جمنة
جمنة ، هي بلدة بالجنوب التونسي تابعة إداريا إلى ولاية قبلي. وتقع على الطريق التي تربط مدينة قبلي بمدينة دوز، على بعد 16 وقع من المدينة الأولى. وتوجد بها دائرة بلدية، ويبلغ عدد سكانها 6128 نسمة طبقا لإحصاء سنة 2004.
ذكرت بلدة جمنة لأول مرة في رحلة العياشي (ق 17م)، الذي مر بها ذكر أنها "زاوية ينطق لها جمنة بها قبر رجل من الصالحين ينطق له سيدي أحمد الجمني وعقبه إلى الآن بالقرية متمسكون بسيرة الفقراء يطعمون الطعام".
أسطورة التأسيس
يعيد الجمنيون أصلهم إلى الصحابي المقداد بن الأسود الكندي أي المقداد بن عمرووتقول أسطورة التأسيس إذا جدهم سيدي عبد الله الحاج قدم إلى نفزاوة في منتصف القرن الهجري الثاني/8م، وتوقف في القرية التي ستحمل اسم جمنة وقد وجدها آهلة بالسكان غير أنها كانت تعاني من قلة الماء. وعندما عثر الماء وسخا ذات يوم، نادى العين قائلا : "جمي ببركة الله" طالبا من الله حتى يملأها، فارتفع مستوى الماء لتزول عنه النجاسة. ومن هنا اتىت تسمية البلدة بجمنة.
تاريخيا
شهدت جمنة في النصف الأول من القرن السابع عشر تحولات عميقة دفعت بمجموعات من سكانها إلى النزوح نحوشمال نفزاوة، واستقروا بقريتي أم الصمعة وزاوية الحرث ، وظهر في هذه الفترة ذاتها أشهر الجمنيين في العصر الحديث ألا وهوالفهم الصوفي سيدي إبراهيم الجمني (1037-1134هـ /1628-1722م) الذي تفهم بالمغرب والمشرق ليستقر به المطاف أخيرا بجزيرة جربة. واستقرت مجموعة أخرى من الجمنيين بمطماطة. وفي القرن العشرين نزحت مجموعات أخرى إلى العاصمة التونسية حيث استقروا بضواحيها الجنوبية (جبل الجلود، مقرين، حمام الأنف).
عهد الجمنيون باهتمامهم بالفهم والفقه واحتراف الخطط الدينية والتعليمية من إفتاء وإشهاد وإمامة وتدريس وقضاء، سواء بنفزاوة أوبغيرها من جهات البلاد جنوبا وشمالا. وقد استمر هذا الدور بما يساير العصر، إذ برز عدد من الجمنيين واحتلوا مواقع متقدمة في التعليم الثانوي والعالي والبحث الفهمي. نذكر منهم الأستاذ الطاهر القلالي، أستاذ الجيولوجيا بكلية العلوم ورئيس مدينة العلوم بتونس سابقا. والأستاذ عبد المجيد البدوي الأستاذ بكلّية الآداب والفنون والانسانيّات بمنوبة ومدير معهد بورقيبة للغات الحيّة بتونس (سابقا).
المراجع
- محمد ضيف الله، نوافذ على تاريخ نفزاوة، نابل-تونس 2000.
- محمد ضيف الله، المجتمعات المائية بتونس : قبلي وزغوان في القرن التاسع عشر، المغاربية للنشر تونس 2005.
- - Moreau (Pierre), Des lacs de sel aux chaos de sable, le pays des Nefzaouas, IBLA, Tunis 1947.