قبة ملحية
القبة الملحية Salt dome، هجريب اختراقي ثاقب من الملح، يتداخل في الصخور التي تعلوه من طبقة الملح الأم، يتراوح قطره بين 1 وعشرة كم. وهي تعبير عن مظاهر هجريبية اختراقية (pirecement) في الطبقات الجيولوجية العميقة تأخذ شكلاً قبابياً، تشبه فطر عيش الغراب. وتتكون نتيجة اختراق صخور المتبخرات، وبصورة خاصة ترسبات أملاح الهالايت للصخور الرسوبية التي تعلوها والتي يمكن ان تستمر في حركتها لتخترق سطح الأرض أوتظل تحتها. وفي الحالة الأخيرة يستدل عليها بالاستعانة بالطرائق الجيوفيزيائية تحت السطحية.
تتكون القباب الملحية من الهالايت (الملح الصخري) بصورة رئيسة، وبصورة أقل شيوعاً تتكون من الجبس أوالانهيدرايت. وقد درست هذه التراكيب بصورة مستفيضة في الكثير من بقاع الأرض، وذلك لأهميتها الاقتصادية الكبيرة كمناطق لتشكيل مصائد ملائمة لتراكم الهيدروكاربونات أوكمصادر مهمة لصخور المتبخرات والكبريت المستخدمة في الكثير من الصناعات.
لا تعطِ المكاشف السطحية إلا القليل من المعلومات عن هذه التراكيب، في حين تقدم عمليات الحفر الاستكشافي معلومات أكثر أهمية في هذا المجال. ويمكن دراسة البنية الداخلية لهذه التراكيب عندما تكون قريبة من السطح وذلك باستخدام الطرق الجيوفيزيائية وخاصة الجاذبية والزلزالية والمغناطيسية.
التشكل
ينبغي التمييز عند دراسة هذه التراكيب بين لباب الصخور المخترقة والرسوبيات المندفعة معها. فاللباب عادة ماقد يكون دائرياً أومستطيل الشكل على السطح، فيماقد يكون بهيئة أسطوانة ملحية شبه دائرية تخترق عمود الترسبات بصورة عمودية أومائلة أحيانا.
تنتج القباب الملحية عن اندساس ملح الهاليت اللدن في الطبقات الرسوبية التي تعلوه. وينضغط طبقة الملح هذه من بعض أدزائه السفلى التي يبلغ سمكها عادة أكثر من 1000 متر. تأتي القوة الدافعة المؤثرة على الأملاح من فرق الكثافة بين الملح والرواسب التي تغطيه. فالملح الصخري ذوكثافة تبلغ 2.2 جرام/ سنتيمتر مكعب، وتقل كثافته مع ازدياد العمق (Murray,1968) والذي غالباً ما يصاحبه زيادة مستمرة في درجة الحرارة بسبب عمقها. في حين تزداد كثافة الصخور المحيطة به مع ازدياد العمق، مما يخلق حالة من فرق الكثافة والتي بدورها تدفع الملح للتحرك نحوالأعلى، وذلك طبقاً للمبدأ الفيزيائي المعروف والذي يرتفع بموجبه المائع الأخف خلال المائع الثقيل الواقع فوقه. فإذا توفرت ثنية محدبة صغيرة فوق قمة طبقة أصلية معرضة إلى ظروف حرارية لا تقل عن 300 درجة مئوية، فأن الأملاح في مثل هذه الحالة تسلك سلوك الموائع فتبدأ بالتحرك منسابة نحوالثنية المحدبة الضعيفة، نازحة من المناطق المحيطة بها.
وأخيراً فأن طبقة الأملاح المحيطة قد تصبح نحيفة وضيقة لدرجة يستحيل معها إضافة أي مقدار آخر من الملح إلى القباب المتكون في شكل عيش الغراب. وقد ينكشف الملح الصخري ويظهر على سطح الأرض، كما هوالحال في بعض القباب الإيرانية مثلاً أوفي القباب الموجودة شمال ألمانيا. إذ ينساب في بعض البقاع على المنحدرات السطحية مشكلاً ما يشبه الثلاجات الجليدية، لذلك فأنها تُعهد بالثلاجات الملحية (Salt glaciers).
معظم القباب الملحية في العالم دائرية الشكل على سطح الأرض. ويتفاوت قطرها بصورة رئيسة من كيلومتر واحد إلى 5و3 كيلومتر. إلا حتى بعض القباب وصل قطرها إلىثمانية كيلومترات. وقد يحدث السطح العلوي للقبة منبسطا أوقبابياً. بعض القباب تكون متناظرة وتميل جدرانها بنفس الزاوية من جميع الجوانب. في حين تكون الأخرىات غير متناظرة تكون جدرانها مائلة من جانب واحد أوأكثر نحوالداخل. وتمتد الكثير من القباب الملحية إلى أعماق تبلغ عدة كيلومترات. الجيوفيزيائية.
في بعض الأحيان قد يُغلف الملح طبقة من الطفل أوالطين يتفاوت سمكها بصورة كبيرة. ويتشكل هذا الطين من مادة صلصالية دقيقة كانت قد دفعت نحوالأعلى بعمل الملح الصاعد. وقد يحاط اللب الملحي مسقطها بغلاف سميك من الرواهص، كما هوالحال في بعض القباب الملحية في رومانيا. أما الصخور الرسوبية في أعلى القباب فإنها تمتاز بأنها مشوهة ومحطمة بصورة كبيرة ومتأثرة جداً بالصدوع والتكسرات. وغالباً ما تكون التصدهات ذات نمط شعاعي في ترتيبها. وهي صفة مميزة للتراكيب الملحية الاختراقية.
مظاهر أخرى
فضلا عن القباب الملحية ، فإن هنالك تراكيباً قبابية أخرى معروفة في الطبيعة، أهمها القباب النارية (Igneous domes) والتي تنتج عن تقوس وتحدب الصخور السطحية نتيجة لاندفاع أجسام نارية باطنية نحوالأعلى بشكل لاكوليث أوباثوليث مما يجعل الصخور التي تعلوها تتحدب وتتقوس بنفس الهيئة مكونة هجريباً قبابياً قد يخترق السطح أحياناً.
تتمثل التراكيب القبابية الأخرى بما يعهد بالذروات (Culminations)، وهي تنشأ عادة في الطيات غير الأسطوانية ذات الميول المعقدة والتي تكون فيها محاور الطية غالباً منحنية ومتغيرة في الارتفاع، بحيث حتى تكون النقاط ذات المنسوب الأعظم على طول محور الطية تعطي بمجموعها ما يشبه التراكيب الاختراقية.
التواجد
الإستخدامات التجارية
استخدام القباب للنفايات الذرية
تتبع ألمانيا سياسة دفن النفايات الذرية الناتجة عن استخدام الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء في الطبقات الجيولوجية العميقة تحت الأرض (عمق من 800 متر إلى 1100 متر. من ضمن الأوساط الجيولوجية المناسبة في ألمانيا توجد القباب الملحية. وطبقا للأجهزة المختصة التي قامت بدراسة وافرة في هذا المضمار فهي تفضل القباب الملحية لاحتواء النفايات الشديدة الإشعاع للأسباب الآتية:
- مرونة الملح لاحتواء النفايات المشعة الساخنة (المغلفة) بإحكام وإبعاد المياه الجوفية عنها.
- التوصيل الحراري الجيد للملح، فتتوزع الحرارة المتولدة
- الاستقرار الجيولوجي لتلك المناطق.
انظر أيضا
- لدونة (فيزياء)
- تكتونيات الملح Salt tectonics
- Strategic Petroleum Reserve
- Underground hydrogen storage
- Structural trap
المصادر
- ^ عبد الجليل هويدي، محمد أحمد هيكل (2004). أساسيات الجيولوجيا التاريخية. مخطة الدار العربية للخط.
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع Salt domes. |