عبد اللطيف أبو رجيلة

عودة للموسوعة

عبد اللطيف أبورجيلة

عبد اللطيف أبورجيلة

عبد اللطيف أبورجيلة ( - ) رجل أعمال مصري، لقبه "امبراطور الأتوبيس".

ابن مدينة إسنا الصعيدية، المولود في أم درمان في السودان، والذي تفهم وعمل في البداية في القاهرة، واكتسب الخبرة الفهمية والعملية في لندن وروما، فكانت الصفقة الأولى في إيطاليا، ثم حقق الشهرة والنجاح في القاهرة من جديد، قبل حتى يتوزع نشاطه بعد التأميم بين إيطاليا والسودان، لتنتهي الرحلة في مصر وسط الحسرة على الحلم الضائع.

رحلةٌ زاخرة بالتفاصيل المثيرة

بعد التعليم الأولي في السودان، اتى أبورجيلة إلى القاهرة، والتحق بالمدرسة السعيدية الثانوية. وفي الجامعة التحق بكلية التجارة، وكان يعول نفسه بممارسة عمل تجاري على نطاق ضيق مع بعض أقاربه عمل عبد اللطيف أبورجيلة بعد تخرجه في بنك مصر، وأخذ يتفهم ويستفيد من تجربة أستاذه: طلعت حرب كان أبورجيلة يعتبر نفسه تلميذاً في مدرسة طلعت حرب -الذي لم يصل يوماً إلى قائمة أغنى أغنياء مصر بالرغم من دوره الاقتصادي الكبير- وكان يؤمن بأن النجاح، كهدف، ينبغي حتى يسبق جمع الثروة، لدى أي رجل أعمال، وأن المال يجب حتى يجري في مشروعات طول الوقت، ولا يتكدس في البنوك لحظة واحدة! بدأ رحلة الاستيراد والتصدير برأسمال متواضع: 34 جنيهاً

اقتنى أبورجيلة آلة محررة ومخطاً وطوابع بريد، وعيّن موظفاً ليعاونه بمرتبٍ لا يزيد عن خمسة جنيهات في الشهر، وانطلق في مشروعه الجديد

يقول في حديثٍ له مع سكينة السادات (مجلة المصور، مارس آذار 1959): "كانت السنة الأولى في هذا العمل سنة كفاح بل سنة حرب، واجتزت معارك السنة الأولى، وبدأت معارك السنة الثانية، وبعد ثلاث سنوات أخرى، سارت سفينة العمل في الطريق السليم، وبدأت تتجه إلى بر الأمان "ومضيت في طريقي هذا حتى غمرتني الملايين كما يقولون، وما زلت – وأنا في غمرة ملاييني- أذكر رأسمالي العظيم الذي تدفقت منه هذه الملايين. لقد كانت أربعة وثلاثين جنيهاً عظيمة حقاً، لأنها أنبتت أضعاف أضعافها، كأنها الحبة المباركة التي وصفها القرآن الكريم بأنها أنبتت سبع سنابل، في جميع سنبلة مئة حبة"

عملٌ شاقٌ ونجاح وصعود، ثم إفلاس وهبوط. كانت ثروة أبورجيلة كلها في موانيء إيطاليا ممثلة في كميات كبيرة من البضائع، وضاع جميع شيء في غارات الحرب العالمية الثانية التي طالت بالدمار الأغلب الأعم من الأراضي الإيطالية. أصبح وفق تعبيره الساخر "على الحديدة"، لكنه لم يعهد اليأس، وعاود الصعود إلى القمة (مصطفى بيومي، عبد اللطيف أبورجيلة "إمبراطور الأتوبيس"، سلسلة رواد الاستثمار، مركز إعداد القادة لإدارة الأعمال، وزارة المالية، مصر، 2008)

عاش أبورجيلة في إيطاليا سنواتٍ طويلة قبل ثورة يوليو1952، وتزوج من إيطالية تدعى لندا، كانت صديقة دراسة لابنة أسرةٍ مصرية تعيش هناك. ويشير أبورجيلة إلى حتى لندا صعيدية إيطالية مثلما هوصعيدي مصري، فهي من منطقة كالابريا Calabria جنوب إيطاليا. ظل أبورجيلة من العازفين عن الزواج إلى حتى التقى المرأة التي تعلق بها قلبه فتزوجها، ولكن لم يرزقهما الله بأطفال.

عاد إلى مصر للمرة الأولى عام 1949 قبيل نهاية عام 1949، بعد انقطاع تجاوز 12 عاماً. اقتنى بترة أرضٍ في وسط القاهرة، تبلغ مساحتها ستة آلاف متر تحيط بها شوارع سليمان ومعروف وشمبليون وعبد الحميد سعيد، كما اقتنى مغرسةً تبلغ مساحتها 400 فدان حدائق في منطقة عين شمس، لكنه عاد إلى إيطاليا من حديث في نهاية عام 1952، بعد شهورٍ قليلة من ثورة يوليو استنادىه عبد اللطيف البغدادي، وزير الشؤون البلدية عام 1954، وطلب منه حتى يتولى أتوبيس القاهرة، فوصل المرفق على يديه إلى مستوى غير مسبوق من النمو، والنظام، والنظافة، والكفاءة في الأداء، وبلغ حداً لم يكن يتخيله أحد، وكان ينقل ١٣ مليون راكب شهرياً، من خلال شركة كانت تضم ٤ آلاف موظف

ولا بد حتى الذين عاشوا تلك الأيام، يذكرون جيداً، كيف من الممكن أن كان مرفق النقل الداخلي في العاصمة وقتها، على يد الرجل، ثم كيف من الممكن أن أصبح الآن، وكيف تحول الأتوبيس من وسيلة لنقل المواطن، إلى أداة لتعذيبه!

بعد عامين من بدء العمل، كان لدى خطوط القاهرة أكثر من 400 سيارة أتوبيس تقدم خدمات راقية وبكفاءة، وفق مواعيد منضبطة- ولم يكن الزمن الفاصل بين جميع سيارتين في الخطوط المزدحمة يتجاوز ثلاث دقائق- ينفذها سائقون ومحصلون ومُدرَبون. وكان هناك تفتيشٌ صارم يحول دون الاستهانة بالراكب والإساءة إليه وإهدار وقته، وجراجات حديثة لإيواء السيارات وصيانتها في ورشات متطورة بنى أبورجيلة أكبر جراجين في مدينة القاهرة، أولهما عند مدخل القبة على مساحة 13 فداناً، وثانيهما بالقرب من نفق الجيزة، فضلاً عن جراج ثالثٍ كان مِلكاً لشركة أمنيبوس العمومية بشارع إسطبلات الطرق في حي بولاق، اشتراه أبورجيلة لينضم إلى شركته العملاقة

وكان أبورجيلة يتخفى ويركب الأتوبيس مرة جميع شهر، ليرى كيف من الممكن أن يتعامل موظفوشركته مع الركاب، واحتد ذات مرةٍ على سائق تجاوز محطة من المحطات المقرر له حتى يقف فيها.

كانت أنظف حافلات في مصر، كما نراها في فيلم "الكمساريات الفاتنات" بطولة إسماعيل ياسين وعبد السلام النابلسي ونجاح سلام.. وبالعمل كان أبورجيلة - الذي سُمي علي اسمه المدرب محمود عبد المنعم الذي كان يعمل لديه في جراج الأميرية، فأصبح مشهوراً باسم محمود أبورجيلة - يعين مُحَصِلات في أتوبيساته ويختارهن بدقة وعناية لجذب الركاب من شركتي مقار وسوارس المنافستين له، وبسبب هذا تم خلق هذا الفيلم

ونقرأ عند سامي شرف، الذي عمل سكرتيراً للمعلومات لدى الرئيس جمال عبد الناصر أنه بعد ثورة يوليو1952 عرض المليونير المعروف أبورجيلة على والد عبد الناصر حتى يعينه بمرتب كبير عضواً في مجلس إدارة إحدى شركاته للأوتوبيس. ولما فهم عبد الناصر بهذا العرض نطق لوالده: "يا والدي دول عايزينك عضومجلس إدارة.. إزاي وإنت راجل بتاع بوستة وتلغراف؟! دول عايزين يشتروني من خلالك". ورفض جمال هذا العرض كما رفضه الحاج عبد الناصر حسين (سامي شرف، سنوات وأيام مع جمال عبد الناصر.. شهادة سامي شرف، الفرسان، القاهرة، 2005)

عبد اللطيف أبورجيلة مع المشير عبد الحكيم عامر

وحين تولى عبد اللطيف أبورجيلة رئاسة نادي الزمالك عام 1956، حصل النادي على بطولة الدوري لأول مرة في تاريخه، منذ نشأ عام ١٩١١. وفي تلك الفترة ارتفعت ميزانية النادي من 6000 جنيه إلى 18000 جنيه ودخل الزمالك فترة جديدة انتعش فيها وتوسعت المنشآت بشكلٍ ملحوظ. تبرع أبورجيلة بمبلغ كبير لبناء مقر نادي الزمالك في ميت عقبة عام 1958، بعد حتى كان الزمالك مجرد ثلاث غرف ومدرج خشبي مكان مسرح البالون وإلي جواره نادي الترسانة مكان السيرك القومي على فرع النيل الصغير بالعجوزة. وعندما بدأ الإعداد لبناء الاستاد وقع عجز في الميزانية المقررة للبناء، فلجأ أبورجيلة إلى طريقة ذكية

فقد كانت هناك شركتان تتنافسان على توريد البنزين والسولار إلى أسطول شركة أتوبيسات القاهرة التي يمتلكها عبد اللطيف أبورجيلة، فبادر إلى الاتصال بقيادات هاتين الشركتين في محاولة لتخفيض ثمن البنزين ونجح في تخفيض المبلغ بمقدار 50 مليماً في ثمن اللتر، ليتوفر من خلال الملاليم مبلغ وصل إلى أكثر من عشرة آلاف جنيه، ليتم بناء مدرجات الدرجة الثالثة في النادي، ويفتتح ملعب الزمالك بلقاء مع فريق دوكلا براغ التشيكي في مباراةٍ امتلأت فيها مدرجات الزمالك عن آخرها، وانتهت بفوز الزمالك بثلاثة أهداف نظيفة

جعل أبورجيلة من مقر النادي بترة من الجنة، وسط حقول ميت عقبة ومنازلها العشوائية آنذاك. وعندما أدخل المياه إلى نادي الزمالك لم ينسَ حتى يمد المياه لسكان ميت عقبة الفقراء مجاناً على نفقته بعد حرب فلسطين عام 1948، لم يتردد في تقديم الدعم للجيش المصري، وخط في مذكرةٍ حملها للوزيرين عبد اللطيف البغدادي وحسن إبراهيم، رداً على اتهاماتٍ باطلة وُجِهَت إليه: "لا شك أنه يعز على أي مواطن صالح حتى يجد نفسه موضع التشكيك والاتهام، وخصوصاً إذا كان هذا المواطن من رجال الأعمال الذين يعتمدون على الثقة باسمهم"

وعندما طلبت منه وزارة الحربية تمويل صفقات الأسلحة التي كان الحظر مفروضاً عليها بعد الحرب، بادر بالاستجابة. وعندما تعرضت مصر للعدوان الثلاثي عام 1956، بادر إلى وضع حافلات شركته تحت تصرف القوات المسلحة وتكفل بمسؤولية تموينها ودفع أجور سائقيها.

وفي 26 أغسطس 1957، خط إقراراً قدمه إلى الحكومة المصرية، اتى فيه: "بما أنني تجاوز حتى تقدمت إلى السلطات المختصة في إيطاليا بطلب تحويل إيراداتي إلى مصر ولكن هذه السلطات رفضت هذا الطلب بحجة أنني لم أقم باستيراد باقي المبالغ المطلوبة لي من وزارة الحربية والناشئة عن العقود التي أبرمتها معها بشأن استيراد أسلحة من إيطاليا والتي كنت مُموِلاً فيها.

"وبما أنني قد أعدت السعي للموافقة على إجراء هذا التحويل في صورة بضائع أقوم بتصديرها إلى مصر وقد قمت عملاً باستيراد ماكينات لأعمال الطرق في حدود مبلغ خمسة وثلاثين ألف جنيه في عام 1955. وما زلت أسعى لإتمام هذا التحويل في صورة بضائع على نطاق أوسع وقدمت بذلك طلباً إلى السلطات الإيطالية والمصرية لاستيراد بضائع في حدود مئة ألف جنيه بدون لقاء.

"وبما أنني تجاوز حتى أثبتُ في إقرارات الضريبة على الإيراد العام إيراداتي في الخارج "وإظهاراً لتعاوني الكامل فإني أقرر بموجب هذا أنني على استعداد لتحويل جميع إيراداتي في إيطاليا إلى مصر. وإذا لم ينجح مسعاي في ذلك فإني سأطلب من السلطات المصرية معاونتي لدى السلطات الإيطالية للحصول على هذا التحويل" والإقرار واضحٌ في دلالته على موقف رجل أعمال يملك حساً وطنياً عالياً، ويضع المصلحة العامة فوق مصالحه الشخصية غير حتى جميع ذلك لم يشفع له في شيء، حين عصفت به قرارات التأميم، في مطلع الستينيات، فانتقل للإقامة في روما وهويقترب من سن الخمسين. وأثناء سنوات غربته، قدم أبورجيلة تجربة ناجحة في الخرطوم، واستدعى بيت خبرة بلجيكي الجنسية ليضع حلولاً عملية لمشكلة المرور التي تعاني منها العاصمة السودانية.

عاد إلى مصر في منتصف السبعينيات، وعاش بقية عمره حزيناً على إهدار تجربته، كفرد، وإهدار تجربة بلد بكامله، وهي تجربة كانت في مطلع الخمسينيات لا تزال تتلمس الطريق، وقد كانت هناك بدايات قطاع خاص ينمو، وبدايات أحزاب تتحرك، فاتى مَن وأدها في مهدها، لنعود إلى المربع الأول!

كانت وصية عبد اللطيف أبورجيلة أنه لا نجاح لهيئة النقل بمعزلٍ عن محاربة الرشوة والسرقة والإهمال والتسيب. وظل يردد بثقةٍ حتى أزمة المواصلات في القاهرة يمكن حتى تُحل قبل حتى ينتهي من قهوته

لكن قهوته انتهت، وهورحل، لتبقى معضلة المرور والنقل في أعناقنا جميعاً.

مجهودات أخرى

عمل أبورجيلة في تصدير الحبوب والحاصلات الزراعية، وكان توريده للأسلحة عملاً وطنياً بين عامي 1948 و1952، وهوما عرضه للتهديد والاعتداء من القوى الصهيونية في إيطاليا. وشارك في تأسيس شركة الخزف والصيني وأسس شركة القاهرة للتأمين، وشركة للأسمنت ساهمت في تعمير مدينة بورسعيد بعد العدوان الثلاثي. وكان من عشاق العمل الزراعي واستصلاح الأراضي، وكان عشقه هذا سبباً في تطويره وسائل النقل.


المصادر

  1. ^ ياسر ثابت. "أثرياء مصر زمان..والآن (14): أبورجيلة.. إمبراطور الأتوبيس". http://yasser-best.blogspot.com. Retrieved 2009-09-12. External link in |publisher= (help)
تاريخ النشر: 2020-06-04 06:48:39
التصنيفات: CS1 errors: external links, رجال أعمال مصريون

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

رابط الاستعلام عن نتيجة تقديم رياض الأطفال بالمدارس التجريبية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:24
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 66%

مصرع وإصابة 12 باصطدام قطار بسيارة فى الشرقية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:19
مستوى الصحة: 59% الأهمية: 60%

إجراء 1.3 مليون عملية جراحية ضمن مبادرة الرئيس لإنهاء قوائم الانتظار

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:24
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 64%

وزير الإسكان: الانتهاء من تنفيذ 121 مشروعًا ضمن «حياة كريمة» بأسوان

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:26
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 59%

الحكومة تنفى نقص السلع الاستراتيجية بالأسواق

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:19
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 67%

رئيس الوزراء يتفقد مكتب بريد سيدى عبدالرحمن ثانٍ

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:18
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 57%

ضبط عاطل هارب من أحكام قضائية بمواد مخدرة وسلاح نارى

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:34
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 57%

«الأوقاف» تعلن افتتاح 17 مسجدًا اليوم في ست محافظات - أخبار مصر

المصدر: الوطن - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:20:53
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 56%

ذعر الحرب النووية يتصاعد.. تفاصيل معركة محطة زابوروجيا النووية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:21
مستوى الصحة: 46% الأهمية: 56%

موعد ورابط تنسيق الدبلومات الفنية الدور الثاني 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:41
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 62%

3 وزراء يناقشون خطة مواجهة نوبات تلوث الهواء الحادة

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:21
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 69%

أسماء المصابين في حادث تصادم أبوسلطان بالإسماعيلية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:31
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 51%

جدول مواعيد صرف مرتبات شهر سبتمبر 2022

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2022-09-02 12:21:23
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 64%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية