معركة فلاوسن
معركة فلاوسن، هي إحدى معارك الثورة الجزائرية سقطت في 29 سبتمبر 1955.
أحداث المعركة
كما يرويها المجاهد بعوش محمد (اسم الثورة) سي الطاهر الذي كان أسيرا بالقرب من مركز قائد إحدى فيالق العدوالمهاجمة:
في 29 سبتمبر 1955 كنت وثلاثة من رفاقي المجاهدين في مهمة سرية، وقبل إتمام تلك المهمة سقطنا في كمين للعدو، فألقي القبض علينا، ونقلنا بعدها إلى السجن بمدينة تلمسان حيث قضينا هناك
ثلاثة سنوات منها عامين بالسجن المدني والعام الأخير بسجن المنصورة الذي كان تابعا لفرقة اللفيف الأجنبي. وفي نهاية الأسبوع الثالث من شهر أبريل 1957 بدأت قوات العدوفي المنطقة ومنها فرقة اللفيف الأجنبي الذي نحن سجناء لديها، تستعد للقيام بالهجوم على منطقة جبل فلاوسن ، وكان عددنا نحوأربعين مجاهد (40) وكانت المهمة التي كلفنا بها هي حمل القذائف وأجهزة الاتصال الثقيلة لجنود العدو.
وبعد وصول القوات المهاجمة إلى حافة جبل فلاوسن، جمع قائد الفيلق وهوبرتبة رائد جميع الضباط وضباط الصف وخاطبهم قائلا ( إننا سنقوم في هذا اليوم بأكبر معركة وحتى قوات الفلاقة
المتواجدة هنا في أحراش ومنحدرات هذا الجبل يوجد ضمنها جميع مسئولي الأفلان بالقطاع الغربي الوهراني ولا تظنوا حتى الأمر سهل، إذ أنه رغم فهمهم (أي المجاهدين) بقدومنا لمحاصرتهم إلا أنهم رفضوا الانسحاب وبالتالي فهم مصرون على الكفاح إلى آخر قطرة من دمهم. وعلى حسب المعلومات التي وصلتنا حتى قوات الفلاقة تتكون من ثلاثة كتائب ومدفع هاون وعشرة مدافع رشاش ، ومن ثم ليس من السهل كما يتصور البعض القضاء عليهم بسرعة إذ يمتازون بالشجاعة والإقدام ، لكن ينقصهم التنظيم
وعلى ذالك فمن الممكن حتى نقضي عليهم. أما نحن فلدينا 33 ألف جندي مدعمين ببطاريات مدفعية والبوارج الحربية المتواجدة قرب ميناء الغزوات وتسندنا مجموعة من الطائرات المقاتلة المتنوعة، وعددكبير من الدبابات ومدافع الميدان على اختلاف أنواعها).
في الربع الأخير من ليلة العشرين من شهر أفريل سنة 1957 كانت عملية الحصار قد تمت وأحكمت بدقة وعناية، ومع إطلالة شعاع الصباح كانت اللمسات الأخيرة لخطة الهجوم على أتم ما يرام، إذ سبقها عملية الاتصالات عن طريق أجهزة الاتصال الميدانية بين قادة الوحدات المشاركة في هذا الهجوم، مع المراكز العسكرية المتواجدة بالناحية كمركز مغرسة افار ولخريبة ودار بن طاطة ، الزياتن وحصحاص، وكما هي العادة عندما تقوم قوات العدوبعملية هجوم أوحصار لأي منطقة ، فان أول عمل تقوم به هوتسليط نيران مدفعيتها بشكل مكثف ووحشي ثم يتبعها زحف القوات البرية، وبالعمل، فقد قامت المراكز العسكرية المجاورة والمحيطة بجبل فلاوسن بقصف جهنمي بواسطة مدفعية الميدان تساعدها من البحر مدفعية البوارج الحربية الراسية بالقرب من ميناء الغزوات.
كان قائد قوات العدوبالقرب من الجهة التي كنت فيها وقد منح تعليمات محددة حول الأسرى من المجاهدين ، ووجه لهم الأمر بنزع جميع الأمور التي تكشف عن هويتهم (أي أنهم عرب) كنزع الشاش والطربوش من فوق الرؤوس ...وحوالي السادسة صباحا من يوم 20 أفريل منح أحد قادة الوحدات أمر لمجموعة من جنوده بعد حتى قسمها الى فوجين بالتقدم نحوالمنطقة التي أمطرتها قذائف مدفعية الميدان، واكتشاف الطريق إذا كان آمنا أم لا. لكن هذين الفوجين سيطر عليهما الخوف الشديد وتمكنا منهما، فرفضا وأصرا على الرفض بتطبيق أوامر قائدهم، والقيام بالمهمة التي كلفوا بها ، وهذا رغم فهمهم المسبق بأن الإقدام على مثل هذا في زمن الحرب يعتبر عصيانا وتمردا وجزائه الإعدام بدون محاكمة.
انظر أيضا
- الثورة الجزائرية
المصادر
- [1]