أحمد فؤاد الأهواني
أحمد فؤاد الأهواني (ت. أربعة محرم 1390هـ = 12 مارس 1970) عالم الكبير أستاذ بجامعة القاهرة، وأحد روّاد فهم النفس في العالم العربي.
الدكتور الأهواني قارئ نشيط متوثب، شغل المجلات الأدبية بنقدات كثيرة للخط الحديثة، إذ كان لا يقرأ كتاباً حتى يبدي فيه رأيه، على صفحات الرسالة والثقافة والكتاب، وغيرها من المجلات الذائعة، حتى لنقرأ له في الشهر الواحد عدة منطقات تتحدث عن الخط المعاصرة، وقد خط منطقين عن ديوان شعري أصدره صديقه الأستاذ محمد عبدالغني حسن، وكان إلى المجاملة وذكر المحاسن أقرب منه إلى المؤاخذة وتلمس الزلات، وقد قرأ الأستاذ أنور ما خط الدكتور الأهواني فلم يرقه الحديث عن ديوان الشاعر محمد عبد الغني حسن، لأن له رأياً في شعره يخالف ما اتجه إليه الدكتور الأهواني، ومن حقه حتى يبدي رأيه كما يشاء، ولكنه تطرق إلى شخصية الدكتور الأهواني بما كان يجب حتى يحترز عنه من الانتقاص الأدبي، إذ هوفي رأيه مدرس فلسفة لا يجوز له حتى ينقد الدواوين الشعرية، وقد قرأ الدكتور الأهواني ما خط المعداوي، فلم يرقه، ونطق لبعض أصدقائه إذا بكلام المعداوي تجريحاً، يجعله يحمل دعوة قضائية عليه، نطق ذلك فقط، ولم يعمل شيئاً، ولكن بعض الكرام أهل النوايا الطيبة وهم كثيرون أبلغوا المعداوي بما نطق، فانتهزها فرصة للهجوم الظالم على الأهواني، والتجريح الأدبي الواضح، وخط منطقاً بمجلة الرسالة نطق فيه (العدد 887 الصادر بتاريخ ثلاثة يوليوسنة 1950): (جناية الفلسفة على العقول قد تحققت بالنسبة إلى الدكتور الأهواني مرتين، المرة الأولى حين أوهمته فلسفته أنه يستطيع حتىقد يكون أدبياً يشارك في هذا الذي يشارك فيه الأدباء، وناقداً يخوض في هذا الذي يخوض فيه النقاد، وثانياً حين ألهمته هذه الفلسفة حتى لقاءنا في ساحة النيابة أسلم تغنيه من لقائنا على صفحات الرسالة! ولم يفكر الدكتور الأهواني طويلاً، لأن منطق الفلسفة الأهوانية لا يعترف بمبدأ الإحجام عن أي أمر من الأمور).
ثم نطق المعداوي بعد كلام يدور هذا المدار، وكله تهكم بإنسان لم يتجن كما يبدو: (هذه الفكاهة المتفلسفة عمادها في شكوى الدكتور الأهواني، أننا قد تهجمنا على مكانته الفهمية، وأستاذيته الجامعية، وأنه لا تكافؤ بين الناقد والمنقود، فالناقد أنور المعداوي ليس دكتوراً حتى يحق له حتى يتطاول على أستاذ في الجامعة، وحسبك دليلاً على هذا التواضع، حتى الدكتور الأهواني لم يشأ حتى يتشدد مع النقاد، ولوشاء لطلب إلى النيابة العامة حتى تطبق القانون على جميع ناقد يتعرض له).
ويتبيّن لنا حتى المعداوي أثبت أولاً حتى الأهواني سيشكوه للنيابة، ثم نطق إنه لم يشأ حتى يطلب إلى النيابة حتى تطبق القانون على جميع ناقد يتعرض له! ثم نطق المعداوي بعد موازنة أقحم فيها ذكر الأستاذ العقاد، ورأيه في الدكتور الأهواني: (دكتور في الفلسفة، وأستاذ في الجامعة، هذا حق لا يمكننا حتى نجادل فيه، ولكن بقي حقٌّ آخر لا يحتمل المناقشة، وهوحتى الدكتوراه التي يحملها الدكتور الأهواني، كانت أول دكتوراه فيما نفهم يحصل عليها صاحبها، مجردة من مراتب الامتياز ودرجات التفوق! ترى هل يستطيع حتى يجادلنا في هذا الواقع الذي شهدناه بأعيننا يوم نوقشت رسالته،يا ترى؟ وقد كانت عن التعليم في رأي القابسي، ومع ذلك فهويزدهي علينا بالدكتوراه وأستاذ الجامعة، يفخر علينا بالأستاذية ثم لا يجد ضيراً من حتى يجهر بعدم التكافؤ بين المعداوي والأهواني، إذا الحصول على الدكتوراه في مصر ليس أمراً عسير المنال كما تتوهم الفكاهة الفلسفية، وخاصة إذا روعي في الحصول عليها ذلك التواضع الذي يحرص على حتى تكون الألقاب الفهمية مجردة من تفوق المراتب والدرجات.
