكل خيبة أمل في الحياة. ولم أجد ضيقاً إلا فرج من كرته ساعة قضيتها في القراءة(134).

وزار باريس من حين لآخر وسعد بشهرته هناك التي كانت تضارع شهرة فولتير آنذاك (1748). ويقول رينال لقد جذب كتاب روح القوانين انتباه جميع الشعب الفرنسي. إننا نجده في مخطات فهماءنا ودارسينا وعلى منضدة زينة سيداتنا وعند جميع شبابنا المتأنق(135)ورحبوا بالمؤلف من حديث في الصالونات واستقبلوه في البلاط الملكي، ولكنه قضى معظم الوقت في لابيرد حيث قنع بأنقد يكون سيداً عظيماً. وسر الإنجليز بالكتاب أيما سرور حتى أنهم طلبوا من أعداداً وفيرة. وفي سنيه الأخيرة كاد حتى يصاب بالعمى، وكان يقول "يبدولي حتى الأثير الخفيف من البصر الذي بقي لي ليس إلا فجر اليوم الذي تغلق فيه عيناي إلى الأبد(136)وفي 1754 قصد إلى باريس لإنهاء إيجار بيته هناك، ولكنه أثناء تلك الزيارة أصيب بالتهاب رئوي وقضى نحبه فيعشرة فبراير 1755 وهوفي السادسة والستين وتناول الأسرار المقدسة الكاثوليكية. وكان الأديب الوحيد الذي شيع جنازته هوديدرووهومن أتباع ممضى اللاأدرية(137)وذاع صيته وامتد أثره على مر القرون. وخط جيبون: "على مدى أربعين عاماً منذ صدور روح القوانين لم يقبل الناس على قراءة كتاب أونقده أكثر منه. وليست روح البحث والتحقيق التي أثارها أقل مآثر المحرر علينا(138)" وكان جيبون وبلاكستون وبيرك من بين من أفادوا من روح القوانين وعظمة الرومان واضمحلالهم وعده فردريك الأكبر أحسن كتاب بعد كتاب الأمير، ورأت كثرين الكبرى أنه ينبغي حتىقد يكون كتاب الصلوات اليومية لدى الملوك(139)واقتبست فقرات منه للرجال الذين عينتهم لمراجعة القوانين الروسية. ولم ينقل واضعوا مسودة الدستور الأمريكي عن مونتسكيونظرية فصل السلطات فحسب بل استبعاد أعضاء الوزارة من الكونجرس كذلك وتضمنت كتاباتهم كثيراً من الاقتباسات من الكتاب. وأصبح روح القوانين الكتاب المقدس عند الزعماء المعتدلين في الثورة الفرنسية تقريباً ونشأ عن كتاب عظمة الرومان واضمحلالهم بعض إعجابهم بالجمهورية عند الرومان. ويقول فاجيه حتى جميع الأفكار الحديثة العظيمة بدأت بمونتسكيو(141) وعلى مدى جيل من الزمان كان مونتسكيو، لا فولتير، هوصوت العقل وبطله في فرنسا.

انظر أيضاً

  • الديمقراطية
  • حكم القانون
  • قانون مقارن
  • نص وروح القانون
  • Mutual Liberty

الهامش

المصادر

  • العز
  • جريدة عكاظ
  • الصحافة
  • de Secondat, Charles, Baron de Montesquieu. The Spirit of the Laws. 2 vols. Originally published anonymously. 1748; Crowder, Wark, and Payne, 1777. Spirit of Laws. Online posting. constitution.org. Trans. Thomas Nugent (1750). Rev. J. V. Prichard. ("Based on a public domain edition published in 1914 by G. Bell & Sons, Ltd., London. Rendered into HTML and text by Jon Roland of The Constitution Society.") Accessed May 16, 2007.
  • –––. Montesquieu: Spirit of the Laws. Eds. Anne M. Cohler, Basia Carolyn Miller, and Harold Samuel Stone. Cambridge Texts in the History of Political Thought. Cambridge: Cambridge UP, 1989. ISBN 0521369746 (10). ISBN 978-0521369749 (13). (Paperback ed.; 808 pp.)
تاريخ النشر: 2020-06-04 11:32:37
التصنيفات: Pages using deprecated image syntax, أعمال مونتسكيو, كتب في الفلسفة السياسية, كتب 1748, أدب فلسفي معاصر

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

الدرهم يرتفع أمام الأورو ويتراجع مقابل الدولار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:19
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 53%

وزير المالية: السعودية قدمت 10 مليارات دولار لتعزيز الأمن الغذائي

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:23
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 69%

"فايس ميديا" تعلن إفلاسها.. وتتلقى عروضًا من 5 شركات

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:28
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 56%

48 % ارتفاعا في الصفقات الإيجارية خلال شهر

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:25
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 67%

مبعوث أممي: الأزمة في السودان لا يمكن أن تحل عسكريا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:39
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 58%

ضبط 1,3 مليون حبة كبتاجون مُخبأة في "ألواح خشبية" بميناء جدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:20
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 63%

الانتخابات التركية 2023: صور من ليلة حافلة بالإثارة

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 15:16:27
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 97%

بوريطة يتلقى مكالمة هاتفية من بلينكن هذه تفاصيلها

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:29
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

الدرهم يرتفع أمام الأورو ويتراجع مقابل الدولار

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:24
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 50%

الانتخابات التركية 2023: ماذا تريد أن تعرف عن نتائج الجولة الأولى؟

المصدر: BBC News عربي - بريطانيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 15:16:27
مستوى الصحة: 76% الأهمية: 92%

مبعوث أممي: الأزمة في السودان لا يمكن أن تحل عسكريا

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:36
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 65%

تباين أداء سوق الأسهم السعودية في منتصف تعاملات الاثنين

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:31
مستوى الصحة: 51% الأهمية: 58%

إصدار 1963 مواصفة قياسية ولائحة فنية خليجية موحدة

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:29
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 56%

بوريطة يتلقى مكالمة هاتفية من بلينكن هذه تفاصيلها

المصدر: الأول - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-15 12:25:25
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 57%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية