نزهة الألباء في طبقات الأدباء

نزهة الألباء في طبقات الأدباء Nuzhat al- Alibba`- Fi- Tabaqat al- Udaba نُزهة الأَلِبَّاء في طبقات الأدباء كتاب في تراجم اللغويين والنحويين والأدباء. ألفه أبوالبركات، كمال الدين، عبد الرحمن بن محمد الأنباري (ت577هـ، 1181م) من كبار فهماء النحووله مصنفات غزيرة.

استهل ابن الأنباري كتابه بمقدمة ذكر فيها نشأة فهم النحو، وعزا أصول ذلك إلى علي بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ الذي أخذ عنه أبوالأسود الدؤلي. ثم عرض لأسباب وضع النحووساق السيرة المشهورة التي رواها أبوالأسود عن علي ـ رضي الله عنه ـ وأطال في ذلك. وذكر نصر بن عاصم ويحيى بن يعمر وغيرهما. وقد مزج مقدمة الكتاب بالتراجم دون فصل.

اتبع الأنباري نهج من سبقه، فصنف الفهماء حسب ترتيبهم الزمني فبدأ بذكر النحويين واللغويين الأوائل ثم استمر في ذلك حتى عصره. وبذلك يعد كتاب الأنباري تكملة لكتاب أبي بكر الزبيدي طبقات النحويين واللغويين لأنه سار على نمطه ثم أكمله بذكر فهماء القرون التالية لعصر الزبيدي.

وإن كان الزبيدي قصر تصنيفه على النحويين واللغويين فقد زاد الأنباري عليه بإدخاله تراجم بعض الشعراء والكتّاب كأبي نواس وأبي تمام والجاحظ والصاحب بن عبّاد وأضرابهم. ولعل المؤلف ينطلق من مفهوم واسع للأدب يجعله يضم هؤلاء الفهماء نحاة ولغويين وشعراء وكتّابًا. إلاّ حتى المأخذ عليه هوتوسيعه دائرة البحث ومعالجته لأربع طوائف مما جعله يقتضب التراجم ولا يوفي أي طائفة من طوائف الفهماء حقها.

وقد اتى الكتاب مختصرًا وجيزًا ضم نحومائة وسبعين ترجمة وهوعدد قليل إذا قيس بالمصنفات التي سبقته. وقد كان بإمكانه حتى يؤلّف كتابًا ضخمًا يضمنه عصارة الخط التي ألفت قبله مثل كتاب الزبيدي ثم يضيف إليه فهماء القرنين الخامس والسادس اللذين لم يدركهما الزبيدي. غير أنا نجد للأنباري عذرًا؛ إذ من الممكن كان هذا الكتاب من جهده المحض، وأنه لم يطّلع على كتاب الزبيدي، ولا وقف عليه، لبعد الشُّقة بينهما؛ لأن الأنباري بالمشرق والزبيدي بالأندلس. والذي يؤكد هذا حتى الأنباري لم يذكر الزبيدي في تراجمه.

بدأ الأنباري تراجمه بأبي الأسود ثم مضى في ذلك حتى ختمها بشيخه أبي السعادات ابن الشجري. ونطق عنه إنه آخر من شاهده من أكابر حذاق العربية. وقد ذكر سلسلة طويلة أخذ عنها شيخه ابن الشجري وكأنه يريد حتى يؤكد حتى علومه هذه قد أخذها عن الأكابر سندًا متصلاً.

طبع الكتاب في مصر وألحقت به فهارس مفيدة.