سيبارس

عملة من سيبارس، ح. 550-510 ق.م.

Coordinates:

سيبارس (باليونانية: Σύβαρις؛ بالإنگليزية: Sybaris) كانت مدينة قديمة في ماگنا گريتشيا على الساحل الغربي لخليج ترانتو. ثروة المدينة في القرنستة ق.م. كانت لدرجة حتى سيباري أصبحت مرادف للمتعة والترف. البلدة المعاصرة سيباري تقع بالقرب من أطلال المدينة اليونانية؛ وهي فرازيونه بلدة كسانوألوأيونيو، في مقاطعة كوسنزا.

الجغرافيا

سيبارس تقع على مقربة من البحر، بين نهري كراثيس (كراتي) وسيباريس (كوشيله). بعد حتى تمر سفينتنا الخيالية بسنيوم Sunium وتتجه نحوالغرب تصل إلى سثرا Cythera مقر أفرديتي الجَزَري، والتي كانت من أجل هذا مقصد وتوWatteau . وفيها شاهد بوزنياس في عام 160م "أقدس وأقدم ما شاده اليونان من الهياكل لأفرديتي"(1)، وفيها كشف شليمان في عام 1887م عن أنقاض هذا الهيكل(2). وكانت في أقصى الجنوب من الجزائر الأيونية التي تجاور ساحل بلاد اليونان الغربي، وقد سميت أيونية لأن مهاجرين أيونيين استقروا فيها، وبقية هذه الجزائر هي زاسنثوس Zacynthos، وكيفالنيا Cephalenia، وإثاكا Ithaca، ولوكاس Leucas، وباكوس Paxos، وكورسيرا Corcyra. وحسب شليمان حتى إثكا هي جزيرة أديسيوس، وحاول عبثاً حتى يجد تحت ثراها ما يؤيد سيرة هومر(3). غير حتى دوربفلد Dorpfeld كان يعتقد حتى موطن أديسيوس هوجزيرة لوكاس الصخرية. ويقول استرابون إذا أهل هذه الجزيرة القدامى كانوا يلقون من فوق صخورها ضحية بشرية يقدمونها في جميع عام قرباناً لأبلو؛ ولكن هؤلاء السكان لمقد يكونوا رجال دين فحسب بل كانوا فوق ذلك بشراً، ولهذا كانوا يربطون في الضحية طيوراً قوية شفقة بها ورحمة، حتى تخفف أجنحتها من شدة الصدمة عند سقوط الضحية على الأرض(4). والراجح حتى قفزة سافونفسها ذات اتصال بذكريات هذه العادة الدينية. واحتل كرسيرا (كورفوCorfu) مستعمرون كورنثة حوالي 734 ق.م. ولم يلبثوا حتى أصبح لهم من القوة ما أمكنهم بها حتى يهزموا أسطول كورنثة ويقرروا استقلالهم. وسافر بعض المغامرين اليونان من كرسيرا في البحر الأدرياوي متجهين نحوالشمال حتى وصلوا إلى البندقية؛ واستقر بعضهم في مستعمرات صغيرة على ساحل دلماشيا، وفي وادي نهر الپوPo(5) وعبَرَ بعضهم آخر الأمر مياه البحر الهائجة وبتروا فيها خمسين ميلاً حتى استقروا في كعب إيطاليا. ووجدوا في ذلك المكان شاطئاً جميلاً ينحني فتتكون من انحنائه مرافئ طبيعية آمنة، ورائه أرض خصبة أهملها السكان الأصليون إهمالاً يكاد حتىقد يكون تاماً(6). واستولى الغزاة اليونان على هذا الإقليم الساحلي بمقتضى قانون التوسع الاستعماري الذي لا يعهد للرحمة معنى، وهوالقانون القائل إذا الموارد الطبيعية التي لا يستغلها أهل الإقليم تجذب، بنوع من الجاذبية الكيميائية، وغيرهم من الناس ليستغلوها ويدفعوا بها إلى تجارة العالم ومنفعته. واخترق الوافدون الجدد -وأكثرهم من الدوريين - كعب شبه الجزيرة مبتدئين من برنتيزيوم (برنديزي)، وأنشئوا مدينة كبيرة في تاراس taras- تارنتم الرومانية (تارنتوالحديثة) ، وفيها غرسوا أشجار الزيتون وربوا الخيول، وصنعوا الفخار، وبنوا السفن، وصادوا السمك بالشباك، وجمعوا بعض القواقع البحرية ليستخرجوا منها الصبغة الأرجوانية التي كانت أغلى قيمة من نظيرتها الفينيقية(8). وبدأت الحكومة كما بدأت معظم المستعمرات اليونانية بأن كانت ألجاركية يتولاها ملاك الأرض، ثم انتقلت إلى أيدي طغاة تمدهم بالمال الطبقة الوسطى، واستمتعت بفترات من الحكم الديمقراطي القوي المضطرب. وفي هذا المكان هبط بِرَس صاحب الشخصية الروائية في عام 281، وأراد حتى يقوم في الغرب بالدور الذي قام به الإسكندر في الشرق.

وأسست موجة أخرى من المهاجرين معظمهم من الآخيين مدينتي سيبارس وكروتونا على الجانب الآخر من خليج تارنتم. وتدل الغيرة القاتلة التي نشاهدها بين هذه الدول، وكلها من أصل واحد، على ما كان يتصف به اليونان من نشاط قوي مبدع، وعواطف جياشة مدمرة. وكان للتجارة بين بلاد اليونان وإيطاليا الغربية طريقان أحدهما بحري والثاني بري في بعض أجزائه. وكانت السفن تسير في الطريق البحري تمر بكروتونا وتبادل فيها بالكثير من بضائعها، وتمر بعدها برجيوم Rhgium وتؤدي فيها المكوس، ثم تجتاز في حذر بحاراً موبوءة بالقراصنة، ومضيق مسينا الكثير الدوامات، حتى تقبل إلى إلياوكومي، أقصى المستعمرات اليونانية في إيطاليا شمالاً. وكان التجار الذين يختارون الطريق الآخر يفرغون بضائعهم في سيبارس ليفروا من هذه المكوس والأخطار، وليوفروا على أنفسهم عناء السير بحراً بالمجاذيف والشراع، ثم ينقلونها بطريق البر نحوثلاثين ميلاً إلى ساحل لوس Laus الغربي، ثم يحملونها مرة أخرى على ظهور السفن إلى بوسيدونيا، ومنها تنتقل إلى الأسواق في داخل إيطاليا.

وكانت سيبارس ذات مسقط حسن على الطريق التجاري، فأثرت وعمها الرخاء حتى بلغ عامروها (إذا جاز لنا حتى نصدق أقوال ديودور الصقلي) ثلاثمائة ألف نسمة، وأثرت ثراء لا يضارعها فيه إلا القليل من مدن اليونان، وحيث أضحت سيباري مرادفة لحدثة أبيقوري. وكان العمل الجثماني كله يقوم به العبيد ورقيق الأرض، أما المواطنون الأحرار فكانوا يرتدون الثياب الغالية، ويسكنون بيوتاً مترفة مريحة، ويطعمون الأطعمة الشهية الواردة من خارج البلاد . وكان يُحرم على من يشتغلون بأعمال ذات جلبة حتى يمارسوا صناعتهم في داخل حدود المدينة. وكانت بعض الطرقات في الأحياء الغنية من المدينة تغطيها خيام ومظلات لتقي الناس شر الحر والمطر(11). ويقول أرسطوإنه كان لألسسثنيز السيباري ثوب من نسيج بلغ من عظيم قيمته حتى باعه ديونيسيوس الأول السرقوسي فيما بعد بمائة وعشرين وزنة (000ر720 ريال أمريكي(12)). ولما اتى اسمندريدز Smyndyrides السيباري في زيارة لسكيون ليخطب ابنة كليسثنيز، كان معه ألف خادم(13).

وسارت الأمور على أذلالها في سيبارس حتى انزلقت إلى الحرب مع كروتونا المجاورة لها (510). وتقول إحدى الروايات غير الموثوق بصحتها إذا السيباريين ساروا إلى الحرب بجيش تبلغ عدته ثلاثمائة ألف(15). وتؤكد لنا هذه الرواية نفسها حتى الكروتيين أحدثوا الاضطراب في صفوف هذا الجيش بأن عزفوا النغمات التي فهم السيباريون خيولهم حتى يرقصوا عليها(16). فلما سمعتها الخيل رقصت، وأعمل الأعداء فيهم القتل، ونهبوا مدينتهم، وخربوها، وأشعلوا فيها النيران، حتى اختفت من التاريخ في يوم واحد. ولما حتى قام هيرودوت وغيره من الأثينيين بعد خمس وستين سنة من ذلك الوقت بالقرب من مسقطها مستعمرة تورلي Thurli الجديدة، لم يكادوا يجدون في هذا الموضع أثراً لهذه الجالية التي كانت في يوم من الأيام أكثر الجاليات اليونانية زهواً.


الهامش

  1. ^ Strab. vi. p. 263; Diod. xii. 9.

وصلات خارجية

  • The luxury of the Sybarites - from Book 12 of Athenaeus
  • A 2005 scholarly article about the geological changes around Sybaris, which reports evidence of subsidence and repeated alluvial deposition since Greek times, "Geology versus Myth: the Holocene Evolution of the Sybaris Plain" by Luigi Cucci [1]
تاريخ النشر: 2020-06-04 09:31:04
التصنيفات: Frazioni of the Province of Cosenza, مستعمرات آخية في ماگنا گريتشيا, Ancient mints, تأسيسات 720 ق.م., أطلال في إيطاليا, مدن يونانية قديمة, Former populated places in Italy

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

حظك اليوم السبت 20 مايو 2023 لمواليد الأبراج المائية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:21:32
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 51%

مواد البناء.. سعر طن الحديد والأسمنت السبت 20-5-2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:20:55
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 68%

الرئيس الصربى: لن نسمح بفرض العقوبات ضد روسيا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:21:22
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 58%

"القاهرة الإخبارية" تعرض تقريرا حول تفاصيل إعلان جدة بالقمة العربية 32

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:22:15
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 46%

الصين تصبح الضامن الثاني لأمن آسيا الوسطى

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:16:43
مستوى الصحة: 91% الأهمية: 89%

مرتجي: أسعدنا مصر وننتظر تدخل الوزير لدعم الأهلي

المصدر: الأهلى . كوم - مصر التصنيف: رياضة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:18:53
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 47%

تقرير أمريكى: مصر وجهة مثالية لقضاء العطلات العائلية على مدار السنة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:20:52
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 53%

حظك اليوم.. جميع الأبراج الفلكية السبت 20 مايو 2023

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:20:54
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 62%

أسعار الدواجن اليوم السبت 20-5-2023 للمستهلكين فى مصر

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:21:31
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 69%

زلزال ثان بقوة 7.1 درجات يضرب شرق كاليدونيا الجديدة

المصدر: العربية - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:17:59
مستوى الصحة: 92% الأهمية: 91%

منها "سيناء ذاكرة الوطن" بمركز طلعت حرب.. فعاليات التنمية الثقافية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:20:53
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 63%

روسيا تحظر دخول 500 أمريكي بينهم أوباما

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:22:16
مستوى الصحة: 32% الأهمية: 37%

"المالية": استكمال صرف رواتب شهر مايو بالزيادة الجديدة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:20:51
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 61%

صن داونز فى صدام نارى مع الوداد لحسم بطاقة نهائى دورى أبطال أفريقيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:22:12
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 37%

الأوقاف تطرح طلبات حجز صكوك الأضاحى بـ5000 للمستورد و 8000 للبلدى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:22:11
مستوى الصحة: 31% الأهمية: 48%

سيناريو العراق بانتظار البعثة العسكرية الأمريكية في سوريا

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:16:44
مستوى الصحة: 89% الأهمية: 91%

خليه واثق من نفسه.. نصائح للتعامل مع طفلك الخجول ومساعدته

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:22:18
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 38%

قيس سعيّد: الاجتماع مع الأسد في قمة جدّة كان تاريخيا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:22:21
مستوى الصحة: 41% الأهمية: 46%

بخطاب ساخر.. وكالة ترفض تسليم صور "باباراتزى" لهارى وميجان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:21:23
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 62%

كهرباء جنوب القاهرة تعلن إلغاء طباعة فواتير اﻻستهلاك بنسبة 100%

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:22:22
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 44%

194 ألفا و897 طالبا يؤدون امتحانات الشهادة الإعدادية بالجيزة.. اليوم

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-20 06:20:53
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 53%

pendik escort
betticket istanbulbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info oslobet
Turbanli Porno lezbiyen porno
Anal Porno izle
ankara escort
تحميل تطبيق المنصة العربية