التجليات (كتاب)
المؤلف | جمال الغيطاني |
---|---|
البلد | مصر |
اللغة | عربية |
الناشر | الهيئة المصرية العامة للكتاب |
الإصدار | 1997 |
التجليات هوكتاب من تأليف أ. جمال الغيطاني.
فكرة الكتاب
نعتبر تجليات الغيطاني علامة فارقة في تاريخ الرواية العربية وإبداع أدبي أصيل يصل الحديث بالقديم فكراً وفناً وأدباً ولغة وأحداثاً. ليس للكتاب بناء خطي تبدأ الأحداث فيه عند النقطة (أ) وتنتهي عند النقطة (ب)، ولكنه بناء غير نمطي. تستطيع حتى تفتح الكتاب في أى صفحة وتشرع في القراءة، حتى تنخرط فيها وكأنها الصفحة الأولى تتعهد من خلالها على الأحداث التي لا تبدأ ولا تنتهي وتشعر في الوقت نفسه بأنك في قلب الكتاب ومستغرقاً فيه منذ أمد. هذه رواية بطلتها اللغة والحدثات عملى العكس مما هومعهود في الروايات بصفة عامة من حتى عنصر الجذب فيها إنما هوالأحداث أوالشخصيات، هنا تجذبك الحدثات فأنت ترغب حتى تتعهد على المزيد من الأعماق والمعاني – شىء غريب أليس كذلك – ترغب حتى تستكشف ذاتك من خلال اللغة التي هي الطريق والوسيلة إلى جميع المعارف والمنتهى الذي ليس من ورائه وراء والذي ليس من بعده بعد، ولوحتى ثقافتنا عهدت فلسفة اللغة كما عهدها الأوروبيون وعلى رأسهم الألمان لقدرنا هذا العمل حق قدره ولنزل من نفوسنا المنزلة التي هوأهل لها. ثم أنك بين حديث الذات للذات وحديث الذات للآخر، المعلوم لديك والمجهول، حديث الصوت الخفي الذي إذا تحدث أنصت له الكون الذي لا يعهد كنهه أحد ولا يجهله أحد. أنت بين صدق التجربة وصدق الحقيقة والتاريخ وصوت الماضي البعيد والقريب ووحدة الأحياء والأموات معاً في نسيج الإنسانية المتصل وأسرار الكون العميقة بين الزمان والمكان الثابت منهما والمتغير، المساير والمغاير. أنت في منزل صوفية الحدثات وفلسفة الصوفية والحيرة الفلسفية والثابت الإيماني، في نسيج حدثات صيغت من صوت النداء الداخلي العميق بين سبحة التجلي والضمير المستقر في قاع سحيق في مسافة ما بين الروح والعقل والقلب والنفس تلك الكيانات العجيبة التي لا نراها ولكننا ندركها وننصاع لها لأنها ذاتنا التي لا ندركها إلا بحدثات مثل حدثات "التجليات".
جائزة لور بتايو
فائز أ. جمال الغيطاني بجائزة لوربتايوعن روايته التجليات كأهم رواية في الأدب المترجم هذا العام بفرنسا من بين ثمانمائة رواية، تبدووكأنها التاج القشيب والمستحق عن مسيرة واسعة الخطي وعميقة الأثر بدأت منذ خمسينيات القرن الماضي ولا زالت مستمرة حتي يومنا هذا.
ويعتبر النقاد حتى هذه الجائزة هي كبري الجوائز التي تمنحها فرنسا والمخصصة ـ عادة ـ لكتاب غير فرنسيين، وتمنح مناصفة لمؤلف ومترجم أفضل عمل أدبي إلي الفرنسية خلال العام.
والتجليات هي إحدي أبرز روايات الغيطاني التي تستشرف الكثير من العوالم وتقرع كثيرا من الأشكال الكتابية، وأجزاء الرواية الثلاثة تسير في أفق يتراوح بين الحلم والواقع، حيث تعتمد القيمة الروائية علي استنادىء رموز غائبة وحاضرة في نفس الوقت، ينطبق ذلك علي جميع الشخصيات المؤثرة في حياة المحرر وحياة ناسه.
وقد مكنت هذه التقنية المفتوحة والفضفاضة محرر الرواية من سبر أغوار أفكار كانت تبدومن التابوهات، وإعادة الاعتبار لرموز في الفكر والسياسة والثقافة من بين الأسماء التي تم إقصاؤها، وقد كان لاستخدام الغيطاني الأقانيم الصوفية دور في منحه الحرية الواسعة في التأويل، حيث استطاع استنطاق شخوصه وأبطاله، وهوما أضفي بعدا عميقا علي مفهوم الزمنية لا سيما في مفهومه عن حلول الماضي في الحاضر.
أما أبرز ما يميز هذه الرواية فهوأنها أولي الروايات التي أصدرها الغيطاني بالمخالفة شبه القطيعة للتقنية الغربية للرواية حتي في أكثر أشكالها حداثة، علي العكس تماما اتىت الرواية من حيث الشكل أكثر إخلاصا للشكل العربي في السرد وخلق الأبطال عبر الحكاية كما في ألف ليلة وليلة خاصة وبعض المرجعيات السردية مثل كليلة ودمنة . تقول الدكتورة ماري تريز عبد المسيح إذا إشكالية الحضور الوافدة علي الفكر المصري مع الحداثة الغربية وتبعاتها إلي ازدواجية فكرية، فقد استدعت فكرة الحضور الاقتران بحاضر خاضع لواقع تاريخي تشكله ظروف سياسية محلية وعالمية، بينما يحتفظ العقل المصري بعلاقة لا واعية يمتزج فيها التاريخ بالمكان والماضي بالحاضر.
وتضيف تريز: استدعت تلك الازدواجية الفكرية الاجتهاد وفي إبداع أشكال فنية تلائم الرؤي المغايرة للعقلانية الغربية. وتؤكد حتى المحرر جمال الغيطاني اجتهد مرارا لإيجاد أشكال إبداعية تتحرر من سطوة النماذج الروائية الغربية، وتري حتى ذلك يظهر واضحا وجليا في كتابه التجليات وتتبلور أيضا حداثته البديلة هذه في كتابيه (سفر البنيان) 1997 و(متون الأهرام) 2003.
وتري تريز حتى التجديد الذي قدمه الغيطاني لا يقتصر في تلك النصوص علي الشكل الروائي الذي ابتدعه، بل في دمج النص بالبنية المعهدية والمعمارية للمكان، وترصد موقف الغيطاني من فن العمارة واعتباره له أنه ألصق الفنون بالرواية لأنه ألصق الفنون بحياة الإنسان.
ومن هنا تري تريز أنه إذا كانت الرؤية الجديدة للمكان قد مهدت للحداثة الأوروبية حيث ساعد الفرد في التعهد علي تاريخه، ومن ثم فردانيته، وتضيف: إنه وإن كان التأريخ ومن ثم الرواية الغربية ـ قد انطلقا من العقلانية الديكارتية التي سعت بقراءتها المنطقية إلي إضفاء الفهموية علي الرواية ـ تاريخية كانت أم تخيلية ـ في لقاء ذلك تطلع الغيطاني إلي رواية بديلة تعارض مفهوم التاريخ بوصفه تطورا خطيا، بوسع الفرد التحكم في مسيرته. جميع ذلك يؤكد الموقف المتقدم الذي اتخذته لجنة تحكيم الجائزة التي حصل عليها الغيطاني، حيث ضمت اللجنة عددا كبيرا من أعضاء الأكاديمية الفرنسية وأساتذة من جامعة السوربون وعدد من كبار الأدباء الفرنسيين، وكان من الإنصاف الكبير لهذه الرواية اختيارها من بين ثمانمائة رواية ترجمتها فرنسا من جميع لغات العالم بما فيها اللغات الأوروبية والإنكليزية والإسبانية والألمانية والإيطالية. وهذه هي المرة الأولي التي يفوز فيها محرر عربي بهذه الجائزة الرفيعة التي تسلمها الغيطاني في حفل كبير، وأعرب بيير لوجنيوعضوالأكاديمية الفرنسية حتى اللجنة اختارت تجليات الغيطاني بالإجماع في التصفيات النهائية لأنها عمل غني متعدد المستويات والأبعاد، مقارنا الرواية بعملين من الأعمال الخالدة في تاريخ الأدب هما الكوميديا الإلهية لدانتي، وعوليس لجيمس جويس. وفي استثناء نادر تأتي جائزة لوربتايوبعد خمسة عشر يوما فقط من فوز الرواية بجائزة أخري من مركز الترجمة الفرنسي، وهي جائزة خاصة بالمترجم فقط، وقد تسلمها المترجم خالد عثمان المصري المولود في فرنسا، وكان أول من قدم نجيب محفوظ للفرنسية في أوائل الثمانينيات وكان عمره وقتذاك 18 عاما. يذكر حتى لوربتايوهي ثالث تكريم فرنسي يحصل عليه الغيطاني بعد وسام فارس عام 1987 وجائزة الثقافة الفرنسية العربية عام 1992 عن روايته البصائر في المصائر وله عشر روايات مترجمة إلي الفرنسية حتي الآن، مقروءة علي نطاق واسع في كبريات دور النشر، مما شجع دار سوي علي مغامرة إصدار التجليات التي تقع طبعتها العربية في ثلاثة أجزاء وصدرت في الفرنسية في مجلد واحد من ألف صفحة، وهوما يجعلها أكبر مترجم من العربية بعد ألف ليلة وليلة.
ومنذ صدورها اعتبرت حدثا أدبيا كبيرا، حيث نشرت الكثير من الصحف والمجلات مراجعات وقراءات نقدية للرواية، وقد قرنها المحرر الأدبي لجريدة ليبراسيون بإشراقات الشاعر رامبو، مؤكداً لقد تحصنت التجليات ببرجين، برج رامبووبرج شهرزاد كما اعتبرها الناقد العربي حمد عيساوي في الفيغارونصا يجمع بين اعترافات جان جاك روسووفتنة ألف ليلة وليلة.
ويبدوحتى الفرنسيين اكتشفوا في تجليات الغيطاني روحا مختلفة تماما عن جميع النصوص الروائية التي ترجمت سابقا إلي لغتهم والمستندة أساسا علي التراث الغربي في الكتابة الروائية، بينما يعتمد الغيطاني في روايته بنية خاصة تعتمد الحكاية إلي جانب التأمل الفلسفي والشطح الصوفي. وتعد هذه الترجمة في هذا الوقت مكسبا للثقافة العربية حيث تقدم للقارئ الفرنسي جانبا من التسامح الإسلامي في وقت تتعرض فيه صورة المسلمين لأشرس عملية تشويه.
لقراءة الكتاب
انظر أيضا
- جمال الغيطاني.
المصادر
- ^ الإمبراطور
- [1]