لغم
الألغام land mines، من الأسلحة الفتاكة التي لها تأثير طويل الأمد على الشعوب بعد انتهاء الحرب بعقود طويلة. فهي تحول دون تطوير المساحات التي بها حقول للألغام وتعرض البشر وثرواتهم الحيوانية لأخطار لا يزول أثرها عبر السنوات.
أكثر الناس تأثراً هم البدوالرحل والرعاة والفلاحين على القرى التي تقع على حدود الصحراء والبادية ، وبالطبع ثرواتهم الحيوانية.
الهدف من زراعة الألغام
حقول الألغام تحول دون تقدم القوات المعادية حتى يتم تحييد مساحة معينة من الأرض فلا تشكل خطراً يخشى دخول القوات منه. أوقد تجبر القوات المعادية على السير في طريق معين حتى يسهل السيطرة عليهم واصطيادهم.وذلك يتم اعاقة تقدم القوات جنوداً ومركبات.
نظرة تاريخية
عهدت أعمال النقب أواللغم منذ وجدت الحصون، والتقنية المتبعة فيها، حفر ثغرات أوأنفاق أوفجوات في السور أوتحته وحشوها بمواد حارقة شديدة لهدمه أوفتح ثغرة فيه.
ومع ظهور البارود في القرن الرابع عشر الميلادي، استُخدمت المواد المتفجرة في عمليات اللَّغْم، وصارت حدثة اللَّغْم مصطلحاً جديداً فغدت جهازاً على نحوما اتى في التعريف، ولم تبتكر الألغام المضادة للأشخاص إلا في نهاية القرن التاسع عشر، واستخدمت بكثافة في ميادين الحرب العالمية الأولى وخصوصاً في المعارك التي عُرفت بحرب الخنادق، ثم تبعتها الألغام المضادة للدبابات إثر ظهور الدبابة في عام 1916.
استخدمت الألغام بمفهومها العام في المعارك البحرية منذ عام 1585م، على شكل عوامات متفجرة، من قبل الهولنديين في لقاءة الأسطول الإسباني في خليج آنفرس Antvers، واستخدمها البريطانيون على شكل مفرقعات طافية في عام 1628م في لقاءة السفن الفرنسية في المحيط الأطلسي قبالة مدينة لاروشيل La Rochelle. وفي عام 1776م توصل المخترع الأمريكي هوراس بوشنيل Horace Bushnell إلى ابتكار آلية تفجير بدائية إبان حرب الاستقلال على شكل سلحفاة عائمة الغاية منها تدمير السفن البريطانية. غير حتى الألغام البحرية بمفهومها الحديث لم تظهر إلا في منتصف القرن التاسع عشر. وقد ازدادت تطوراً مع نشوب الحرب العالمية الأولى، فأخذت تغرس بالسفن الزارعة للألغام mine layers أوتسقط من الجو. وسُمّي اللغم البحري في البدء نسيفة Torpedo، إلا حتى هذا المصطلح تبدل إلى لغم بعد ظهور النسيفة الموجهة (الطوربيد الموجه).
أنواع الألغام
الألغام الأرضية
تنقسم الألغام الأرضية إلى:
الألغام المضادة للأفراد:
لعل هذا النوع من الألغام هوالأخطر على الاطلاق وهوالذي يشكل المشكلة الأساسية ، فتم توقيع الاتفاقيات العالمية التي تجرم استخدام الألغام المضادة للأفراد إلا أنها لازلت معضلة قائمة.
ينفجر اللغم المضاد للأفراد إذا ما وطأه وزن معين وليكن 80 كلغ أقل للشخص البالغ ، وبمرور الزمن بعمل عوامل الصدأ والرطوبة والتعرية يقل الوزن المطلوب لتفجير اللغم فينطلق عند أي وزن يمر عليه.
كما حتى هناك أنواع من الألغامقد يكون لها أسلاك تربط فيما بينها وما حتى يتعثر بها إنسان فتفجر ، كما حتى هناك عدة شحنات متفجرة.
تتغير أماكن حقول الألغام بعمل الزمن والسيول في الصحراء وحركة النموالخضري في المنطقة ولذلك فمن الصعوبة بمكان تحديد بداية ونهاية مواقع الألغام على وجه الدقة.
صدرت معاهدات دولية لحظر تصنيع الألغام المضادة للأفراد ، إلا حتى المشكلة لازالت قائمة في معظم أنحاء العالم.
الألغام المضادة للمركبات:
تكون تلك الألغام في العادة موجهة لصد الدبابات وهي تنفجر في العادة أذا ما مر على وزن أعلى من 150 كلغ ، ولذلك فمن الممكن للجنود والأفراد حتى يمروا عليها بأمان دون حتى تنفجر. وكذلك فتنفجر اذا ما مرت عليها ناقلات الجنود وما إلى ذلك من المعدات. ولا تزال الدبابات على اختلاف أنواعها وتسليحها ضعيفة في لقاءة الألغام المضادة للدبابات ، عملى أقل تقدير إذا لم يتسبب انفجار اللغم في تفجير دروع الدبابة يفترض أن يتسبب أي لغم مضاد للدبابات في بتر - الجنزير- الذي تسير عليه الدبابة فتتعطل إلى حتى تأتي قوات الإمدادات والدعم وهوشيء مستبعد حدوثه في وقت قصير خلال ظروف المعارك.
الألغام المضادة للأشخاص
ومنها الألغام القابلة للكشف أوغير القابلة للكشف، والألغام المفخخة والألغام الوثَّابة A.P.bounding mines التي ترتفع عند انفجارها متراً أوأكثر.
ـ ألغام الإشارة signal mines وتكون محشوة بمادة مضيئة عادية أوملونة.
ـ الألغام الخاصة mines special ومن أنواعها اللغم الكيمياوي gaz chemical mine والألغام الحارقة (النابالم) napalm mines المضاد للأشخاص [ر. قاذفات اللهب] وغيرها.
ـ الفخاخ المتفجرة booly -traps وتُصنع على هيئة ألعاب أوأقلام أوعلب مأكولات أوعلب سجائر أوأدوات موسيقية.
الألغام البحرية
تستخدم الألغام البحرية كأسلحة مضادة للغواصات والزائريق والطرادات البحرية.
تكوين اللغم الأرضي
تتكون الألغام الأرضية بشكل عام من هيكل بلاستيكي أومن مادة غير قابلة للصدأ، أعلاه مساحة عريضة أسفلها طارق مرتبط ب«ياي» ينطلق عندما يطأه الفرد ليفجر شحنة التفجير المبدئية في المنتصف ( المنطقة الحمراء في الرسمم البياني) التي تفجر الشحنة الناسفة الأساسية(على الأجناب). وبهذه الطريقة يشبه كيفية تفجير الرصاصة العادية.
أقسام اللغم وآلية عمله
يتألف اللغم على وجه العموم من عبوة case معدنية أولدائنية أوخشبية تحوي حشوة من مادة متفجرة explosive charge، وصمامة تفجير fuze تناسب اللغم، ومادة معززة وسيطة booster تساعد على انفجار الطعم الصاعق detonator cap وتتنوع صمامات الألغام وصواعقها في تقاناتها وطريقة عملها.
يبدأ سير عمل اللغم من الصمامة التي يختلف مبدأ عملها من صمامة إلى أخرى، فهي إما طرقية contact fuze تعمل بالصدمة أوموقوتة time - fuze، أوغير طرقية أومختلطة، ويبدأ عملها بمجرد تطبيق حمل عليها، أوحمل الحمل عنها، أوعند التقاطها ذبذبات صوتية أونبضات كهرمغنطيسية، فتتحرر إبرتها وتضرب الصاعق أوالطعم، أوتعمل أملاح معينة فيها على توليد طاقة كهربائية فتؤثر في الطعم المشعل، الذي يقوم بدوره بإشعال بارود الصمامة، أوصعق الصاعق والمادة الوسيطة، فتنفجر الحشوة سواء أكانت الحشوة عادية أم جوفاء hollow charge أوالطبقية layer charge. وتجدر الإشارة إلى حتى التقانة الحديثة قد فتحت الباب لسيل من الابتكارات في هذا المجال.
طرائق غرس الألغام
تؤكد خبرة الحروب حتى غرس الألغام جزء من تدابير معاكسة للمناورة أوالحركة، ويمكن عدّ حقول الألغام من الإسهامات الهندسية الأكثر فتكاً في المعركة، بيد أنها لا تكون فعالة، إلا إذا غُطيت بوسائط الدعم الناري. كما حتى استخدام الألغام البرية يحتاج تعاوناً وثيقاً بين وحدات المدرعات والمشاة وسلاح المهندسين وفهم وثيقة بمواصفاتها.
تختلف طرائق غرس الألغام والأفخاخ بحسب نوعها، ونوع النشاط القتالي. ففي الدفاع تغرس الألغام البرية يدوياً مطمورةً على الحد الأمامي وحول نقاط الاستناد وعلى الجوانب والاتجاهات المهددة وغير ذلك. وفي حالات القتال المتحركة كما في الهجوم والهجوم المعاكس والدفاع المتحرك تبعثر الألغام مكشوفةً باستخدام زارعات الألغام المقطورة أوالمحمولة على الحوامات، وذلك لحماية الجوانب والاتجاهات المهددة، ومرابض المدفعية والصواريخ وقوات الدفاع الجوي، وبتر طرق الإمداد على العدووكذلك الأمر عند الانتنطق إلى الدفاع العاجل.
وفي جميع الحالات تغرس الألغام وفق خطة المعركة وخطة التأمين الهندسي، مع أخذ طبيعة الأرض والعوائق الطبيعية في الحسبان، بهدف عرقلة مناورة «العدو» وتوفير الإمكانات لمناورة «الصديق».
تغرس الألغام البحرية عادة لعرقلة الملاحة البحرية للعدو، والحد من مناورة سفن السطح والغواصات المعادية، وإغلاق الممرات البحرية المهمة، وحماية الموانئ والقواعد البحرية، وذلك بالتناسق مع الحواجز البحرية الأخرى كالشباك والعوائق الطبيعية.
تزايد استخدام الألغام البحرية إبان الحرب العالمية الثانية وبعدها، إثر توافر إمكانات كبيرة لغرسها بالطائرات ثم الحوامات، إلى جانب السفن المتخصصة بغرسها.
إزالة الألغام
في ظروف الحروب
يقوم الجنود بالزحف بالحذر ما حتى تظهر علامة على حتى هذه المساحة هي حقل ألغام ، وتكون عادة بانفجار في أحد المعدات أوالجنود ، ثم ينقبون الأرض بحراب بنادقهم فيضعون علامة على مكان اللغم ، ويتم ذلك حتى يفتحون طريقاً آمنا ليمر جميع الرفاق.
بعد الحروب
تتطلب عمليات إزالة الألغام الكثير من الوقت في ظل اتساع رقعة حقول الألغام وغياب الخرائط التي وضعت على أساسها حقول الألغام في أوقات الحروب أوتغير التضاريس.
عادة ما تتولى وحدات من المهندسين العسكريين مهام ازالة الألغام ، في البداية يتم فتح طريق آمن بعمل كاسحات الألغام كما يظهر في الصورة ، ثم يأتي دور الفرق الهندسية الفنية التي تقوم بمسح المساحات بعد تقطيعها إلى مساحات منتظمة بأجهزة كشف المعادن والمتفجرات ، ويتم التعامل مع الألغام جميع على حدة ، وهي عملية تنطوي على كثير من الخطورة ، أذ أنه في بعض الأحيان تكون الألغام شراك خداعية على شكل لغمين فوق بعضها البعض ، ما حتى يزال اللغم الأعلى حتى ينفجر الذي أسفله لأنه غير ظاهر ، ولذلك فالخبرة هامة جداً في هذا المجال والحذر إضافة إلى الالتزام بقواعد السلامة الأمان وارتداء المعدات الوقائية متى توفرت لتقليل الأخطار قدر الإمكان.
=الحشوة المتطاولة
التي تُدفع عبر حقل الألغام بمجموعة بكرات وملفات، أوتجر بدبابة. وقد حلت مكانها أخيراً الحشوة المتطاولة الصاروخية المسماة بالأفعوان العملاق giant viper ، وهي تقذف صاروخياً عبر حقل الألغام المشتبه به، ويؤدي انفجارها العنيف إلى تفجير الألغام أوتطايرها وتعطيلها، وبالتالي إلى تنظيف اتجاه العمل، مما يفتح ممراً بطول 200م وعرضثمانية م.
كاسحة الألغام
وهي مجموعة من طلم (مفردها طُلمة) كسح تدفعها دبابة مخصصة لفتح ثغرة في حقل ألغام العدو. ويغرس العدوعادة ألغاماً تأخيرية مضادة للدبابات بين بقية الألغام، فلا تنفجر تحت طلم الكسح بل يتأخر انفجارها إلى حتى تصبح الدبابة الدافعة فوقها مباشرة. ويمكن للدبابة الكاسحة حتى تقطر حشوة متطاولة لتفجيرها بعد اجتياز الحقل من أجل تعريض الثغرة.
ـ قذائف المدفعية وقنابل الطائرات، ولا سيما القنبلة الارتجاجية fuel -air bomb التي تستخدم بصورة استثنائية لتفجير حقول الألغام.
ـ السفن الكاسحة للألغام في البحر.
وحدات النقابين
وحدات النقابين هي وحدات تأمين قتالي تتبع سلاح المهندسين، وتتخصص بغرس الألغام ونزعها. وتدخل في ملاك التشكيلات والجحافل من القوات المشهجرة أوفي قوام احتياطات القيادة العامة أوالفيلق.
أخطار الألغام وما يترتب عليها من كوارث
توثَّق حقول الألغام وأماكن غرسها بخرائط تبرز إحداثيات بدقة، تحسباً من انتفاء الحاجة إليها أوتتحول إلى حواجزَ تعرقل مناورة القوات الصديقة وتجعلها تحت رحمة العدو، أوتُهجر مهملة بعد انتهاء الحرب فتشكل خطراً ليس على المقاتلين فحسب بل على المدنيين أيضاً.
وتعّد الألغام المزروعة (المتروكة من دون خرائط) من مخلفات الحرب العالمية الثانية والحرب الكورية والحرب الڤييتنامية والحروب العربية الإسرائيلية بمئات الألوف، وهي أكثر من حتى تحصى، وضحاياها من المدنيين الباقين على قيد الحياة في جميع مكان بأطرافهم المبتورة وعاهاتهم الدائمة، ناهيك عمن قضى نحبه.
وقد عقدت اتفاقيات عديدة بين الدول للمسارعة إلى تحديد مواقع حقول الألغام المتروكة وإزالتها، وإلى المناداة بخطر استخدام الألغام المضادة للأشخاص مستقبلاً في أي أعمال قتالية، إضافة إلى تشكيل الكثير من الجمعيات الإنسانية لتقديم العون إلى المتضررين.
مشكلة الألغام حول العالم
مشكلة الألغام في مصر:
يرجع تاريخ حقول الألغام إلى الحرب العالمية الثانية ، تهجرز الألغام في مصر في منطقة الصحراء الغربية والفهمين وكذلك البعض في سيناء من مخلفات الحروب، يذكر أنه يوجد في مصر حوالي 34 مليون لغم.
تلك الحقول الشاسعة الغير واضحة المعالم تتسبب في الكثير من الحوادث وسقط بسببها الكثير من الضحايا ، كما أنها تمنع تطوير والاستفادة من هذه الأراضي في الزراعة أوالتنقيب عن البترول والثروات المعدنية.
هناك مشروع منخفض القطارة الذى يفهم إمكانية توليد الكهرباء عن طريق شق مجرى يوصل مياه البحر الابيض المتوسط بالمنخفض ولكن المشروع لم يتم حتى الأن بسبب التالي:
مشكلة الألغام (المتروكة في منطقة الفهمين منذ الحرب العالمية الثانية) تعرقل تطبيق المشروع.
- أنظر الموضوع الأصلي : منخفض القطارة
مشكلة الألغام في اليمن:
تتم الاستعانة بفرق وطنية متخصصة لإزالة الألغام في المناطق الموبوءة ، كما تم إنشاء جمعية لرعاية ضحاياً اللألغام واعادة تأهيلهم.
مشكلة الألغام في أفغانستان:
ضحايا الألغام
إذا لم يقتل الضحية بعمل شدة انفجار اللغم ، فهم يعيشون معاقين مبتوري الأرجل والأيدي أويفقدوا حاسة من الحواس لعلها السمع والبصر على حسب الحالة.
جهود مساعدة ضحايا الألغام
نشأت الجمعيات التي تهدف لمساعدة ضحايا الألغام ، ألا أنه لازال ينقصها الدعم لتقوم بدورها.
انظر أيضا
|
|
ملاحظات
المصادر
هاني صوفي. "اللغم". الموسوعة العربية.
- ICBL: International Campaign to Ban Landmines
- Needham, Joseph (1986). Science and Civilization in China: Volume 5, Part 7. Taipei: Caves Books Ltd.
وصلات خارجية
مشاع الفهم فيه ميديا متعلقة بموضوع لغم. |
- Landmines and international humanitarian law, ICRC
- Detector Spots Buried Mines 1943, Popular Science article on the "Polish" mine detector.
- "How Axis Land Mines Work", April 1944 detailed article on types of land mines
- E-Mine Electronic Mine Information Network by United Nations Mine Action Services
- Detecting Land Mines: New Technology, by Paul Grad. Published by