محمد قطب

عودة للموسوعة

محمد قطب

محمد قطب
محمد قطب
الميلاد 1919
بلدة موشا بـ محافظة أسيوط
المهنة مفكر إسلامي
الجنسية مصري

البيئة الأولى

هومحمد قطب إبراهيم ، ولد في 26 / أربعة / 1919 في بلدة موشا ـ من محافظة أسيوط بمصر وكان والده قطب إبراهيم من المزارعين في تلك الناحية، لم يتجاوز في دراسته الفترة الابتدائية ، ولكنه لم يقف عند حدود التحصيل المدرسي إذ كان محباً للمطالعة مقبلاً عليها ، فهويعتبر من مثقفي قريته المهتمين بالأمور العامة ، وبذلك كان موضع الاحترام والتقدير من أهلها إذ يعدونه من أصحاب الرأي فيهم ، بالإضافة إلى مكانة أسرته بينهم . أما والدته فهي السيدة فاطمة عثمان تنتمي إلى أسرة عربية محبة للفهم ، وقد تلقى إخوتها دراستهم في الأزهر، وبرز منهم أحمد حسين الموشي ، الذي امتاز بمواهبه الأدبية والقلمية ، إذ كان شاعراً أديباً، وقد اشتغل بالصحافة والسياسة ، فأحرز شهرة في كلا الميدانين .

ومن هنا كان تأثر السيدة فاطمة فنشأت محبة للفهم والثقافة ، وقررت حتى تبعث بولديها سيد ومحمد إلى القاهرة ليتلقيا تعليمهما هناك .

ففي القاهرة بدأ الفتى محمد دراسته من أولها ، فأتم المرحلتين الابتدائية والثانوية ، ثم التحق بجامعة القاهرة حيث تفهم اللغة الإنجليزية وآدابها ، وكان تخرجه فيها عام 1940 ، ومن ثم تابع في معهد التربية العالي للمفهمين فحصل على دبلومها في التربية وفهم النفس.


في رعاية سيد

ويحدثنا الأستاذ عن أعمق الرجال تأثيراً في توجيهه وتفكيره ، فيؤكد حتى أعظم الناس تأثيراً في حياته كلها هوأخوه سيد ، الذي كان يتقدمه بأكثر من اثنتي عشر عاماً في الميلاد ، فهوالذي أشرف على تعليمه وتوجيهه وتثقيفه ، وكان بالنسبة إليه بمثابة الوالد والأخ والصديق .

ويقول الأستاذ : لقد عايشت أفكار سيد ـ رحمه الله ـ بكل اتجاهاته منذ تفتح ذهني للوعي ، ولما بلغت الفترة الثانوية جعل يشركني في مجالات تفكيره ، ويتيح لي فرصة المناقشة لمختلف الموضوعات ، ولذلك امتزجت أفكارنا وأرواحنا امتزاجاً كبيراً ، بالإضافة إلى علاقة الأخوة والنشأة في الأسرة الواحدة ، وما يهيئه ذلك من تقارب وتجاوب . ويقول الأستاذ : لقد كانت صلة سيد بي من حيث التربية يتمثل فيها العطف والحسم في آن .. فلا هواللين المفسد ، ولا الشدة المنفرة ، كما أنه كان يشجعني على القراءة في مختلف المجالات ، وكان هونفسه نهماً إلى القراءة ، فساعدني هذا التوجيه على حب المطالعة منذ عهد الطفولة ..

وخاله الأريب

وعن تأثير خاله يحدثنا الأستاذ قائلاً : كان لوجودنا مع خالي ، ذي النشاط السياسي والأدبي والصحافي ، أثره الملموس في توجيهنا ـ أخي وأنا ـ نحوالأدب والشعر وتغذية ميلنا إلى القراءة والاطلاع ، وإذ كان خالي على صلة وثيقة بالعقاد فقد اجتذبنا إلى التأثر به فكرياً وأدبياً إلا حتى تأثيره في أخي كان أكبر لطول مصاحبته ومعايشته ، ولاشتراكهما في النشاط الأدبي والنقد الأدبي بخاصة .

أما أثره بالنسبة إلي فقد بدأ منذ بدأ الاتصال بخطه وخط المازني وطه حسين ، وأنا في التاسعة من سني ، إذ كنت أجدها بجانبي في البيت ، فأحاول حتى أفهم منها ما يتيحه لي وعيي وتجربتي ، ويمكنني القول بأن أثر العقاد بي فكرياً إنما يتمثل في الصبر على معالجة الأفكار بشيء من العمق وعدم تناولها من سطوحها ، وأسلوبياً يتمثل في الهجريز على الدقة في التعبير .. وطبيعي حتى شيئاً من ذلك لم يظهر إلا بعد حتى بدأت أمارس الكتابة بالعمل ، وفيما عدا هؤلاء الثلاثة لا أحسب أحداً هجر في نفسي أوفكري طابعاً ملحوظاً ، اللهم إلا بعض اللمسات الهامشية التي لا تعد في المؤثرات الهامة .

مأساة آل قطب

والكلام عن آل قطب أوأحدهم سيظل أبتر خداجاً ما لم يتصد للأحداث التي جعلت من محنتهم صورة أخرى لمأساة آل ياسر مع أبي جهل .. وعلى الرغم من شهرة هذه المحنة ، وكثرة رواتها وتواتر أنبائها ، وتوافر الأقلام التي تناقلتها ، لن يجد القارئ في أي منها ما يغنيه عن الاستماع إلى خبرها من فم الرجل الذي شارك في معاناتها ومعاينتها في نفسه وأهله .. وها هوذا الأستاذ محمد قطب يقص علينا جميع ما يتصل بالمحنة من مقدمات وخلفيات ووقائع .

يقول : بدأت طلائع تلك الأحداث منذ عودة أخيه سيد من أمريكا ، بعد قضائه فيها العامين 49 و1950فقد شرع قلمه في معركة صحفية سياسية هائلة كانت تعرضه باستمرار لخطر الاعتنطق على ذمة التحقيق .. وكانت هذه التجربة جديدة في حياة الأسرة من ناحيتين ، أولاهما لقاءة الباطل وجهاً لوجه في ميدان الواقع ، بعد حتى اقتصر صراعهم إياه على ميدان الفكر وحده ، والثانية هي تعرض حرية سيد للمصادرة بين الحين والآخر ، وهورب الأسرة التي يستغرقها الشعور بأنه ـ بعد الله ـ معتمدها الوحيد في سائر شئونها الحيوية .

وعلى الرغم من حتى التجربة قد مرت دون أخطار حقيقية ، فقد كانت أشبه بالإرهاص لما بعدها .

لقد انفجرت الثورة العسكرية بعد ذلك .. وقامت بينها وبين سيد علاقة سقمية أول الأمر، إلا حتى مسيرتها سرعان ما شرعت في الاضطراب ، وجعلت تتخذ وجهة أخرى ، مما أنذر بوشك تصادم بينها وبين أصحاب الاتجاه الإسلامي .. إلى غير ذلك استمر الخطر يقترب ويتفاقم ، حتى كانت مسرحية الإسكندرية الشهيرة في أوكتوبر ـ ت 1 ـ 1954 ـ التي أعقبت اعتنطق سيد والموكب الأول من شهداء الدعوة ، ثم اتى دور أخيه محمد بعد أيام ، وأتيح لهما حتى يشهدا من فنون التعذيب ما لا يخطر على بال إنسان .. وقد ألحق جميع من الأخوين بمكان من السجن الحربي بعيد عن الآخر، وحيل بينهما حتى لا يعهد أحدهما عن الآخر شيئاً .. ثم أفرج عن الأستاذ محمد بعد فترة غير طويلة ، وبقي سيد في قبضة الجلادين طوال عشر سنوات .

ويقول الأستاذ : كانت فتنة السجن الحربي بالغة الأثر في نفسي ، إذ كانت أول تجربة من نوعها ، وكانت من العنف والضراوة بحيث يمكن لي القول إنها غيرت نفسي تغييراً كاملاً من بعض الجوانب على الأقل .. كنت أعيش من قبلها في آفاق الأدب والشعر والمشاعر المهمومة ، أعاني حيرة عميقة صورتها في الأبيات التالية من قصيدة جعلت عنوانها (ضلال) :

ثم مرت بي دورات الليالي

وانطوى السحر الذي غشى خيالي

فإذا بالحق في الكون بدا لي

وإذا الناس جميعاً في ضلال !

ما الذي يرجون في دنيا الزوال !!

أنا والوهم الذي يشغل بالي

في غد نمضى في طيات هاتيك الرمال

ثم يمضي الكون في التيه المعمى لا يبالي

وكانت تلك الحيرة تشكل أزمة حقيقية في نفسي استغرقت من حياتي عدة سنوات ، غير حتى الدقائق الأولى منذ دخولي ذلك السجن ، والهول الذي يلقاه نزيله ، بدلت ذلك جميع التبديل .. لقد أحسست إذ ذاك أنني (موجود) وأن لي وجوداً حقيقياً ، وأن الذي في نفسي حقيقة لا وهم .. وهذه الحقيقة هي السير في طريق الله ، والعمل من أجل دعوته ، وأن السائر في هذا الطريق ليس ضائعاً بل هوالمهتدي ، وأنه حين يمضى في طيات هاتيك الرمال باللحظة المقدورة له لا يمضى بدداً ، وإنما يمضى إلى الله ، وهناك يجد وجوده كله .

لقد كانت هاتيك اللحظات مفترق طريق .. وانتهت الحيرة الضالة ، ووجدت نفسي على الجادة .

وخرجت ، يوم أفرج عني ، لأحمل عبء الأسرة التي كانت من مسئوليات أخي وحده كما عودنا ، ومضيت أخوض تجارب الحياة العملية خلال أكداس من العسر على مدى عشر السنوات ، حتى أفرج عن سيد رحمه الله وتلقيت ذلك الإفراج بكثير من القلق ، إذ كنت أحس في قرارة نفسي أنهم لم يخلوا سبيله إلا وهم يدبرون له أمراً أشد سوءاً من السجن ، وقد كان ما تسقطت ، فما إذا انقضى على مغادرته السجن الحربي عام واحد حتى اضطربت الأمور كرة أخرى ، وتيقنا حتى المؤامرة تحدق بنا من جميع جانب ، فلما شرعوا في اعتنطقات 1965 أعيد سيد وأعدت كذلك إلى السجن ، وكان نصيبي حتى أقضي فيه ست سنوات متصلة ، من 30 يوليوـ تموز 65 / إلى 17 أكتوبر ـ ت 1 ـ 1971 ، وكان نصيب أخي الإعدام بعد محاكمة صورية مع ثلة من كرام الشهداء ، وقتل في هذه المجزرة واحد من أبناء أختي أثناء التعذيب دون إعلان ، واعتقلت شقيقاتي الثلاث ومنهن الكبرى أم ذلك الشهيد ، وعذبت الشقيقة الصغرى ثم حكم عليها بالسجن عشر سنوات ، وتعرضنا جميعاً لحملة ضارية من التنكيل الذي لا يخطر على بال إنسان . وكان ذلك كله جزءاً من الحرب المسلطة على الإسلام ، يقودها ، نيابة عن الصليبية العالمية والصهيونية الدولية ، مخلوقون يحملون أسماء مسلمين.

ولكن هذه السنوات الست بكل أحداثها ووقائعها هي في النهاية زاد على الطريق .


مساومات لم تنجح

وسألنا الأستاذ إيضاحاً لما يشاع من حتى طغمة المتسلطين قد حاولت احتواء الشهيد سيد بإسناد وزارة المعارف إليه ، فكان رفضه إياها من الأسباب المباشرة لتلك المحنة ؟

ويجيب الأستاذ : إذا محاولة احتواء أخي بعرض وزارة المعارف ورفضه إياها حقيقة واحدة من الحقائق الكثيرة المتعلقة بذلك الصراع العنيف الطويل بين العساكر والإسلاميين ، إلا أنها لم تكن السبب الأساسي في المحنة ، وإنما كان السبب هواختلاف الطريق ، ذلك الاختلاف الذي ظنوا أنهم يستطيعون تجاوزه فيما يتعلق بأخي ، فلما تبين لهم إصراره على الحق ، وصلابته في دين الله ، واستحالة احتوائه أتموا خطتهم المقدرة وكان ما كان .. بل إذا محاولة الاحتواء قد استمرت حتى آخر لحظة ، فبعد إصدار حكم الإعدام سنة 1966عرضوا عليه حتى يعتذر لجمال عبد الناصر ، ويعلن حتى الإخوان كانوا مخطئين ، ولقاء ذلك لن يلغي أحكام الإعدام عن جميع المحكومين فحسب بل سيفرج عن المعتقلين جميعاً ، وبذلك تنتهي القضية كلها .. فلما رفض سيد العرض مضوا إلى آخر الشوط بتطبيق الإعدام.

في أفكار الشهيد

وكان سؤالنا التالي عن رأي الأستاذ بما نشر في بعض الصحف الإسلامية عن أفكار الشهيد سيد وما نسب إليه من القول بوحدة الوجود في بعض تفسيره ، فكان جوابه :

" لقد وردت في (الظلال) عبارات يمكن لمن يفصلها عن القرائن حتى يوجه إليها مثل هذا الظن ، غير حتى الباحث المدقق ، فضلاً عن الباحث المنصف ، إذ عثر في الظلال عبارات متواترة تبين بصورة قاطعة حتى المؤلف يقول إذا الله متفرد بكل صفاته ، وإن مخلوقاته عارية عن هذه الصفات ، فلا بد لهذا الباحث حتى يؤول تلك العبارات الموهمة بما يتناسب مع ما تبتر به العبارات الأخرى الكثيرة المتواترة ، من إفراد الله وحده بالألوهية والربوبية ، ونفي أي اشتراك بينه وبين خلقه في شيء من صفاته التي تفرد بها .

ولنأخذ مثلاً على ذلك قول الحواريين لعيسى عليه السلام :[هل يستطيع ربك حتى ينزل علينا مائدة من السماء ؟.] فلوإنساناً أخذ هذه العبارة وحدها ، فنسب إليها عقيدة الحواريين ، ونطق إنهم يشكون في قدرة الله .. فهلقد يكون فهمه سليماً ؟.. كلا .. من طبيعة الحال ، والداعي إلى تنزيههم عن ذلك هوالبتر بأنهم كانوا مؤمنين ، والمؤمن منزه عن الارتياب في قدرة الله ، ومن أجل ذلك أجمع المفسرون على تأويل هذه العبارة بما يصرفها عن شبهة الشك في قدرة الله .

ومع حفظ المقامات لأصحابها نقول : " إذا ثبت في أكثر من مائة موضع في الظلال اعتقاد المؤلف الجازم بأن الله تعالى متفرد في صفاته ، لا يشاركه أحد في شيء منها ، فقد وجب حتى تحمل تلك العبارات على أنها محاولة من المؤلف للتعبير عن استشعاره لعظمة الله سبحانه ، وأن جميع المخلوقات إنما تستمد وجودها من وجوده .. وأنا لا أقول هذا دفاعاً عن أخي فهوبين يدي مولاه ، وإنما أقوله لأني عايشته السنين الطوال ، وأفهم بما لا يدع مجالاً للشك أنه لم يقع في عقيدته شيء من الزيغ الذي توهمه تلك العبارات ..".

ولعل في هذا الإيضاح من رفيق الشهيد وتلميذه المقرب ، ما يكفي لإلغاء جميع ما يثار من الشبهات حول الموضوع ..

في رحاب الأدب

ومثل الأستاذ محمد قطب لا يستكمل الحديث عن خصائصه إذا أغفل منها جانب الأدب ، الذي يمكن القول بأنه مفتاح شخصيته ، فهوأديب في مشاعره ، وأديب في تفكيره ، وأديب في فلسفته ، وأديب في كيفية تناوله لكل ما ينشئ .. هذا إلى كونه شديد الهجريز على أهمية الأدب في محاورة القراء والمستمعين ، حتى لتشعر، وهويطالعك بأفكاره في هذه الشئون ، أنه يعتبر الحدثة الجميلة ، والعبارة البليغة ، والصورة الموحية ، هي الوسائل المفضلة التي عن طريقها يتوصل الداعية الإسلامي إلى التأثير المنشود في العقول والقلوب .

ومن هنا كان سؤالنا التالي

ـ في نطاق الأدب يلاحظ أنكم كثيراً ما هجرزون على ضرورة الالتزام بالتعبير غير المباشر. ومعلوم حتى هذا ألصق بفن الشعر منه بالأدب العام ، لأن الأدب هوجميع تعبير جميل يؤدي إلى المراد بالأسلوب المناسب ، فلكل من المباشر وغير المباشر مجاله الذي لا يغني فيه سواه .. فما رأيكم في هذا ؟

ـ غير خاف حتى الأدب ألوان مختلفة ، ولكل لون خصائصه المناسبة .. وحين أتحدث عن التعبير غير المباشر فلا يمكن حتى يتطرف ذهني إلى الموضوعة والبحث والدراسة والموعظة ، التي تلقي على الناس مباشرة بقصد التوجيه والتذكير، إنما أقصد بذلك الشعر والسيرة ـ بأنواعها والمسرحية .. ففي هذه الفنون يحسن دائماً حتى يتوارى المؤلف ، وأن يتوارى القصد المباشر ، وأن يصل المؤلف إلى هدفه من خلال عرضه مشاهد حية ، شعورية وفكرية ، وحسية ، يتصرف الناس فها تصرفاتهم التي تتناسب مع مواقفهم المتنوعة ومن خلال براعة العرض يتبين الموقف السليم ، أوالذي ينبغي حتى يتجه إليه الناس ، وهي طريقة أكثر تأثيراً في هذه الفنون من التعبير المباشر الذي يفسد على القارئ أوالمشاهد متعة المشاركة مع أشخاص السيرة أوالمسرحية ، ومتعة استخلاص السيرة بنفسه لنفسه . والملحوظ حتى الشعر والسيرة والمسرحية إذا لجأت إلى التعبير المباشر تستوي مع الموعظة بكون تأثيرهاقد يكون عابراً مؤقتاً ثم لا يلبث حتى يخفت ويضيع .. على حين تظل مع التعبير غير المباشر مؤهلة للخلود .


العلوم الإنسانية في ضوء الإسلام

ـ في بعض محاضراتكم عرضتم لموضوع فهم النفس وفهم الاجتماع ، ودعوتم إلى تكوين جميع منهما على أسس الإسلام ، بحيثقد يكون هناك فهم نفس إسلامي ، وفهم اجتماع إسلامي .

فلوتفضلتم بشيء من التفصيل في هذا الموضوع .

ـ العلوم الإنسانية جميعاً ، وهي تضم فيما تضم على علوم التربية وفهم النفس وفهم الاجتماع ، إنما سميت في أوروبة كذلك لا بمعنى أنها تعالج أموراً إنسانية ، كما يتوهم بعضنا حين يستخدم هذا الوصف ، بل بمعنى حتى المرجع فيها هوالإنسان ، وليس الله ! . ولإيضاح ذلك نذكر بأن هذه العلوم نبتت في أوروبة ضمن جومعاد للدين ، بسبب الظروف المحلية القائمة هناك منذ عصر النهضة ، ونحن نقلناها كما هي ، ودرسناها في مدارسنا وجامعاتنا بنفس الروح المجافي للدين والمعادي له ، سواء شعرنا بذلك أم لم نشعر.. وقد آن لنا حتى نتخلص من وطأة الغزوالفكري على عقولنا وأرواحنا، فنتناول هذه العلوم من منطلقنا الإسلامي ، الذي لم يعهد العداوة بين الدين والفهم ، ولا بين الدين والحياة .

وحين نصنع ذلك فسيتضح لنا حتى في هذه العلوم ـ كما هي في صورتها الأوربية ـ اختلالات مبدئية تترتب عليها نتائج خاطئة ، وإن اشتملت على حقائق جزئية كثيرة ، ولكنها حقائق يفسدها اختلال القاعدة التي تقوم عليها ، ويمكن الإفادة منها بتسليم تلك القاعدة .

وإليك مثالاً واضحاً : منذ دارون سيطرت فكرة حيوانية الإنسان وماديته على الفكر الأوروبي في مجال فهم النفس والاجتماع والتربية والاقتصاد وما إليها .. وحيوانية الإنسان ليست فكرة فهمية سليمة ، والفهم ذاته يتجه الآن تدريجياً نحوتأكيد إنسانية الإنسان ، بمعنى تفرده بخصائص رئيسة لا تتوافر للحيوان.. فكل النتائج المترتبة على تلك النظرة الخاطئة هي خاطئة كذلك ، ومن شأنها حتى تسقط جميع القيم الخلقية ، أولا تعتبرها أسساً ثابتة في الكيان البشري .

وحين نعود إلى مقومات وجودنا الحقيقية ، وهي المقومات الإسلامية ، فستكون نظرتنا إلى الإنسان مختلفة من جذورها ، ومن ثم تصل أبحاثنا الفهمية إلى نتائج نهائية مختلفة تماماً عما تصل إليه (العلوم الإنسانية) في مفهوم الغرب .

أعني حين ننطلق من حتى (الإنسان إنسان لا حيوان) وأن الله خلقه ليكون خليفة في الأرض ، أي مسيطراً ومهيمناً عليها ومعمراً لها ، ومنحه الأدوات والمواهب التي تعينه على عمارتها ، من عقل وصلاحية للتعليم ، ودوافع وقدرة على ضبط الدوافع وتنظيمها .. وفي الوقت ذاته شق له الطريقين وألهمه معهدتهما ومنحه القدرة على اختيار أحدهما [ونفس وما سواها . فألهمها فجورها وتقواها . قد أفلح من زكاها . وقد خاب من دساها] سورة الشمس ـ فصار لأعماله قيمة خلقية مصاحبة لها ، نابعة من الفطرة نفسها لا مفروضة عليها من الخارج . ثم إذا الله كلفه حتى يعبده وحده لا شريك له والعبادة شاملة لكل أعمال الإنسان فصارت مهمته النهائية هي عمران الأرض بمقتضى المنهج الرباني ، وهي موضع ابتلائه .. أيستقيم على النهج فيفلح في الدنيا والآخرة ، أم يزيغ مدفوعاً بشهواته ، فيستمتع في دنياه متاعاً مشقياً مدمراً ويخسر في نفس الوقت آخرته !.

حين نتحرك من هذا المنطلق فلا شك حتى علومنا النفسية والاجتماعية وما إليها ستختلف اختلافاً جوهرياً في المبدأ والنهاية ، وإن اشهجرت مع العلوم التي نتعاطاها اليوم في بعض الحقائق الجزئية التي تثبتها التجربة والمشاهدة ـ كما أسلفنا ـ وهذا ما أقصد إليه بحدثة (فهم النفس) و(فهم اجتماع) إسلامي.

ولقد بذلت بعض الجهد في هذه السبيل عن طريق خطي (الإنسان بين المادية والإسلام) و(دراسات في النفس الإنسانية) و(منهج التربية الإسلامية) في جزئيه الأول في النظرية ، والثاني في التطبيق.. غير حتى المجال لا يزال واسعاً جداً ، ولا يزال في حاجة إلى جهود مكثفة حتى نصل إلى علوم متكاملة في هذا الميدان..

الشرق الإسلامي هوالميدان الأول

وخبرة الأستاذ الطويلة والعميقة في ميدان الدعوة تدفعنا لاستطلاع رأيه في مسيرتها الراهنة ، وبخاصة في أوساط مفكري الغرب .. وما يقترحه في هذا الشأن .

ومن منطلق هذه الخبرة الحية يرى الأستاذ حتى في مسيرة الدعوة هذه الأيام إيجابيات وسلبيات ، فهي تتطلب مراجعة موضوعية واعية تتناول أحداث نصف القرن الأخير، لتأكيد الإيجابيات ومحاولة التخلص من السلبيات وبالنسبة إلى إقبال بعض مفكري الغرب على الإسلام يرى كذلك حتى من حقنا حتى نبتهج ونرحب بكل مفكر غربي هداه تفكيره السليم إلى الحقيقة ، ولكن هذا لا ينسينا حتى ميداننا الأصيل في الدعوة ينبغي حتى يظل في الشرق في داخل العالم الإسلامي ، لرد الناس إلى حقيقة الإسلام التي أصبحت غريبة بينهم ، تصديقاً للخبر النبوي القائل : " بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء .. الذين يصلحون ما أفسد الناس " ولئن ألجأ الضياع بضعة أفراد وعشرات أومئات، أوحتى الألوف من الغربيين إلى البحث عن طريق الخلاص عن طريق الخلاص حتى يقفزوا فوق الحاجز الصليبي ، الذي حال في الماضي بين أوروبة والإسلام ، ثم لا يكتفوا باعتناقه حتى يصبحوا من نادىته ، لقد كانت الفرص مهيأة لأنقد يكونوا ملايين بدلاً من الألوف لولا العقبات الأخرى ، المتمثلة في الواقع السيء الذي يعيشه المسلمون بعيدين عن حقيقة الإسلام .. ولوكان الإسلام في صورته الحقيقية ماثلاً في واقع حي لا تنتقل ملايين الأوروبيين اليوم إلى الإسلام . لذلك يقرر الأستاذ ضرورة الهجريز على الدعوة في داخل العالم الإسلامي ذاته ، وليس معنى ذلك ألا نلتفت إلى الغرب ، ولكن معناه فقط حتى حصيلتنا فيه ستظل ضئيلة حتى يتغير هذا الواقع الذي يلابس المسلمين .

الإسلام هوالمنقذ الوحيد

وعن المحنة التي يمر شباب الدعوة وشيوخها في معظم ديار المسلمين ، والمصير الذي يتسقطه لها يقول : إذا المحنة القائمة في محيط الدعوة تبعث على الأسى الكثير ، ولكن لا بد من دراسة أسبابها دراسة موضوعية فبعض هذه الأسباب قد يحدث عائداً إلينا نحن ، كما حتى بقية الأسباب من خلق أعدائنا ولا شك . فمن جانبنا ينبغي حتى نتساءل أترانا سلكنا المنهج السليم ،يا ترى؟ وما المنهج السليم ؟.. أهوالاستكثار من الجماهير ،يا ترى؟ أم هوالبدء بإعداد مجموعة قليلة العدد نسبياً ، تأخذ حظاً كاملاً من التربية التي أنشأ عليها رسول الله ، صلوات وسلامه عليه وآله ، أصحابه .. ثم تمضي القاعدة في الاتساع خطوة فخطوة ولكن على تمكن ..

ويتابع تساؤلاته : وهل بدأنا التحرك السليم الذي هوتجلية العقيدة ، وتقويم ما انحرف من مفهوماتها ، مع التربية على مقتضى هذه العقيدة ، تربية تحول مقتضياتها إلى سلوك واقعي ،يا ترى؟ أم هومجرد دروس تثقيفية في شتى المعارف الإسلامية !

وهل الخطوالسليم هواستعجال الصدام مع الأعداء قبل إعداد القاعدة المناسبة لهذا الصدام ، ولاستمراريته في حجمها وصلابتها حتى يؤتي ثماره المرجوة ؟.. أوهوتحاشي الصدام جهد الإمكان حتى تتهيأ القاعدة الواجبة ؟.. وهل وعينا خطط أعدائنا كيلا نفاجأ بها ، ولا يستغرقنا الذهول حدثا نزلت بنا واحدة من ضرباتهم أوخديعة من خدائعهم ، ما بين محاولات الإبادة ومحاولات الاحتواء ؟

وقبل ذلك وبعده هل تجردنا لله حق التجرد ، حتى نستأهل حتى يمن علينا بالنصر الموعود ،يا ترى؟ أوحتى أهواءنا الشخصية هي المسيطرة ، فمنها ننطلق وحولها ندور ؟..

أما أعداؤنا فلن يكفوا ، وقد فهمنا ذلك يقيناً من قوله تعالى [ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم] سورة البقرة ـ [ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إذا استطاعوا] سورة البقرة .

ويعقب هذه التساؤلات المثيرة بقوله المملوء باليقين : (ولكني على الرغم من جميع شيء أشعر دائماً بالتفاؤل العميق بالنسبة إلى مستقبل الدعوة).

ويعلل تفاؤله باستقرائه لسنن الله والتتبع لظواهر مشيئته وقدره ، فلوكان في قدر الله حتى ينتهي الإسلام من الأرض لكان زوال الخلافة هوالفرصة الملائمة لذلك ، وبخاصة حتى ذلك هومقصد الأعداء من تدمير الخلافة ، بيد حتى هذا الحدث ذاته هوالذي بعث حسن البنا لإنشاء حركته العالمية .. ولوكان في قدر الله حتى تموت الحركة الإسلامية لكان التعذيب الوحشي ، ومحاولات الإبادة الجماعية في السجون والمعتقلات كافية للقضاء على جميع أمل بحياتها ، على حين نرى الضد من ذلك ، فبعد جميع مذبحة ينبثق مدد حديث من الشباب يعتنق الدعوة ويتفانى من أجلها ..

ثم إذا المحنة الكبرى التي فتنت المسلمين عن دينهم كانت هي أوروبة وبريق حضارتها الخاطف .. ولكن أوروبة اليوم قد تجلى عوارها للجم الغفير من أبنائها ، إذ بدأ كثير منهم يذبحون عن طريق الخلاص من أمراض تلك الحضارة المدمرة .

وكذلك الأمر بالنسبة لملاحدة الزعماء الذين بذرتهم أوروبة وأمريكة وروسية في العالم الإسلامي ، ليحولوا الناس عن الإسلام بالشعارات المضللة أوبالقتل والتشريد ، فقد أثبت هؤلاء إخفاقهم الذريع في حل مشكلات شعوبهم ، بل زادوا هذه المشكلات سوءاً وتعقيداً ، وزاد هوان المسلمين على أيديهم فضاعت فلسطين ، ومضى غيرها في طريق الضياع ، واليوم تبدأ على أيديهم عملية التفتيت للدول الإسلامية تحقيقاً لأهداف أعدائهم .. ولم تزدهم تلك الأنظمة المستوردة من مصانع أولئك الأعداء إلا إخفاقاً وهواناً ، والنتيجة واحدة مشهجرة هي اليأس من جميع النظم والاتجاهات ، والتطلع إلى الإسلام على أنه هوالمنقذ الوحيد ، وما ذلك إلا توكيد حاسم بأن الحركة الإسلامية هي طريق المستقبل رضي الأعداء وأذيالهم أم أبوا .. ومع ذلك لا أتعجل النتائج .. وأعهد حتى ثمة مخاضاً ضخماً لا بد حتى تخوضه الأمة الإسلامية وطريقاً طويلاً مشحوناً بالمعاناة والعرق والدماء والدموع ، ولكنه قدرها الذي لا مندوحة لها عن سلوكه ، ثم تتنزل رحمة الله بالنصر والتمكين ، وصدق الله العظيم القائل في كتابه الحكيم : [وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم ، وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم ، وليبدلنهم من بعد خوفهم أمناً ، يعبدونني لا يشركون بي شيئاً] سورة النور آية رقم 55 .

آثاره المفضلة

وكان خاتمة الحديث استفسار الأستاذ عن أحب مؤلفاته إليه ، فكان جوابه :

من المعتاد حتى يقول المؤلف حتى خطه كلها أبناؤه ، وكلهم عزيز عليه . وأنا أيضاً أقول هذا ، ومع ذلك فقد يحدث (الإنسان بين المادية والإسلام) وهوباكورة خطي ، أحبها إلي ، فضلاً عن كونه الابن البكر فهويشتمل على الخطوط الرئيسية التي انبعثت منها عدة خط تالية في مجال التربية فهم النفس ، كما حتى كتاب (جاهلية القرن العشرين) له موضع خاص في نفسي كذلك ، ولعل السبب أنه يمثل رؤيتي لحقيقة الجاهلية ، وأنها ليست محدودة بفترة معينة من الزمن ، وإنما هي حالة يمكن حتى توجد في أي زمان ومكان ، وأن البشرية تعيش اليوم أعتى جاهلية عهدتها .. كذلك كتاب (دراسات قرآنية) فإنه يحكي سيرة حياتي مع القرآن منذ الطفولة حتى النضج .. وأخشى حتى يستدرجني السؤال إلى حتى أوثر جميع واحد من خطي على إخوته ، فيضيع معنى السؤال .

أما من حيث الأهمية في تقديري فقد أقدم (الإنسان بين المادية والإسلام) و(منهج التربية الإسلامية) و(التطور والثبات في حياة البشرية) و(جاهلية القرن العشرين) وأخيراً كتاب (المذاهب الفكرية المعاصرة)..

ومع ذلك فقد يحدث للقراء رأي آخر..

ذلك هومحمد قطب الذي شرق اسمه وغرب مع مؤلفاته الطافحة بالجديد من الفكر الحي النابع من الرؤية الإسلامية ، التي خلصت من شوائب التقليد ، فكانت إحدى المنارات القليلة التي تبين للقارئ المسلم طريقه الموصل إلى عز الدنيا وسعادة الآخرة .

والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل .


وهومقيم حاليا في حي العزيزية في مكة المكرمة حرسها الله.


(من كتاب: فهماء ومفكرون عهدتهم للأستاذ محمد المجذوب، ص275 حتى ص293 من الطبعة الرابعة، دار الشواف،1992."بتصرف").

مؤلفاته

  1. الإنسان بين المادية والإسلام (1951)
  2. قبسات من الرسول (1957)
  3. هل نحن مسلمون،يا ترى؟ (1959)
  4. جاهلية القرن العشرين (1965)
  5. واقعنا المعاصر (1987)
  6. مفاهيم ينبغي حتى تصحح (1988)
  7. رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر (1990)
  8. مذاهب فكرية معاصرة (1993)
  9. الفهمانيون والإسلام (1994)
  10. كيف ندعوالناس،يا ترى؟ (2000)
  11. مغالطات (2006)
  12. دراسات في النفس الإنسانية
  13. التطور والثبات في حياة البشرية
  14. منهج التربية الإسلامية (بجزئيه: النظرية والتطبيق)
  15. منهج الفن الإسلامي
  16. دراسات قرآنية
  17. شبهات حول الإسلام
  18. في النفس والمجتمع
  19. حول التأصيل الإسلامي للعلوم الاجتماعية
  20. معركة التنطقيد
  21. دروس تربوية من القرآن الكريم
  22. كيف نخط التاريخ الإسلامي؟
  23. لا إله إلا الله عقيدة وشريعة ومنهج حياة
  24. دروس من محنة البوسنة والهرسك
  25. هلم نخرج من ظلمات التيه
  26. قضية التنوير في العالم الإسلامي
  27. المسلمون والعولمة
  28. ركائز الإيمان
  29. لا يأتون بمثله!
  30. من قضايا الفكر الإسلامي المعاصر
  31. حول التفسير الإسلامي للتاريخ
  32. الجهاد الأفغاني ودلالاته
  33. حول تطبيق الشريعة
  34. المستشرقون والإسلام
  35. هذا هوالإسلام!

وصلة خارجية

  • صفحة لمحمد قطب على الفيس بوك
  • لتحميل جميع مؤلفاته في ملف واحد
  • للأطلاع على مؤلفاته وتنزيلها
  • لسماع دروسه التثقيفية
  • للاستماع وتنزيل مؤلفاته ومحاظراته
  • عرض كتاب :حول التفسير الإسلامي للتاريخ - الفهم - الجزيرة نت
تاريخ النشر: 2020-06-04 10:39:24
التصنيفات: رجال دين مصريون, رجال دين سنة, أدباء مصريون, دعاة مصريون, سياسيون مصريون, سياسيون إسلاميون, إخوان مسلمون مصريون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

ميسي: خروج ألمانيا مفاجأة وهذا الرباعى مرشح للفوز بكأس العالم 2022

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:22
مستوى الصحة: 37% الأهمية: 39%

اليابان تتفوق على كرواتيا 1-0 فى شوط مثير بكأس العالم 2022.. فيديو وصور

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:14
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 48%

تحذير للصيادلة.. الصحة تعلن ضوابط جديدة لحقن المرضى داخل الصيدليات

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:21
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 43%

الذهب جرام 21 يرتفع لـ1850 جنيها والبورصة تربح 10 مليارات جنيه.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:17
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 39%

لقاء كرواتيا ضد اليابان يتجه للأشواط الإضافية بعد 90 دقيقة تعادل 1-1

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:09
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 44%

الرئيس الفرنسي الأسبق ساركوزي يطعن على حكم بسجنه ثلاثة أعوام

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:44
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

“الركراكي”: مباراة إسبانيا كأنها نهائي.. وسنقدم الأفضل للفوز

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:21:52
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 54%

بيريسيتش يحرز هدف تعادل كرواتيا أمام اليابان فى الدقيقة 56.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:13
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 44%

طوارئ "تحت القبة" لمناقشة التصالح فى مخالفات البناء.. نقلا عن "برلمانى"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:20
مستوى الصحة: 42% الأهمية: 44%

التعليم تعلن إجراءات وضوابط امتحانات طلاب مدارس المسار المصرى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:18
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

السعودية ترحب بالاتفاق السياسي الإطاري في السودان

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:28
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

دراسة: انقسام بين سكان الاتحاد الأوروبي بشأن دعم أوكرانيا وا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:34
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 63%

مفوضية اللاجئين تنتقد تقرير بريطانيا حول تقليل أعداد طالبي ا

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:38
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

الرباعية ودول الترويكا ترحب بالاتفاق السياسي الإطاري في السو

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:49
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 50%

سفن إغاثة تنقذ 270 مهاجرًا في البحر المتوسط

المصدر: مصراوى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:53
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 60%

الداخلية تداهم أوكار الكيف وتضبط مخدرات بـ2.27 مليار جنيه.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:12
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 50%

مايدا يفتتح أهداف اليابان ضد كرواتيا فى الدقيقة 44.. فيديو

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-12-05 18:22:15
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 50%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية