تاريخ ليبيا الوسيط

عودة للموسوعة

تاريخ ليبيا الوسيط

جزء من عن
قبل التاريخ
التاريخ القديم (قبل 146 ق.م)
الحكم الروماني (146 ق.م– 640 م)
الحكم العربي (640–1551)
الحكم العثماني (1551–1911)
الاستعمار الإيطالي (1911–1934)
ليبيا الإيطالية (1934–1943)
احتلال الحلفاء (1943–1951)
مملكة ليبيا (1951–1969)
حكم القذافي (1969–2011)
الثورة الليبية (2011)
المجلس الانتنطقي (2011–الآن)
بوابة ليبيا

تاريخ ليبيا الوسيط: ويبدا من الفتح الاسلامي على يد عمروبن العاص في عهد الخليفة الراشيدي عمر بن الخطاب الى انضمام ليبيا الة الدولة العثمانية.

الفتح الاسلامي

انتشر المسلمون العرب في جميع أراتى ليبيا واندمجوا مع السكان المحليين استطاع العرب بعد فترة وجيزة من قدومهم لليبيا حتى يوطدوا أركان حكمهم وأن ينشروا الأمن في ربوعها، وبقيت ليبيا تابعة للخليفة في المشرق العربي حتى استقل إبراهيم بن الأغلب بولاية أفريقيا حوالي سنة(800 م) وأصبحت تبعيته للخلافة في المشرق العربي تبعية اسمية، وهوأمر يظهر حتى الخليفة لم يعترض عليه كثيرا وذلك لأن الظروف السياسية في دولته المترامية الأطراف اقتضت اللامركزية في الحكم.

أسس ابن الأغلب أسرة ظلت تحكم ليبيا حتى قيام الدولة الفاطمية سنة 909-910م هذا بالنسبة للجزء الغربي من ليبيا، أما الجزء الشرقي من ليبيا فقد ظل في معظم الأحيان تابعا لولاية مصر.


الدولة الفاطمية وغزوة بني هلال

في مطلع القرن العاشر الميلادي، كان نادىة الشيعة نشطين في ليبيا وشمال أفريقيا فجمعوا حولهم عددا كبيرا من الأعوان من الليبين الذين ثاروا على الحكاكم الاغلبي، واستطاعوا في 910م حتى ينتزعوا تونس من الأغالبة، وعملوا على توطيد أركان حكمهم وأخذ أمراؤهم لقب خليفة، مُتَحَدِين بذلك الخليفة العباسي في بغداد، وفي سنة ( 969 م) نجح جوهر الصقلي قائد جيوش الخليفة العبيدي الفاطمي الرابع المعز لدين الله في أخذ مصر من الإخشيديين، واختط مدينة القاهرة، التي أصبحت حاضرة الدولة الفاطمية التي انتقل إليها المعز لدين الله سنة (973 م) وهجر المعز بلكين بن زيري واليا على ليبيا وشمال أفريقيا، بما في ذلك إقليم طرابلس اي جميع (ليبيا). وعلى الرغم من الود الذي ميز العلاقة بين الخليفة الفاطمي ونائبه على ليبيا وشمال أفريقيا في البداية، فإن ابن زيري عثر حتى الترتيبات التي وضعها المعز لدين الله لولاية ليبيا غير مناسبة له، حيث جعل المعز لدين الله جميع شؤون ولاية ليبيا المالية في أيدي موظفين يتبعونه مباشرة وهذا ما رفضه ابن زيري الذي ألقى القبض على عمال الخليفة وأوفد خطابا شديد اللهجة إلى المعز في القاهرة. توفي المعز لدين الله قبل حتى يتمكن من اتخاذ أي إجراء ضد ابن زيري. فخلفه العزيز الذي اعترف بالأمر الواقع وأقر ابن زيري على ولاية ليبيا التي أصبحت الآن تمتد حتى أجدابيا، وظلت الولاية في أيدي بني زيري حتى سنة (1145 م)، ولكنها كانت في حالة من الفوضى والضعف بعد ان انتقم الخليفة الفاطمي من ابن زيري بارسال قبائل بني هلال وبني سليم الاعرابية والتي كانت تقطن صعيد مصر والتي عملت حين قدومها الي ليبيا على القتل واليلب والنهب واخلت البلاد في حالة من الفوضى وانعدام الامن وعاثت في الرض فسادا لفترة طويلة من الزمن سهلت على النورمانديين الذين كانوا ينطلقون من قواعدهم في صقلية احتلالها.


بنوزيري

الدولة الرستمية

الموحدون

وفي عام (1158م) نجح الموحدون في طرد النورمانديين من طرابلس، وتمكن الموحدون من تدعيم حكمهم وتعزيز مكانتهم في ليبيا وشمال أفريقيا حتى (1230م). وقد هجر الموحدون حكم الأجزاء الشرقية من ليبيا للحفصيين، إلا حتى برقة لم تدخل ضمن المناطق التي سيطر عليها الحفصيون ، إذ ظلت تحكم مباشرة من مصر وان تمتعت في بعض الأحيان بالحكم الذاتي. وتمتعت طرابلس بنصيب وافر من الثروة ورفاهية العيش . ففي سنة 833م ، تولى ولايتها عبد الواحد بن حفص من قبل أمير تونس عبد العزيز بن حفص . وفي هذه الفترة استتب الأمن في طرابلس ، وشعر الناس بالطمأنينة ؛ فاندفعوا بكل قواهم إلى العمل في التجارة والزراعة والصناعة . ووجدوا من رعاية هذا الرجل المصلح ما أبدل خوفهم أمنا ، وفقرهم غنىً . وبقوا في حكم عبد الواحد 25 سنة ، ذاقوا فيها من ألوان السعادة ما لم ير أجدادهم قريبا منه في مئات السنين الماضية . واتى بعد عبد الواحد ، أبوبكر بن عثمان ؛ فبقي معهم 35 سنة ، لم يحدث فيها ما يكدر الصفوبما مهد له عبد الواحد بعدله وقوة عزيمته ، مما كان خير عون له على الحكم الصالح . وفي هذه المدة الطويلة ، أثرى الطرابلسيون إثراء لا مزيد عليه ، وانغمسوا في الرفاهية وبلهنية العيش

الاحتلال الإسباني

من أقوى الأسباب التي هيأت للأسبان احتلال طرابلس هوضعف الحامية فيها ، وانصراف الناس إلى تنمية المال ، وإلى متع الحياة عن الاهتمام بتقوية الجيش وتحصين القلاع . ومن المناسبات التي انتهزها الأسبان للتعجيل باحتلال طرابلس ، أنه في سنة 916م - وهي سنة الاحتلال - سقط خلاف بين أحمد الحفصي وبين والده الناصر ؛ فمضى إلى الأسبان يستنجد بهم على أبيه .

رست عدة سفن للعدوفي ميناء طرابلس ، موسوقة بأنواع البضاعة ، وفيها من جميع نوع كثير ؛ فتقدم إليهم تاجر من تجار المدينة فاقتنى جميع ما فيها من سلع ونقد لهم ثمنها . واستضافهم رجل آخر وصنع لهم طعاما فاخرا وأخرج ياقوتة ثمينة فدقها دقا ناعما بمرأى منهم وذرها على طعامهم ؛ فبهتوا من ذلك ، فلما فرغوا قدم إليهم دلاعا "بطيخا" ، فطلبوا سكينا لبتره فلم يوجد في داره سكين وكذا دار جاره إلى حتى خرجوا إلى السوق ، فأتوا منه بسكين . فلما رجعوا إلى جنوة سألهم ملكهم عن حالها ، فنطقوا : (( ما رأينا أكثر من أهلها مالا وأقل سلاحا ، وأعجز أهلا عن دفاع عدو)) .


بداية الاحتلال

استعد الإسبان لغزوطرابلس ؛ فجهزوا 120 بترة بحرية ، وانضم إليها سفن أخرى من مالطة ، وشحنت بخمسة عشر ألف جندي من الأسبان ، وثلاثة آلاف من الإيطاليين والمالطيين . وفيثمانية من ربيع الآخر سنة 916هـ ، أقلع الأسطول من فافينيانا ، ومرّ بجزيرة قوزوبمالطة فتزود منها بالماء ، وانضم إلى الجيش خبير مالطي اسمه جوليانوبيلا ، له فهم بطرابلس . وقد أعدت هذه الحملة بإشراف نائب الملك في صقلية ، وبإعانة الجيوش الصقلية والإيطالية . وقد تسربت أخبار هذه الحملة إلى طرابلس قبل تحركها بنحوشهر ؛ فأخذ الناس في الهجرة منها إلى غريان ، وتاجورة ، ومسلاتة ، وأخذوا معهم جميع ما كان مهما من أموالهم ، وما أمكنهم من أثنطق متاعهم ، ولم يبق بالمدينة إلا المحاربون ، وشيخ المدينة وأهله ، ومسماه عبد الله بن شرف وبعض السكان الذين لم يقدروا على الفرار ، وانحازوا إلى قصر الحكومة والجامع الكبير ، وصعد المحاربون فوق الأسوار وعلى القلاع .

أنزلت الجيوش في القوارب وكانت بقيادة "بييترونافارو" ، وفي الساعة التاسعة صباحا ، ابتدأ الهجوم وأطلقت السفن مدافعها على الأسوار وقصر الحكومة . ونزل الجيش المكلف بمنع العرب من الاتصال بالمدينة إلى البر بجهة سيدي الشعاب لمنع الاتصال بالمدينة . واندفع الجيش الأسباني نحوالمدينة تحميه مدافع الأسطول ؛ فاحتل البرج القائم على باب العرب وبعض الأسوار . وتمكن الأسبان من فتح باب النسور ، واتصل الجيش الخارجي بالجيش الداخلي واستبسل الطرابلسيون في الدفاع . واتى في رسالة القائد نافاروأنه لم يخل موضع قدم في المدينة من قتيل ، ويقدر عدد القتلى بخمسة آلاف ، والأسرى بأكثر من ستة آلاف ، وتغلب الأسبان على مقاومة العرب العنيفة ، واحتل قصر الحكومة عنوة ، وأسر فيه شيخ المدينة الشيخ عبد الله بن شرف هووزوجه وأبناؤه . وقد حمي وطيس المعركة حينما تمكن حامل الفهم الأسباني من نصبه على برج القصر.

وأبدى من التجأوا إلى الجامع الكبير مقاومة شديدة ، فقتل منهم نحوألفي طرابلسي بين رجال ونساء وأطفال . وقتل من الأسبان ثلاثمائة رجل ، وكان من بين الموتى كولونيل كبير في الجيش، وأميرال الأسطول ، وشخصية أخرى كبيرة من النبلاء . وقبل حتى تغرب شمس يوم 18 من ربيع الآخر سنة 916م ، سقطت مدينة طرابلس في يد الأسبان ، بعد حتى أريقت دماء الطرابلسيين في جميع بقعة منها ، وعلى جميع منفذ وطريق ، وفوق جميع قلعة وبرج وفي صحن الجامع وعند المحراب دفاعا عنها ، وعن عفاف النساء وطهارة المحجبات ، إذ حيثما توجهت تعثرت رجلاك في جثث أطفال لم يرث لصراخهم ، وفي أجسام نساء مبقورات البطون مقطوعات الأثداء لم ترع حرمتهن ، وفي أشلاء شيوخ لم تحترم شيخوختهم ، ولكثرة القتلى فقد ألقيت جثثهم في صهاريج الجوامع وفي البحر وأحرق بعضها بالنار . وأخذ شيخ المدينة عبد الله بن شرف هووأولاده وحريمه أسرى إلى بلرمو، وبقوا هناك نحوعشر سنوات . أقام نائب البابا احتفالات الفرح بسقوط هذه المدينة العربية الإسلامية في أيدي المسيحيين . وأوفد القسيس أمريكودامبواس رئيس منظمة فرسان القديس يوحنا إلى فرديناند ملك أسبانيا تهنئة ، ويرجوه حتى يتابع فتوحاته في أفريقية . وعلى الجانب الآخر فقد استاء المسلمون لهذا الاحتلال ، وقابله الطرابلسيون المقيمون في الأسكندرية إذ ذاك ، بإحراق فندق للأسبان في المدينة.

مقاومة الطرابلسيين

انتهز الطرابلسيون المعسكرون خارج السور غياب القائد الأسباني نافارووأسطوله ، وانقضوا على المدينة وتسلقوا سورها ، ولكنهم لم يوفقوا فرجعوا أدراجهم .. وهوما دفع محمد بن حسن الحفصي إلى إعانة طرابلس ؛ فجمع جيشا كبيرا بقيادة محمد أبي الحداد قائد توزر ، وكان من أكبر قواده ، ووصل طرابلس ونزل خارج السور وانضم إلى هذا الجيش المحاربون الطرابلسيون ، وهاجموا المدينة في ذي الحجة سنة 916هـ ، فبراير سنة 1511م ، ولكنهم لم يظفروا منها بطائل . وقد حصلت مبارزة بين أبي الحداد وأحد وقواد الأسبان ، فاحتضنه أبوالحداد وأخذه أسيرا . ودام حصار أبي الحداد لطرابلس سبعة أشهر ، إلى حتى توفي وتفرق جيشه .

فرسان القديس يوحنا

احتل الأسبان طرابلس سنة (1510م) وظلوا يحكمونها حتى سنة (1530م) عندما منحها شارل الخامس إمبراطور الإمبراطورية الرومانية لفرسان القديس يوحنا الذين صاروا يعهدون في ذلك الوقت بفرسان مالطا.

دخول طرابلس

في 18 صفر سنة 929هـ / يناير سنة 1523م ، غادر فرسان القديس جزيرة رودس إلى إيطاليا بدعوة من البابا كليمنت السابع ، في حين رأى رئيس المنظمة الأب فيليب حتى يطلب إلىشارل الخامس إمبراطور الامبراطورية الرومانية منحه جزيرتيمالطة وقوزو؛ لأنهم رأوا أنهما أليق مكان لغزوالبلاد الإسلامية . وهنا سنحت الفرصة لشارل للتخلص من طرابلس التي طالما تحين لها الفرص ، فقبل طلب الفرسان على شرط حتى يقوموا بالدفاع عن مدينة طرابلس .

ووافق مجلس منظمة الفرسان على الوثيقة القيصرية في25 يوليوسنة 1535م ، واتى وفد منهم إلى طرابلس ؛ ليستلم المدينة من واليها "فرديناند ألركون" . وإلى هنا انتهى حكم الأسبان في طرابلس ، بعد حتى دام عشرين سنة لم يتجاوزوا فيها أسوار المدينة ، وقاسى فيها الطرابلسيون شر ما يقاسيه محكوم من حاكم .

تسلم فرسان القديس يوحنا طرابلس في المحرم سنة 942هـ / يوليه سنة 1535م ، وعينوا عليها واليا هوالقسيس "جسباري دي سنقوسا" ، وهوأول والٍ من هذه المنظمة على طرابلس . واستولى الفرسان على جنزور والمنصورية والماية والحشان والزاوية وصبراته ، وكانوا يجبون أموالها ويفرضون عليها المغارم ويأخذون رهائنها خوف الانتفاض عليهم . وقد اضطر أهل الجهة الغربية للخضوع ؛ لأنهم في طريق الجيوش التونسية التي كانت تأتي لنصرة فرسان القديس على طريق البر ، بخلاف الجهة الشرقية التي احتفظت بنفسها بواسطة مشايخها.

معاهدة مراد آغا مع فرسان القديس يوحنا

وقد عثر مراد آغا معاونة فعالة في محاربة فرسان القديس ، وبعث أمير تونس إلى والي طرابلس يطلب منه صداقة منظمة القديس يوحنا وعقد معاهدة صداقة ودفاع معها ، فرد عليه أنه سيستشير حكومته ويرجوه ألا يرسل معونة إلى العرب بتاجورة حتى تتم المعاهدة بين مؤسسة القديس وبينه .

احتلال تاجوراء

بلغت أخبار هذه المعاهدة خير الدين بربروس ؛ فجهز أسطولا ونزل على تاجوراء واحتلها سنة 937هـ ، وطرد منها أنصار الحسن أمير تونس ومؤيديه . وأبقى في تاجورة أحد قواده ، ومسماه خير الدين كرمان ، وأبقى معه أيضا بعض البتر الحربية وجنودا وأسلحة . وكانت مياه تاجوراء غير صالحة لرسوالسفن ؛ فأسرع كرمان لإعداد حوض فيها لسفنه ، وبنى برجا ؛ ليدافع به عن السفن الراسية في هذا الميناء .

وأعرب خير الدين كرمان الحربَ على الفرسان في البر والبحر ، واستولى على سفينتين للفرسان بكل ما فيهما ، وضعف نفوذهم خارج السور ، وامتنع سكان جنزور وغيرهم من دفع الضرائب وتخلصوا من حكم الفرسان .

أمير تونس يزحف على طرابلس

سمع الحسن أمير تونس بأعمال خير الدين في تاجورة ؛ فجهز جيشا في شهر جمادى الآخرة سنة 938هـ ، يناير سنة 1532م ؛ لمحاصرة تاجورة وقاده بنفسه . وقد تأكد للحسن من مساعدة فرسان القديس بالمدافع والعتاد الحربي بناء على وعدهم إياه بهذه المساعدة . وزحف الحسن على طرابلس وحاصر جيش خير الدين في زواغة وتاجورة وعند البرج القائم على الميناء ، وبعث إلى والي طرابلس يطلب منه وفاء الوعد بالنجدة ، فلم يفِ بوعده . واتىت نجدة إلى خير الدين كرمان من برباروسا ، وبلغ عدد أسطوله في تاجورة 15 بترة كبيرة ، واستطاع كرمان حتى يدافع عن تاجورة .

خير الدين يدافع عن طرابلس

اتى خير الدين برباروسا في حملة كبيرة لنجدة تاجورة ، ونزل على صفاقس أولا واحتلها في شوال سنة 940هـ ، أبريل سنة1534م . وفهم الحسن بهذه النجدة ؛ فرحل عن تاجورة ، ومضى لملاقاة خير الدين في صفاقس ، وانكسرت حملة الحسن وخاب فأله . وخاف الفرسان من تقدم كرمان إلى طرابلس فالتجأوا إلى إصلاح الحصون والقلاع ، وأعوزهم المال فأرهقوا الناس بالضرائب . وفي سنة 940هـ ، 1534م ، دعي بارباروسا إلى الآستانة ، وأسندت إليه قيادة الأسطول العثماني كله ، فازداد خوف الفرسان ، وخرج بارباروسا بأسطوله على سواحل إيطاليا ، واحتل تونس ، وعين حسن آغا على قسم من الأسطول وارسله إلى طرابلس .

رجع كرمان إلى تاجورة - بعد رحلته إلى صفاقس - وانضمت إليه القبائل الطرابلسية ودفعت إليه خراج أراضيها وضرائب أشجارها وحيواناتها ، وضرائب تجارتها . وحاصر طرابلس ، وضيق على أهلها حتى أصبحوا لا يقدرون على فتح الأبواب . وانتشرت قوات خير الدين حول طرابلس . وبنى قلعة على بعد ميل من سور المدينة إلى الجنوب ، وكانت تعهد بقلعة القائد ، وكانت بالظهرة ، ونصب عليها المدافع ، وكانت قنابلها تصل قريبا من الأسوار وتضايق الفرسان من هذه القلعة أشد المضايقة . وتهيأ كرمان لاحتلال طرابلس ، وكان ذا عزم وقوة إرادة ، وحشد جنده ورجاله ، وانضم إليه المتطوعون من لماية وزنزور .

بداية المعركة

تقدم الجيش نحوأسوار المدينة ومعه حملة السلالم ، ونشبت الحرب ، واختلطت أصوات التكبير والتهليل بأصوات البنادق والمدافع ونصبت السلالم على الأسوار ، وحمي وطيس الحرب . وضاقت الدنيا في وجوه الفرسان وظنوا حتى لا مناص من الأسر أوالقتل ، وكادوا يحملون الأعلام البيضاء علامة الاستسلام . وفي آخر لحظة واتاهم النصر بسبب انتشار خبر وفاة خير الدين بين الجنود ؛ فأخذوا يتسللون تاركين مواقع الدفاع ؛ ليتحصنوا بقلعة الظهرة ، وكسب الفرسان المعركة .

وصول المدد إلى فرسان القديس من مالطة

وصل المدد من مالطة ، وأمكنهم من طريق التحايل وبث الفتنة بين سكان المنشية ، حتى يستميلوا بعضا منهم ، وانضموا إلى صفوفهم ، واتىوا أفواجا وملأوا الميادين ؛ ليحاربوا إخوانهم . وتقدم جيش الفرسان نحوقلعة القائد بالظهرة ، ورابط جيش خير الدين في قبيلة أبي دبوس . ولم يحاول كرمان حتى يتعرض لزحف الفرسان وخلى بينهم وبين القلعة ، فاشتد الحصار عليها ، وأيس المحاصرون من إغاثة خير الدين ؛ فاستماتوا في القتال ، وأبوا الاستسلام فنسفت القلعة بمن فيها ، ومضىت أجسامهم في الفضاء تذروها الرياح . ورحمة الله ورضوانه على من أدى للوطن واجبه .

ولم يبق أمام الفرسان إلا خير الدين الذي يعسكر في قبيلة أبي دبوس ، التي تبعد عن المدينة بخمسة أميال ، فانتقل من مكانه إلى تاجورة ، وتقدم الفرسان إلى هذه القبيلة فنهبوها وأسروا من فيها ، وأضرموا فيها النار . وإلى هنا انبترت أخبار خير الدين كرمان ، وينطق إنه اغتال في هذه المعارك .

وبقي الفرسان في طرابلس إحدى وعشرين سنة، ولم يكن الفرسان متحمسين كثيرا للاحتفاظ بطرابلس، فبالإضافة للعداء الذي أظهره الليبيون تجاههم لأنهم اعتبروهم عنصرا أجنبياً دخيلاً وأهم من ذلك أنهم أعداء في الدين، اعترض الفرسان على تلك المنحة التي تعني تقسيم قواتهم، كما حتى المسافة التي تفصل مالطا عن طرابلس تعني تعذر العون في حالة أي هجوم.

مصادر

  • موسوعة حضارة العالم . أحمد محمد عوف
  • تاريخ الفتح العربي في ليبيا ، للزاوي .
  • مركز جهاد الليبين للدراسات التاريخية. طرابلس ليبيا
  • الصادق النيهوم سلسة تاريخنا
  • محمد مصطفى بازامة ليبيا في عهد الخلفاء الراشدين. طرابلس: مخطة الفكر، 1973
  • البداية والنهاية - الإمام الجليل الحافظ عماد الدين أبي الفداء إسماعيل ابن كثير 1994 م الناشر مخطة المعارف بيروت
  • Libya ISLAM AND THE ARABS
تاريخ النشر: 2020-06-04 03:49:34
التصنيفات: تاريخ ليبيا, تاريخ العرب

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

يوم ثقافي فني بمركز شباب واحة المنتجين

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:21
مستوى الصحة: 47% الأهمية: 50%

المنتخب المغربي يضمن رسميا تأهله ل"كان 2024"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:20
مستوى الصحة: 54% الأهمية: 61%

الإسلام بعيون كبار مثقفينا

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:00
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 54%

«سوق الكانتو» الحلقة 2.. فتحي عبد الوهاب يدبر مكيدة لعائلة القماش

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:22
مستوى الصحة: 56% الأهمية: 65%

«سره الباتع».. سر تسمية «شطانوف» أول قرية تصطدم بالحملة الفرنسية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:15
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 60%

التشكيلة الاساسية للمنتخب

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:30
مستوى الصحة: 53% الأهمية: 57%

توزيع 1600 مساعدة عينية لفائدة العائلات محدودة الدخل

المصدر: جريدة المغرب - تونس التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:24
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 57%

فريق مصري مشارك في رياضة جمع القمامة

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:16
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 65%

خالد جواد عن شخصية سناء الشقرة: توقعت نجاح الشخصية

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:21
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 61%

فيتوريا يدفع بنجوم المنتخب الوطني أمام مالاوى لاحراز هدف مبكر

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:18
مستوى الصحة: 49% الأهمية: 62%

“جسور”.. يقدم ورقة عن اليمين المتطرف في إسرائيل

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:15
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 63%

ترويج المخدرات وحيازة سلاح ناري.. توقيف خمسة أشخاص مبحوث عنهم

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:21
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 64%

«علاقة مشروعة» الحلقة 2.. ياسر جلال يطلب من مي عمر أن تضع الجنين

المصدر: موقع الدستور - مصر التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:16
مستوى الصحة: 57% الأهمية: 54%

الأمم المتحدة تتهم أوكرانيا وروسيا بإعدام أسرى حرب "خارج نطاق القضاء"

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:22
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 64%

احتفالات إيبارشية بنها وقويسنا بـ “عيد الأم”

المصدر: وطنى - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:23:13
مستوى الصحة: 52% الأهمية: 60%

التكناوتي يتعرض للاصابة بتداريب المنتخب

المصدر: تيل كيل عربي - المغرب التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-03-24 21:22:21
مستوى الصحة: 48% الأهمية: 55%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية