أبوذر ومسماه جندب بن جنادة الغفاري الكناني أحد أكابر أصحاب رسول الله وهورابع وقيل خامس من ولج في الإسلام وهوأول من حيا رسول الله بتحية الإسلام وأحد الذين جهروا بالإسلام في مكة قبل الهجرة ولقي في ذلك بلاء عظيما من قريش.

النسب

هوجندب بن جنادة بن سفيان بن عبيد بن حرام من غفار بن مليل بن ضمرة بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الغفاري الكناني من بني غفار من قبيلة بني كنانة ويجتمع نسبه مع الرسول محمد بن عبد الله في كنانة بن خزيمة. واختلف في اسمه فقيل أنه جندب بن السكن وقيل بريرة بن جنادة ولكن المشهور أنه جندب بن جنادة.

قبل الإسلام

كان أبوذر ذوبصيرة، وممن يتمردون على عبادة الأصنام، ويمضىون إلى الايمان بإله خالق عظيم، فما حتى سمع عن الدين الجديد حتى شد الرحال إلى مكة.

وروى مثله أحمد بن حنبل في مسنده.

المظهر والشكل

كان أبوذر آدم طويلا أبيض الرأس واللحية، أسمر اللون نحيفًا .

إسلامه

أسلم بمكة قديما ونطق كنت في الإسلام رابعًا ورجع إلى بلاد قومه فأقام بها حتى مضت بدر وأحد والخندق ثم قدم المدينة.

ويروي أبوذر سيرة إسلامه في الحديث الذي رواه البخاري عن ابن عباس نطق: ألا أقول لكم بإسلام أبي ذر،يا ترى؟ نطق: قلنا بلى. نطق: نطق أبوذر : قد صليت قبل حتى ألقى رسول الله -- . بثلاث سنين .قلت : لمن ،يا ترى؟ نطق : لله . قلت : أين توجه ،يا ترى؟ نطق : حيث وجهني الله ، أصلي عشاء حتى إذا كان من آخر الليل ألقيت كأني خفاء حتى تعلوني الشمس وقد كنت رجلا من غفار فبلغني من أخي أنيس حتى رجلا قد خرج بمكة يزعم أنه نبي فقلت لأخي انطلق إلى هذا الرجل حدثه وإتني بخبره فانطلق فلقيه ثم عاد فقلت ما عندك فنطق والله لقد رأيت رجلا يأمر بالخير وينهى عن الشر قلت : فما يقول الناس ،يا ترى؟ نطق : يقولون : شاعر ، كاهن ، ساحر . نطق : وكان أنيس أحد الشعـراء ، فنطق : لقد سمعت قول الكهنة ، وما هوبقولهم ، ولقد وضعت قوله على أقوال الشعراء فما يلتئم على لسان أحد أنه شعر ، والله إنه لصادق ، وإنهم لكاذبون ! فقلت له: لم تشفني من الخبر فأخذت جرابًا وعصا ثم أقبلت إلى مكة فجعلت لا أعهده وأكره حتى أسأل عنه وأشرب من ماء زمزم وأكون في المسجد نطق فمر بي علي فنطق كأن الرجل غريب نطق: قلت: نعم. نطق فانطلق إلى المنزل نطق فانطلقت معه لا يسألني عن شيء ولا أبلغه فلما أصبحت غدوت إلى المسجد لأسأل عنه، وليس أحد يخبرني عنه بشيء. نطق فمر بي علي فنطق: أما آن للرجل حتى يعهد منزله بعد. نطق: قلت لا. نطق: انطلق معي نطق: فنطق ما أمرَّك وما أقدمك هذه البلدة،يا ترى؟ نطق: قلت له إذا كتمت عليَّ أبلغتك نطق: فإني أعمل، نطق: قلت له بلغنا أنه قد خرج ها هنا رجل يزعم أنه نبي فأوفدت أخي ليحدثه فرجع ولم يشفني من الخبر فأردت حتى ألقاه.

فنطق له: أما إنك قد رشدت هذا وجهي إليه فاتبعني ادخل حيث أدخل فإني إذا رأيت أحدا أخافه عليك قمت إلى الحائط كأني أصلح نعلي وامض أنت فمضى ومضيت معه حتى ولج ودخلت معه على النبي فقلت له: اعرض علي الإسلام فعرضه فأسلمت مكاني فنطق لي يا أباذر اكتم هذا الأمر وارجع إلى بلدك فإذا بلغك ظهورنا فأقبل فقلت والذي بعثك بالحق لأصرخن بها بين أظهرهم فاتى إلى المسجد وقريش فيه فنطق يا معشر قريش إني أشهد حتى لا إله إلا الله وأشهد حتى محمدا عبده ورسوله، فنطقوا قوموا إلى هذا الصابئ فقاموا فضربت لأموت، فأدركني العباس فأكب علي ثم أقبل عليهم فنطق: ويلكم تقتلون رجلا من غفار ومتجركم وممركم على غفار؟! فأقلعوا عني فلما حتى أصبحت الغد رجعت فقلت مثل ما قلت بالأمس فنطقوا قوموا إلى هذا الصابئ فصنع بي مثل ما خلق بالأمس وأدركني العباس فأكب علي ونطق مثل منطقته بالأمس نطق فكان هذا أول إسلام أبي ذر.

هجرت هذه الحادثة أثراً سلبياً على نفسية أبي ذر، وعاهد نفسه حتى يثأر من قريش، فخرج وأقام بـ"عسفان"، وحدثا أقبلت عير لقريش يحملون الطعام، يعترضهم ويجبرهم على إلقاء أحمالهم، فيقول أبوذر لهم: لا يمس أحد حبة ‏حتى تقولوا لا إله إلا الله، فيقولون لا إله إلاّ الله، ويأخذون ما لهم.‏

إسلام قومه على يديه

حين عاد أبوذر إلى قومه، نفّذ وصيّة رسول الله، فنادىهم إلى الله عز وجل، ونبذ عبادة الأصنام والإيمان برسالة محمد، فكان أول من أسلم منهم أخوه أنيس، ثم أسلمت أمهما، ثم أسلم بعد ذلك نصف قبيلة غفار، ‏ونطق نصفهم الباقي، إذا قدم رسول الله إلى المدينة، أسلمنا، وهذا ما تم، وجاؤوا فنطقوا يا رسول الله: إخوتنا، نسلم على الذي أسلموا عليه، فأسلموا. وفي ذلك نطق رسول الله: "غفّار غفر الله لها، وأسلم سالمها الله ".

شهادته

روى البلاذري في كتاب الأنساب : لما منح عثمان مروان بن الحكم ما أعطاه، ومنح الحارث بان الحكم ابن أبي العاص، ثلاثمائة ألف درهم، جعل أبوذر يقول : بشر الكانزين بعذاب أليم، ويتلوقول الله عز وجل : « والذين يكنزون المضى والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله، فبشرهم بعذاب أليم ».

فحمل ذلك مروان بن الحكم إلى عثمان. فأوفد إلى أبي ذر، ناتلا مولاه : حتى انته عما يبلغني عنك. فنطق : أينهاني عثمان عن قراءة كتاب الله. وعيب من هجر أمر الله ،يا ترى؟ فوالله، لئن أرضي الله بسخط عثمان، أحب الي، وخير لي، من حتى أسخط الله برضاه. فاغضب عثمان ذلك، واحفظه، فتصابر، وكف. ونطق عثمان يوما : أيجوز للامام حتى يأخذ من المال، فاذا أيسر قضى ،يا ترى؟ فنطق كعب الأحبار : لا بأس بذلك ! فنطق أبوذر : يا ابن اليهوديين، أتفهمنا ديننا ،يا ترى؟ فنطق عثمان : ما أكثر أذاك لي، وأولعك باصحابي ،يا ترى؟ إلحق بمخطك، وكان مخطه بالشام، إلا أنه كان يقدم حاجا، ويسال عثمان الإذن له في مجاورة قبر رسول الله فيأذن له في ذلك، وانما صار مخطه بالشام، لأنه نطق لعثمان حين رأى البناء قد بلغ سلعا، أني سمعت رسول الله يقول : إذا بلغ البناء سلعا، فالهرب، فاذن لي حتى آتي الشام فأغزوهناك. فأذن له.

وكان أبوذر ينكر على معاوية اشياء يعملها، وبعث اليه معاوية بثلاثمائة دينار، فنطق : إذا كانت من عطائي الذي حرمتمونيه عامي هذا ،يا ترى؟ قبلتها ! وان كانت صلة فلا حاجة لي فيها. وبعث اليه مسلمة الفهري بمائتي دينار، فنطق : أما وجدت أهون عليك مني، حين تبعث الي بمال ،يا ترى؟ وردَّها.

وبنى معاوية الخضراء بدمشق، فنطق : يا معاوية، إذا كانت هذه الدار من مال الله ،يا ترى؟ فهي الخيانة، وان كانت من مالك ،يا ترى؟ فهذا الاسراف. فسكت معاوية، وكان أبوذر يقول : والله لقد حدثت أعمال ما أعهدها، والله ما هي في كتاب الله، ولا سنة نبيه. والله اني لأرى حقا يطفأ، وباطلا يحيى، وصادقا يكذب، وأثرة بغير تقى، وصالحا مستأثرا عليه. فنطق حبيب بن مسلمة لمعاوية : ان أبا ذر مفسد عليك الشام، فتدارك أهله إذا كانت لكم به حاجة. فخط معاوية إلى عثمان فيه.

ويروى ابن سعد في طبقاته:

عن أبي ذر نطق نطق النبي يا أبا ذر كيف من الممكن أن أنت إذا كانت عليك أمراء يستأثرون بالفئ نطق قلت إذا والذي بعثك بالحق أضرب بسيفي حتى ألحق به فنطق أفلا أدلك على ما خير من ذلك اصبر حتى تلقاني نطق أبلغنا هشيم نطق أبلغنا حصين عن زيد بن وهب نطق مررت بالربذة فإذا أنا بأبي ذر نطق فقلت ما أنزلك منزلك هذا نطق كنت بالشام فاختلفت أنا ومعاوية في هذه الآية والذين يكنزون المضى والفضة ولا ينفقونها في سبيل الله ونطق معاوية نزلت في أهل الكتاب نطق فقلت نزلت فينا وفيهم نطق فكان بيني وبينه في ذلك كلام فخط يشكوني إلى عثمان.

يروي المسعودي في مروج المضى : وكان في ذلك اليوم قد أتي عثمان بهجرة عبد الرحمن بن عوف الزهري من المال، فنثرت البدر، حتى حالت بين عثمان وبين الرجل الواقف، فنطق عثمان : إني لأرجولعبد الرحمن خيرا، لأنه كان يتصدق، ويقري الضيف، وهجر ما ترون. فنطق كعب الأحبار : صدقت يا أمير المؤمنين. فشال أبوذر العصا، فضرب بها رأس كعب ولم يشغله ما كان فيه من الألم، ونطق : يا ابن اليهودي، تقول لرجل توفي وهجر هذا المال إذا الله أعطاه خير الدنيا وخير الآخرة، وتبتر على الله بذلك، وانا سمعت النبي يقول : ما يسرني حتى أموت، وأدَعَ مايزن قيراطاً. فنطق له عثمان : وارِعني وجهك. فنطق : أسير إلى مكة. نطق : لا والله ،يا ترى؟ نطق : فتمنعني من بيت ربي أعبده فيه حتى أموت ،يا ترى؟ نطق. إي والله. نطق : فالى الشام، نطق : لا والله. نطق : البصرة. نطق : لا والله، فاختر غير هذه البلدان. نطق : لا والله ما اختار غير ما ذكرت لك. ولوهجرتني في دار هجرتي، ما أردت شيئا من البلدان، فسيرني، حيث شئت من البلاد. نطق : فاني مسيرك إلى الربذة. نطق : الله أكبر، صدق رسول الله قد أبلغني بكل ما أنا لاق. نطق : عثمان : وما نطق لك ،يا ترى؟ نطق : أبلغني بأني أمنع عن مكة، والمدينة، وأموت بالربذة، ويتولى مواراتي نفر ممن يردون من العراق نحوالحجاز.

جهاده بلسانه

ومضى عهد الرسول ومن بعده عهد أبوبكر وعمر، في تفوق تام على مغريات الحياة وفتنتها، واتى عصر عثمان وبدأ يظهر التطلع إلى مفاتن الدنيا ومغرياتها، وتصبح السلطة وسيلة للسيطرة والثراء والترف، رأى أبوذر ذلك فمد يده إلى سيفه ليقابل المجتمع الجديد، لكن سرعان ما فطن إلى وصية رسول الله: (وما كان لمؤمن حتى يقتل مؤمنا إلا خطأ).

فكان لابد هنا من الحدثة الصادقة الأمينة، فليس هناك أصدق من أبي ذر لهجة، وخرج أبوذر إلى معاقل السلطة والثروة معترضا على ضلالها، وأصبح الراية التي يلتف حولها الجماهير والكادحين، وذاع صيته وهتافه يردده الناس أجمعين: (بشر الكانزين الذين يكنزون المضى والفضة بمكاومن نار تكوى بها جباههم وجنوبهم يوم القيامة).

وبدأ أبوذر بالشام، أكبر المعاقل (عجبت لمن لا يجد القوت في بيته، كيف من الممكن أن لا يخرج على الناس شاهرا سيفه).

ثم ذكر وصية الرسول بوضع الأناة مكان الانقلاب، فيعود إلى منطق الإقناع والحجة، ويفهم الناس بأنهم جميعا سواسية كأسنان المشط، جميعا شركاء بالرزق، إلى حتى وقف أمام معاوية يسائله كما أبلغه الرسول في غير خوف ولا مداراة، ويصيح به وبمن معه: (أفأنتم الذين هبط القرآن على الرسول وهوبين ظهرانيهم؟؟).

ويجيب عنهم: (نعم أنتم الذين هبط فيكم القرآن، وشهدتم مع الرسول المشاهد)، ويعود بالسؤال: أولا تجدون في كتاب الله هذه الآية: {...وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ * يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنُوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ .

فيقول معاوية: (لقد أنزلت هذه الآية في أهل الكتاب). فيصيح أبوذر: (لا بل أنزلت لنا ولهم)، ويستشعر معاوية الخطر من أبي ذر فيرسل إلى الخليفة عثمان : (إن أبا ذر قد أفسد الناس بالشام). فيخط عثمان إلى أبي ذر يستدعيه، فيودع الشام ويعود إلى المدينة، ويقول للخليفة بعد محادثة طويل: (لا حاجة لي في دنياكم). وطلب الأذن بالخروج إلى (الربذة). وهناك طالبه البعض بحمل راية الثورة ضد الخليفة ولكنه زجرهم قائلا: (والله لوحتى عثمان صلبني على أطول خشبة، أوجبل، لسمعت وأطعت، وصبرت واحتسبت، ورأيت ذلك خيرا لي).

فأبوذر لا يريد الدنيا، بل لا يتمنى الإمارة لأصحاب رسول الله ليظلوا روادا للهدى. لقيه يوما أبوموسى الأشعري ففتح له ذراعيه يريد ضمه فنطق له أبوذر: (لست أخيك، إنما كنت أخيك قبل حتى تكون واليا وأميرا). كما لقيه يوما أبوهريرة واحتضنه مرحبا، فأزاحه عنه ونطق: (إليك عني، ألست الذي وليت الإمارة، فتطاولت في البنيان، واتخذت لك ماشية وغرسا). وعرضت عليه إمارة العراق فنطق: (لا والله. لن تميلوا علي بدنياكم أبدا).

سيرته مع عثمان

روى هشام ، عن ابن سيرين : حتى رسول الله—نطق لأبي ذر : "إذا بلغ البناء سلعا فاخرج منها - ونحا بيده نحوالشام - ولا أرى أمراءك يدعونك. نطق : أولا أقاتل من يحول بيني وبين أمرك ،يا ترى؟ نطق : لا . نطق : فما تأمرني ،يا ترى؟ نطق : اسمع وأطع ، ولولعبد حبشي .فلما كان ذلك ، خرج إلى الشام . فخط معاوية : إنه قد أفسد الشام . فطلبه عثمان ; ثم بعثوا أهله من بعده ، فوجدوا عندهم كيسا أوشيئا ; فظنوه دراهم ، فنطقوا : ما شاء الله فإذا هي فلوس .فنطق عثمان : كن عندي . نطق : لا حاجة لي في دنياكم ; ائذن لي حتى أخرج إلى الربذة . فأذن له ; فخرج إليها ، وعليها عبد حبشي لعثمان ، فتأخر وقت الصلاة -لمّا رأى أبا ذر- فنطق أبوذر : تقدم فصلِّ .

فضله ومناقبه

كان أبوذر رابع أربعة، وقيل: خامس خمسة في الإسلام، وهوأول من حيا رسول الله بتحية الإسلام. وكان أبوذر الغفاري من الرجال الذين أحبهم رسول الله ووصفه بصفتين التصقا به وأصبحا يوجهانه في المواقف المتنوعة، وهما الصدق والوحدة والتفرد، ولقد دفع الصدق أبا ذر لأنقد يكون من أكثر الصحابة مجاهرة بالحق مهما عرضه ذلك للأذى فكان من القلائل الذين أعربوا إسلامهم في قريش، أما الوحدة والتفرد فقد نطق عنه رسول الله (رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده).

وردت أحاديث في خط الصحاح في فضل أبي ذرالغفاري ومناقبه ومنها: عن أبي حرب بن أبي الأسود نطق سمعت عبد الله بن عمر نطق سمعت رسول الله يقول "ما أقلت الغبراء ولا أظلت الخضراء من رجل أصدق من أبي ذر" رواه الإمام أحمد.

وعن الحارث بن يزيد الحضرمي عن ابن حجيرة الأكبر عن أبي ذر نطق "قلت يا رسول الله ألا تستعملني نطق فضرب بيده على منكبي ثم نطق يا أبا ذر إنك ضعيف وإنها أمانة وإنها يوم القيامة خزي وندامة إلا من أخذها بحقها وأدى الذي عليه فيها" رواه مسلم.

وعن ابن بريدة عن أبيه نطق: نطق رسول الله "إن الله أمرني بحب أربعة وأبلغني أنه يحبهم قيل يا رسول الله سمهم لنا نطق علي منهم يقول ذلك ثلاثا وأبوذر والمقداد وسلمان أمرني بحبهم وأبلغني أنه يحبهم" (رواه الترمذي ونطق هذا حديث حسن غريب لا نعهده إلا من حديث شريك)

وعن المعرور بن سويد نطق لقيت أبا ذر بالربذة وعليه حلة وعلى غلامه حلة فسألته عن ذلك فنطق إني ساببت رجلا فعيرته بأمه فنطق لي النبي "يا أبا ذر أعيرته بأمه إنك امرؤ فيك جاهلية إخوانكم خولكم جعلهم الله تحت أيديكم فمن كان أخوه تحت يده فليطعمه مما يأكل وليلبسه مما يلبس ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم" رواه مسلم.

وعن الأحنف بن قيس نطق كنت بالمدينة فإذا أنا برجل يفر الناس منه حين يرونه نطق قلت من أنت نطق أنا أبوذر صاحب رسول الله نطق قلت ما يفر الناس نطق إني أنهاهم عن الكنوز بالذي كان ينهاهم عنه رسول الله.

وروي حتى النبي نطق: "أبوذر يمشي على الأرض في زهد عيسى ابن مريم".

وروى عنه عمر بن الخطاب، وابنه عبد الله بن عمر، وابن عباس، وغيرهم من الصحابة، ثم هاجر إلى الشام بعد وفاة أبي بكر، فلم يزل بها حتى ولي عثمان، فاستقدمه لشكوى معاوية منه، فأسكنه الربذة حتى توفي بها‏.‏

وقد كان مما حصل بينه وبين عثمان بن عفان خلافا استغله زعماء الفتنة المسلحة وشكلوا منه تهمة برروا بها مع غيرها انتهاكهم حرمة الخلافة وحياة الخليفة –ابن عفان- وصل عثمان بن عفان أخبارا من معاوية حتى أبا ذر يفسد الناس بالشام وقد كان ابن عفان قد ولاه على أهل الشام فأوفد إليه الخليفة حتى ائتني إلى المدينة، فأتاه أبوذر وجرى بينهما نقاشا لم يقتنع جميع منهم برأي الآخر. فصار هنا روايتين عن التاريخ أحداهما حتى الخليفة قرر إبعاده إلى الربذة بعيدا عن المدينة.. والثانية حتى أبا ذر هوالذي طلب من الخليفة حتى يأذن له حتى يخرج إلى الربذة حيث يقضي بقية أيامه هناك وأيا كان الصواب فلقد أحب الخليفة حتى يظل عنده في المدينة قائلاً له "ابق معنا تغدوعليك اللقاح وتروح" لكن أبا ذر عهد حتى البعد له أفضل إلى غير ذلك خرج الغفاري إلى الربذة راضياً وبهدوء حتى نودي لساعة الرحيل. وهناك أيضاً سيرة حتى بعدما رحل الغفاري إلى الربذة جائه بعض متآمري الكوفة وعرضوا عليه حتى يتزعم ثورة مسلحة ضد الخليفة فإذا هويجيبهم بلفظ زاجر: "والله لوحتى عثمان صلبني على أطول خشبة أوأطول جبل لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي" "ولوسيرني ما بين الأفق إلى الأفق، لسمعت وأطعت وصبرت وحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي" "ولوردني إلى منزلي لسمعت وأطعت وصبرت واحتسبت ورأيت ذلك خيراً لي"

اقتداؤه بالرسول

عاش 3، ص ،513، ح رقم 1079|متن = حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ الْبَزَّارِ حَدَّثَنَا أَبُوتَوْبَةَ ثنا مُحَمَّدُ بْنُ مُهَاجِرٍ عَنِ ابْنِ حَلْبَسٍ عَنْ مُعَأوِيَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: لَمَّا خَرَجَ أَبُوذَرٍّ إِلَى الرَّبَذَةِ لَقِيَهُ رَكْبٌ مِنْ أَهْلِ الْعِرَاقِ فَقَالُوا: يَا أَبَا ذَرٍّ قَدْ بَلَغَنَا الَّذِي صُنِعَ بِكَ فاعقد لواء يأتيك رِجَالٌ مَا شِئْتَ قَالَ: مَهْلا يَا أَهْلَ الإِسْلامِ فَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "سَيَكُونُ بَعْدِي سُلْطَانٌ فأعزوه مَنِ الْتَمَسَ ذُلَّهُ ثَغَرَ ثُغْرَةً فِي الإِسْلامِ وَلَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ تَوْبَةٌ حَتَّى يُعِيدَهَا كَمَا كَانَتْ") إسناده سليم ورجاله رجال السليم غير ابن حلبس وهويونس بن ميسرة وهوثقة. وللحديث طريق أخرى يرويها الْقَاسِمُ بْنُ عَوْفٍ الشَّيْبَانِيُّ عَنْ رجل عن أبي ذر نحوه أتم منه. أخرجه أحمد 5/165.

أهم ملامح شخصيته

الزهد الشديد والتواضع

كان من أوعية الفهم المبرزين في الزهد والورع والقول الحق سئل علي عن أبي ذَرّ فنطق ذلك رجل وعى فهما عجز عنه الناس ثم أوكأ عليه فلم يخرج شيئا منه... وروى عن النبي أنه نطق: " أبوذَرّ في أمتي شبيه عيسى بن مريم في زهده ". وبعضهم يرويه: "من سره حتى ينظر إلى تواضع عيسى بن مريم فلينظر إلى أبي ذَرّ"

ومرّ فتى على عمر بن الخطاب ، فنطق عمر: نعم الفتى، فتبعه أبوذَرّ فنطق: يا فتى استغفر لي، فنطق: يا أبا ذَرّ أستغفر لك وأنت صاحب رسول الله ، نطق: استغفر لي، نطق: لا أوتخبرني، فنطق: إنك مررت على عمر فنطق: نعم الفتى، وإني سمعت رسول الله يقول: "إن الله جعل الحق على لسان عمر وقلبه"

وقيل لأبي ذرٍّ ألا تتخذ أرضا كما اتخذ طلحة والزبير،يا ترى؟ فنطق: وما أصنع بأن أكون أميرا وإنما يكفيني جميع يوم شربة من ماء أونبيذ أولبن وفي الجمعة قفيز من قمح.

وعن أبي ذَرّ نطق: "كان قوتي على عهد رسول الله صاعا من التمر فلست بزائد عليه حتى ألقى الله".

صدق اللهجة

نطق أبوذَرّ: نطق لي رسول الله : "ما تقلّ الغبراء ولا تظل الخضراء على ذي لهجة أصدق وأوفي من أبي ذَرّ، شبيه عيسى بن مريم" نطق: فقام عمر بن الخطاب فنطق: يا نبي الله أفنعهد ذلك له نطق: "نعم فاعهدوا له".

الحرص على الجهاد رغم الصعوبات

عن عبد الله بن مسعود نطق: لما سار رسول الله إلى تبوك جعل لا يزال يتخلف الرجل فيقولون يا رسول الله تخلف فلان فيقول دعوه إذا يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه حتى قيل يا رسول الله تخلف أبوذَرّ وأبطأ به بعيره فنطق رسول الله دعوه إذا يك فيه خير فسيلحقه الله بكم وإن يك غير ذلك فقد أراحكم الله منه فتلوم أبوذَرّ على بعيره فأبطأ عليه فلما أبطأ عليه أخذ متاعه فجعله على ظهره فخرج يتبع رسول الله ماشيا ونزل رسول الله في بعض منازله ونظر ناظر من المسلمين فنطق يا رسول الله هذا رجل يمشي على الطريق فنطق رسول الله كن أبا ذَرّ فلما تأمله القوم نطقوا يا رسول الله هووالله أبوذَرّ فنطق رسول الله رحم الله أبا ذَرّ يمشي وحده ويموت وحده ويبعث وحده...

وفاته

وقد ورد أنه خرج مع رسول الله في غزوة تبوك وكانت راحلته كبيرة فتأخرت في السير فهجرها وحمل متاعه وسار خلف الركب فلما أبصره رسول الله نطق : رحم الله أبا ذر يمشي وحده ويموت وحده ويدفن وحده ويبعث وحده.

فبقي في (الربذة) حتى اتىت سكرات الموت لأبي ذر الغفاري، وبجواره زوجته تبكي، فيسألها: (فيم البكاء والموت حق؟)... فتجيبه بأنها تبكي: (لأنك تموت، وليس عندي ثوب يسعك كفنا !)... فيبتسم ويطمئنها ويقول لها: لا تبكي، فاني سمعت رسول الله ذات يوم وأنا عنده في نفر من أصحابه يقول: (ليموتن رجل منكم بفلاة من الأرض، تشهده عصابة من المؤمنين). وكل من كان معي في ذلك المجلس توفي في جماعة وقرية، ولم يبق منهم غيري، وهأنذا بالفلاة أموت، فراقبي الطريق فستطلع علينا عصابة من المؤمنين، فاني والله ما كذبت ولا كذبت) وروي أنه نطق لزوجته وغلامه: ((اغسلاني وكفناني وضعاني على قارعة الطريق ، فأول ركب يمر بكم قولوا : هذا أبوذر ، فأعينونا عليه)). وبعد حتى فاضت روحه إلى الله، عملوا ما أمرهم به ولم ينتبهوا إلا وصاحب رسول الله عبد الله بن مسعود الهذلي يمر عليهم في نفر معه فلما رآه عبد الله بكى واسترجع ونطق : صدق رسول الله: تمشي وحدك ، وتموت وحدك ، وتبعث وحدك ومن ثم صلوا عليه وواروه الثرى .

توفي أبوذر سنة اثنتين وثلاثين 32 هـ بالربذة وقيل بشهر ذي الحجة وقيل سنة 31 هـ ، وصلى عليه عبد الله بن مسعود؛ ثم حمل عياله إلى عثمان بن عفان بالمدينة، فضم ابنته إلى عياله، ونطق: يرحم الله أبا ذر.

المصادر

• قبيلة كنانة

المراجع

• سير الصحابة
• صور من حياة الصحابة(كتاب)
• سليم مسلم
• السيرة النبوية