الغرفة الحمراء
|
هذا الموضوع مبني على منطقة لابراهيم العريس. |
الغرفة الحمراء أوالكراس الأحمر هي رواية لأوگوست سترندبرگ, مؤلف ومحرر مسرحي سويدي, ولد في 22 يناير 1849 في ستوكهولم ، السويد. خط أكثر من 60 مسرحية وأكثر من 30 عملا من الخيال، السيرة الذاتية، والتاريخ، والتحليل الثقافي، والسياسة. خاض بجرأة المسرح التجريبي وجسد كثير من قصص الدراما والمونودراما.
مقدمة
أصدر سترندبرگ ذلك الكتاب وهوفي الثلاثين، وهوكان قبل ذلك، ومنذ تجاوز سنوات مراهقته وقرر حتى يمتهن الكتابة، كان خاض جميع أنواع الكتابة، من صحافة وسيرة ومسرحية ونقد، ولكن دائماً من دون طائل ... والأهم من هذا - طبعاً - هوحتى تلك التجارب التي خاضها وضعته على تماس تام، مع الكثير من شخصيات تلك البيئة وذلك الزمن... وهواذ اكتشف حتى أياً منهم ليس على استعداد لدعم أي موهبة أدبية شابة تحاول حتى تستعين به، كشف عورات أولئك الناس... فاستخدم قلمه اللاذع لشن حرب ضدهم. وكان «الكراس الأحمر» هو«مدفعيته» الثقيلة في المعركة. ولقد زاد من فاعلية كتابه حتى جميع الذين خط عنهم فيه وصوّرهم، انما كانوا ملء الأسماع والأبصار، وكان ذكر اسم أي واحد منهم على غلاف الكتاب كافياً لانتشار الكتاب. إلى غير ذلك بضربة مفهم، تمكن أگوست استریندبرگ من حتى يضع اسمه مع الكبار، بل في مسقط الساخر من الكبار.
صدر «الكراس الأحمر» في عام 1879، ومنذ صباح اليوم التالي صار أگوست استریندبرگ (1849 - 1912) واحداً من أشهر الكتّاب في ستوكهولم. طبعاً أحس يومها بأن شهرته لم تأته من الطريق التي كان يفضل: أي من طريق مسرحياته، لذلك نراه من فوره ينصرف، اذ أحس انه صار مقبولاً، الى كتابة وإصدار مسرحياته الكبرى واحدة بعد الأخرى، من «سوناتا الأشباح» الى «الطريق الى دمشق» و«الأب» و«الآنسة جوليا»، وغيرها من أعمال كبيرة كان أبرز ما فيها انها مكّنت أوغست سترندبرگ من فرض حضوره محرراً مسرحياً كبيراً، ودفع الكثر الى الكف عن الحديث عن «الكراس الأحمر» ان لم يكن الى نسيانه تماماً.
المضمون
في «الكراس الأحمر» اذاً، صفحات وصفحات تصور الرسامين والكتّاب والمسرحيين وحتى الفهماء كاشفاً أسرار شخصياتهم، متوقفاً عند نقاط ضعفهم... حتى من دون حتى يلجأ الى أي أكاذيب وافتراءات، ما أنقذه من حتى يصل الى القضاء. جميع ما في الأمر هنا هوأنه جمع الحقائق المعروفة ليلقي الضوء الساخر عليها وعلى خلفياتها، من دون حتى يأبه بمكانة أي من الذين خط عنهم... ومن هنا انفجر الكتاب كالقنبلة، وصار المحرر أشهر شخصية أدبية في ستوكهولم بين ليلة وضحاها... وكان ذلك بعد أسابيع من التقديم الفاشل لواحدة من أولى مسرحياته «المفهم أولوف» التي - مع هذا - ستظل واحدة من مسرحياته الأكثر فشلاً، حتى وإن كان النقاد والباحثون سينظرون اليها لاحقاً على أنها الأكثر قوة في أعماله.
في الوقت الذي كان ستریندبرگ منهمكاً في كتابة «الكراس الأحمر» كان يعيش موزعاً بين رغبته في حتى تعترف الأوساط الأدبية به - وهواعتراف كان يرى أنه تأخر كثيراً! - وبين شعوره بأن اهتمامه الأول في حياته يجب حتىقد يكون اهتماماً فنياً وذا مستوى. ومن هنا، حين صاغ صفحات وفصول ذلك الكتاب، حرص على حتى يجعل من موضوعه وسيلة لفرض مكانة لنفسه في ستوكهولم الثقافية، ومن أسلوبه دليلاً على تميزه في البعد الفني لعمله. وإذا كان قد حرص على شيء منذ البداية، فإنه حرص على حتى يبتعد من أي نفحة عاطفية أو«ذاتية المنحى» في ما يخط... وهونجح في هذا أيضاً، حتى وإن كان الكتاب كله ذاتياً في نهاية الأمر. ولعله يكفينا هنا حتى نقف عند بعض تعبيراته كي ندرك درجة السخرية المرة التي تملأ هذا الكتاب. فمثلاً حين يتحدث سترندبرگ عن الصحافة، يقول إنها لا تفتأ «تحطم القلوب مثلما يحطم المرء البيض»! وهويتحدث عن المسرح بصفته قناعاً يخفي خلف أبهة الملابس والديكورات بؤس الممثلين وجوعهم. وإذ يذكر الأحزاب السياسية في طريقه يقول إذا «الأحزاب، من أجل الائتلاف في ما بينها، تتنازل وتتنازل حتى تندمج جميعاً، في نهاية الأمر، في لون رمادي لا طعم له ولا لون». أما حين يصل الى الحديث عن الرسم بصفته الأول بين الفنون الجميلة، فإنه يبرهن كيف من الممكن أن حتى رسامي زمنه يزعمون، بانادىءاتهم الضحلة، انهم يقفون فوق السلة التي يتجابه في داخلها، و«في شكل ودي للغاية» اكاديميون ومضادون للأكاديمية بترت رؤوسهم جميعاً من قبل.
على رغم حتى استریندبرگ لم يخط «الكراس الأحمر» كمسرحية في البداية، فإنه مع ذلك حرص على حتى يعطي النص عنواناً ثانوياً هو«مشاهد من حياة الأدباء والفنانين»... ومن هنا ما نلاحظه من حتى هذا العمل قد قدم لاحقاً، على شكل مشاهد مسرحية... ولقد ساعد على هذا ان المحرر، اصلاً حين خط العمل، ملأه بالحوارات، حيث إذا معظم النصوص والانتقادات اتىت في حواريات تخيّل وجودها بين أصحاب العلاقة أنفسهم... حوارات إذا كان في الإمكان تشبيهها بشيء فإنما بالحوارات التي تملأ مسرحيات أوسكار وايلد ويسودها تصوير مدهش للجهل وللنفاق الاجتماعي وللتكاذب المشهجر بين البشر... ذلك النوع من البشر. انها، هنا لدى سترندبرغ، حوارات حادة قاطعة، تصوّر على الفور، ومن دون الحاجة للعودة الى قراءة ثانية، نساء متحذلقات، صحافيين لا وازع ولا ضمير لديهم، بوهيميين كاذبين، يجعلون لأنفسهم صورة خارجية فوضوية لكنهم يعيشون حياة مترفة. ولا ينسى المحرر في طريقه حتى يتحدث عن قساوسة جشعين ليس الدين بالنسبة اليهم سوى طريق الى المكسب والجاه... أما الناشرون فحدّث عنهم ولا حرج، انهم مجرد تجار، في رأي المحرر، لا يقرأون حتى الخط التي ينشرونها وتدر عليهم أموالاً طائلة. الكل تحت قلم سترندبرغ كاذب مدّعٍ... ولأنهم كذلك لا يريد المحرر حتى يرحمهم. انه هنا أشبه بالمغني - الشاعر جاك بريل وقد آلى على نفسه حتى يقول الحقيقة في وجه من تعنيهم، مع فارق أساس يكمن في حتى بريل، كثيراً ما جعل نفسه بين الذين يوجه اليهم الانتقادات، بينما نلاحظ كيف من الممكن أن ان سترندبرغ ميّز نفسه بتغييبها عن ذلك الحفل الكتابي الفاضح. مهما يكن، حجة المحرر في ذلك هي أنه، حين صاغ ذلك النصّ الفريد، في زمنه، كان لا يزال نكرة... مجرد موظف سهل في المخطة الوطنية يحاول جاهداً حتى يشق لنفسه طريقاً.
المصادر
- دار الحياة
المراجع
- Meyer, Michael. 1985. Strindberg: A Biography. Oxford Lives ser. Oxford: Oxford UP, 1987. ISBN 019281995X.
- Poupard, Dennis. 1986. Twentieth-Century Literary Criticism. Vol. 21. Detroit, MI: Gale Research. ISBN 0810324032.
- Schluessner, Ellie, trans. 1913. The Red Room. By August Strindberg. New York and London: Putnam. Available online.
وصلات خارجية
- .
