محمد علي التهانوي
محمد علي التهانوي (... ـ بعد 1158هـ/... ـ بعد 1745م) محمد علي بن شيخ علي بن محمد حامد بن محمد صابر الفاروقي السني الحنفي التهانوي، باحث هندي وعالم موسوعي ولغوي من أئمة القرن الثاني عشر للهجرة. والتهانوي نسبة إلى مسقط رأسه «تهانة بهون» من ضواحي دلهي، وقبره فيها اليوم.
تباينت المصادر في ذكر اسمه، والثابت هواسمه الذي ورد في مقدمة كتابه «كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم».
حياتة
عاش التهانوي في عصر سلاطين الدولة المغولية في الهند، فأدرك طرفاً من عهد الامبراطور أورنگ زيب الذي عهدت الهند في عصره حركة فهمية ثقافية نشطة بتشجيعه لها. وقد قيل إذا التهانوي كان قاضياً في قريته «تهانة» في عصر هذا الامبراطور.
حياتة العملية
نشأ التهانوي في بيئة فهمية، نهل من ينابيعها؛ إذ كان والده من كبار الفهماء حتى لقب بقطب الزمان، وقد تلمذ له في العلوم العربية والشرعية، يقول في مقدمة كشّافه: «فلمّا فرغت من تحصيل العلوم العربية والشرعية من حضرة جناب أستاذي ووالدي شمّرت عن ساق الجد إلى اقتناء ذخائر العلوم الحكمية الفلسفية من الحكمة الطبيعية والإلهية والرياضية كفهم الحساب والهندسة والبيئة والاسطرلاب ونحوها، فلم يتيسّر تحصيلها من الأساتذة، فصرفت شطراً من الزمان إلى مطالعة مختصراتها الموجودة عندي فكشفها الله تعالى عليّ».
لم يحظَ التهانوي بنصيب وفر في خط التراجم، عملى كثرة عطائه ومع نشأته في بيت فهم ودين لم تقدم خط الرجال والتراجم كثيراً عن حياته، وما زالت جوانب كثيرة منها مجهولة كشيوخه الذين أخذ عنهم، وتلامذته الذين تخرجوا به. وأكثر ما في ترجمته يتناقله المترجمون بعضهم عن بعض دون حتى يضيف أحد منهم جديداً إلى أخباره.
كان التهانوي موسوعياً لتنوع ثقافته، وتعدد علومه من لغةٍ وفقه وحديث وفلك وتاريخ وفلسفة وتصوف.
هجر التهانوي ثلاثة مصنفات: «أحكام الأراضي» في بيان أنواع الأراضي، وهومخطوط لم يطبع. و«سبق الغايات في نسق الآيات» في علوم القرآن، وهومطبوع في الهند. وأشهر هذه المؤلفات وأهمها كتاب «كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم» وهوما أكسب التهانوي شهرته، ومما دفعه إلى تصنيفه أنه عثر خطاً تشرح مصطلحات بعض العلوم، ولم يقف على كتاب جامع للعلوم كلها يقول: «إن أكثر ما يُحتاج به في تحصيل العلوم المدوّنة والفنون المروَّجة إلى الأساتذة هواشتباه الاصطلاح، فإن لكل فهم اصطلاحاً خاصاً به إذا لم يفهم بذلك لا يتيسّر للشارع فيه الاهتداءُ إليه سبيلاً ولا إلى انقسامه دليلاً، فطريق فهمه إما بالرجوع إليهم أوإلى الخط التي جمع فيها اللغات المصطلحة. ولم أجد كتاباً حاوياً لاصطلاحات جميع العلوم المتداولة بين الناس وغيرها. وقد كان يختلج في صدري أوان التحصيل حتى أؤلِّف كتاباً حاوياً لاصطلاحات جميع العلوم، كافياً للمتفهم من الرجوع إلى الأساتذة العالِمين بها».
كتاب «الكشاف» معجم موسوعي لغوي فني أورد فيه مؤلفه مصطلحات العلوم ومفرداتها بترتيب هجائي، ثم رتب مادة جميع باب في فصول تتسلسل على الحروف ولكن تبعاً لأواخر الحروف، متدرجاً في إيراد المعاني من الدلالة اللغوية إلى النقلية فالعقلية ثم الفهمية. وقد أورد التهانوي مواد كشافه أومصطلحاته ضمن فنين تضمن الأول: المصطلحات العربية ـ وهوالأكبر حجماً ـ وتضمن الثاني المصطلحات الأعجمية.
يقول مثلاً في تعريفه مصطلح الترصيع: harmonization «الترصيع: في اللغة الفارسية: تجميل الأمور بالمجوهرات واللؤلؤ. وعند أهل البديع من أنواع المطابقة، وهواقتران الشيء بما يجتمع معه في قدر مشهجر كقوله تعالى: إنّ لَكَ ألاّ تَجُوعَ فِيها ولا تَعْرَى. وأنّك لا تَظْمَأُ فيها ولا تَضْحَى{، اتى بالجوع مع العري وبابه حتىقد يكون مع الظمأ، وبالضحى مع الظمأ وبابه حتىقد يكون مع العري لأن الجوع والعري اشهجرا في الخلوّ، فالجوع خلوالباطن من الطعام، والعري خلوالظاهر من اللباس. والظمأ والضحى اشهجرا في الاحتراق، فالظمأ احتراق الباطن من العطش، والضحى احتراق الظاهر من الشمس».
نسب بعضهم إلى التهانوي خطاً في الفقه والتصوف والكلام والفلسفة ولا يُفهم مدى صحة هذه النسبة، وإن كانت ثقافته تؤهله لوضع ما نسب إليه.
المصادر
-
^ "محمد علي التهانوي". الموسوعة العربية. Retrieved 12/6/2012. Unknown parameter
|outhor=
ignored (help); Check date values in:|accessdate=
(help)