حقيقة تحول مصر إلي الإسلام

عودة للموسوعة

حقيقة تحول مصر إلي الإسلام

هذا التنوع في الخريطة الدينية لمصر ـ عند الفتح ـ والذي يجعل الأرثوذكس ـ الذين كانوا مضطهدين دينيًا ـ يمثلون أقل من نصف تعداد الشعب المصري يومئذ ـ هذا التنوع الديني هوالذي يفسر الحقيقة البالغة الأهمية التي تقول:

إن الدولة الإسلامية ـ التي امتدت من المغرب إلى فارس ـ والتي ضمت قرابة الأربعين مليونًا من السكان ـ قد ظلت نسبة المسلمين فيها بعد قرن من الفتح الإسلامي عند حدود 20% من السكان.. اللهم إلا مصر، التي كانت أسرع البلاد دخولاً في الإسلام، لأن أكثر من نصف سكانها ـ النصارى الموحدون.. والوثنيون ـ قد اعتنق الإسلام مع بداية الفتح الإسلامي.. بينما ظل الأرثوذكس والأقلية اليهودية على دياناتهم.. لقد كان تعداد مصر ـ عند الفتح ـ (سنة 20هـ ـ سنة 641م) 2.500.000 نسمة.



وفي نهاية خلافة معاوية بن أبي سفيان (20ق.هـ ـ 60هـ ـ 603 ـ 680م) ـ أي بعد نحونصف قرن من الفتح الإسلامي ـ كان قرابة نصف المصريين على نصرانيتهم ـ وهم الأرثوذكس الذين تمرسوا في الصمود على عقيدتهم إبان الاضطهاد الروماني.. والذين أعطى لهم الفتح الإسلامي حرية دينية لم ينعموا بها من قبل ـ .

وفي نهاية عهد هارون الرشيد (149 ـ 193هـ ـ 766 ـ 809م) ـ أي بعد مرور قرابة القرنين من الزمان على تاريخ الفتح الإسلامي ـ كان تعداد غير المسلمين بمصر ـ نصارى ويهود ـ 650.000 نسمة ـ أي نحوربع السكان، البالغ عددهم يومئذ 2.671.000 نسمة ـ أي حتى قطاعات من النصارى الأرثوذكس ـ بعد التعهد على الإسلام ـ قد بدأوا يتحولون إليه..

وحتى القرن التاسع الميلادي ـ أي بعد قرنين ونصف من الفتح الإسلامي لمصر ـ كانت نسبة غير المسلمين في سكانها ـ من النصارى واليهود ـ 20" من هؤلاء السكان (1) تلك هي حقائق التحولات الدينية التي جعلت أغلبية الشعب المصري تعتنق الإسلام منذ اللحظات الأولى للفتح الإسلامي.. والتي تجعل حديث الأنبا توماس عن "الضرائب.. والضغوط.. والطموحات" التي كانت سببًا في إسلام المصريين حديث "خرافة.. جاهلة" و"جهالة.. خرافية"..

فشهادة العلامة سير توماس أرنولد تقول: "إنه من الحق حتى نقول: إذا غير المسلمين قد نعموا، بوجه الإجمال، في ظل الحكم الإسلامي، بدرجة من التسامح لا نجد لها معادلاً في أوروبا قبل الأزمنة الحديثة"(2) وشهادة المستشرق الألماني الحجة آدم متز (1869 ـ 1617م) تقول: "لقد كان النصارى هم الذين يحكمون بلاد الإسلام"(3)

وقبلهما كانت شهادة الأسقف يوحنا النقيوسي ـ الأسقف الأرثوذكسي.. شاهد العيان على الفتح الإسلامي ـ التي تقول: "لقد نهب الرومان الأشرار كنائسنا وأديرتنا بقسوة بالغة، واتهمونا دون شفقة، ولهذا اتى إلينا من الجنوب أبناء إسماعيل لينقذونا من أيدي الرومان، وهجرنا العرب نمارس عقائدنا بحرية.. ولم يأخذوا شيئًا من مال الكنائس، وحافظوا عليها طوال الأيام، وعشنا في سلام"(4) تلك هي حقيقة إسلام الشعب المصري.. وسبقه وتسابقه إلى الإسلام..

وحتى الأرثوذكس ـ الذين ينتمي إليهم الأنبا توماس وأمثاله ـ فإن من الإهانة لهم حتى ينطق عنهم إنهم قد تحولوا إلى الإسلام لقاء دراهم معدودة كان المسلم يدفع أضعاف أضعافها في الزكاة.. لقد صمد هؤلاء الأرثوذكس قرونًا، وتمسكوا بعقيدتهم حتى عندما كانوا يقذفون بسببها إلى الأسود والسباع.. الأمر الذي يجعل من الإهانة لهم ـ ولحقائق التاريخ ـ حتى ينطق إنهم قد هجروا عقيدتهم بسبب الضرائب أوالضغوط أوالطموحات!..

ولكنه التعصب الأعمى الذي يقود أصحابه إلى الإساءة حتى إلى الذات.. أوالحب الجاهلي.. حب الدُّبة التي قتلت صاحبها من فرط الغرام!..

لقد أرجع الفهماء واللاهوتيون الأوروبيون الكبار ـ ومنهم العلامة "كيتاني ـ ليون Caetani (1896 ـ 1926م) تحول نصارى الشرق نحوالإسلام إلى:

"وضوح التوحيد الإسلامي وبساطته وعمقه ونقائه، عندما قورن بالسفسطة الممضىية والتعقيدات العويصة التي جلبتها الروح الهلينية إلى اللاهوت المسيحي، الأمر الذي أدى إلى خلق شعور من اليأس، بل زعزع أصول العقيدة الدينية ذاتها. فلما أهلت أنباء الوحي الإسلامي من الصحراء، لم تعد المسيحية الشرقية، التي اختلطت بالغسن والزيف، وتمزقت بعمل الانقسامات الداخلية، وتزعزعت قواعدها الأساسية، واستولى على رجالها اليأس والقنوط من مثل هذه الريب، لم تعد المسيحية بعد تلك قادرة على مقاومة إغراء هذا الدين الجديد.. وحينئذ هجر الشرق المسيح وارتمى في أحضان نبي العرب.."(5) تلك هي حقائق التاريخ.. وشهادات الفهم والفهماء ـ من المسيحيين وليس من المسلمين! ـ .. ـ كما يقول هذا الأسقف ـ في تعليل مسببات التوتر الطائفي في مصر ـ :

"إن الأصولية قد بدأت في مصر منذ السبعينيات. والقادة الآن هم نتاج هذا الاتجاه" ـ ونحن نسأل: أيهما أسبق، ما يسمى بأصولية السبعينيات؟.. أم الطائفية العنصرية الانعزالية، التي بدأت منذ الحملة الفرنسية على مصر سنة 1798م؟.. ثم برزت ـ في ظل غواية الاستعمار الإنجليزي ـ بالمؤتمر القبطي سنة 1911م؟.. وجماعة الأمة القبطية سنة 1952م؟.. ومسلسل الفتنة الطائفية والصدام مع الدولة، الذي قادته الكنيسة منذ 14 نوفمبر سنة 1971م؟!.. إننا أمام تاريخ قديم لهذه النزعة الطائفية العنصرية الانعزالية، التي افتعلت "مشكلة قومية للأقباط"، لتفتيت مصر، والانقلاب على ثوابت الهوية والحضارة والتاريخ.. ولا علاقة لشيء من ذلك بما يسمى بالأصولية ـ التي يحرم أهلها ـ في مصر ـ من أبسط الحقوق والحريات! ـ ..

ثم.. أليست الأرثوذكسية هي قمة الأصولية ـ بالمعنى السلبي ـ الذي يتحدث عنه الغربيون والمسيحيون ـ ومنهم الأنبا توماس؟!.. فمن هم ـ بهذا المعنى ـ الأصوليون الحقيقيون؟!.. ـ وبعد جميع هذه المغالطات والجهالات يعترف الأنبا توماس ـ في محاضرته ـ :

"بأن عقلية مصر قد تحولت بالكامل إلى عربية وإسلامية.. وإذا تسنى لك زيارة مصر فلا تجد فرقًا بين مسلم ومسيحي، حيث يتقابل الناس ويعاملون بعضهم بالمودة والمحبة في الشارع والمواصلات والمدارس.. لكنك على الجانب الآخر ستجد أشخاصًا آخرين لهم مواقف أخرى"!

ـ إذن.. فالدعوة العنصرية ـ دعوة النكوص إلى ما قبل أربعة عشر قرنًا ـ هي دعوة للخروج على عقلية مصر كلها، وإلى الصدام مع ذاتيتها الكاملة. وهي دعوة ترغب شق صف شعب "لا فرق فيه بين مسلم ومسيحي"، لحساب بعض الأشخاص الآخرين!! ـ باعتراف الأنبا توماس! ـ . الحائز على جائزة "مركز الحرية الدينية" الصهيوني ـ بمعهد هديسون ـ اليميني ـ في أمريكا الإمبريالية سنة 1992م؟!..

إن العروبة ـ في مصر ـ هي خيار الشعب المصري، بكل دياناته.. ولقد غدت هذه العروبة ثقافة الأمة كلها، والرابطة التي تربط مصر بمحيطها العربي الكبير.. فهي خيار وطني.. ورابط قومي.. ومقوم من مقومات الأمن المصري.

وإن الإسلام ـ في مصر ـ هوخيار ديني لأكثر من 94" من المصريين.. وهوخيار حضاري لجميع المصريين ـ المسيحيين منهم والمسلمين ـ .. وإذا كانت العروبة والإسلام وافدين على مصر منذ أربعة عشر قرنًا.. فكذلك المسيحية وافدة على مصر.. و"الأقدمية" لن يستفيد منها سوى عبدة العجل أبيس!! ـ وأخيرًا.. يقول هذا الأسقف ـ في نهاية محاضرته ـ أو"استغاثته الأمريكانية" ـ :

"إنه أمر مقلق حتى أعدادًا كبيرة من المسيحيين تهجر مصر والشرق الأوسط ككل.. المسيحيون يغادرون هذه المنطقة، وهذه علامة استفهام كبيرة، كما أنها أيضًا نداء للمعونة لمساعدة المسيحيين على البقاء في أوطانهم"!

ـ ونحن نقول: إذا كانت الهجرة المسيحية من الشرق عامة.. حتى في هجريا ـ الأتاتوركية ـ.. ولبنان ـ الفهماني ـ .. والقدس وبيت لحم ـ تحت الاحتلال الصهيوني ـ .. والعراق ـ في عهد البعث الفهماني وتحت الاحتلال الأمريكي ـ .. وسوريا ـ تحت حكم البعث الفهماني ـ ... إذا كانت الهجرة المسيحية عامة في جميع هذه البلاد.. والرحيل المسيحي من جميع الشرق ظاهرة عامة، رغم انتفاء الأسلمة في هذه البلاد.. فلم لا يبحث الأنبا توماس ـ وأمثاله ـ عن الأسباب الحقيقية لهذه الهجرة وهذا الرحيل؟!. . وهل من أسبابها التغريب الذي يدفع للنزوح إلى "نعيم الغرب"، وخاصة بعد سقوط نماذج التغريب والتحديث على النمط الغربي؟.. وهل من أسبابها الانفصال عن المشكلات الحقيقية للشرق، وعن التحديات التي فرضت على شعوبه؟.

لقد بدأت الهجرة المسيحية ـ من مصر ـ عقب صدور قوانين الإصلاح الزراعي.. وتمصير الشركات الأجنبية.. وقرارات التأميم ـ في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ـ لأن الذين هاجروا ورحلوا كانوا مميزين وممتازين من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي والشركات الأجنبية.. فلم يعجبهم العدل النسبي الذي حققته ثورة يوليوسنة 1952م، والذي مس الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي والإداري الذي كان من نصيب الأقلية، وعلى حساب الأغلبية!.. هكذا كانت البدايات.. والأسباب للهجرة والرحيل!..

وهل من أسبابها التغريب الذي يدفع للنزوح إلى "نعيم الغرب"، وخاصة بعد سقوط نماذج التغريب والتحديث على النمط الغربي؟.. وهل من أسبابها الانفصال عن المشكلات الحقيقية للشرق، وعن التحديات التي فرضت على شعوبه؟. لقد بدأت الهجرة المسيحية ـ من مصر ـ عقب صدور قوانين الإصلاح الزراعي.. وتمصير الشركات الأجنبية.. وقرارات التأميم ـ في خمسينيات وستينيات القرن العشرين ـ لأن الذين هاجروا ورحلوا كانوا مميزين وممتازين من قبل سلطات الاحتلال الإنجليزي والشركات الأجنبية.. فلم يعجبهم العدل النسبي الذي حققته ثورة يوليوسنة 1952م، والذي مس الاستغلال الإقطاعي والرأسمالي والإداري الذي كان من نصيب الأقلية، وعلى حساب الأغلبية!.. هكذا كانت البدايات.. والأسباب للهجرة والرحيل!.. ثم.. إذا الطائفية والانعزالية تجعل من المسيحيين ـ الذين سقطوا في شراكها ـ جاليات أجنبية، تهرب من النضال المفروض على شعوب الشرق إلى الثراء والدعة في الغرب.. ولعل واقع "الرحيل" ـ رحيل المسيحيين عن الشرق ـ وليس عن مصر وحدها ـ يؤكد هذه الحقيقة.. وفي الجدول الآتي فصل الخطاب عن واقع الرحيل المسيحي حتى من البلاد التي ليس فيها أسلمة ولا تعريب:

  • ـ هجريا: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن 2.000.000 في سنة 1920م = 15"

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 80.000 = 1"

  • ـ إيران: عدد أونسبة المسيحيين قبل الآن 300.000 في سنة 1979م

عدد أونسبة المسيحيين الآن 100.000

  • ـ سوريا: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن 33" في سنة 1900م

عدد أونسبة المسيحيين الآن 10"

  • ـ لبنان: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن 55" في سنة 1932م

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن أقل من 30" مع ملاحظة حتى حرب 2006 دفعت مليون للهجرة.

  • ـ القدس: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن 53" في سنة 1922م

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 10.000= 2"

  • ـ بيت لحم: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن 85" في سنة 1948م

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 12"

  • ـ فلسطين: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن 20" في سنة 1948م

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 65.000= 10"

  • ـ الضفة الغربية: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 51.000

  • ـ غزة: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن (لا يوجد)

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 3.500

  • ـ العراق: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين قبل الآن 1.250.000 في سنة 1987م = 5"

عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 700.000 في سنة 2003م =3" مع ملاحظة أنه بعد الاحتلال هاجر 350.000 والباقي 350.000 = 1.5"

  • ـ الأردن: عدد ـ أونسبة ـ المسيحيين الآن 160.000 = 4"

أما في مصر: فإن نسبة الهجرة بين الشباب المسيحي تزيد عن 70" من عدد المهاجرين ـ مع الفهم حتى نسبتهم لمجموع السكان هي 5.8".. و95" من تأشيرات "اليانصيب" الأمريكية هي للمسيحيين!..

كما حتى إحصاءات سنة 2006م تقول: إذا جملة مواليد المسيحيين المصريين ـ في العامة ـ هي 50.000 ومتوسط المتحولين منهم إلى الإسلام ـ سنويًا ـ هومن 40.000 إلى 50.000 (6) الأمر الذي دفع عددًا من الكتاب والباحثين الأقباط ـ والأجانب ـ إلى الاعتراف ـ ولأول مرة.. وبعد حتى كانوا يبالغون في أعدادهم ـ بأنهم يقابلون الانقراض خلال القرن الواحد والعشرين.

ـ لقد خط الدكتور كمال فريد اسحق ـ أستاذ اللغة القبطية ـ بمعهد الدراسات القبطية ـ بحثًا عن "انقراض المسيحيين المصريين خلال مائة عام" ـ نطق فيه: "إن نسبة المسيحيين المصريين تقل تدريجيًا، وذلك لأسباب ثلاثة: أولها: الهجرة إلى الخارج.

وثانيها: اعتناق عدد كبير منهم الدين الإسلامي.

وثالثها: حتى معدل الإنجاب عند المسيحيين ضعيف، على عكس المسلمين.

وإن هؤلاء المسيحيين ـ لذلك ـ سينقرضون في زمن أقصاه مائة عام"(7)

ـ وخط الباحث القبطي ـ سامح فوزي.. يقول

"إن تعداد المسيحيين في المنطقة العربية يصل إلى ما بين ثلاثة عشر وخمسة عشر مليونًا.. ويتسقط بعض المراقبين حتى يهبط هذا الرقم إلى ستة ملايين نسمة فقط بحلول عام 2020م، نتيجة موجات الهجرة المتوالية للمسيحيين، إلى غير ذلك تصبح المنطقة العربية على شفا حالة جديدة يغيب فيها الآخر الديني، ويصبح الإسلام هوالدين الوحيد والمسلمون هم وحدهم أهل هذه البلدان..

وتشير الدراسات إلى حتى تعداد المسيحيين في هجريا كان مليوني نسمة سنة 1920م ولقد تناقص الآن إلى بضعة آلاف.. وفي سوريا كان تعداد المسيحيين في بداية القرن العشرين ثلث السكان.. ولقد تناقص الآن إلى أقل من 10".. وفي لبنان كان المسيحيون يشكلون سنة 1932م ما يقرب من 55" من السكان.. ولقد أصبح عددهم الآن يدور حول 30".. وفي العراق تناقص عدد المسيحيين من 800.000 ـ على عهد صدام حسين ـ إلى بضعة آلاف بعد الاحتلال الأمريكي.. وفي القدس.. نطق الأمير الحسن بن طلال: إنه يوجد في "سدني" ـ باستراليا ـ مسيحيون من القدس أكثر من المسيحيين الذين لا يزالون يعيشون في القدس!"

والملاحظ حتى جميع البلاد التي تحدث سامح فوزي عن رحيل المسيحيين منها، ليس في أي منها أي لون من ألوان "الأسلمة" على الإطلاق!..(8)

ـ أما مجلة "نيوزويك" ـ الأمريكية ـ فلقد نشرت:

  • "إن الكثير من المسيحيين المصريين يرحلون عن مصر، هناك الآن ما بين 12 و15 مليون مسيحي عربي في الشرق الأوسط، ويمكن لهذا الرقم حتى ينخفض إلى ستة ملايين فقط بحلول عام 2025م.

ولقد بدأت دول الشرق الأوسط تشهد تحولاً ملحوظًا من هذه الناحية: ففي سنة 1956م كان المسيحيون اللبنانيون يمثلون 56" من مجموع سكان لبنان، أما الآن فليس هناك أكثر من 30*". وقد انخفض عدد المسيحيين في العراق من 1.4 مليون إنسان سنة 1987م إلى 600.000 حاليًا. وكانت مدينة بيت لحم مسقط رأس السيد المسيح مدينة 80" من سكانها مسيحيون حين تأسست دولة إسرائيل سنة 1948م، أما الآن فلا يمثل المسيحيون فيها أكثر من 16".

وحسب "دروكر يستيانس" ـ رئيس تحرير "مجلة أمريكا" ـ فإنه في ظل هذا الرحيل الجماعي للمسيحيين العرب يتم فقدان الممارسات والثقافات القديمة. والمسيحيون الشرق أوسطيون في نهاية المطاف يخاطرون بالامتزاج في بحر المسيحية الغربية"!(9)

ونحن نلاحظ ـ مرة ثانية ـ حتى البلاد التي تحدثت "نيوزويك" عن "الرحيل الجماعي" للمسيحيين عنها ـ لا علاقة لأي منها بأي لون من ألوان الأسلمة ـ التي تحدث عنها الأنبا توماس، باعتبارها الغول الذي يهدد المسيحية الشرقية، ويدفع المسيحيين الشرقيين إلى الرحيل!.. لكنه التعصب الأعمى، الذي يعمي المصابين به عن اكتشاف وتشخصين حقيقة الأمراض التي منها يعانون!..


المراجع

هامش : 1ـ (المسيحيون واليهود في التاريخ الإسلامي العربي والهجري) ص 46و47و25. 2ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص729 و730. 3ـ (الحضارة الإسلامية في القرن الرابع الهجري) جـ 1 ص105 ـ ترجمة: د. محمد عبد الهادي أبوريدة ـ طبعة بيروت سنة 1967م. 4ـ (تاريخ مصر ليوحنا النقيوسي) ص 201 و220. ود. صبري أبوالخير سليم (تاريخ مصر في العصر البيزنطي) ص62 طبعة القاهرة سنة 2001م. 5ـ (الدعوة إلى الإسلام) ص 89ـ 91. 6ـ انظر ـ في هذه الإحصاءات ـ صحيفة (الحياة) ـ لندن ـ دراسة: أحمد دياب ـ بعنوان "هل يخلوالشرق الأوسط من مسيحييه؟" في 11/6/2008م. وانظر ـ كذلك ـ د. رضوان السيد (الحياة) في 18/3/2008م. 7ـ صحيفة (المصري اليوم) في 12/5/2007م. 8ـ سامح فوزي ـ صحيفة (وطني) ـ منطق بعنوان "ماذا لورحل المسيحيون؟" في 27/5/2007م. 9ـ (نيوزويك) ـ الطبعة العربية ـ في 15/1/2008م.

تاريخ النشر: 2020-06-04 09:19:34
التصنيفات:

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رمضان صبحي: «كنت خايف على نفسي في الإصابة مش على المنتخب»

المصدر: المصري اليوم - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:19
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 65%

مواعيد مباريات اليوم الثلاثاء 5 - 4 - 2022 والقنوات الناقلة

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:33
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 50%

الحلقة 3.. إجبار «الكبير» على الزواج من «مربوحة»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:00
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 63%

تعرف على موعد غرة شهر شوال وأول أيام عيد الفطر المبارك

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:29
مستوى الصحة: 30% الأهمية: 36%

أشهر من غنى لهم الفنان على الحجار أغنياتهم من الشعراء

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:10
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 57%

وزيرة التضامن: أضفنا 4 ملايين و200 ألف أسرة للفئات الأولى بالرعاية

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:33
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 49%

كاميرات المراقبة تكشف المتهمين بسرقة شقة سكنية في الجيزة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:20:57
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 70%

“مقتل نجمك المفضل” نوفيلا جديدة للكاتب ممدوح رزق عن دار عرب

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:10
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 60%

تقرير برلمانى: مصر دولة سباقة فى تنظيم ممارسة العمل الأهلى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:31
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 39%

كبرى شركات السفر البريطانية تضع مصر من أهم الوجهات السياحية لعام 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:03
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 50%

أكرم توفيق يواصل تدريبات التأهيل ويشارك متابعيه بصور.. والجمهور: هانت

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:34
مستوى الصحة: 33% الأهمية: 37%

أكرم حسني يتصدر تريند تويتر.. والجمهور: «كنت واحشنا أوي»

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:00
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 66%

نشرة منتصف الليل.. السيسى يفشل مخططًا للإخوان وارتفاع أسعار النفط

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:20:58
مستوى الصحة: 58% الأهمية: 64%

«الاختيار 3» يكشف سيطرة الجماعة على مندوبها بالاتحادية محمد مرسى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:20:58
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 70%

الجمعية الفلكية بجدة: أخدود نارى يتجه نحو المجال المغناطيسى للأرض

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2022-04-05 03:21:32
مستوى الصحة: 35% الأهمية: 40%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية