حكاية الحجر الأسود ومحمد بن عبد الله
 |
في معرض الحديث عن الحجر الأسود ، فقد اختلفت قريش في من يحمله بعد اعادة بناء الكعبة ،
فاتفقوا ان يسألوا اول من يقابلون في الطريق ، فكان الرسول محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم،
وكان ذلك قبل بدء الاسلام ، فإقترح ان يضعوها في عبائته ويحمل جميع من الاطراف المتنازعة طرفا من العبائة
فهكذا حملوالحجر كلهم وقام هوعليه الصلاة والسلام بوضعه في مكانه .
ولعل مما يتوجب التنويه عليه ان المسلمون بعضهم يعتقدون ان هذا الحجر من أحجار الجنة وسقط من السماء ، كما ان لونه الأصلي كا أبيضا ولكن سودته خطايا العباد .
الحجر الأسود يمين الله في الأرض :
هذا البيت العظيم يحوي حجرا كريما ما مثله حجر في الدنيا يسمى يمين الله المنور بلاده يصافح الله تعالى بها عباده.
روى الترمذي ونطق : حديث حسن سليم عن ابن عباس رضي الله عنهما نطق : نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم : " هبط الحجر الأسود من الجنة وهوأشد بياضا من اللبن فسودته خطايا بني آدم" ومن السنة تقبيل الحجر الأسود واستلامه.
روى البخاري والترمذي ونطق : حديث حسن سليم عن عامر بن ربيعة نطق : "رأيت عمر بن الخطاب يقبل الحجر ويقول: "إني أقبلك وأفهم أنك حجر ، ولولا أني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلك لم أقبلك" "
وروى الترمذي ونطق : حديث حسن وابن خزيمة وابن حبان في سليميهما عن ابن عباس رضي الله عنهما نطق : نطق رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحجر: " والله ليبعثنه الله يوم القيامة له عينان يبصر بهما ولسان ينطق به يشهد على من استلمه بحق "
وروى ابن خزيمة في سليمه واللفظ له والحاكم ونطق : سليم على شرط مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما نطق : فدخلنا مكة ازدياد الضحى ، فأتى يعني النبي صلى الله عليه وسلم باب المسجد فأناخ راحلته ثم ولج المسجد فبدأ بالحجر فاستلمه وفاضت عيناه بالبكاء فذكر الحديث ونطق : ورمل ثلاثا وسار أربعا حتى فرغ فلما فرغ قبَّل الحجر ووضع يديه عليه ثم مسح بهما وجهه.
لقد خشي عمر رضي الله عنه حتى يظن الجهال حتى استلام الحجر هومثل ما كانت تعمله العرب في جاهليتها فأراد عمر من قوله حتى استلامه وتقبيله والتمسح به وكذا التمسح بالركن اليماني لا يقصد به إلا تعظيم الله عز وجل والوقوف عند أمر نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن ذلك من شعائر الحج التي أمر الله بتعظيمها ، وأن استلام المسلمين للحجر وتقبيلهم إياه مخالف لعمل الجاهلية في عبادتهم للأصنام; لأنهم كانوا يعتقدون أنها تقربهم إلى الله زلفى ، فبادر عمر إلى استلامه وتقبيله تأسيا برسول الله صلى الله عليه وسلم وأكَبَّ على الركن اليماني ونطق : إني لأفهم أنك حجر ولولم أر حبيبي صلى الله عليه وسلم قبَّلك واستلمك ما استلمتك ولا قبَّلتك. ولقد نطق تعالى : " لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة " ونطق صلى الله عليه وسلم : " خذوا عني مناسككم "
وهل يسجد على الحجر،يا ترى؟ روى أبويعلى عن ابن عمر نطق : رأيت عمر بن الخطاب قبّل الحجر وسجد عليه ورجال إسناده رجال السليم غير المخزومي وهوثقة ورواه البزار بإسناد جيد.
وزعم المستشرقون حتى الحجر الأسود نيزك من النيازك وشهاب من الشهب استقر على الأرض ، وأقوال المستشرقين قائمة على الحدس والظن ، وما يفهمه المسلمون من الحجر قائم على الفهم اليقيني ، والقاعدة تقول اليقين لا يزول بالشك ، والحجر الأسود ياقوتة بيضاء من يواقيت الجنة وإنما سودته خطايا المشركين ، يبعث يوم القيامة مثل أحد يشهد لمن استلمه وقبله من أهل الدنيا. وهوإما دفع إلى إبراهيم عليه الصلاة والسلام ليضعه في مكانه من الكعبة بوحي الله ، وإما حتىقد يكون أودع في جبل أبي قبيس إلى حتى وصل إبراهيم في بنائه موضع الحجر فجيء به منه إليه.
وموضعه في الركن الشرقي الجنوبي من الكعبة ، يرتفع على أرض المطاف مترا ونصف متر تقريبا ، وهومحاط بإطار من الفضة الخالصة صونا له ، ويظهر مكان الحجر بيضويا ، والحجر الأسود لا يمكن وصفه لأننا لا نرى منه الآن إلا ثماني بتر صغار مختلفة الحجم أكبرها بقدر التمرة ، ويروى حتى البتر تبلغ خمس عشرة بترة إلا حتى البتر السبع الأخرى مغطاة بالمعجون البني الذي يراه جميع مستلم للحجر ، وهوخليط من الشمع والمسك والعنبر موضوع على رأس الحجر الكريم ، فالمنظور من الحجر داخل في بناء الكعبة المشرفة والتي يحيط به حجارة الكعبة من جميع جانب ، وأما طول الحجر فقد رآه يوم قلعه القرامطة في القرن الرابع الهجري محمد بن نافع الخزاعي ، فرأى السواد في رأسه فقط وسائره أبيض وطوله قدر ذراع.
وقد رآه أيام السلطان مراد العثماني ابن علان المكي أحد الفهماء رأى طوله نصف ذراع وعرضه ثلث ذراع ، والحجر أبيض ورأسه أسود سوَّدته خطايا بني آدم ، ولا ينطق : لِمَ لَمْ تبيضه طاعات أهل التوحيد؛ لأن الله لوشاء لكان ذلك ، ولكن العادة جارية بأن السواد يصبغ ولا يصبغ ، وفي بقائه أسود عبرة لمن له بصيرة ، فإن الخطايا إذا أثرت في الحجر الصلد فتأثيرها في القلب أشد.
وأول من طوق الحجر الأسود بالفضة عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما ، ثم تتابع الخلفاء والأثرياء من بعده في عمل الإطار من مضى وفضة ، وكان آخر من أهدى إطارا للحجر الأسود قبل الحكومة السعودية السلطان محمد رشاد خان في عام 1331 هـ ، وكان من الفضة الخالصة ، وقد أصلح الملك عبد العزيز يرحمه الله جزءا من هذا الطوق عام 1366 هـ، ثم في شعبان عام 1375 هـ بدل الملك سعود يرحمه الله الإطار الرشادي بإطار حديث من الفضة الخالصة .
