أيقونات الإعلام الجديد
يكثر الحديث منذ سنوات عن «الإعلام الجديد» ومنافسته لوسائل الإعلام التقليدي، وقد يعتقد كثيرون من ذوي النظرة الكلاسيكية حتى «المنافسة» تكمن في المواقع الإلكترونية الإخبارية والصحف الإلكترونية وحسب، إلا أنه في الواقع، وكما تظهر الأسماء الواردة أدناه، حتى «سبل» المنافسة تختلف عن تلك النظرة الكلاسيكية المباشرة، فمثلا مسقط التعارف الاجتماعي الشهير «فيس بوك» يمثل منافسة كبرى، على الرغم من انه ليس مسقطا إعلاميا تقليديا (بمعنى أنه لا يقدم قصصا خبرية أومحتوى إعلامي)، والسر يكمن هنا في «التفكير خارج العلبة» كما ينطق بالإنجليزية، ذلك لأن مسقطا مثل «فيس بوك» فيما لا يسحب البساط إخباريا من قبل مؤسسات إعلامية تقليدية، فإنه يسحب «الوقت» الذي كان يمكن لشخص حتى يمضيه في تصفح جريدة أومشاهدة تلفزيون، ساحبا مجموعة من المعلنين في تلك الوسائل كذلك. فيما يلي قائمة بأبرز الأسماء التي برزت في المجال الذي يمكن وصفه بـ«الإعلام الجديد» أخيرا:
* «فيس بوك».. تعارف اجتماعي وأكثر
- كما ورد أعلاه، فإن «فيس بوك» [www.facebook.com] بدأ أساسا كمسقط للتعارف الاجتماعي أوالـ Social Networking، الذي يعتمد بشكل كبير على المحتوى المزود من قبل المستخدم، أوالـ User Generated Content، كما يعهد بالإنجليزية، مثل الآراء والمدونات الشخصية والصور الفوتوغرافية الرقمية وغيرها. فيما يعتبر الغرض الأساسي من المسقط هوالتواصل بين أعضائه المسجلين به. وقد كون جميع من الـ175 مليون إنسان المسجل في المسقط (وهورقم يساويسبعة أضعاف سكان السعودية تقريبا.. أوضعفي عدد سكان بلد مثل مصر) صفحة خاصة به تضم معلومات شخصية وصورا وآراء شخصية، وينشئ المستخدمون كذلك «نواد» للاهتمامات المشهجرة وصفحات للمناسبات والفعاليات التي يودون حتى يعلنوا عنها. المسقط تعرض لجدل أخيرا بسبب إعلانه أنه يعتزم استخدام هذه المعلومات الشخصية لأغراض ترويجية، مما أثار حفيظة المدافعين عن الخصوصية، إلا أنه في جميع الأحوال يستقطب الإعلانات الإلكترونية بشكل لافت، و«موجه» لكل مستخدم حسب اهتماماته المعلنة. أخيرا، كان لافتا التعاون بين قناة «سي إذا إن» الإخبارية وهذا المسقط لتغطية فعاليات تنصيب الرئيس الأميركي الجديد باراك أوباما.. وبعد ساعة من تنصيب أوباما، كان هناك أكثر من 129 ألف تعليق من المراقبين للتنصيب على صفحة «فيس بوك» الخاصة بـ«سي إذا إن» بعد حتى سجل 25 مليونا من مستخدمي المسقط انضمامهم إلى صفحة «سي إذا إن» على المسقط. آخر أخبار المسقط كان إطلاق نسخة منه باللغة العربية والعبرية، وكان ذلك الأسبوع الماضي. إضافة إلى «فيس بوك» هناك مواقع تعارف اجتماعي أخرى حققت نجاحا لافتا مثل «ماي سبيس» و«أي سمول ورلد» و«لينكد ان».
* «غوغل».. أصبع في جميع مجال
- على الرغم من جميع المنتجات التي يقدمها محرك البحث الأشهر «غوغل»، فإن الخدمة الأساسية التي عثر من أجلها، البحث، لا تزال منجم المضى بالنسبة لهذا المسقط. ذلك لأن الناس لن يتوقفوا عن طرح الأسئلة والبحث عن الأمور المتنوعة، وطالما هناك بحث، فسيكون هناك «غوغل»، والنجاح اللافت لهذا المسقط هوأنه استطاع تحويل هذا الأمر إلى نموذج تجاري، وذلك عن طريق الإعلانات المدفوعة الموجودة على صفحات البحث، أوعن طريق الروابط والإعلانات التي يضعها المسقط على مواقع أخرى لقاء بدل مادي معين يتقاسمه المسقط مع «غوغل». وخلال السنوات الماضية، طور «غوغل» خدمة إخبارية خاصة به هي «غوغل نيوز»، كما نفذ خطوة استراتيجية لافتة في شراء مسقط «يوتيوب» لملفات الصوت والصورة (الذي تفوق على خدمة «غوغل فيديو» التي كان المسقط قدمها سابقا)، وقد لاقى مسقط «يوتيوب» أهمية كبرى، حيث أصبح لعدد كبير من قادة العالم «قنوات» خاصة بهم يتواصلون من خلالها مع العالم، ومن بين هؤلاء الملكة رانيا العبد الله، والرئيس باراك أوباما , ورئاسة الوزراء البريطانية (10 داونينغ ستريت). وفي الأسبوع الماضي، أعرب «غوغل» إصدار نموذج بيتا من خدمة «الإعلان على أساس الاهتمامات» على جميع من «YouTube» والمحتوى الشبكي لـ«Google». وتعد خدمة «الإعلان على أساس الاهتمامات» وسيلة تمكن المسوقين من التواصل مع الناس على أساس اهتماماتهم والمواقع التي يقومون بزيارتها.
* «تويتر».. الأخبار فور حدوثها
- «تويتر» (Twitter)، هومسقط شبكات اجتماعية يقدم منذ عام 2006 خدمة تدوين مصغر، التي تسمح لمستخدميه بإرسال تحديثات (Tweets) عن حالتهم بحد أقصى 140 حرفا للرسالة الواحدة. وذلك مباشرة عن طريق مسقط «تويتر» أوعن طريق إرسال رسالة نصية قصيرة SMS)) أوبرامج المحادثة الفورية. صغر التدوين الرقميات جعل الخدمة عملية للغاية للأخبار العاجلة، التي تتميز بأنها تتصدر المسقط فور حدوثها، ومع تسجيل عدد كبير من الإعلاميين في هذا المسقط، أصبح له أهمية إخبارية متزايدة، خاصة للباحثين عن آخر التطورات في تغطية وقع معين.
* مواقع ومدونات «الوزن الثقيل»
- على الرغم من وجود الملايين من المدونات الإلكترونية، وانتشار هذه الظاهرة، حتى باتت هناك محركات درس خاصة مثل «تكنوكراتي»، فإن هناك أسماء قليلة لمعت ووضعت المعيار بالنسبة لمستقبل التدوين الرقمي. على الصعيد السياسي، هناك بالتأكيد «درادج ريبورت»، وهومسقط يقدم أساسا روابط لقصص إخبارية من أميركا وحول العالم حول آخر المستجدات، واللافت هوحتى بداية هذا المسقط كانت في عام 1994، حيث بدأ كتقرير يرسل عبر البريد الإلكتروني للمشهجرين. لكن تقرير «داردج» (يميني التوجه) يلاقي منافسة شديدة منذ نحوثلاثة سنوات، حين أسس وبدأ ينمومسقط «هافينغتون بوست» التي أسسته المحررة المحافظة السابقة (التي تحولت وبقوة إلى الليبرالية وكانت من أبرز داعمي الرئيس أوباما)، اريانا هافينغتون. وفي هذا السياق تبرز مؤسسة «بوليتكو» ومقرها واشنطن ، وهي متخصصة في الأخبار السياسية، وعلى الرغم من حتى نشاطها لا يقتصر على الإنترنت (تصدر مطبوعة كذلك) فإنها نشطة جدا إلكترونيا، وقد أعربت مؤخرا عن تحالف استراتيجي مع وكالة «رويترز»، من أجل تقديم الموضوعات للصحف وبيع الإعلانات على مواقع الصحف على الإنترنت، في أحدث خطوة في المنافسة المتزايدة بين وسائل الإعلام الإخبارية الإلكترونية التي تعمل على ملء الفراغ الذي تخلفه صناعة الصحافة المطبوعة المتراجعة. وبموجب الاتفاق تحصل «بوليتكو» على حق بيع الإعلانات على صفحات المواقع الإلكترونية للصحف التي تحتوي على موضوعات لـ«بوليكتو» و«رويترز»، على الرغم من حتى ذلك لا ينطبق على الصفحات المطبوعة، وستتقاسم مع الصحف إيرادات تلك الإعلانات. وفي الوقت نفسه، تبدأ «رويترز» في نقل معظم أعمال «بوليتكو» عبر شبكتها الإخبارية.
* «فليكر».. الحدث بالصورة
- إذا ما أردت حتى ترى صورا عن أي شيء أوأي موضوع على الإطلاق، فما عليك سوى زيارة مسقط «فليكر»، ذلك لأن هذا المسقط يزعم أنه يحوي أكثر من ثلاثة مليارات صورة عن مختلف المواضيع، يقوم مستخدموها بتحميلها والإضافة إليها باستمرار. «فليكر» كان نتيجة طبيعية لتنامي انتشار الكاميرات الرقمية وسهولة «التحميل» إلى أجهزة الحاسوب، سيما حتى غالبية أجهزة الجوال اليوم باتت مزودة بكاميرات عالية الوضوح. بمعنى آخر، فإن «فليكر» يتضمن فقط المحتوى المزود من قبل المستخدمين، وقد اشتراه محرك البحث الشهير «ياهو» في عام 2005، وتلا ذلك إقفال خدمة «ياهوللصور» بعامين، بعد حتى تم نقل كافة الصور إلى «فليكر».
* «كريغ ليست».. مستقبل الإعلانات المبوبة
- في سيرة نشرتها صحيفة «نيويورك تايمز» أخيرا عن تأثير الإعلام الجديد على صناعة الصحف، خطت حتى ما عمله مسقط «كريغ ليست» بالنسبة للإعلانات المبوبة، يوازي ما عمله محرك الاحتراق الداخلي (في السيارات) بالعربات التي تجرها الأحصنة. على الرغم من جميع ذلك، فإن من ينظر إلى مسقط «كريغ ليست» يستطيع حتى يلحظ أنه سهل للغاية، والأدهى حتى هذا المسقط الذي يحظى بتسعة مليارات تصفح في الشهر، لا يعمل على إدارته أكثر من 24 شخصا. يذكر حتى المسقط يحصل على الدخل عن طريق فرض الرسوم على جميع إعلان مبوب يوضع في أحد أقسامه، ويتراوح ثمن الإعلان المبوب بينخمسة و25 دولارا، بحسب نوع الخدمة، أوالمنتج، أوالمكان الذي يعلن منه.
- المصدر الشرق الأوسط(جريدة)
[1]