فريدريك بازيل
فريدريك بازيل |
---|
فريدريك بازيل (1841 - 1870) ، بالفرنسية Frédéric Bazille ، هورسام فرنسي من المدرسة الإنطباعية ، ومعروف لتصويره الجيد للأرقام.
النشأة
ولد بازيل في مونبلييه ، في أسرة بروتستانتية متوسطة الحال ، بدأ حبه للفن بعد مشاهدته لأعمال الرسام اوجين ديلاكروا وقد وافقت أسرته على السماح له بدراسة الفن بشرط حتى يفهم الطب أيضا.
ولنضف الى هذا، حتى بازيل، ابن العائلة الثرية، لم يبدأ احتراف فن الرسم إلا متأخراً بعض الشيء. ولعل المصادفة واللقاءات مع رفاق السنوات المقبلة، هي ما لعب الدور الأساس في هذا. ففردريك بازيل (1841 - 1870) هوفي الأصل ابن لعائلة ثرية من مدينة مونبلييه الجنوبية الفرنسية، تعمل في التجارة، لا علاقة لها بالفن سوى علاقة الهواية والمشاهدة. وبازيل بدأ في عام 1859 دراسة الطب على خطى بعض أفراد عائلته، من دون حتى يخطر في باله أوفي بال هذه العائلة انه سيتوجه يوماً ناحية الفن.
حياته الفنية
بدأ بازيل دراسة الطب في سنة 1859 ومضى إلى باريس في سنة 1862 لإستكمال دراسته. وفي باريس إلتقى بازيل مع رينوار الذي كان قد أخذ مكانه كأحد رواد الإنطباعية في باريس في ذلك الوقت. بعد رسوب بازيل في إختبار الطب في 1864 ، أصبح يعمل رساما متفرغا. وكان أصدقائه المقربين هم ألفريد سيسلي وكلود مونيه وإدوار مانيه. وكان بازيل يدعمهم بإشراكهم معه في المرسم الخاص به وكذلك أدوات الرسم والألوان. فانتمى الى معهد غليير ، لتتخذ حياته في رفقتهم منحى مختلفاً دفعه الى هجر الطب واقتناء محترف راح يرسم فيه خلال السنوات الست أوالسبع الباقية من حياته. وهوعاش متنقلاً بين المحترفات التي كان يستأجرها ثم يهجرها لرفاقه. لذا، بعد موته، تم العثور على لوحات عدة من توقيعه، شكلت مع اللوحات التي كانت معروفة له، منذ بدأ يعرض في الصالون بدءاً من عام 1866 متن عمله المعروف اليوم، والذي يضعه في مكانة أولى بين ما - قبل - الانطباعيين والانطباعيين.
كان بازيل في الثالثة والعشرين فقط حينما رسم أشهر أعماله مثل Family Reunion و The Pink Dress.
وبازيل هذا كان قد أنجز خلال سنوات امتهانه فن الرسم عدداً لا بأس به من اللوحات التي أثار بعضها إعجاب كثر، لا سيما بين زملائه الذين لم يفتهم ان ينظروا بعين الدهشة الى لوحة لبازيل تقبل في «الصالون» في عام 1868، في الوقت الذي رفض فيه الصالون نفسه، عرض أي عمل لمونيه الذي كان - مع هذا - قطباً من أقطاب الحركة الفنية الحديثة في ذلك الحين. ولدى رحيل بازيل على ذلك الشكل المؤسي والمبكر، وبالنظر الى النجاحات التي كان حققها خلال مساره الفني القصير، كان السؤال حينه: ترى أية مكانة كان من شأنه حتى يحتلها لوأنه عاش أكثر مما عاش وأنتج مزيداً من اللوحات وحضر أكثر في الحياة الفنية،يا ترى؟ والحقيقة ان شرعية هذا السؤال أتت من واقع ان فردريك بازيل كان الأقل فردية بين جميع رسامي عصره... والأكثر التصاقاً بالزملاء والأصدقاء، ما كان يعني كثيراً في ذلك الحين، لا سيما على صعيد الأساليب المتبعة. إذ إذا ذلك البعد في شخصية هذا الفنان الشاب، مكّن لوحاته القليلة، أولاً من حتى تستخدم العنصر البشري استخداماً جيداً في لوحات انطلقت أصلاً من نزعة انطباعية مبكرة كان يفترض بها حتى تكون مجرد تأمل في الطبيعة وألوانها وعناصرها، فإذا أضيف إليها العنصر البشري، استخدم هذا كجزء من الديكور الطبيعي. أما بالنسبة الى بازيل فإن الأمر كان مختلفاً الى حد ما، حيث انه تمكن من المزاوجة بين الخلفية الطبيعية والاشتغال على اللون والضوء (في شكل يدنوكثيراً مما سمي ما - قبل - الانطباعية، وكان نوعاً من الانطباعية على أية حال) من ناحية، وبين العنصر البشري الذي صوّر في لوحاته بواقعية تكاد أحياناً تبدوفوتوغرافية. ومن يتأمل لوحات لبازيل، رسمها خلال النصف الثاني من الستينات من القرن الماضي، أي خلال السنوات الخمس التي فصلت بين بدء الرسم لديه، وبين رحيله، سيتيقن من هذا. فالازدواجية (الخلاقة) هذه موجودة في لوحة مثل «مشهد صيفي» (1869) وأخرى مثل «ستديوبازيل» التي أنجزها في العام الذي اغتال فيه ما جعلها تعتبر من آخر لوحاته، ومن أجملها أيضاً. غير حتى اللوحة الأكثر تعبيراً عن فن فردريك بازيل، انما هي لوحته «اجتماع عائلي» التي أنجزها في عام 1867، وهي معروضة منذ زمن في متحف اورساي الفرنسي مستعارة من لندن.
ولا بد من حتى نقول إذا بازيل، حين رسم بشراً في لوحاته، لم يبتعد كثيراً من حلقة أصدقائه أومن أقربائه، حتى وإن كان وقع له بين الحين والآخر ان رسم، من ذاكرته غالباً، مشاهد فيها أناس لا يعهدهم. بالنسبة الى المقربين منه، كان يستخدمهم كموديلات، سواء كان ذلك من أجل إنجاز بورتريهات محددة، أومن أجل تحقيق مشاهد جماعية. وينطبق هذا على لوحة «اجتماع عائلي».
ان الأشخاص الموجودين في هذه اللوحة، هم أفراد من أسرة بازيل... بل انه هونفسه موجود الى اقصى يسار اللوحة، ينظر مثل الباقين الى «الرسام» الذي ينقل المشهد. وهذا المشهد في حد ذاته يظهر فوتوغرافياً، غير مأخوذ على الطبيعة، إذ تبدوالشخصيات في وضع من يعهد حتى ثمة من يصوره... وليس أدل على هذا من كون الجميع ينظرون الى هذا المصور المفترض وقد اتخذ جميع منهم «وضعية» تبدوأقرب الى الوضع المسرحي منها الى الوضع الطبيعي... بل ان الديكور نفسه في اللوحة يظهر مسرحياً، وهوأمر يتنافى مع ما نراه في مشاهد أخرى رسمها بازيل، وتبدوفيها الشخصيات تعيش حياتها الطبيعية من دون حتى تلقى بالاً لمن ينظر اليها. وفي هذا الإطار كثيراً ما صير الى المقارنة بين هذه اللوحة لبازيل، وبين لوحة لمونيه هي «نساء في الحديقة» رسمها هذا الأخير في وقت لاحق من العام نفسه. وتضم المقارنة كون اللوحتين معاً تصوران أشخاصاً بورجوازيين وسط حديقة، من الواضح انهم ليسوا هنا إلا لكي تلتقطهم ريشة الرسام وألوانه. والحال ان هجريب المشهد الهندسي، والتوازي بين المجموعات المصورة، في اللوحتين معاً، يشي بكم ان الفنانين كانا يصرّان على العامل الهجريبي الهندسي، إصرار جميع منهما على رسم تأثير ضوء الشمس، ولعبة الظلال على أرضية الحديقة من ناحية وعلى ثياب (النساء خاصة) من ناحية ثانية. وهذا الأمر يظهر في لوحة بازيل هذه، أشبه بأنقد يكون أكاديمياً خالصاً، أي نوعاً من الدراسة المدققة لدور الضوء... حيث ان بازيل يمضى بعيداً في الفوارق اللونية التي يؤكد عليها، تبعاً لوجهة توزع نور الشمس، على الجزء الأسفل من ثوب الفتاة الجالسة في الوسط. ولقد نطق نقاد كثر يومها ان هذه العناية الفائقة التي أسبغها بازيل على تلوين ثوب هذه الفتاة، إنما تقارن بعناية مونيه برسم الظلال وإعطائها دوراً أساسياً في لوحاته. ومع هذا لم يفت دارسين بارزين، من امثال الانكليزية انطونيا كاننغهام، حتى يلاحظوا فوارق أساسية في جوهر العمل بين الرسامين، لافتين الى كم ان لوحة بازيل جامدة الحركة، تمثل اناساً قبلوا بأن يجلسوا هكذا لكي يرسموا، في لقاء الحركة العفوية الواقعية في لوحة مونيه، حيث النور يسعى للعثور على طريقه وسط أغصان الأشجار، في لقاء اختفاء هذا المسعى كلياً في لوحة بازيل التي تبدوأغصان الأشجار فيها مدرسية وكأنها زينة لا أكثر. والطريف هنا ان الصالون الذي قبل لوحة بازيل هذه، في عام 1868، رفض لوحة مونيه، التي عهدت وعاشت أكثر بكثير من جميع أعمال بازيل مجتمعة.
وفاته
في سنة 1870مات في ميدان القتال بين الحرب الفرنسية الپروسية، وكان مجند في التاسعة والعشرين من عمره. في ذلك الميدان كان الشاب جندياً عادياً لم يهتم لموته أحد، إذ سقط الى جانبه العشرات، «دفاعاً عن الوطن والشعب» في وجه القوات البروسية الغازية. ولكن في الحياة العامة كان لمقتل ذلك الشاب تأثير كبير، وجوبه بحزن عميق، لا سيما من لدن عدد من أقطاب الحركة الفنية في باريس. ذلك حتى هذا الشاب كان يعتبر فناناً أصيلاً واعداً بعد إندلاع اغتال فريدريك بازيل.
أهم أعماله
- La Robe rose, (1864) - 147 x 110 cm, Musée d'Orsay, Paris
- Atelier de la rue Furstenberg, - 80 x 65 cm, Musée Fabre, Montpellier
- Aigues-Mortes, - 46 x 55 cm, Musée Fabre, Montpellier
- Autportrait, (1865) - 109x72 cm, The Art Institute, Chicago
- Réunion de Famille, (1867) - 152 x 230 cm, Musée d'Orsay, Paris
- Le Pécheur à l'épervier, (1868) - 134 x 83 cm, Fondation Rau pour le tiers-monde, Zürich
- Vue de village, (1868) - 130 x 89 cm, Musée Fabre, Montpellier
- Scène d'été, 1869 - 158 x 158 cm, Cambridge, Harvard University
- La Toilette, (1870) - 132 x 127 cm., Musée Fabre, Montpellier
- L'Atelier de la rue Condamine, (1870) - 98 x 128.5 cm, Musée d'Orsay, Paris
- Paysage au bord du Lez, (1870) - 137.8 x 202.5 cm, The Minneapolis Institute of Arts, Minneapolis
معرض الصور
Bazille's Studio;تسعة rue de la Condamine, 1870.
Le Petit Jardinier (The Little Gardener), c1866-67 oil on canvas Museum of Fine Arts, Houston
Paysage au bord du Lez 1870, Oil on canvas Minneapolis Institute of Arts
Portrait of Renoir, 1867, oil on canvas
Summer Scene, 1869, Oil on canvas Fogg Art Museum, Cambridge, Massachusetts
The Pink Dress (View of Castelnau-le-Lez, Hérault), 1864, oil on canvas, Musée d'Orsay in Paris
View of the Village, 1868
La Toilette
پورتريه ذاتي
Studio in the rue de Furstenberg
View of the Village
Family Reunion
أنظر أيضا
- تاريخ الرسم
- الرسم الغربي
- الانطباعية
وصلات خارجية
- WetCanvas bio
- Bazille Gallery at MuseumSyndicate
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع [[commons: Category:Frédéric Bazille
| Frédéric Bazille ]]. |
المصادر
- ويكيبديا الإنجليزية
- ابراهيم العريس (2010-11-19). "«اجتماع عائلي» لبازيل: انطباعية على الطريقة الفوتوغرافية". جريدة الحياة اللبنانية.