منطق فلسفي
المنطق الفلسفي Philosophical logic، هومصطلح أطلقه برتراند رسل لتقديم فكرته حتى نتاج اللغات الطبيعية والفكر لا يمكنها حتى تمثل إلا عن طريق الاصطناعية؛ وكان ذلك أساسا لبرنامجه إضفاء الطابع الرسمي على اللغة الطبيعية. ويستخدم هذا المصطلح في العصر الحديث للدلالة على معاني أخرى متعددة.
تعريف المنطق الفلسفي
المنطق ويسمى باليونانية logiké، وفهم المنطق يسمى أيضاً فهم الميزان، إذ به توزن الحجج والبراهين، وكان ابن سينا يسميه خادم العلوم، كما كان الفارابي يسميه رئيس العلوم. واتىت تسميته بالمنطق من «النطق» ويطلق على «اللفظ» وعلى «إدراك الكليات» وعلى «النفس الناطقة». .
أما اصطلاحاً فالمنطق «صناعة تعطي جملة القوانين التي من شأنها حتى تقوّم العقل وتسدد الإنسان نحوطريق الصواب ونحوالحق في جميع ما يمكن حتى يغلط فيه من المعقولات».
وعموماً: المنطق هوفهم القوانين الضرورية الضابطة للتفكير لتجنبه الوقوع في الخطأ والتناقض، فهويضع المبادئ العامة للاستدلال وللتفكير السليم، كما يعهد بأنه فهم قوانين الفكر، وهي ثلاث:
ـ قانون الهوية: ويعني حتى لأي شيء ذاتية خاصة يحتفظ بها من دون تغيير، فالشيء دائماً هوهو(أ هوأ) فالهوية تفترض ثبات الشيء على الرغم من التغيرات التي تطرأ عليه، فأنا هوالشخص ذاته الذي كنته منذ عشرين عاماً على الرغم مما طرأ علي من تغير.
ـ قانون عدم التناقض: ينكر هذا القانون إمكان الجمع بين الشيء ونقيضه، فلا يصح حتى يصدق النقيضان في الوقت نفسه وفي ظل الظروف نفسها، إذ لا يصح القول إذا هذا الشيء وفي هذا الوقت «أزرق» وليس «أزرق» [(أ) لا يمكن حتى تتصف بأنها(ب) وبأنها (لا ب) معاً].
ـ قانون الثالث المرفوع: ويعني حتى أحد المتناقضين لابد حتىقد يكون صادقاً إذ ليس هناك احتمال ثالث بجانب المتناقضين يمكن حتى يكذبهما معاً، ولا يوجد وسط بينها، فإما حتى نثبت محمولاً معيناً لموضوع ما وإما حتى ننفيه عنه.
وهذه القوانين هي شروط يجب حتى يخضع لها التفكير ليكون يقينياً، فهي مبادئ يعتمد عليها الاستدلال أياً كان نوعه.
إذاً المنطق فهم استدلالي يبحث في المبادئ العامة للتفكير السليم، وتحديد الشروط التي بوساطتها يصح الانتنطق من أحكام فرضت صحتها إلى أحكام تلزم عنها، وهذه المبادئ تنطبق على جميع فروع الفهم.
ويفرق المناطقة بين المنطق الصوري والمنطق المادي. فالصوري يضم المنطق الأرسطي والتقليدي الذي شايع الأرسطي شرحاً وتوضيحا واتباعاً، ثم المنطق الحديث، أما المادي فهوفهم مناهج البحث ويتضمن المنهج الرياضي الاستنباطي، المنهج الاستقرائي التجريبي والمنهج التاريخي.
المنطق الرياضي
منطق رياضي أوالمنطق الحديث الرمزي هوتطوير وتصويب للمنطق التقليدي، يقوم على استنباط القوانين المنطقية من أقل عدد من المبادئ (بديهيات وقوانين) بطريقة دقيقة كاملة، أي إنه نسق استنباطي، يبدأ من مقدمات معينة لينتهي إلى النظريات اللازمة عنها، معتمداً قواعد خاصة، مستخدماً اللغة المنطقية الرمزية فقط. ويرجع ظهوره إلى لايبنتيس أولاً ثم جورج بول George Boole ت(1815ـ1864)، وطوره فريگه Frege، وفيتگنشتاين Wittgenstein وكارناپ Carnap وغيرهم، ويسمى أحياناً بالمنطق الرمزي أوالرياضي أوالاستدلالي أوالنظري أوجبر المنطق، أوالمنطق اللوغارتيمي، أواللوغسيقا، ويتوقف الاسم على الهدف من التسمية. وقد اكتمل على يد رسل ووايتهد اللذين حاولا المزج بين المنطق والرياضيات فوصلا إلى المنطق الرمزي، الذي يستخدم نوعين من الرموز، وهي الثوابت والمتغيرات، ويتألف من أربعة مباحث أساسية هي:
منطق القضايا
يستخدم متغيرات قضوية، فيدرس قيمة صدق القضية كوحدة، من دون النظر إلى مكوناتها، ثم يبحث الروابط بينها، معتمداً ثوابت النفي، العطف، الانفصال، اللزوم والتكافؤ، فيشكل بذلك «دالات الصدق»، ويتابع بدراسة الصلات بين هذه الدالات ليكتمل كنسق استنباطي، مكوناته: أفكار أولية ومصادرات وقواعد استنباط خاصة، ثم يعمد لبرهنة جميع نظرياته، كما يفهم الاستدلال بنوعيه، من خلال صياغته بصورة «دالات صدق»، فيتمكن بذلك من اختبار صحتها بقوائم الصدق حيث ميز بعض حالات التقابل غير السليمة، وأيضاً بعض الأقيسة الفاسدة، التي عمد إلى تصويبها.
منطق المحمولات
يدرس القضايا مع اعتبار مكوناتها، مستخدماً لذلك متغيرات حدية، ورموزاً لأسوار القضايا، معتمداً الثوابت المنطقية السابقة، ليمحص بهذه الأدوات موضوعات المنطق التقليدي ويطورها.
منطق الفئات
يدرس القضايا باعتبارها ارتباط فئتين، فئة يشير عليها «الموضوع» وأخرى يشير عليها «المحمول»، ويصيغ جميع الاستدلالات بصورة معادلات جبرية، يختبر صحتها إما «بأشكال فن» الهندسة، وإما ببرهان حسابي، كما يفهم خصائص الفئات والعمليات الجبرية عليها (جمع الفئات، ضرب الفئات، الاحتواء، والهوية بين الفئات)، وينتهي إلى بناء نسق استنباطي مكون من مقدمات [(أفكار أساسية مثل الفئة الصفرية، الفئة الكاملة، والفئة المتممة)، و(بعض التعريفات الخاصة) و(المصادرات المأخوذة من العمليات الجبرية على الفئات)]، ويعتمد قواعد اشتقاق خاصة (الاستبدال الموحد واستبدال التطابق …) ليصل من خلالها إلى برهنة نظرياته. ومتغيرات هذا النسق متغيرات فئوية، أي إذا كلاً منها يشير على فئة، كما حتى له رموزه الخاصة للثوابت.
منطق العلاقات
يبحث العلاقات من خلال الأفكار الأولية التي تقوم عليها، كما يركز على عمليات جمع العلاقات وضربها، وسلب العلاقة وعكس العلاقة والهوية والتضمن بين العلاقات. ويصنف العلاقات نوعياً إلى: انعكاسية، تماثلية، متعدية وترابطية. وكمياً وفق عدد حدودها إلى: علاقة واحد بكثير، علاقة كثير بواحد، علاقة واحد بواحد وعلاقة كثير بكثير، ويعتمد متغيرات تدل على علاقات (ع، غ) أما ثوابته فهي الثوابت المنطقية السابقة (النفي، الاحتواء، التضمن، الاجتماع، الضرب واللزوم) فيكتمل بذلك كنسق استنباطي دقيق.
انظر أيضا
- فلسفة العقل
المصادر
- ^ Richard Mark Sainsbury (2001). . Wiley-Blackwell. p. 52. ISBN .
- ^ Ted Honderich (2005). The Oxford companion to philosophy. Oxford University Press. p. 205. ISBN .
- ^ John P. Burgess (2009). . Princeton University Press. pp. vii–viii. ISBN .
- ^ فاطمة درويش. "المنطق". الموسوعة العربية. Retrieved 2011-08-03.
نطقب:SIA
