مباهلة
المباهلة لغة هي الملاعنة، أي النادىء بنزول اللعنة على الكاذب من المتباهلين المتلاعنين، والبَهلة اللَعنة والبهل هواللعن كما اتى في القاموس المحيط وتاج العروس.
غرض المباهلة
غرض المباهلة إعلاء الحق وإزهاق الباطل وإقامة الحجة على من استكبر على الحق. وهي مذكورة في الآية المعروفة باسم آية المباهلة: ( فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ ) سورة آل عمران : 61
سبب النزول
سبب نزول الآية هوقدوم وفد نصارى نجران المدينة ومجادلتهم رسولَ الله حول المسيح عيسى بن مريم. حيث روى البخاري في سليمه عن حذيفة بن اليمان قوله: «اتى العاقب والسيد صاحبا نجران إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يريدان حتى يُلاعناه، فنطق أحدُهما لصاحبه: لا تعمل فوالله لئن كان نبياً فلاعنا لا تفلح نحن ولا عقبنا من بعدنا. نطقا: إنا نعطيك ما سألتنا وابعث معنا رجلاً أميناً، ولا تبعث معنا إلا أميناً.»
آراء الفهماء
وقد ذكر الحافظ ابن حجر في شرح هذا الحديث: «وفيها مشروعية مباهلة المخالف إذا أصر بعد ظهور الحجة، وقد نادى ابن عباس إلى ذلك ثم الأوزاعي، وسقط ذلك لجماعة من الفهماء. ومما عُرفَ بالتجربة حتى من باهَل وكان مبطلاً لا تمضي عليه سنة من يوم المباهلة، ووَقَعَ لي ذلك مع إنسان كان يتعصب لبعض الملاحدة ؛ فلم يقُم بعدها غير شهرين.»
نطق الإمام ابن القيم: «إن السنة في مجادلة أهل الباطل إذا قامت عليهم حجة الله، ولم يرجعوا، بل أصروا على العناد، حتى يدعوهم إلى المباهلة، وقد أمر الله، بذلك رسوله صلى الله عليه وسلم، ولم يقُل : إذا ذلك ليس لأمتك من بعدك. ونادى إليها ابنُ عمه عبد الله بن عباس، من أنكر عليه بعض مسائل الفروع، ولم يُنكر عليه الصحابة، ونادى إليه الأوزاعي سفيان الثوري في مسألة حمل اليدين، ولم يُنكَر عليه ذلك، وهذا من تمام الحجة»
فمشروعية المباهلة ليست خاصة بالنبي، بل هي للأمة، ومما يدخل في ما أٌمرنا بالتأسي به فيه من أمور الدين. فمباهلة أهل الباطل أمر مشروع، غير أنه لا يُصار إليه إلا مع الجزم بصحة ما عليه المباهل وصدقه فيه، وترتب مصلحة شرعية على المباهلة كإقامة الحجة، وليس لأمر من أمور الدنيا.
ونظراً لخطورة الدعوة إلى المباهلة أوقبول الدعوة إليها فالأولى عدم التوسع في هذا الباب، والاحتراز مما قد يترتب على المباهلة من مفاسد كتعلق العوام بأحد المتباهلين، أوإظهار باطل لم يكن ليظهر لولاها، أوإصابة المباهل الصادق بالرياء أوغير ذلك من المفاسد .
اتى في شرح قصيدة ابن القيم 1/37 : « وأما حكم المباهلة فقد خط بعض الفهماء رسالة في شروطها المستنبطة من الكتاب والسنة والآثار وكلام الأئمة، وحاصل كلامه فيها أنها لا تجوز إلا في أمر مهم شرعاً وقَع فيه اشتباه وعناد لا يتيسر دفعه إلا بالمباهلة، فيُشتَرط كونها بعد إقامة الحجة والسعي في إزالة الشبه وتقديم النصح والإنذار وعدم نفع ذلك ومساس الضرورة إليها»
عند الإثني عشرية
|
---|
أهل البيت |
الرسول الأكرم • علي • فاطمة |
مناسبات |
عاشوراء • الأربعين • المولد النبوي |
مدن مقدسة |
مكة المكرمة • المدينة المنورة • القدس |
فرق الشيعة |
الإمامية • الزيدية • الإسماعيلية |
خط |
الصحيفة السجادية • مفاتيح الجنان • القرآن • نهج البلاغة |
انظر أيضاً |
معركة صفين • معركة كربلاء • العباس بن علي • جعفر بن محمد • محمد بن الحسن
|
المباهلة هي حتى يدعوالإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى حتى يهجر شخصاً بحاله وان يوكله إلى نفسه ، «معنى المباهلة: حتى يدعوالإنسان ويطلب من الله سبحانه وتعالى حتى يهجر شخصاً بحاله، وأنْ يوكله إلى نفسه، وعلى ضوء كلام أمير المؤمنين حتى يطلب من الله سبحانه وتعالى حتىقد يكون هذا الشخص أبغض الخلائق إليه، وأيّ لعن فوق هذا، وأيّ نادىء على أحد أكثر من هذا ،يا ترى؟ ، لذا عندما نرجع إلى معنى حدثة اللعن في اللغة نراها بمعنى الطرد، الطرد بسخط، والحرمان من الرحمة، فعندما تلعن شخصاً ـ أي تطلب من الله سبحانه وتعالى حتى لا يرحمه ـ تطلب من الله حتىقد يكون أبغض الخلائق إليه، فالمعنى في القاموس وشرحه أيضاً سليم، إلاّ أنّ المعنى في مفردات الراغب أدق، فهذا معنى المباهلة».
صيغة المباهلة عند الإثني عشرية
اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع ، عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم ، إذا كان ( ثم يذكر الشخص اسمه) جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أوعذابا أليما ، وإن كان فلان (ثم يذكر اسم الشخص الذي يريد مباهلته) جحد حقا أوادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أوعذابا أليما.
أحكام المباهلة عند الإثني عشرية
- باب استحباب مباهلة العدووالخصم ، وكيفيتها ، واستحباب الصوم قبلها ، والغسل لها ، وتكرارها سبعين مرة
- «عن أبي عبد الله (عليه السلام) نطق: قلت له: إنا نحدث الناس فنحتج عليهم ـ إلى حتى نطق ـ فنطق لي: إذا كان ذلك فادعهم إلى المباهلة ، قلت: فكيف أصنع،يا ترى؟ نطق: أصلح نفسك ثلاثا ، وأظنه نطق: وصم واغتسل ، وابرز أنت وهوإلى الجبان (الجبان بالضم والتشديد: الصحراء) ، فشبك أصابعك من يدك اليمنى في أصابعه، ثم أنصفه وابدأ بنفسك، وقل: اللهم رب السماوات السبع ورب الأرضين السبع، عالم الغيب والشهادة الرحمان الرحيم، إذا كان أبومسروق جحد حقا وادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا من السماء أوعذابا أليما، ثم رد الدعوة عليه فقل: وإن كان فلان جحد حقا أوادعى باطلا فأنزل عليه حسبانا (الحسبان بالضم: العذاب والعلاء) من السماء أوعذابا أليما، ثم نطق لي: فانك لا تلبث حتى ترى ذلك فيه، فوالله ما وجدت خلقا يجيبني إليه» ، .
- «عن أبي عبد الله (عليه السلام) في المباهلة نطق: تشبك أصابعك في أصابعه ، ثم تقول: اللهم إذا كان فلان جحد حقا وأقر بباطل فاصبه بحسبان من السماء أوبعذاب من عندك، وتلاعنه سبعين مرة».
- «إذا جحد الرجل الحق فإن أراد حتى يلاعنه نطق: اللهم رب السماوات السبع والأرضين السبع، ورب العرش العظيم، إذا كان فلان جحد الحق وكفر به فأنزل عليه حسبانا من السماء ، أوعذابا أليما».
- باب استحباب كون المباهله بين طلوع الفجر وطلوع الشمس عند الإثني عشرية
- «عن أبي جعفر (عليه السلام) نطق: الساعة التي تباهل فيها ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس».
مصادر
- ^ تحرير ألفاظ التنبيه : 1/247
- ^ القاموس المحيط والقابوس الوسيط
- ^ فتح الباري للحافظ ابن حجر :8 / 95
- ^ زاد المعاد : ثلاثة /643
- ^ كتاب آية المباهلة ص21 وص22
- ^ وسائل الشيعة ج7 ص135
- ^ وسائل الشيعة ج7 ص134
- ^ وسائل الشيعة ج7 ص136
مواقع خارجية
- المباهلة أحمد عبد الكريم نجيب
- سيرة أهل نجران في فتح الباري شرح سليم البخاري