يان ڤان گوين

پورتريه ليان ڤان گوين، بريشة گرارت تر بورخ.

يان ڤان گوين (بالهولندية: Jan Josephszoon van Goyen؛ النطق الهولندي: [ˈjɑn vɑn ˈɣoːjə(n)]؛ و. 13 يناير 1596 – ت. 27 أبريل 1656)، هورسام مناظر طبيعية هولندي. وكان ڤان گوين غزير الانتاج بدرجة هائلة؛ فقد رسم ما يزيد على 1,200 لوحة وما يربوعلى ألف رسم معروف.

منظر نهري، 1625

حياته

ولد المصور والحفار الهولندي يان ڤان گوين في لايدن وتوفي في لاهاي. ويعد هذا الفنان الموجِّه والرائد لفن تصوير المشاهد الطبيعية في هولندا، مع سالومون ڤان رويسدال Salomon van Ruysdael وپيتر ده مولين Pieter de Molijn. وقد وصل هذا الفن الطبيعي إلى قمة انتشاره في منتصف القرن السابع عشر، تاركاً وراءه الطابع الباروكي في الفن الذي كان مسيطراً حتى ذلك الوقت، إذ قام على تصوير الحياة القروية بأسلوب زخرفي، وإحلال أسلوب يهتم بالطبيعة وبالفكر الحديث، مع الاهتمام باللون وبدوره المشع، وإعطاء الفضاء أهمية في نقل جمال السماء والغيوم، والأفق البعيد.

ابتدأ ڤان گوين دراسته الفنية في مدينة هارلم Haarlem على يد إساياس ڤان ده ڤلده Esaias van de Velde، الذي كان له تأثير كبير في تطوره، ثم انتقل إلى لايدن ومنها إلى لاهاي حيث افتتح مرسماً بالاشتراك مع مجموعة من المصورين، مثل أدريان ڤان در كابل Adriaen van der Cabel ويان ستين Jan Steen. وبعد قدومه إلى لاهاي عام 1630، قُبل في اتحاد سان لوك Saint- Luc النقابي حيث صار فيما بعد عميداً فيه، وفي عام 1615 سافر إلى فرنسا، ثم إلى بلجيكا وألمانيا.

الرسم الهولندي

منظر النهر

أسلوبه الفني

جسر هولندي نمطي مع صيادي السنانير، متحف خروننگر

كان أسلوب ڤان گوين في البداية قريباً من أسلوب مفهمه إساياس ڤان ده ڤلده القريب من مفهوم التكلفية mannrism. ومن أعماله «القصر ذوالبرجين الدائريين» الموجود في المتحف الملكي بأمستردام Rijksmuseum.

ومنذ عام 1626 أهمل ڤان گوين أعماله الصغيرة متجهاً إلى موضوعات قروية مقلّداً رويسدال وموليين، ويبدوذلك في لوحة «القرية» 1626، وفيها اهتم بالتفاصيل.

ومنذ عام 1630 ابتدأت ألوانه تبدوأكثر إشراقاً ووضوحاً محاولاً الهجريز على وحدة اللون، مُؤْثراً في رسم الطبيعة الهجريز على الطرقات التي تخترق المشهد المؤلف من أكواخ، ومثال ذلك لوحته «الأكواخ قرب الشاطئ» (1631) الموجودة في متحف الفنون الجميلة في كاركاسون Carcassonne، وهي لوحة يغلب عليها اللون الرمادي مع لمسات مضىية، والاهتمام برسم التفاصيل القروية، كالأكواخ والعربات والأشخاص بملابسهم القروية.

غالباً ما كان ڤان گوين يقلّد طريقة رويسدل في رسم الأشجار عناصر واضحة بأوراقها دقيقة الرسم، وفي لوحة «السنديانة المصعوقة» رسم الأشجار وقد لامست لون السماء في جوعاصف مع الهجريز على البعد الثالث.

دوردرخت

منظر شتوي

ومنذ عام 1636 ابتدأ ڤان گوين برسم مشاهد وموضوعات أكثر بساطة ولكنها أكثر فخامة، مجزئاً مفردات المشهد بخطوط قوية متقاطعة، مشدّداً على الإيقاع اللوني والخطي الأفقي عند رسم الأغطية وأبراج الأجراس والسطوح الهرمية التي بدت كامدة، وعلى التضاد اللوني contrastes بين الظل والنور في الموضوعات المشهدية كما في لوحة «مدينة إلتن» Elten عام (1647). إلى غير ذلك بدت ألوانه موحدة قريبة من اللون الرمادي، أواللون المضىي في موضوعات الطبيعة الصامتة.

وفي مشاهده الطبيعية، بدا ڤان گوين أكثر اهتماماً بتصوير الغيوم على صفحة السماء التي تكتنف المشهد، والتي تغطي ثلثي اللوحة. ولم يتردد فيما بعد في تجاوز الألوان الكامدة إلى ألوان مشرقة، بل مفرطة بالضياء والإشعاع، ووصل أحياناً إلى دمج لون السماء مع لون الماء في لوحته «مشهد من لايدن» ولوحة «مركب الصيد».

مازالت الأعمال التي أنجزها ڤان گوين رسماً من غير تلوين ذات أهمية بالغة، وكان قد رسمها في أثناء جولاته الواسعة في هولندا، مع الاهتمام البالغ بالتقابل المنسجم بين مشهد السماء والماء.

طابع بريدي من جمهورية ألمانيا الديمقراطية لأحد لوحات ڤان گوين.

استطاع ڤان گوين وصديقه رويسدال حتى يبتنادى أسلوباً أوطريقة أثرت تأثيراً بالغاً في مصوري الطبيعة الهولنديين المعاصرين، ولاسيما مصوري البحر الذين أجادوا تصوير التضاد في المشهد الطبيعي، هذا الموضوع الذي صار موضع اهتمام المصورين في إيطاليا وفرنسا.