معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط (Middle East Media Research Institute, MEMRI) هي مؤسسة في واشنطن عاصمة الولايات المتحدة، أسسها ضابط المخابرات في الجيش الإسرائيلي إيگال كرمون والدكتورة الإسرائيلية الأمريكية ميراڤ وورمسر في عام 1998، وتنامى نشاطها بعد هجمات 11 سبتمبر 2001. والمؤسسة تترجم منطقات مختارة من الصحافة العربية والإيرانية إلى الإنجليزية وغيرها من لغات الغرب. نقلت منها جرائد أمريكية كثيرة، منها نيويورك تايمز.

التأسيس

في عام 1998، وأصبحت المنظمة أكثر بروزًا بعد أحداث 11 سبتمبر 2001؛ نتيجة لتزايد اهتمام الرأي العام الغربي بالشئون العربية والإيرانية.

فريق العمل

تأسس المعهد في 1998، ومقره الرئيسي في واشنطن دي سي، وله فروع في القدس، برلين، روما، بغداد وطوكيو. يضم الأعضاء المؤسسون سبع أشخاص منهم ثلاثة كانوا يعملون في المخابرات العسكرية التابعة لجيش الدفاع الإسرائيلي. مؤسس المعهد رئيسها إيگال كرمون المذكور، ومحللها الأول إسرائيلي من أصل عراقي يهودي هوالدكتور نمرود رفاعيلي.

• إيگال كرمون — المؤسس والرئيس. يتحدث العربية بطلاقة. كان كولونيل في المخابرات العسكرية الإسرائيلية من 1968 حتى 1988. ورئيس بالإنابة للادارة المدنية في الضفة الغربية ومستشار الشؤون العربية للادارة المدنية من 1977 حتى 1982. عمل مستشار لرئيس الوزراء إسحق شامير وإسحق رابين أثناء حربهم مع المقاومة الفلسطينية من 1988 حتى 1993. في عام 1991 و1992 كان كرمون عضوبارز أثناء المفاوضات السورية مع سوريا في مدريد وواشنطن دي سي.

• ستيڤن ستالنيسكي — المدير التطبيقي للمعهد. ستالنيسكي حاصل على الماجسير في دراسات الشرق الأوسط وعلى البكالوريوس في دراسات الأديان.

• د. نمرود رفائيلي — محلل سياسي بارز ومحرر في المدونة الاقتصادية للمعهد. وهوعراقي المولد يحمل الجنسية الأمريكية، ويحمل دكتورة في التخطيط التنموي من جامعة ميتشگن.

• البروفسور مناحم ميلسون — رئيس مجلس المستشارين. وهوأستاذ في الأدب العربي في الجامعة العبرية بالقدس منذ عام 1963.

• طفيل أحمد — مدير مشروع الإعلام الأي-الپاتشو. وهوصحفي إنگليزي من أصل هندي، تفهم أحمد النظم الاجتماعية وحصل الماجستير من جامعة جواهر لال نهروفي نيودلهي وحصل على ماجستير في دراسات الحرب من جامعة الملك في لندن.

• منصور الحاج — مدير "مشروع الإصلاح في العالم العربي والإسلامي". وهوصحفي سعودي.

• ستفن دِتـّوره — مدير الشؤون الحكومية. وهوالمسؤول عن الاتصال في المعهد مع الوكالات الفدرالية، العسكرية الأمريكية، الوكالات الحكومية الدولية والمنظمات الأهلية. ويحمل دإتور بكالوريوس في التاريخ.

ويضم طاقم المديرين والمستشارين في المعهد إلي ويزل، جون بولتون، إهود باراك، نورمان پودهورتس، پول برمر، ناتان شارانسكي، إدگار برونفمان.

الأهداف والمشاريع

حدد معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط مهمته في مسقطه الالكتروني على أنها "استكشاف الشرق الأوسط من خلال أجهزة الإعلام، وكسر الفجوة اللغوية التي توجد بين الغرب والشرق الأوسط من خلال تقديم ترجمات عربية وفارسية وهجرية، بالإضافة إلى التحليلات الأصلية للاتجاهات الدينية والثقافية والاجتماعية والأيديولوجية والسياسية في الشرق الأوسط". حتى 2001، المعهد أكد أيضا على "أهمية استمرار الصهيونية للشعب اليهودي ولدولة إسرائيل." وتطورت أهداف المعهد على مدى السنين؛ ويوفور المعهد منطقات بالعربية والعبرية.

وتترجم المنظمة منطقات مختارة من الصحافة العربية والإيرانية، بالإضافة إلى مراقبة الخطب الدينية في المساجد والخط المدرسية وحوالي 38 قناة تليفزيونية عربية -منها قناة العربية والمجد واقرأ والعالم والقناة السورية والمحور ودريم 2- وتترجم هذا إلى الإنكليزية ، العبرية، الألمانية، الإيطالية، الفرنسية، الأسبانية، اليابانية والصينية، وترسل هذه الترجمات مجانًا وبطريقة منتظمة ومكثفة إلى وسائل الإعلام والمعاهد والمسئولين السياسيين الغربيين وخاصة أعضاء الكونگرس الأميركي ومخط التحقيقات الفدرالي، والبرلمان الأوربي.

ويعلن المعهد على مسقطه الالكتروني أنه يعارض الأصولية الإسلامية وليس الإسلام في حد ذاته.

وفقًا لمسقط ميمري فإن القضايا التي تتناولها تتمثل في الآتي:

• مشروع دراسات الجهاد والإسلام
• الولايات المتحدة والشرق الأوسط
• الإصلاح في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
• الصراع العربي الإسرائيلي
• العلاقات العربية
• مشروع توثيق معاداة السامية: بدأ في أكتوبر 2006، وتم اضافة مشروع رصد المواقع الإلكترونية الإسلامية ، مع الهجريز على الأخبار، الفيدوهات المترجمة وتحليل "مواقع الجهاد الإسلامي الرئيسية".

اللغات

يغطي المعهد بصفة أساسية المواد الإعلامية باللغة العربية، الفارسية، الهجرية، أردية/پاشتووالداري، والمواد الأخرى في الشرق الأوسط، آسيا، شمال أفريقيا، والمجتمعات العربية والإسلامية في الغرب. وتتضمن تلك المصادر منطقات، الخطب، اللقاءات، المواقع الإلكترونية، البث التلفزيوني، والخط المدرسية.

ويوفر المعهد ترجمات وتحليلات باللغات الإنجليزية، الفرنسية،الألمانية، العبرية، الإيطالية، الإسبانية، البولندية، الروسية، الصينية، اليابانية.

التمويل

تم تسجيل المعهد في الولايات المتحدة وفقًا للقانون على أنه منظمة لا تهدف للربح، وتعتنق ميمري سياسة عدم قبول الأموال من الحكومات، وبدلاً من ذلك تعتمد على 250 متبرع يضم ذلك منظمات ومؤسسات أخرى، ومن بين هؤلاء المتبرعين مؤسسة لايند وهاري باردلي اليمينية (التي تقوم بتمويل المعاهد الفيدرالية والمشاريع التربوية والتعليمية)، والتي منحت ميمري في الفترة من 1999- 2004 حوالي 100 ألف دولار، ووفقًا لـ "شاريتي نافيگايتور" (والتي تقوم بتقييم الوضع المالي للمنظمات الخيرية الأميركية) فإن الدخل الإجمالي للمنظمة بلغ في عام 2006 حوالي 4.078.038 دولار، وقد منحت "شاريتي نافيغايتور" معهد الأبحاث الإعلامية للشرق الأوسط أربعة نجوم لتفوقه على المنظمات الخيرية الأخرى، وهوما يعد تقديرًا استثنائيًا.

اتهامات بالتحيز

اتهم الكثير من المعلقون مثل القسم العربي في سي إذا إن على الترجمة الصادرة عن المعهد في 13 أبريل 2007، والتي تحتوي على الكثير من أخطاء الترجمة، والتأكيدات الغير مبررة. ونطق براين وايتاكر، محرر في قسم الشرق الأوسط بصحيفة گارديان "مشكلتي مع مميري أنه يعمل كمعهد للأبحاث في الوقت الذي هوفيه وكالة نادىئية" "تعمل في إطار الأجندة السياسية الإسرائيلية."

وعلق أيضا حتى المسقط الإلكتروني لممري لم يشير لعمل كرمون السابق في المخابرات الإسرائيلية، أوللجهود البارزة التي بذلتها ميراڤ وورمسر للصهيونية" ويعتقد وايتاكر "أنه لا يمكن النظر لممري على أنه مؤسسة بحثية سياسية جديرة بالثقة".

ترجمة غير دقيقة

الرغم من اعتقاد صحيفة النيويورك تايمز بأنه "لا أحد يعارض ترجمات ميمري"، فإن هذه الترجمات في بعض الأحيان كانت محل انتقاد، ومن أمثلة ذلك: الخلاف حول ترجمة ميمري للحدثة العربية "الولاية" في خطاب لأسامة بن لادن في عام 2004، حيث ترجمتها ميمري إلى US State بمعنى "ولاية أميركية" وليس Nation-State بمعنى "الدولة القومية". وقد نشرت ميمري خطاب بن لادن -في عطلة نهاية الأسبوع الذي تجاوز انتخابات الرئاسة الأميركية في 2004- في سياق حتى "تهديد بن لادن للولايات أميركية يأتي في إطار محاولة التأثير على نتيجة الانتخابات ضد جورج بوش".

وقد اعتبر الصفي البريطاني براين ويتكر حتى الأمر يُعد حركة ذكية من قسم النادىية الانتخابية في ميمري لجعل الأميركيين يعتقدون حتى بن لادن يريد منهم التصويت لصالح جون كيري. وقد استندت ميمري في دفاعها عن ترجمتها على حتى المقصود من حدثة ولاية في اللغة العربية هو"محافظة أَومنطقة إدارية" ذلك حتى التسمية العربية لأميركا هي "الولايات المتحدة الأميركية"، وهوما كان بن لادن يقصده وفقًا لها.

خط د. حليم بركات (أستاذ فهم الاجتماع المتقاعد من جامعة جورج تاون منطقاً طويلاً في صحيفة "الحياة اللندنية" عنوانه "الوحش الذي خلقته الصهيونية.. الدمار الذاتي"، كان المقصود منه استخدام أسطورة موجودة ومقبولة من جانب الأدب اليهودي والعالمي، لكن ميمري ترجمت مقاطع منه فقط وهوما سبب مشاكل كبيرة جدًا في جامعة جورج تاون، كما وضعت للمنطقة -وفقًا لـ د. بركات- "عنوان تحريضي" هو: "اليهود فقدوا إنسانيتهم"، فضلاً عن ذلك فقد استبدلت جميع حدثة "صهيونية" في الموضوع بحدثة "يهود أويهودية"، وقد اعتبر د. بركات حتى الهدف كان الإيحاء بأنه لا ينتقد السياسة الإسرائيلية وإنما ما يقوله هوعداء للسامية.

طبقاً لصحيفة لوموند الدبلوماسية الفرنسية، فإن ترجمات ميمري في بعض الأحيان تفرغ محتوى النص من مضمونه أوتضيف مصطلحات عربية لا توجد في النص الأصلي، بهدف جعل البيان يظهر أكثر جدلاً، وأوردت الصحيفة بعض الأمثلة على ذلك، كان منها: قيام المعهد بعد اعتداءات لندن في السابع من يوليو2005، بترجمة مقاطع من برنامج "أكثر من رأي" الذي تبثه قناة الجزيرة والذي شارك فيه السيد هاني السباعي، وهومسلم يعيش في لندن، ونطق فيه متحدثًا عن الضحايا: "لا يوجد مصطلح في الفقه الإسلامي يسمى "المدنيين"، وإنما يوجد فئات من "المقاتلين" و"غير المقاتلين" والإسلام ضد اغتال الأبرياء".

أما ترجمة معهد ميمري فكانت: " لا يوجد مصطلح "مدني" في الشريعة الإسلامية، فلا وجود لـ"مدني" بالمعنى الغربي العصري للحدثة، فالناس ينتمون أولا ينتمون لدار الحرب"، ونطقت الصحيفة حتى إدراج تعبير "دار الحرب" -والتي لم يستعملها السباعي- أثار الجدل، فالمعنى الذي تحمله هذه الإضافة هوحتى جميع شيء مباح في دار الحرب. فضلاً عن ذلك فإن المعهد قد حذف من ترجمته إدانة السباعي لقتل الأبرياء.

مدح ممري

إلى جانب الاتهامات بعدم دقة الترجمة، فقد قابلت ميمري عددًا من الانتقادات الواسعة ومنها: نشر بريان ويتكر، محرر الشرق الأوسط في صحيفة الغارديان البريطانية، منطقاً في أغسطس 2002 حول الطبيعة الانتقائية لميمري تحت عنوان "Selective MEMRI" نطق فيه " حتى القصص المختارة للترجمة من قِبل ميمري لها طابع مألوف فهي إما تعكس بصورة سيئة خصائص العرب أوأنها تُعزز بطريقة ما الأجندة السياسية لإسرائيل".

وصف وليام رو، السفير الأميركي السابق في الإمارات واليمن، ميمري على أنها "خدمة لا تقدم صورة متكاملة عن الإعلام العربي"، ووفقًا لرو"فإن الاقتباسات والموضوعات المختارة تُصور العرب على أنهم يكرهون اليهود والغرب، ويؤيدون العنف، ويرفضون أي تسوية سلمية للقضية الفلسطينية". طبقاً لجوان كول، أستاذ تاريخ الشرق الأوسط الحديث في جامعة مشيجان، فإن ميمري "تقوم باختيار أكثر الموضوعات والموضوعات تطرفًا". وهوما أيده إبراهيم هوبير، مدير مجلس العلاقات الأميركية-الإسلامية، والذي صرح لصحيفة واشنطن تايمز حتى هدف ميمري هو"أن تجد أسوأ الاقتباسات من العالم الإسلامي ومن ثم نشرها على نحوواسع بقدر الإمكان".

اتهم كين ليفنگستون، العضوالسابق في البرلمان البريطاني والعمدة السابق للندن، ميمري "بالتشويه التام للحقائق".

الدعم والتأييد

في الوقت الذي وجهت الانتقادات والاتهامات إلى ميمري بعدم الدقة والانتقائية في موضوعاتها، فقد قام رئيس المنظمة إيجال كورمون بالرد على هذه الاتهامات قائلاً "ليس لدينا أجندة، فكمعهد للأبحاث نهدف إلى تقديم ترجمات للأشخاص الذين يريدون حتى يحصلوا على معلومات عن الشرق الأوسط، فنحن نسعى إلى تقديم الحقيقة وإذا كانت هذه الحقيقة تخدم طرفًا دون آخر فليكن ذلك"، وأضاف " نحن نعرض القضايا الأكثر موضوعية، والمعروضة على جدول الأعمال الدولي والشرق أوسطي، ونُترجم المناقشات عن القضايا الاجتماعية كتلك التي تُعرض على قناة الجزيرة، فميمري ليست بحاجة إلى الدفاع عن ترجماتها". وقد اتجه بعض السياسيين إلى تقديم الدعم والتأييد لميمري، ومن هؤلاء: خط عضوالكونجرس براد شيرمان، وعضولجنة العلاقات الدولية التابعة لمجلس النواب الأميركي، وعضواللجنة الفرعية للإرهاب ومنع الانتشار النووي، المقدمة لتقرير ميمري حول ردود العمل العربية والإيرانية على أحداث 11 سبتمبر قائلاً: "منذ قيام MEMRI أصبح للأميركيين والغرب مصدر مهم للمعلومات عن أجهزة الإعلام العربي"، وأضاف "لقد استخدمت MEMRI لفهم الشرق الأوسط وثقافته السياسية بشكل أفضل". خط جاي نورديلينجر، مدير تحرير "ناشيونال رفيو"، قائلاً عن ميمري: "هذه المنظمة تساوي مائة قسم للدراسات الشرق أوسطية في الولايات المتحدة، فهي تنصت للعرب وما يخطونه في صحفهم وهوما يخبرنا بما لديهم". يعتقد توماس فريدمان، صحفي سياسي بصحيفة نيويورك تايمز ، حتى ميمري تساعد على "إظهار خطاب الحقد والكراهية حيثما يظهر".

انظر أيضا

• هسبارا
• التغطية الإعلامية للصراع العربي الإسرائيلي
• Palestinian Media Watch

المصادر

وصلات خارجية

• ممري
• الجزيرة: مؤسسة ممري ونقل صورة العرب للغرب