مسرحية السبنسة
مسرحية السبنسة، هي مسرحية من تأليف سعد الدين وهبة.
- وتبدأ الأحداث التي تدور، واقعيا، حول اكتشاف قنبلة ويقوم العسكري صابر شفيق نور الدين بالإبلاغ عن اكتشافه لها على «كوم الزبالة» المجاور لعشة الجميلة سلمى (سميحة أيوب) وأمها، وينقلب المركز ويأتي الحكمدار، وخبير القنابل، ويعلن الخبير كاذبا بالطبع، طامعا في مكافأة حتى بترة الحديد قنبلة شديدة الخطورة، كان يمكن حتى تنسف جميع ما يحيط بها. وتتكرر الفصول عارضة الصور المتعددة للفساد في جميع شيء، والذي يمتد من الصغار إلى الكبار وتتجلى الشخصيات حية مليئة بالواقعية والحياة، كأننا نشهد أحداثا حقيقية لكنها تحدث في الماضي، وتتجلى عبقرية أداء شفيق نور الدين العسكري صابر الذي عثر القنبلة، وفؤاد شفيق الحكمدار خرب الذمة وسميحة أيوب سلمى الفلاحة النقية وسط هذا المستنقع العفن من الفساد، ويطمع فيها الجميع من اللحظة الأولى لظهورها وسط حشد السادة لكن قبل حتى يأتي السادة، الذين تم إبلاغهم بالحادث الجلل ممثلا في اكتشاف القنبلة يعلن العسكري صابر للصول درويش حتى القنبلة سرقت، أثناء ذهابه لتمضية حاجته. ولا يستغرق الصول درويش وقتا طويلا في حل المشكلة، فيتناول بترة الحديد التي يضعها فوق الأوراق، ويعطيهاللعسكري صابر زاعما أنها القنبلة، ويظهر وجه المفارقة المضحكة حتى خبير القنابل يعلن أنها قنبلة بالغة الخطورة، وأن العسكري الذي اكتشفها يستحق الترقية، ويقوم الحكمدار عملا بترقية العسكري صابر ويأتي العمدة بالأبرياء الذين يلفّق لهم وضع القنبلة الزائفة، وتنتهي المهزلة بالقبض على ثلاثة من الأبرياء، بينهم شيخ الجامع الذي كان يفسر للمصلين قوله تعالى «إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها وجعلوا أعزة أهلها أذلة» ومنهم محفوظ العامل في مصنع الثلج محمود الحديني الذي طالب صاحب المصنع بالعدل ويتحرر ضمير العسكري صابر، فيقرر إعلان الحقيقة، فيُتهم بالجنون، وبالعمل يلبسونه قميص المجانين، ويتم ترحيله مع المتهمين على القطار، لكن بعد حتى يوقفهم ناظر المحطة في أماكن حسب درجات القطار، فالمتهمون وصابر المسكين في المسقط الذي يقابل السبنسة أي آخر عربات القطار وأدنى درجاته، وقبيل حتى يأتي القطار، يصرخ صابر الذي أصبح رمزا لضمير الشعب المتهور، مؤكدا حتى الحال لن يستمر على ما عليه، وأن الأحوال لابد حتى تتحول، ويتغير وضع القاطرة، فتنقلب الأوضاع والأحوال رأسا على عقب، فتصبح «السبنسة» مع ركابها هى الدرجة الأولى، بينما تتحول مكانة درويش أفندى والبشوات والبكوات إلى «السبنسة» يعني حتى البلد المظلوم المقموع لابد حتى يثور، وأن القنبلة الحقيقية المختبئة في صدور المطحونين لابد حتى تنفجر وتنتهي المسرحية، ونحن نسمع صوت صابر شفيق نور الدين كالنبوءة «برضه مش حتهرب يا درويش أفندى ولا أنت ولا البشوات والبهوات بتوعك.. حتهربوا تروحوا فين؟! القنبلة حتفرقع وتجيب عاليها واطيها، الأرض كلها قنابل. القطر مليان قنابل بلدنا انغرست قنابل خلاص وحتفرقع وتجيب اللي قدام ورا واللي ورا قدام.. البريموحيبقى سبنسة والسبنسة حتبقى بريمو». ويدق جرس المحطة ويعلوصوت القطار، لكن صوت صابر لا يضيع بالرغم من إغلاق الستار.
- من المحزن حتى الكثيرين من أبطالها قد توفاهم الله، منهم الصول درويش الذي كان يؤدي دوره المرحوم أحمد الجزيري، وحسن البارودي الذي كان يؤدي دور الشيخ سيد، وشفيق نور الدين الذي كان يؤدي دور العسكري صابر، وفردوس حسن التي كانت تؤدي دور فردوس، وتوفيق الدقن الذي كان يؤدي دور خبير القنابل، وإبراهيم الشامى المأمور، وكمال حسين ممدوح، وفؤاد شفيق الحكمدار رحم الله الجميع، ومد في عمر راتى حسين التي كانت تقوم بدور جليلة، وسميحة أيوب التي كانت تقوم بدور سلمى، ومحمود الحديني محفوظ، وعبد الرحمن أبوزهرة عبد التواب، وعادل هاشم رشوان، وغيرهم من الذين عهدتهم فهم شخصية بعد سنوات طويلة، وما كان يخطر على بالي أنني سأعهدهم. وبقدر ما أشعر بالأسى على فقد العمالقة، أولئك الذين قام على أدائهم الرفيع الصرح الاستثنائي لمسرح الستينيات، أدعوبطول العمر للباقين الذين لايزالون يضيئون حياتنا بإبداعهم الأدائي سميحة أيوب وراتى حسين ومحمود الحديني وعبد الرحمن أبوزهرة وغيرهم.
جزء من نص مسرحية السبنسة
- المنظر الأول في الفصل الأول، «حجرة ضابط نقطة الكوم الأخضر مخط خشبي قديم فوقه جوخة ممزقة جربانة وعليه دواية نحاسية ودانة مدفع، وفوق الحائط صورة الملك وتحتها قصيدة للشاعر خليل مطران، وفي لقاءة المسرح بعض الجنازير والقيود الحديدية معلقة، وأمام المخط كرسي خشبي، وبجوار الحائط دكة خشبية، وبالجانب الأيمن بابان، أحدهما موصل إلى صالة تفتح على باب النقطة الخارجي، والثاني يوصل إلى داخل النقطة، حيث الإسطبل وحجرة العساكر وسلم موصل إلى سكن الصول في الدور العلوي».