عمورية

عمورية، أمير داغ، أفيون قرة حصار
تل عمورية Amorium Höyük كما يشاهـَد من مئذنة مسجد قرية حصار كوي المجاورة.
John Kallos, titular أسقف أموريون

عمورية بالإنگليزية: Amorium كانت مدينة في فريجيا في آسيا الصغرى تأسست في الفترة الهلينية، وازدهرت في عهد الامبراطورية البيزنطية. وأصبحت مهجورة بعد هجوم الخليفة العباسي المعتصم عليها عام 838. بقاياها تقع بالقرب من قرية حصار كوي في محافظة أفيون قرة حصار بهجريا.

ومن أشهر أبنائها ايسوب (620 ق.م. - 560 ق.م.) صاحب حكابات ايسوب الشهيرة. ومنها أنحدرت الأسرة الفريجية من أباطرة الامبراطورية البيزنطية.

التاريخ

ومنذ منتصف القرن الثامن الميلادي توالت الحملات الإسلامية في الأناضول وسقطت معظم مدن آسيا الصغرى تحت أعطى وجزر العلاقات العسكرية بين الامبراطورية البيزنطية والدولة العباسية ونتيجة ذلك استقر بعض العرب في مناطق بالأناضول سقطت لاحقاً تحت حكم البيزنطيين. واثر استنجاد المرأة العامرية به بصيحتها الشهيرة "وا إسلاماه"، حاصر الخليفة العباسي المعتصم عمورية ثم دمرها عام 838 م، ثم أخذ معه 42 من قادتها إلى عاصمته سامراء حيث أعدمهم. وما زال التأريخ الكنسي الكاثوليكي يحيي ذكرى القادة الاتنين وأربعين. لم تقم للمدينة قائمة بعد هذه الواقعة.


فتح عمورية

خط بابك الخرمي إلى حليفه إمبراطور الروم البيزنطيين تيوفيل بن ميخائيل بن جورجس عندما ضيقت عليه جيوش المعتصم الحصار قائلاً: (إن ملك العرب – المعتصم – قد جهز إلي جمهور جيشه ولم يبق في أطراف بلاده من يحفظها؛ فإن كنت ترغب الغنيمة فانهض سريعاً إلى ما حولك من بلاده فخذها، فإنك لا تجد أحداً يمانعك عنها. فإن أردت الخروج إليه فافهم أنه ليس في وجهك احد يمنعك).

كل ذلك طمعاً من بابك في حتى يتحرك الروم للتخفيف عنه وكشف بعض ما فيه، فخرج تيوفيل في سنة 223هـ بعد سنتين من رسالة بابك، في جيش من مائة ألف جندي، وانقض تيوفيل على مدينة زبطرة وأعمل بها السيف، وقتل الصغير والكبير بلا إنسانية ولا رحمة، وسبى من النساء أكثر من ألف امرأة بعد ذبح أطفالهن، ومثل بمن صار في يده من المسلمين، وسمل أعينهم، وبتر آذانهم وآنافهم، ثم أغار على ملطية فأصابها ما أصاب زبطرة، فضج المسلمون في مناطق الثغور كلها، واستغاثوا في المساجد والطرقات، وبلغ الخبر المعتصم فاستعظمه، وبلغه حتى هاشمية صاحت وهي في أيدي الروم: وامعتصماه، فأجاب وهوعلى سريره: لبيك لبيك، ونادى بالنفير العام، ونهض من ساعته.

وأورد احد المؤرخين: حتى صاحب عمورية من ملوك الروم كانت عنده شريفة من ولد فاطمة رضي الله عنها، مأسورة في خلافة المعتصم بن الرشيد فعذبها فصاحت الشريفة فعذبها، فصاحت الشريفة: وامعتصماه، فنطق لها الملك: لا يأتي لخلاصك إلا على أبلق – فرس فيه سواد وبياض – فبلغ ذلك المعتصم فنادى في عسكره بركوب الخيل البلق، وخرج وفي مقدمة عسكره أربعة آلاف أبلق، وأتى عمورية وفتحها، وخلص الشريفة ونطق: (اشهدي لي عند جدك أني أتيت لخلاصك، وفي مقدمة عسكري أربعة آلاف أبلق).

ولما انتهى الخبر بما جرى في الثغور إلى المعتصم فصاح في قصره: النفير النفير، وأحضر القاضي عبد الرحمن بن إسحاق وشعيب بن سهل ومعهما ثلاث مئة وثمانية وعشرون رجلاً من أهل العدالة، فأشهدهم على ما وقف من ضياع، فجعل ثلثاً لولده، وثلثاً لله، وثلثاً لمواليه، ثم أوفد نجدة لأهل الثغور يؤمنون الناس حتى عادوا إلى قراهم.

وعندما سار المعتصم باتجاه الثغور تساءل: أي بلاد الروم أمنع وأحصن ،يا ترى؟ فقيل: عمورية، لم يعرض لها احد من المسلمين منذ كان الإسلام، وهي عين النصرانية وبنكها، وهي أشرف عندهم من القسطنطينية، فسار باتجاهها، بجهاز عظيم من السلاح والعدد وآلات الحصار والنفط، وعندما وصل الجيش الإسلامي بلاد الروم أقام على نهر اللامس – الحد الفاصل بين الخلافة العباسية والدولة البيزنطية، على ضفتيه كانت تتم مبادلة الأسرى – ومن ضفاف نهر اللامس سير المعتصم الأفشين شمالاً وهدفه أنقرة، وسير خلفه أشناس، ثم سار خلفهما، فكان معهما قبالة أنقرة في 25 شعبان 223هـ، ففتحها بسهولة، اتجه بعدها إلى عمورية. واجتمعت جميع العساكر بقيادة المعتصم عند عمورية، فركب ودار حولها دورة كاملة، وقسمها بين القواد، جاعلاً لكل واحد منهم أبراجاً من سورها، وذلك على قدر كثرة أصحابه وقلتهم، وصار لكل قائد منهم ما بين البرجين إلى عشرين برجاً. أما أهل عمورية فقد تحصنوا داخل أسوار مدينتهم، متخذين ما استطاعوا من الحيطة والاحتراز.

وفهم المعتصم من عربي متنصر، تزوج في عمورية وأقام بها، حتى موضعاً من المدينة اتىه سيل شديد، فانهار السور في ذلك الموضع فخط ملك الروم إلى ياطس عامله على عمورية حتى يعيد ذلك الموضع ويعيد تشييده، تحسباً لنتائج عملته في زبطرة والثغور الإسلامية، فتوانى باطس في بنائه وترميمه، وعندما فهم حتى تيوفيل خرج من القسطنطينية إلى بعض المواقع متفقداً، تخوف ياطس حتى يمر تيوفيل على عمورية فيرى جانباً من سورها لم يرمم، فوجه باطس الصناع والبنائين فبنوا وجه السور بالحجارة حجراً حجراً، وهجروا وراءه من جانب المدينة حشواً ثم عقدوا فوقه الشرف، فبدأ كما كان.

ولما فهم المعتصم بذلك أمر بضرب خيمته تجاه هذا الموضع، ونصب المجانيق عليه، وبدأت المجانيق الضخمة مع آلات الحصار الأخرى تعمل عملها، فانفرج السور من ذلك الموضع، فلما رأى أهل عمورية انفراج السور دعموه بالأخشاب الضخمة جميع واحدة إلى جانب الأخرى لا فرجة بينهما، فكان الحجر إذا سقط على الخشب تكسر فيهرع المحاصرون لتدعيم السور بأخشاب ضخمة جديدة ليحموا السور من الانهيار.

وعندما توالت قذائف المجانيق على هذا الموضع الواهن انصدع السور فخط ياطس إلى تيوفيل كتاباً يفهمه فيه بأمر السور وحرج الموقف وقوة الحصار، ووجه الكتاب مع رجل يتقن العربية ومعه غلام رومي، فانكشف أمر الرجلين للمعتصم، واستمر جند المعتصم يبيتون بالتناوب على ظهور الدواب في السلاح ودوابهم بسروجها حتى انهدم السور ما بين برجين، من الموضع الذي وصف للمعتصم أنه لم يحكم عمله. ودوى في فضاء عمورية صوت اهتزت له جنباتها، إثر تهدم جانب السور، فطاف رجال المسلمين يبشرونهم حتى الصوت الذي سمع، صوت السور فطيبوا نفساً بالنصر.

لقد عملت المجانيق عملتها في السور وتنبه المعتصم إلى سعة الخندق المحيط بعمورية وطول سورها، فأمر ببناء مجانيق ضخمة كبيرة يعمل على جميع منها أربعة رجال، وللوصول إلى السور كان لا بد من ردم أجزاء من الخندق، فدفع لكل جندي شاة لينتفع من لحمها وليحشوجلدها تراباً، ثم جمـع (سلاح المهندسين) الجلود المملوءة تراباً وطرحها في الخندق. كما أمر المعتصم مفارز العملة بأن تردم جوانب من الخندق المحيط بسور عمورية مستفيدة من جلود الغنم المملوءة تراباً، كي يمكن الدبابات من الوصول إلى السور، وكلف مفارز من الرجالة بحماية العاملين وبردم الخندق، وحماية العاملين في الدبابات أثناء قيامها بالواجبات المترتبة على جميع منها.

وطرح العاملون من العملة الجلود فلم تقع مستوية منضدة بسبب تكثيف الروم رميهم الحجارة على العاملين بردم الخندق فاتىت الجلود في الخندق غير مستوية فطرحوا فوقها التراب حتى أصبحت مستوية. وفي صباح يوم حديث من الحصار بدأ القتال على الثلمة التي فتحت في السور ولكن الموضع كان ضيقاً لم يمكنهم من اختراق الثلمة فأمر المعتصم بالمنجنيقات الكبار التي كانت متفرقة حول السور فجمع بعضها إلى بعض، وجعلها تجاه الثلمة، وأمر حتى يرمى ذلك الموضع لتتسع الثلمة، ويسهل العبور، وبقي الرمي ثلاثة أيام فاتسع لهم الموضع المنثلم، واستخدمت أكباش الدبابات أيضاً لتوسيع الثلمة.

وركب المعتصم حتى اتى فوقف حذاء البرج الذي يقاتل فيه ياطس فصاح بعض الجند العرب: يا ياطس، هذا أمير المؤمنين، فصاح الروم من فوق البرج: ليس ياطس هاهنا، فغضب المعتصم لكذبهم وتوعد فصاحوا: هذا ياطس، هذا ياطس، فصعد جندي على احد السلالم التي هيئت أثناء الحصار، ونطق لياطس: هذا أمير المؤمنين فانزل على حكمه، فخرج ياطس من البرج متقلداً سيفاً حتى وقف على البرج والمعتصم ينظر إليه فخلع سيفه من عنقه، ودفعه إلى الجندي العربي الذي صعد إليه، ثم هبط ياطس ليقف بين يدي المعتصم، معلناً سقوط عمورية بيد المعتصم وجنده. لقد سقطت عمورية بعد أبرز معركة عربية استخدمت فيها أدوات الحصار الضخمة الكبيرة كالدبابات والمجانيق والسلالم والأبراج على اختلاف أشكالها وأنواعها، وذلك بعد حصار دام خمسة وخمسين يوماً، من سادس رمضان إلى أواخر شوال سنة 223هـ.

ثم أمر المعتصم بطرح النار في عمورية من سائر نواحيها، فأحرقت وهدمت، واتى ببابها الرئيسي إلى سامراء، وعاد بعدها المعتصم بغنائم كبيرة جـداً إلى (طرسوس)، ومنها إلى (سامراء) منتصراً ظافراً، راداً على تيوفيل عملته كاسراً مخالبه التي تطاولت على (زبطرة)، ومستجيباً لصيحة الهاشمية الحـرة (وامعتصماه)، اتىها على خيل بلق، فخلصها وقتل الرومي الذي لطمها، ثم أمر ببناء زبطرة وشحنها بالرجال والعتاد والميرة، فرامها الروم بعد ذلك فلم يقدروا عليها.

السيرة في الشعر العربي

وهذا ما عناه أبوتمام في قوله مادحاً للخليفة بعدما حقق نصر:

لبيّت صوتًا زِبَطريًا هَرَقْتَ لَهُ كَأْسَ الْكَرَى وَرُضَابَ الْخُرّدِ الْعُرُبِ

وفي بائية أبي تمام الخالدة التي منها قوله:

فتْحٌ الفتوح تعالى حتى يحيط به

نظمٌ من الشعراء أونثرٌ من الخُطَبِ

فتْحٌ تفتّح أبواب السماء له

وتبرز الأرض في أثوابها القُشُب

يا يومَ سقطةِ عمّوريّة انصرفت

منك المُنى حُفّلاً معسولة الحَلَب

أبقيت جد بني الإسلام في صَعَد

والمشركين ودار الشرك في صَبَب


المصادر

  • "فتوحات وثورات : فتح عمورية". الموسوعة العربية.
  •  هذه الموضوعة تضم نصاً من مطبوعة هي الآن مشاع: هربرمان, تشارلز, ed. (1913). الموسوعة الكاثوليكية. Robert Appleton Company. Missing or empty |title= (help) [1]
  • Excavations in Amorium
  • Bishop John explores Turkish Amorion roots (article from St.Augustine Record)
تاريخ النشر: 2020-06-04 09:59:43
التصنيفات: Pages with citations lacking titles, Articles incorporating text from the 1913 Catholic Encyclopedia with no article parameter, تاريخ إسلامي, فتوحات إسلامية, معارك العباسيون, معارك الدولة البيزنطية, 838, حصارات, مدن تركيا

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

تركيا تتهم دولا "صديقة وحليفة" بالسعي لزعزعة استقرارها

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:16:48
مستوى الصحة: 88% الأهمية: 85%

نشرة أخبار متوقعة ليوم الجمعة 3 فبراير 2023

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:19:24
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

حق طيبة لن يهدر.. العراق ينتفض للقصاص من والد البلوغر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:18:14
مستوى الصحة: 83% الأهمية: 99%

اتصال هاتفي بين ملك البحرين والبرهان

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:16:49
مستوى الصحة: 95% الأهمية: 98%

مع ضعف مبيعات "آيفون".. أرباح "أبل" دون التوقعات للمرة الأولى منذ 2016

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:17:15
مستوى الصحة: 84% الأهمية: 89%

زيلينسكي: نستحق بدء مفاوضات الانضمام لأوروبا هذا العام

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:17:22
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 87%

أميركا تسعى لطرد فاغنر من ليبيا والسودان.. مسؤولون يكشفون

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:17:20
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 86%

الصين عن منطاد التجسس: لنحل المسألة بهدوء وحذر

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:17:53
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 98%

التضخم السنوي في تركيا قرب 58%.. أعلى بكثير من التوقعات

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:17:13
مستوى الصحة: 90% الأهمية: 92%

في العراق.. "غسل أموال مستشر لصالح إيران وسوريا"

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:18:15
مستوى الصحة: 75% الأهمية: 100%

حالة الطقس اليوم: أمطار وأجواء شتوية تسيطر على البلاد - أي خدمة

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:20:22
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 52%

القومي للبحوث الفلكية: هزة أرضية على بعد 37 كلم شمال شرق الغردقة

المصدر: بوابة أخبار اليوم - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:19:26
مستوى الصحة: 60% الأهمية: 69%

الميثولوجيا تواكب الموضة في عرض رامي قاضي الجديد

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:18:25
مستوى الصحة: 80% الأهمية: 98%

تقدم روسي في دونيتسك.. وقطع للإمدادات في أوغليدار

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:17:21
مستوى الصحة: 78% الأهمية: 96%

"أمازون" تحذر من عدم تمكنها تسجيل أرباح في الربع الحالي

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-02-03 09:18:22
مستوى الصحة: 93% الأهمية: 94%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية