حصار بغداد هوحصار تم على يد المغول بقيادة هولاكوخان وانتهى بفوز المغول ودخولهم مدينة بغداد فيعشرة فبراير 1258م والقضاء على الخلافة العباسية وتدمير بغداد ومقتل الكثير من أهلها، وقدر عدد القتلى بمليوني قتيل.

الخلفية

بغداد عاصمة الدولة العباسية التي تحكم معظم العراق وأجزاء من إيران حالياً والحاكم هوالخليفة العباسي المستعصم, وذروة سكان المدينة يقارب المليون نسمة بالرغم من حتى ضعف قوتها وتأثيرها ولكن لاتزال الخلافة العباسية متماسكة منذ 500عام, فالتي كانت قوية أضحت الآن لا تستطيع السيطرة إلا على أماكن صغيرة وأصبح سلطتها شكلية والذي يحكم هم قادة الجيوش من الهجر والمماليك, ولكن لايزال اسم الخلافة له مكانته بقلوب المسلمين ولاتزال بغداد حاضرة العالم الإسلامي وقلبه النابض سواءً بالثراء الثقافي أوالمادي.

هجريبة الجيش المغولي في حصار بغداد

قاد الجيش المغولي هولاكوخان ومعه القائد الصيني جوخان نائبه بالقيادة المخصصة لبغداد في نوفمبر من سنة 1257م. ولم يكن هولاكووحده بوذي الممضى ولكن معظم كبار قادة جيشه كانوا كذلك حسب ما خطه رينيه جروسيه بكتابه(إمبراطورية السهوب, تاريخ أواسط آسيا).

بالإضافة إلى الجيش الرئيسي من غير المسلمين, كان معه من ضمن الجيش قوات مسلمة شاركت معه هجومه على بغداد, الكتاب الحاليين عللوا ذلك بتمزق الجبهة الإسلامية. لكن يجب حتى ناخذ بالإعتبار حتى المسلمين المنضويين تحت إمرة هولاكوكانوا ذوومذاهب متعددة ومن جميع الطوائف الدينية الإسلاميةإلى غير ذلك لا نرى فقط حتى "زهرة الإسلام تذوى" كما نطق(ستيفن داتج), بل تتمزق وتنقسم إلى عداوات مميتة منذ البداية, نفس الشيء الذي يحصل هنا فهوموجود بالديانات الأخرى كالبوذية والمسيحية, فقد مزقتهم الحروب والمنافسات. فقد حصل بتلك الفترة من التاريخ العالمي مالم يحصل أبداً بتاريخ البشرية: حوادث يندي لها جبين الإنسانية, أخ يحارب أخاه, أحداث دموية طاحنة, أخوة يشربون دم أخوهم.

سار هولاكوبأضخم جيش مغولي على الإطلاق وبأمر من منكوخان, واحد من جميع عشرة مقاتلين بالإمبرطورية كلها يجب حتى يمضى مع هولاكو(ساندرز 1971) وأنضم إليهم جيوش من جورجياالذين كان لهم دور نشط بتدمير المدينة, ألان ديمورجيه نطق بأن هناك قوات من الفرنجة من إمارة انطاكيا الصليبية كانت لهم مشاركة بالهجوم, وحسب أقوال عطاء الملك الجويني نطق بأن هناك ألف من خبراء المتفجرات الصينيين بالإضافة إلى جيوش من الأرمن والجورجيين والفرس والهجر الذين شاركوا بالحصار.

الحصار

طالب هولاكوالخليفة بالاستسلام ولكن الخليفة العباسي رفض محذرا المغول بأنهم سيقابلون الغضب الرباني إذا هم هاجموا الخلافة, والكثير من المؤرخين يقولون بأن الخليفة فشل بالتجهيز لهذا الهجوم فلم يستطع حتى يكوِن جيش بسبب طرد الجنود وشطبهم من ديوان الجند من قبل وزير الدولة ابن العلقمي الذي لم يقوأسوار المدينة أيضا. ويقول ديفيد نيكول بأن الخليفة بالإضافة لفشله بتجهيز ماسبق فإنه أساء كثيرا لهولاكوبتهديده إياه, إضافة إلى وثوقه المبالغ به لوزير الدولة ابن العلقمي وهذا مما ساعد على تدمير المدينة مع حتى مونكوخان أمر أخاه هولاكوبالمحافظة على الخلافة إذا وافق الخليفة على الخضوع لسلطة المغول.

قبل التوجه لبغداد دمر هولاكوقبائل اللور, وبمجرد السماع به استسلمت طائفة الحشاشين عندما حاصر قلعتهم المنيعة المسماة قلعة ألموت بدون أي مقاومة، ولكنه قضى عليهم تماماً باستثناء نصير الدين الطوسي الذي لحق هولاكوعام 1256, ثم تقدم صوب بغداد.

على مقربة من بغداد قسم هولاكوقواته قسمين شرقي وغربي نهر دجلة حتى يحكم الحصار. استطاع جيش المسلمين حتى يصدوا بعض القوات المهاجمة صوب الغرب ولكنهم هزموا بعد ذلك. القوات المغولية دمرت بعض السدود وأغرقت الأرض خلف جيش الخليفة لإيقاعهم بالكمين, مما أدى بالكثير من العسكر إما ذبح أوتوفي غرقاً. وبأمر من جوخان فإن الوحدات الصينية من الجيش المغولي طوقوا المدينة وبنوا الحواجز والخنادق وأحاطوا المدينة بآلات الحصار من المناجيق والموضوعع وبدأ الحصار بتاريخ 29 يناير/كانون الثاني, وكانت المعركة سريعة بواسطة الحصار المحكم. وبتاريخخمسة فبراير/شباط كان المغول قد احاطوا بكل أسوار المدينة, وحاول الخليفة المستعصم المفاوضة ولكن الوقت قد تأخر على المفاوضة فبغداد محاصرة, بتاريخعشرة فبراير ولج المغول المدينة وبدأوا إسبوع من المذابح والنهب الإبادة.

تدمير بغداد

الكثير من الموضوعات التاريخية فصلت وحشية المغول الغزاة فمثلاً:

• بيت الحكمة: كان يحتوي على عدد غير محدود من الوثائق والخط التاريخية النفيسة من المواضيع التي تحتوي من الطب إلى الفلك وجميعها دمر, الناجين من البشر يقولون بأن دجلة كان أسود من الحبر بسبب الكميات الهائلة من الخط المرمية بالنهر.
• الكثير من الأهالي حاولوا الفرار ولكن المغول يعترضونهم ويقتلونهم بشكل عشوائي, عدد القتلى كان حوالي 90,000 عند بعض التقديرات ولكن تقديرات أخرى أعطت أعداد أكبر بكثير من هذا الرقم, أي من 200,000 إلى المليون أوالمليونين إنسان قد قتل.
• المساجد والقصور والمخطات والمستشفيات نهبت ثم دمرت. الأبنية الكبيرة التي كانت تعمل لأجيال نهبت وأحرقت ثم سويت بالأرض.
• قبض على الخليفة وأجبر على رؤية الدمار الحاصل للمدينة والقتل للناس ونهبت كنوزه كلها. معظم التقارير تكاد تتفق على حتى الخليفة اغتال دهسا بالخيل, لف بواسطة السجاد وجعلوا الخيل تدوسه حتى الموت, وكانوا يعتقدون بأن الأرض ستغضب كثيرا إذا مسها دم ملكي. وقتل جميع أبنائه ماعدا واحد منهم أبقوه حياً وأوفدوه إلى منغوليا.
• اضطر هولاكوبنقل مخيمه عكس الريح عن المدينة بسبب رائحة الموت والدمار الذي ينبعث منها.

كان المغول يدمرون جميع مدينة تبدي أي مقاومة لهم, والمدن التي تستسلم مباشرة لهم يمكن حتى يهجروها لتنجوا. تدمير بغداد كان نوع من التكتيك العسكري لكي يجعل المدن أوالولاة الآخرين يستسلمون دون قتال, وقد نجح ذلك مع دمشق ولكنه فشل فشلا ذريعا مع المماليك الذين بدلا من حتى يقاوموهم فقد هزموهم هزيمة نكراء بعين جالوت, وهي المعركة الأولى التي لم يستطع المغول الانتقام لها.

بعض التعليقات على تدمير بغداد

• " العراق ما قبل عام 1258 كان مختلف جداً عن عراق الحاضر. اعتمدت أنظمة الزراعة على شبكة ري عمرها آلاف السنين. بغداد كانت من أفضل المراكز الفكرية بالعالم. تدمير المغول لبغداد كانت ضربة معنوية للإسلام بحيث من القوة لم تسترد عافيتها, الإسلام تحول فكرياً وازدادت الصراعات مابين الدين والفكر وأصبح الدين أكثر تحفظا. باستباحة بغداد ذبل النشاط الفكري. تخيل أثينا بمجدها وأرسطوها قد أزيلت ومحيت بقنبلة نووية فلنتخيل فداحة الضربة. ملأ المغول قنوات الري وأفرغوا العراق من السكان. " (ستيفن داتج)

• "جرفوا جميع من بالمدينة كأنهم جوارح جائعة تنهش أي طير أمامهم, أوكذئاب مسعورة تهاجم الخراف اطلق لهم العنان وبوقاحة, نشروا الموت والرعب. الأسرة والوسائد المصنوعة من المضى والملبسة بالجواهر قد بترت بالسكاكين إلى اجزاء وبتر صغيرة. هؤلاء الذين تستروا خلف لباس الحريم سحبوا على الأرض خلال الشوارع والأزقة حتى أضحوا إلعوبة.. حتى توفي الناس بين يدي الغزاة." (ديفيد مورغان مستشهدا بكلام عبدالله وصاف)

• "أصاب الناس في هذه السنة بالشام وباء شديد، وذكروا حتى سبب ذلك من فساد الهواء والجو، فسد من كثرة القتلى ببلاد العراق، وانتشر حتى تعدى إلى بلاد الشام فالله أفهم‏.‏" (ابن اكثير نقلا عن أبوشامة وأبوعبد الله المضىي وقطب الدين اليونيني )

تدمير شبكات الري وتأثيره

يعتقد بعض المؤرخين بأن غزوالمغول قد دمر الكثير من البنى الأساسية للري والتي كانت موجودة منذ حضارة مابين النهرين قبل آلاف السنين. بترت قنوات الري بسبب التكتيك العسكري, وكانت أعظم الأعمال التهديمية التي ارتكبها هولاكوهي التخريب المتقن في السدود والأنهار ونواظم الإسقاء ولم ترمم بعد ذلك, تسبب اغتال أناس كثيرون وهروب غيرهم إلى عدم تصليح نظام الري ولم تقم بذلك أيضاً أي هيئة أخرى لهذا إما حتى تكون دمرت أوملئت بالطين والطمي. تلك كانت نظرية المؤرخ سفاتوبلوك سوجيك بكتابه: تاريخ آسيا الصغرى, وأيده آخرون مثل ستيفن داتج.

مؤرخين أخرين أشاروا إلى نقطة تملح التربة كجريمة انحطاط الزراعة.[1] [2]

دور ابن العلقمي في الاستيلاء على بغداد

يرى أحد الكتاب وهوريوفان أميتاي بريس ان المغول تلقوا المساعدة من المسلمين الشيعة الذين يحملون الحقد ضد المسلمين السنة.اما ابن كثير فقد ارجعها إلى فتنة عظيمة حدثت بين الشيعة والسنة نهبت فيها الكرخ ومناطق الشيعة في المدينة ووصل السلب والنهب حتى بعض اقارب الوزير ابن العلقمي قبل عام من سقوط بغداد مما زاد حنقه على الخليفة خاصة والسنة عامة ونتيجة لذلك سهل لهولاكودخول بغداد واصبح ابن العلقمي وزيراً لهولاكو، لكن محرر آخر وهوديفيد نيكول زعم بأن معظم الشيعة الذين انضموا إلى جيش المغول لم يكن بدافع الخوف من حتى يقتلهم المغول, مع حتى من قاومهم قد لاقى مصير الموت, فهم استسلموا لهم مباشرة وأغلبهم من جنوب فارس وأيضاً ما يعهد اليوم بشمال العراق وقد جاز لهم بأن يعيشوا ولكن بما أنهم يخضعون لحكم المغول فيجب عليهم حتى يمدوا الجيش المغولي (وسمي بعد ذلك بإلخانات) بالرجال. ولينظم هولاكوذلك أدخل تلك القوة بجيشه مع حتى الغالبية الساحقة من جيشه كانوا مغول (واحد من جميع عشرة من المغول ينضم لجيشه) والقبائل الهجرية الخاضعة للمغول.

النتائج

• بعد سقوط بغداد بعام عين هولاكوعطاء الملك الجويني حاكما لبغداد وجنوب العراق والأحواز.
• بتدخل من زوجة هولاكوالنسطورية دوكوز خاتون لم يتعرض أحد للسكان المحليين المسيحيين. وعرض هولاكوقصر الخلافة للنسطوري مار ماكيخا وأمر له ببناء كاتدرائية. النتائج اللاحقة تتعلق بالاختلافات التي حصلت لهولاكوبالنسبة لديانته البوذية.

المراجع

المصادر العربية

• كتاب مرشد خارطة بغداد المفصل - تأليف الدكتور مصطفى جواد والدكتور أحمد سوسة - مطبعة المجمع الفهمي العراقي - 1958م.
• كتاب البداية والنهاية - تأليف ابن كثير.
• كتاب أربعة قرون من تاريخ العراق الحديث - المستر ستيفن هيمسلي لونكيرك - المفتش الإداري في الحكومة العراقية سابقا. ترجمة جعفر الخياط - مدير التعليم المهني العام - الطبعة الأولى عام 1941م.
• كتاب الفخري بالآداب السلطانية - لمحمد بن علي ابن طباطبا المعروف بابن الطقطقي.

وصلات خارجية

• منطق ستيفن داتج
• بعض المصادر عن هولاكووالمغول

• فصل عن سقوط بغداد

انظر أيضاً

• امبرطورية المغول
• هولاكو
• العباسيون
• تاريخ بغداد