اسحق بن حنين العبادي
إسحاق بن حُنين العِبَادي (215- 298هـ/ 830 - 910م) طبيب ومترجم عربي في العصر العباسي.
أبويعقوب إسحاق بن حُنين العِبَادي، نسبة إلى عِباد الحيرة، وهم بطون من قبائل عربية، أقاموا في الحيرة، وكانوا نصارى. وقد اعتنق إسحاق الإسلام في أواخر حياته. ويقول فيه ابن خلكان: «كان أوحد عصره في فهم الطب. وكان يلحق بأبيه في إتقان الترجمة من اليونانية إلى السريانية والعربية وقد نقل كثيراً من خط الحكمة اليونانية والطب، وله تصانيف كثيرة تأليفاً وتعريباً». ويقول البيهقي: «كان إسحاق بن حنين من ندماء المكتفي (289 ـ 295)، وقد حسن إسلامه، وأشركه المكتفي في أخذ البيعة لابنه مع وزيره العباس بن الحسن»، ثم انبتر في آخر أيامه إلى القاسم بن عبيد الله (ت 291هـ) وزير الخليفة المعتضد بالله (ت 289هـ) واختص به وأصبح مقدماً لديه، حتى إنه كان يطلعه على أسراره ويفضي إليه بما يكتمه عن غيره. وجرت بينهما مراسلات ومداعبات شعرية كثيرة، ثم أصابه الفالج في آخر أيامه وتوفي في أيام المقتدر بالله.
لقد تميزت الخط التي ترجمها إسحاق بن حنين إلى العربية بأسلوبه السهل الخالي من التعقيد، وكان يفهم المعاني الأجنبية ويؤديها بعبارة عربية.
ومن أشهر الخط التي نقلها إسحاق بن حنين من اليونانية والسريانية إلى العربية خط أرسطوفي النفس والنبات والميتافيزيقة والكون والفساد ومنطقة في الروح، وكتاب «الأصول» لإقليدس، وكتاب لجالينوس عنوانه «في خط أبقراط السليمة وغير السليمة»، وقد ترجمه إسحاق عن السريانية، وكتاب «المجسطي» لبطلميوس، وقد أصلحه ثابت بن قرّة الحرّاني، وأعاد تأليفه نصر الدين الطوسي (ت 672هـ). وكتاب «المعطيات» لإقليدس، وهوكتاب في الهندسة، أصلحه ثابت بن قرة الحراني، وكتاب «الكرة والأسطوانة» لأرخميدس، وكتاب «الأشكال الكروية» لمنلاوس، وكتاب «السفسطائي» لأفلاطون، و«منطقة في شراب تمر البلاذر» منسوبة إلى جالينوس.
كذلك ألف إسحاق بن حنين بعض الخط منها: «كتاب في الأدوية المفردة»، و«كناش الخف»، و«كتاب المختصر الجغرافي العربي».
ومما لاشك فيه حتى أبرز كتاب وضعه إسحاق بن حنين هو«تاريخ الأطباء والحكماء»، لذلك يعد أول مؤرخ عربي وضع كتاباً مخصصاً لتراجم الأطباء منذ أقدم العصور، وينتهي الكتاب بتراجم لأطباء عصره. ويقول فؤاد السيد الذي قام بتحقيق الكتاب المذكور: «إن إسحاق بن حنين اعتمد على أصل يوناني لمؤلف مشهور هويحيى النحوي (يوحنا فيلوبونوس غراماتيكوس) الذي عاش في الإسكندرية في النصف الأول من القرن السادس الميلادي».