الخلاف حول يزيد بن معاوية

راجع الموضوع الرئيسي يزيد بن معاوية.

يختلف المسلمون اليوم في يزيد بن معاوية بي ابي سفيان فبينما يرى جزء من المسلمين أهل السنة والجماعة أنه لا يصح سبه وأنه لم يأمر بقتل الحسين ترى طائفة أخرى من أهل السنة والجماعة والشيعة أنه فاسق وقاتل للحسين.

رأي الشيعة ومن يرى فسق يزيد من أهل السنة

ترى الطائفة الشيعية فسق يزيد بن معاوية، نظرا لاعتقادهم بأمر يزيد بن معاوية بقتل الحسين بن علي ولما ورد عن بعض المؤرخين من شربه الخمر وبيعه القرود، وكان بعض أهل الحديث السنة لا يأخذون الحديث عن يزيد بن معاوية.

رأي المحايدين من أهل السنة والجماعة

فتوى اللجنة الدائمة للبحوث الفهمية والافتاء

أفتت اللجنة الدائمة للبحوث الفهمية والإفتاء( فتوى رقم 1466) : " وأما يزيد بن معاوية فالناس فيه طرفان ووسط ، وأعدل الأقوال الثلاثة فيه أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين ، له حسنات وسيئات ، ولم يولد إلا في خلافة عثمان - - ولم يكن كافراً ،ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين ، وعمل ما عمل بأهل الحرة ، ولم يكن صاحباً ، ولا من أولياء الله الصالحين ، نطق شيخ الإسلام ابن تيمية- - :" وهذا قول عامة أهل العقل والفهم والسنة والجماعة ، وأما بالنسبة للعنه فالناس فيه ثلاث فرق ، فرقة لعنته ، وفرقة أحبّته ، وفرقة لا تسبه ولا تحبه ،.. وهذا هوالمنصوص عن الإمام أحمد ، وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين ، وهذا القول الوسط مبني على أ،ه لم يثبت فسقه الذي يقتضي لعنه ، أوبناء على حتى الفاسق المعيّن لا يلعن بخصوصه ، إما تحريماً أوتنزيهاً ، فقد ثبت في سليم البخاري عن عمر في سيرة عبد الله بن حمار الذي تكرّر منه استهلك الخمر ، وجلده رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، لمّا لعنه بعض الصحابة ، نطق النبي - صلى الله عليه وسلم - : " لعن المؤمن كقتله " متفق عليه وهذا كما حتى نصوص الوعيد عامة في أكل أموال اليتامى والزنا والسرقة فلا يشهد بها على معيّن بأنه من أصحاب النار ، لجواز تخلف المقتضى عن المقتضى ، وغير ذلك من المكفرات للذنوب ، هذا بالنسبة لمنع سبّه ولعنته . وأما بالنسبة لهجر المحبة ، فلأنه لم يصدر منه من الأعمال الصالحة ما يوجب محبته ، فبقي من الملوك السلاطين ، وحب أشخاص هذا النوع ليست مشروعة ، ولأنه صدر عنه ما يقتضي فسقه وظلمه في سيرته ، وفي أمر الحسين وأمر أهل الحرّة " ا.هـ.

الرواية عنه

نطق ابن حجر: يزيد بن معاوية بن أبي سفيان الأموي: روى عن أبيه وعنه ابنه خالد وعبد الملك بن مروان مقدوح في عدالته وليس بأهل حتى يروي عنه ونطق أحمد بن حنبل: لا ينبغي حتى يروى عنه.

الترحم عليه

ونطق ابن الحداد الشافعي في عقيدته : " ونترحم على معاوية ، ونكل سريرة يزيد إلى الله "

محبته

نطق المضىي : " ويزيد ممّن لا نسبه ولا نحبه ، وله نظراء من خلفاء الدولتين ، وكذلك من ملوك النواحي ، بل فيهم من هوشر منه ، وإنما عظم الخطب لكونه ولي بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - بتسع وأربعين سنة ، والعهد قريب ، والصحابة موجودون ، كابن عمر الذي كان أولى منه ومن أبيه وجدّه "

وسئل الحافظ عبد الغني المقدسي عن يزيد بن معاوية فأجاب بقوله : " خلافته سليمة ، ونطق بعض الفهماء : بايعه ستون من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم ، منهم ابن عمر ، وأما محبته : فمن أحبه فلا ينكر عليه ، ومن لم يحبه فلا يلزمه ذلك ، لأنه ليس من الصحابة الذين صحبوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، فيلزم محبتهم إكراماً لصحبتهم ، وليس ثم أمر يمتاز به عن غيره من خلفاء التابعين ، كعبد الملك وبنيه ، وإنما يمنع من التعرض للوقوع فيه ، خوفاً من التسلق إلى أبيه ، وسداً لباب الفتنة "

كان المقتصدون من أئمة السلف يقولون في يزيد وأمثاله‏:‏ إنا لا نسبهم ولا نحبهم، أي‏:‏ لا نحب ما صدر منهم من ظلم‏.‏ مجموع فتاوى ابن تيمية المجلد الرابع .

شربه للخمر

نطق ابن العربي - - : " فإن قيل إذا يزيد كلن خمّاراً ، قلنا : لا يحلّ إلا بشاهدين ، فمن شهد بذلك عليه."

عدم جواز لعنه اوالحكم بفسقه

نطق ابن حجر الهيتمي : " لا يجوز حتى يلعن إنسان بخصوصه ، إلا حتى يفهم موته على الكفر كأبي جهل وأبي لهب ، ولأن اللعن هوالطرد من رحمة الله ، الملتزم لليأس منها ، وذلك إنما يليق بمن فهم موته على الكفر.

نطق ابن الصلاح : " لم يصح عندنا أنه أمر بقتله - أي اغتال الحسين - ، والمحفوظ حتى الآمر بقتاله المفضي إلى قتله - كرمه الله - ، إنما هويزيد بن زياد والي العراق إذ ذاك ، وأما سب يزيد ولعنه فليس من شأن المؤمنين ، فإن صح أنه قتله أوأمر بقتله، وقد ورد في الحديث المحفوظ : " حتى لعن المسلم كقتله"، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم - ، والناس في يزيد ثلاث فرق : فرقة تحبه وتتولاّه ، وفرقة أخرى تسبه وتلعنه ، وفرقة متوسطة في ذلك لا تتولاّه ولا تلعنه ، وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه ،وهذه الفرقة هي الصائبة ، وممضىها اللائق بمن يعهد سير الماضين ،ويفهم قواعد الشريعة الطاهرة ، جعلنا الله من خيار أهلها آمين "

سئل حجة الإسلام أبوحامد الغزالي عمن يصرح بلعن يزيد بن معاوية ، هل يحكم بفسقه أم لا ،يا ترى؟ وهل كان راضياً بقتل الحسين بن علي أم لا ،يا ترى؟ وهل يسوغ الترحم عليه أم لا ،يا ترى؟ فلينعم بالجواب مثاباً.

فأجاب :

	لا يجوز لعن المسلم أصلاً ، ومن لعن مسلماً فهوالملعون ، وقد نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم : المسلم ليس بلعان ، - المسند (1/405) والسليمة (1/634) وسليم سنن الترمذي (2/189) - ، وكيف من الممكن أن يجوز لعن المسلم ولا يجوز لعن البهائم وقد ورد النهي عن ذلك - لحديث عمران بن الحصين نطق : بينما رسول الله في بعض أسفاره وامرأة من الأنصار على ناقة ، فضجرت فلعنتها ، فسمع ذلك النبي فنطق : خذوا ما عليها ودعوها فإنها ملعونة ، نطق عمران : فكأني أراها الآن تمشي في الناس ما يعرض لها أحد. جمع الفوائد (3/353) - ، وحرمة المسلم أعظم من حرمة الكعبة بنص النبي صلى الله عليه وسلم - هوأثر موقوف على ابن عمر بلفظ : نظر عبد الله بن عمر يوماً إلى الكعبة فنطق : ما أعظمك وأعظم حرمتك ، والمؤمن أعظم حرمة منك ، وهوحديث حسن ، أنظر : غاية المرام في تخريج أحاديث الحلال والحرام للشيخ الألباني (ص197) - ، وقد صح إسلام يزيد بن معاوية وما صح قتله الحسين ولا أمر به ولا رضيه ولا كان حاضراً حين اغتال ، ولا يصح ذلك منه ولا يجوز حتى يُظن ذلك به ، فإن إساءة الظن بالمسلم حرام وقد نطق الله{اجتنبوا كثيراً من الظن إذا بعض الظن إثم [ الحجرات /12] ، ومن زعم حتى يزيد أمر بقتل الحسين أورضي به ، فينبغي حتى يفهم حتى به غاية الحمق ، فإن من كان من الأكابر والوزراء ، والسلاطين في عصره لوأراد حتى يفهم حقيقة من الذي أمر بقتله ومن الذي رضي به ومن الذي كرهه لم يقدر على ذلك ، وإذا كان الذي قد قُتل في جواره وزمانه وهويشاهده ، فكيف لوكان في بلد بعيد ، وزمن قديم قد انقضى ، فكيف نفهم ذلك فيما انقضى عليه قريب من أربعمائة سنة في مكان بعيد ، وقد تطرق التعصب في الواقعة فكثرت فيها الأحاديث من الجوانب فهذا الأمر لا تُفهم حقيقته أصلاً ، وإذا لم يُعهد وجب إحسان الظن بكل مسلم يمكن إحسان الظن به . ومع هذا فلوثبت على مسلم أنه اغتال مسلماً فممضى أهل الحق أنه ليس بكافر ، والقتل ليس بكفر ، بل هومعصية ، وإذا توفي القاتل فربما توفي بعد التوبة والكافر لوتاب من كفره لم تجز لعنته فكيف بمؤمن تاب عن اغتال .. ولم يُعهد حتى قاتل الحسين توفي قبل التوبة وقد نطق الله {وهوالذي يقبل التوبة عن عباده ، ويعفوا عن السيئات ويفهم ما تعملون [ الشورى /25] فإذن لا يجوز لعن أحد ممن توفي من المسلمين بعينه لم يروه النص ، ومن لعنه كان فاسقاً عاصياً لله الله . ولوجاز لعنه فسكت لم يكن عاصياً بالإجماع ، بل لولم يلعن إبليس طول عمره مع جواز اللعن عليه لا يُنطق له يوم القيامة : لِمَ لَمْ تلعن إبليس ،يا ترى؟ وينطق للاعن : لم لعنت ومِنْ أين عهدت أنه مطرود ملعون ، والملعون هوالمبعد من الله وذلك علوم الغيب ، وأما الترحم عليه فجائز ، بل مستحب ، بل هوداخل في قولنا : اللهم اغفر للمؤمنين والمؤمنات ، فإنه كان مؤمناً والله أفهم بالصواب.
—أصل فتوى، قيد الشريد من أخبار يزيد (ص57-59)

وقد سئل ابن الصلاح عن يزيد فنطق:

	لم يصح عندنا أنه أمر بقتل الحسين والمحفوظ حتى الآمر بقتاله المفضي إلى قتله إنما هوعبيد الله بن زياد والي العراق إذ ذاك ، وأما سب يزيد ولعنه فليس ذلك من شأن المؤمنين ، وإذا ‏صح أنه قتله أوأمر بقتله ، وقد ورد في الحديث المحفوظ : إذا لعن المؤمن كقتاله - البخاري مع الفتح (10/479) -، وقاتل الحسين لا يكفر بذلك ، وإنما ارتكب إثماً ، وإنما يكفر بالقتل قاتل نبي من الأنبياء عليهم الصلاة والسلام. والناس في يزيد على ثلاث فرق ، فرقة تحبه وتتولاه ، وفرقة تسبه وتلعنه وفرقة متوسطة في ذلك ، لا تتولاه ولا تلعنه وتسلك به سبيل سائر ملوك الإسلام وخلفائهم غير الراشدين في ذلك وشبهه ، وهذه هي المصيبة – أي التي أصابت الحق - ممضىها هواللائق لمن يعهد سِيَر الماضين ويفهم قواعد الشريعة الظاهرة.
—أصل فتوى، قيد الشريد (ص59-60).

وسُئل شيخ الإسلام عن يزيد أيضاً فنطق:

	افترق الناس في يزيد بن معاوية بن أبي سفيان ثلاث فرق طرفان ووسط ، فأحد الطرفين نطقوا : إنه كان كافراً منافقاً ، وإنه سعى في اغتال سِبط رسول الله تشفياً من رسول الله صلى الله عليه وسلم وانتقاماً منه وأخذاً بثأر جده عتبة وأخي جده شيبة وخاله الوليد بن عتبة وغيرهم ممن قتلهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بيد علي بن أبي طالب وغيره يوم بدر وغيرها ، ونطقوا تلك أحقاد بدرية وآثار جاهلية . وهذا القول سهل على الرافضة الذين يكفرون أبا بكر وعمر وعثمان ، فتكفير يزيد أسهل بكثير . والطرف الثاني يظنون أنه كان رجلاً صاحاً وإماماً عدل وإنه كان من الصحابة الذين ولدوا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم وحمله بيده وبرّك عليه ومن الممكن فضله بعضهم على أبي بكر وعمر، ومن الممكن جعله بعضهم نبياً .. وهذا قول غالية العدوية والأكراد ونحوهم من الضُلاّل . والقول الثالث : أنه كان ملكاً من ملوك المسلمين له حسنات وسيئات ولم يولد إلا في خلافة عثمان ولم يكن كافراً ولكن جرى بسببه ما جرى من مصرع الحسين وفُعل ما عمل بأهل الحرة ، ولم يكن صحابياً ولا من أولياء الله الصالحين وهذا قول عامة أهل العقل والفهم والسنة والجماعة . ثم افترقوا ثلاث فرق ، فرقة لعنته وفرقة أحبته وفرقة لا تسبه ولا تحبه وهذا هوالمنصوص عن الأمام أحمد وعليه المقتصدون من أصحابه وغيرهم من جميع المسلمين.
—أصل فتوى، سؤال في يزيد (ص26).

ونطق شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا: الْغُلُوُّ فِي يَزِيدَ مِنْ الطَّرَفَيْنِ خِلَافٌ لِمَا أَجْمَعَ عَلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ . فَإِنَّ يَزِيدَ بْنَ مُعَأوِيَةَ وُلِدَ فِي خِلَافَةِ عُثْمَانَ بْنِ عفان - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَمْ يُدْرِكْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا كَانَ مِنْ الصَّحَابَةِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ ؛ وَلَا كَانَ مِنْ الْمَشْهُورِينَ بِالدِّينِ وَالصَّلَاحِ وَكَانَ مِنْ شُبَّانِ الْمُسْلِمِينَ ؛ وَلَا كَانَ كَافِرًا وَلَا زِنْدِيقًا ؛ وَتَوَلَّى بَعْدَ أَبِيهِ عَلَى كَرَاهَةٍ مِنْ بَعْضِ الْمُسْلِمِينَ وَرِضًا مِنْ بَعْضِهِمْ وَكَانَ فِيهِ شَجَاعَةٌ وَكَرَمٌ وَلَمْ يَكُنْ مُظْهِرًا لِلْفَوَاحِشِ كَمَا يَحْكِي عَنْهُ خُصُومُهُ . وَجَرَتْ فِي إمَارَتِهِ أُمُورٌ عَظِيمَةٌ : - أَحَدُهَا مَقْتَلُ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَهُوَ لَمْ يَأْمُرْ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ وَلَا أَظْهَرَ الْفَرَحَ بِقَتْلِهِ ؛ وَلَا نَكَّتَ بِالْقَضِيبِ عَلَى ثَنَايَاهُ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - وَلَا حَمَلَ رَأْسَ الْحُسَيْنِ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - إلَى الشَّامِ لَكِنْ أَمَرَ بِمَنْعِ الْحُسَيْنِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَبِدَفْعِهِ عَنْ الْأَمْرِ .

وَلِهَذَا كَانَ الَّذِي عَلَيْهِ مُعْتَقَدُ أَهْلِ السُّنَّةِ وَأَئِمَّةِ الْأُمَّةِ أَنَّهُ لَا يُسَبُّ وَلَا يُحَبُّ قَالَ صَالِحُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ " قُلْت لِأَبِي : إنَّ قَوْمًا يَقُولُونَ : إنَّهُمْ يُحِبُّونَ يَزِيدَ . قَالَ : يَا بُنَيَّ وَهَلْ يُحِبُّ يَزِيدَ أَحَدٌ يُؤْمِنُ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ،يا ترى؟ فَقُلْت : يَا أَبَتِ فَلِمَاذَا لَا تلعنه ،يا ترى؟ قَالَ : يَا بُنَيَّ وَمَتَى رَأَيْت أَبَاك يَلْعَنُ أَحَدًا ،يا ترى؟

ومَا عَلَيْهِ الْأَئِمَّةُ : مِنْ أَنَّهُ لَا يُخَصُّ بِمَحَبَّةِ وَلَا يُلْعَنُ . وَمَعَ هَذَا فَإِنْ كَانَ فَاسِقًا أَوْ ظَالِمًا فَاَللَّهُ يَغْفِرُ لِلْفَاسِقِ وَالظَّالِمِ لَا سِيَّمَا إذَا أَتَى بِحَسَنَاتِ عَظِيمَةٍ . وَقَدْ رَوَى الْبُخَارِيُّ فِي صَحِيحِهِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ قَالَ : { أَوَّلُ جَيْشٍ يَغْزُوالْقُسْطَنْطِينِية مَغْفُورٌ لَهُ وَأَوَّلُ جَيْشٍ غَزَاهَا كَانَ أَمِيرُهُمْ يَزِيدَ بْنَ مُعَأوِيَةَ وَكَانَ مَعَهُ أَبُوأَيُّوبَ الْأَنْصَارِيُّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.[1]

مصادر

^ ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج6 ص7. وانظر ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص450. وأيضًا الطبري: تاريخ الأمم والملوك ـ ج3 ص350و351. وأيضًا ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص173.
^ ابن الأثير: الكامل في التاريخ ـ ج3 ص465.
^ ابن كثير: البداية والنهاية ـ ج8 ص183.
^ ابن خلكان: وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ـ ج3 ص287.
^ ابن تيمية: منهاج السنة النبوية في نقض كلام الشيعة والقدرية ـ ج2 ص253.
^ المضىي: ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ ج4 ص440.
^ ابن الجوزي: المنتظم في تاريخ الملوك والأمم ـ ج5 ص322.
^ == قول حتى يزيد بن معاوية ليس فاسقًا يقول الشيخ عثمان الخميس صاحب كتاب " حقبة من التاريخ " ما نصُّه : ( فالفسق الذي نسِب إلى يزيد في شخصه كشرب خمر أوملاعبة قردة كما يقولون أوفحش أوما شابه ذلك لم يثبت عنه بسند سليم فهذا لا نصدقه والأصل العدالة .. ) (1) . أقول : يظهر حتى هناك بعض الأيادي الأموية حرَّكت الشيخ عثمان الخميس للدفاع عن يزيد بن معاوية ، لذا نراه ينكر فسقه ولا يصدقه بل يدعي عدالته ، في حين حتى المتسالَم عليه عند فهماء الشيعة قاطبة وعند كثير من فهماء أهل السنة ثبوت فسق يزيد بن معاوية وعدم عدالته ، فقد نقل السيوطي والمضىي حتى عبد الله بن حنظلة نطق ـ في وصف يزيد بن معاوية ـ : ( إنه رجل ينكح أمهات الأولاد والبنات والأخوات ، ويشرب الخمر ، ويدَع الصلاة ) (1) . ونطق عنه المضىي : ( وكان ناصبيًّا ، فظًّا ، غليظًا ، جلفًا ، يتناول المسكِر ويعمل المنكر ، افتتح دولته بمقتل الشهيد الحسين ، واختتمها بواقعة الحرَّة ، فمقتَه الناس ، ولم يبارَك في عمره ، وخرج عليه غير واحد بعد الحسين .. ) (2) . ونطق عنه أيضًا ـ ردًّا على ما زعمه عثمان الخميس بأن الأصل فيه العدالة ـ : ( مقدوح في عدالته ، ليس بأهل حتى يُروَى عنه .. ) (3) . ولهذا نطق الشوكاني : ( أفرط بعض أهل الفهم كالكرامية ومَن وافقهم في الجمود .. حتى حكموا بأن الحسين السبط وأرضاه باغٍ على الخمير السكير الهاتك لحرم الشريعة المطهرة يزيد بن معاوية لعنهم الله .. ) (4) . ونطق التفتازاني : ( والحق إنَّ رضا يزيد بقتل الحسين واستبشاره بذلك ، وإهانته أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، مِمَّا تواتر معناه ، وإن كان تفصيله آحادًا .. فنحن لا نتوقف في شأنه ، بل في كفره وإيمانه ، لعنة الله عليه .. ) (1) . وقد نقل ابن خلكان وصف الفقيه الشافعي الكيا الهراسي ليزيد بن معاوية بقوله : ( .. وهواللاعب بالنرد ، والمتصيِّد بالفهود ، ومدمن الخمر ، وشِعره في الخمر معلوم .. ) (2) . أقول : هذه بعض آراء فهماء أهل السنة في يزيد بن معاوية ، ذكرناها ليَرى جميع منصف حتى الشيخ عثمان الخميس ليس لديه هَمٌّ سوى الدفاع عن أعداء أهل البيت عليهم السلام وإنكار الثابت عند المسلمين . ________________________________________ (1) عثمان الخميس : حقبة من التاريخ ـ ص101 . (1) السيوطي : تاريخ الخلفاء ـ ص167 . وانظر المضىي : سير أعلام النبلاء ـ ج3 ص324 . وأيضًا ابن لأثير : الكامل في التاريخ ـ ج3 ص449و450 . (2) المضىي : سير أعلام النبلاء ـ ج4 ص37و38 . (3) المضىي : ميزان الاعتدال في نقد الرجال ـ ج4 ص440 . (4) الشوكاني : نيل الأوطار من أحاديث سيد الأخيار شرح منتقى الأخبار ـ ج7 ص176 . (1) ابن العماد : شذرات المضى في أخبار من مضى ـ ج1 ص123 . (2) ابن خلكان : وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان ـ ج3 ص287 .