الإسلام في الاتحاد السوفياتي (سابقاً)
يتكون الاتحاد السوفيتي من 15 جمهورية ، منها ست جمهوريات يشكل المسلمون أغلب سكانها ، ولقد استولي السوفيات على مساحة 4,538,600 كيلومتر من البلاد الإسلامية ، والوحدات السياسية التي استولى عليها السوفيات من الأراضي الإسلامية في قارة آسيا هي : أذربيجان - أوزبكستان - طادجيستان - هجرمانستان - قزاخستان - جورجيا - أرمنيا - والست الأولى ذات أغلبية مسلمة ، والأخيرتان كانتا تابعتين لحكم إسلامي خلال فترات مختلفة ، وفي قارة أوروبا -داغستان - شياشان - كبارديا بلكاريا - القرم - ماري وادمورتيا - تشوفاشيا - تتاريا - أورنبرج- بشكيريا - وأستينا الشمالية . وقد انخفض عدد المسلمين لعدة مسببات منها ، كثرة عدد من أعدموا في الثورة الشيوعية ، وطريقة الإحصاء التي أجراها الشيوعيون على أساس القوميات لاعلى أساس الدين ، وتهجير المسلمين بصورة إجبارية مما أدي إلى خفض نسبة المسلمين خصوصاً في الجمهوربات الإسلامية بآسيا الوسطي .ولقد مرت على المسلمبن مراحل قاسية في الفترة المحصورة بين سنتي (1336 هـ - 1917 م ) إلى سنة (1350 هـ - 1931 م ) ، أثر في حالة المسلمين الديموغرافية ، فقتل الروس مئات الألوف من المسلمين الباشكير والقرغيز على أثر ثورتهم بعد عام (1336 هـ - 1917 م ) ومان مليون من المسلمين الكراخ والقرغيز في مجاعات (1340 هـ - 1921 م ) ، واستشهد حوالي المليون من مسلمي قزاخستان عندما طبق الشيوعيون مبادئهم على ثروات هذه الجماعات الرعوية ، واتى الروس بمهاجرين جدد إلى المناطق الإسلامية ويقدر بحوالي 12,792,000 روسي ، وسياسة التهجير تهذف إلى استغلال ثروات المناطق الإسلامية بوسط آسيا وخفض نسبة المسلمين ، ويقدر عدد المسلمين بحوالي 70 مليون نسمة .
القوميات الإسلامية
ينتمي المسلمون إلى الكثير من القوميات الهجرية وأبرز هذه الجماعات : الأوزبك - التتار - الكزاك - الهجرمان - الباشكير- القرغيز – الكراكلياك – الويغور – البلكار – ومن أبرز الجماعات التي تنتمي إلى القومية الإيرانية : الطادجيك – الأوسيت – الآكراد – الفرس – البلوخ – الطوط والأنغوش ، ومن الجماعات القفقاسية : التشيش – الشركس – الكبارديا – الأباظ – الأديجا – الشاشان والأبخاز ، ويتحدث المسلمون في الاتحاد السوفياتي 13 لغة هجرية و 8لغات إيرانية ، و15 لغة قفقاسية وصينية ومنغولية. ولقد اتبع الروس سياسة تطعيم هذه القوميات بمهاجرين جدد للحد من أغلبيتها الإسلامية ، ونجحت في خفض النسبة عن ذي قبل مثلما وقع في جمهورية قراخستان .
سياسة الاستيلاء على الأراضي الإسلامية
بدأت محاولات روسيا في عهد بطرس الأول لضم الأراضي الإسلامية ، بدأت كفترة أولى منذ (1188 هـ - 1714 م ) حتي سنة (1369 هـ - 1852 م ) ، ثم حركة الضم الثانية وكانت ضد الخانات وانتهت امبراطورية بوغز في سنة (1315 هـ - 1897 م ) ، وفي أثناء هذه المراحل استولي الروس على القرم سنة (1189 هـ - 1783 م ) واستولوا على قرغيزيا في أواخر القرن الثامن عشر الميلادي وعلى جبال القفقاس في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي وتم الاستيلاء على منطقة الهجرستان في أواخر سنة (1292 هـ- 1881 م ) واستولت روسيا القبصرية على منطقة قفقاسية سنة (1280 هـ - 1862 م ) وقد أمضي الروس 182 سنة في إخضاع منطقة الهجرستان الإسلامية .
في عهد الشيوعين :
أخد السوفيات في ابتلاع المناطق الإسلامية الواحدة تلوالاخري ، ففي سنة (1339 هـ - 1920 م ) امتد نفودهم إلى أذربيجان وأصبحت جمهورية اتحادية سنة (1355 هـ - 1936 م ) ، وتحولت أوزبكستان إلى جمهورية اتحادية قي سنة (1341 هـ - 1924 م ) وأصبحت طاجيكستان جمهورية اتحادية في سنة (1348 هـ - 1929 م ) ، واتحدت هجرمانستان في سنة (1343 هـ -1924 م ) ، واتحدت قازاخستان في سنة (1339 هـ- 1920 م ) ، واتحدت قرغيزيا في سنة (1355 هـ - 1936 م ) ، واستولى السوفيات على باشكيريا وتتاريا في سنة (1339 هـ - 1920 م ) ، وألغوا جمهورية القرم بعد الحرب العالمية الثانية ونقلوا معظم سكانها إلى سيبريا ، وضموا داغستان في سنة ( 1340 هـ - 1921 م ) تم ذلك في فترة تقدر بحوالي ستة عشرة سنة ، بينما استغرق القياصرة 182 سنة ليبسطوا نفودهم على المناطق الإسلامية بوسط آسيا ، وقد ثار المسلمين ضد حكم القيصر ، ولقد ضم السوفيات مساحة واسعة من الأراضي الإسلامية في وسط آسيا وفي شرقي أوروبا ، وبلغت جملتها 4,684,980 كيلومتراً يضاف إلى هذه المساحة مثلها تقريباً في شرقي سيبريا .
سياسة السوفيات في إدارة المناطق الإسلامية :
اتبع السوفيات سياسة تجزئة وحدة المسلمين وتفتيتهم إلى قوميات ، ودعموا قيام الشعوبية وقضوا على كتابة لغتهم بحروف عربية حتى تقضي على صلتهم بالثرات الإسلامي ، ثم اتبعوا نظام التهجير من المناطق الإسلامية حتى يضعفوا من شأن الأغلبية المسلمة ويحولونهم إلى أقلية في عقر دارهم ، ولقد شكلت من مناطق الأغلبية المسلمة ست جمهوريات ذات حكم فيدرالى ، وفي المناطق الأخري جمعت المناطق الإسلامية قي 11 جمهورية ذات حكم ذاتيتسعة منها ملحقة غي جمهورية روسيا ، واتنتان مع جمهورية جورجيا ( أبخازيا وأجاريا ) ، ثم كزنت للمناطق الأقل أهمية حكماً ذاتياً ( أديجا والشركس ) والحقتهما بحمهورية روسيا والأوسيت الجنوبية ألحقتها بجمهورية جورجيا ، وكل القادة العسكرين ، وروساء الشرطة والأمن ، ومديروا السكك الحديد والبريد والبرق والهاتف ورؤساء المؤسسات الصناعية في آسيا الوسطي روس ولكل رئيس جمهورية ورئيس وزارة مساعدان من الروس .
الإسلام علي طريقة السوفيات
لايؤمن الشيوعيون بدين ، ومن أجل هذا يحاربون الأديان وفي سنة (1345هـ - 1926 ) ألغيت المحاكم الشرعية في المناطق الإسلامية ، وفي سنة 1946 منعت جميع الأنشطة الدينية وقبض على مليون ونصف عضومن الحركة الإسلامية ، وفي سنة (1347هـ-1351هـ) وسنة (1928 م – 1932 م ) بدأ الروس حملة إغلاق المساجد فأغلقوا وهدموا 10,000 مسجد ، وأغلقوا 14,000 مدرسة إبتدائية إسلامية ، وبدأت حركة مقاومة من سنة 1936 م إلى 1980 م وهدفها استعادة الهوية الإسلامية وخصوصاً القومية الهجرستانية .
التعليم
رسم السوفيات سياسة تعليمية هدفها ثتقيف جيل يدين بالولاء للنظام حتي تتحقق سيادة السوفيات على البلاد الإسلامية ، كما يهدف التعليم إلى تبسيط الأيدويولوجية الماركسية حتي يفهمهها جميع الناس ، وكذلك نشر الثقافة السوفياتية ، وكان في روسيا قبل استيلاء الشيوعيين على الحكم 24,321 مدرسة إسلامية ومنذ عام ( 1347هـ - 1928 م ) استخدمت الحروف اللاتينية بدلا من الحروف العربية في التعليم داخل المناطق الإسلامية ، وبعد حتى ساد استخدام الحروف اللاتينية استبدلت بالحروف الروسية منذ سنة ( 1359 هـ - 1938 م )وألغيت الخط الإسلامية التي ترجمتها الشعوب إلى لغاتها وخطتها بالحروف العربية ، وفي سنة (1357 ) قررت القيادة السوفياتية جعل اللغة الروسية اللغة الرسمية لجميع الشعوب التي تخضع لحكمهم ، وسعي السوفيات لتقويتها لتفتيت القومية الواحدة فأصبح بالاتحاد السوفياتي 70 لغة محلية ، وأغلق الروس الآف المدارس الإبتدائية الإسلامية و500 مدرسة عالية ، ولم يبقي إلا مدرسة مي عرب في بخاري ومدرسة مبارك خان في طقشند ، وكان في الأراضي الإسلامية قبل سيطرة السوفيات جامعة إسلامية ، ومطبعة إسلامية طبعت مليوني كتاب ، وممحرر إسلامية ، 23 داراً للنشر والطباعة ، و518 صحيفة إسلامية دورية ، و196 مخطة متخصصة في الإسلاميات ، ولاتعترف السلطات السوفياتية بشهادات المعهديين الإسلاميين الموجدين الان ، هذا إلى تحريم تعليم الدين بالمدارس الحكومية واختفاء المدارس الدينية وأصبح المصدر الوحيد لتلقي قواعد الدين الإسلامي ينحصر بالوالدين .
صحوة تعليمية إسلامية :
نتيجة للتغير الذي وقع في الاتحاد السوفياتي أخيراً والتسامح مع الأديان تم فتح معهدان إسلاميان في جميع من مدينتي ألوفا – في بشكيريا وفي بالوعاصمة أذربيجان ، كذلك عقدت دورة لإعداد الأئمة في القفقاس سنة 1989 م ، وظهرت الدعوة إلى إعادة الكتابة بالحروف العربية في المناطق الإسلامية ، كما نشط المسلمون في بناء المدارس الإسلامية في الجمهوريات الإسلامية بوسط آسيا ، وبدأت محاولات جلب مطاتع بالحروف العربية .
المساجد
كان عدد رجال الدين الإسلامي من أئمة ووعاظ ومقيمي الشعائر في روسيا قبل إستيلاء السوفيات على السلطة في سنة (1336 هـ -1917 م ) 45,339 وكان عدد المسلمين 17 مليوناً .وقد تم هدم وإغلاق الآف من المساجد خلال حكم الإمبراطورية الروسية أولا ثم خلال حكم الشيوعيين ثانياً .
الإدارة الدينية :
يعتبر تشكيل الإدارة الدينية الإسلامية بالاتحاد السوفياتي (سابقاً ) تنظيماً حكومياً ، وهذا التنظيم مرتبط بوزارة الأديان ومقرها موسكو، ويرأس إدارة شؤون المسلمين مفتي ، ويمثل باقي المفتين مفوض من مجلس السوفيات في جميع جمهورية وممثل عن وزارة الأديان ، ويوجد ممثل مقيم في موسكو، ويوجد أربع إدارات للمسلمين بالاتحاد السوفياتي ، إدارة مسلمي آسيا الوسطي وقازاخستان ومركزها في طقشند وتتبعها جمهوريات أوزبكستان ، وطادجيكستان وقرغيزيا وجمهورية الهجرمان ، وجمهورية قازاخستان ، ويتولى الشؤون الدينية في جميع جمهورية من الجمهوريات السابقة قاض وهو مسؤول أمام المفتي ، وذكر مفتي آسيا الوسطي إذا المسلمين قد عادوا لتدوين لغلتهم بالحروف العربية ، والإدارة الدينية الإسلامية الثانية هي إدارة مسلمي شمال القفقاس ومركزها في داغستان وتضم مناطق تشاشن وأوسيني الشمالية ، والبلكار وداغستان ومناطق الأوديجا وكارتشاي والشركسى . والإدارة الدينية الثالثة هي إدارة مسلمي القسم الأوروبي وسيبريا ومركزها أوفا في بشكيريا ، والإدارة الرابعة لمسلمي ما وراء القفقاس ومقرها باكوعاصمة أذربيجان ، وبها الإدارة الخاصة بالمسلمين الشيعة .
كيف يؤدى المسلمون السوفيات شعائر دينهم ؟
لقد تعامل السوفيات مع الإسلام في الجمهوريات الإسلامية السوفياتية بعنف منذ حتى بسطوا نفوذهم على تلك الأراضي ، فلقد الشرطة على جميع نسخ القرآن الكريم وأحرقتها في الفترة من سنة (1348هـ - 1929 م ) إلى (1355هـ - 1936 م ) ، ولقد عاون في هذا الجمعيات الإلحادية بالنادىية ضد الإسلام ، واستخدمت الحكومة جميع وسائل الإعلام لتحقيق هدفها ، ففي عام (1382 هـ - 1962 م ) ألقيت 23 ألف محاضرة في جمهورية أوزبكستان ضد الدين ، واستخدمت دور السينما والإذاعات لمحاربة الدين وتشويه صورة المسلمين الذين يمضىون للمساجد أويصومون رمضان أويحتفلون بالأعياد الإسلامية وأسس الشيوعيون اتحاد الملحدين منذ سنة 1342 هـ ، ومنع الحجاج من الذهاب إلى بيت الله الحرام ، وكان عدد الحجاج قبل السوفيات حوالي 35 ألفاً ، ووصل عددهم في حكم السوفيات 15 أو20 حاجاً ، وفي سنوات كثيرة لايصل حجاج من السوفيت ، ومنع السوفيات الصلاة والصوم والحج بحجة حتى هذا يؤثر على أقتصاد المجتمع السوفياتي ، فأصدر رجال الدين فتاوي تنسجم مع أهداف السوفيات ولا يؤثر على الاقتصاد السوفياتي ، فقد أباحت للمسلم حتى يجمع الصلاة مرة واحدة في اليوم ، ويصوم يوماً واحداً في رمضان ، وقد أصدرت السلطات أمراً بمنع ذبح الأضاحي ولوكانت ملكاً خاصاً بحجة الأضرار الاقتصادية ، اما الحج فقد وضعت معوقات عديدة لعدم تمكين المسلمين من الحج .
بوادر التغير الجديد
1- تم السماح بدخول مليون نسخة من القرآن الكريم إلى بلدان الاتحاد السوفياتي أوفدتها المملكة العربية السعودية كهدية من مشروع خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز آل سعود .
2- تم افتتاح 55 جمعية إسلامية .
3- أعيد تسليم 19 مسجداً .
4- شهدت بعض المدن نشاطاً إسلامياً وعقدت عدة مؤتمرات إسلامية .
5- بدأ تكوين بعض الأحزاب الإسلامية مثل حزب اليقظة في موسكووحزب النهضة في استراخان في عام 1990 م وافتتحت له فروع في مدن عدبدة بلغت 200 فرعاً .
متطلبات العمل الإسلامي في الاتحاد السوفياتي (سابقاً ) :
1- مساعدة المجهودات الشعبية التي بدأت بتعمير وإعادة بناء المساجد والمدارس الإسلامية .
2- الحاجة ماسة إلى النادىة لتسليم مفاهيم الدين الإسلامي في أذهان المسلمين بعد فترة طويلة من المسخ .
3-الحاجة إلى المراكز الإسلامية التي تضم مجموعة من المؤسسات الإسلامية (مسجد ، مدرسة ، مخطة ) في عواصم الجمهوريات الإسلامية بالاتحاد السوفياتي ، وهناك مشروع لإقامة 22 مركزاً إسلامياً قدم إلى اتحاد المنظمات الاسلامية في أوروبا .
4-هناك حاجة ماسة إاى الكنب الإسلامية المترجمة إلى اللغات الهجرية ولغات القوميات الأخري ، وأيضاً باللغة الروسية .
5 - وضع مناهج موحدة للتعليم الإسلامي تطبق في جميع المدارس الإسلامية بالاتحاد السوفياتي .
6 - قيام مشاريع تجارية لبيع الأكلات الإسلامية وهذا مشروع اقتصادي هام يمكن حتى يرصد عائده لتنشيط العمل الإسلامي في الاتحاد السوفياتي .
7 - محاولة حل معضلة الحج ، فعدد المسلمين الذين يصرح لهم بالحج قليل جداً .
8- الحاجة إلى مطابع بالحروف العربية ويوجد مشروع سعودي خاص ببناء مطبعة في طشقند .
9- مكافحة الشعوذة والدجل عند بعض الفرق .
10 – الهجريز على توعية الشباب المسلم في الاتحاد السوفياتي .
11-مراعاة تعدد اللغات بسبب تعدد القوميات .
12 – الحاجة إلى الثقافة الإسلامية لمحوالالحاد ومكافحة التشويش الإعلامي الروسي .
المصدر : الأقليات المسلمة في آسيا واستراليا - سيد عبد المجيد بكر .