الإسرائليات
من اخطر التحديات التي قابلت الإسلام والفكر الإسلامي والثقافة العربية ظاهرة ( الإسرائليات ) وهي إضافات خطيرة ونظريات مستمدة من نصوص قديمة ، وثنية ومجوسية من خارج مفهوم الإسلام وذاتيته المتنوعة عن الأديان والفلسفات ، تسربت مع الزمن وقصد إلى إضافتها خصوم وأعداء الإسلام رغبة في عزلة عن جوهره الأصيل وقد شكلت مع الزمن عازلا عن مفهوم الإسلام في بساطته ووضوحه ويسره ، وأضافت تفاصيل باطلة تتعارض مع مفهوم الإسلام القائم على التوحيد ، والمتصل الواضح للغيب والإيمان بقواعد القرآن ونهجه ومنطقه في مختلف القضايا والأمور التي تتعلق بعالم الغيب وما وراء العالم المحسوس .
وأضيف إلى الإسرائليات إضافات أخرى تسربت من الفلسفات اليونانية والهندية والديانات الفارسية وغيرها مما كون حصيلة استخدمها الشعبيون وأعداء الإسلام سلاحاً لتحويل الأنظار عن مفهوم الإسلام وإخراجه عن جوهره وإتاحة الفرصة لمفاهيم الوثنية والتثليث .
وقد قابل المفكرون المسلمون هذه الدخائل الأسرائيلية والباطنية والمجوسية وفندوها وكشفواعنها ،: [ال[جاحظ]] (البيان والتبين ) ، والقاضي ابن العربي (العواصم من القواصم ) وابن الجوزي في (تلبيس ابليس ) ، كما قابل ابن حزم ، والغزالي وابن خلدون هذه القضاياوعرضوا لآراء الباطنية والمجوسية والمزدكية والمانوية ، ويطلق فهماء المسلمين حدثة إسرائليات على جميع العقائد غير الإسلامية ولاسيما تلك العقائد والأساطير التي دسها المعادون للإسلام في مفاهيم الإسلام ومنها الإضافات والتفسيرات للآيات القرآنية والتوسع في أوصاف الملائكة والجنة والنار والحشر ويوم القيامة وتصويرها تصويراً حسياً .ومنها التنبؤات فيما يتعلق بالمهدي المنتظر أورجعة المسيح أوظهور المسيح الدجال ، وكل هذه الأمور وغيرها مم لاسند لها من القرآن أوالحديث .
واهتم المستشرقين بكعب الأحبار ووهب ابن منبه وعبداللة بن سلام ،وهم الذين أشاعوا الإسرائليات في صدر الإسلام ، وقد ثبت حتى هؤلاء كانوا من المتآمرين على الإسلام من طريق بث الروايات الإسرائلية التي شوهت جمال معاني القرآن الكريم في خط التفسير ، وقد تسرب إلى بعض خط التفسير كثير من الإسرائليات التي شوهت صفحاتها وأدخلت الأساطير على كنب الملاحم والمغازي فالتبس فيها الحق بالباطل والواقع بالخرافات . ويقول الإمام أحمد بن حنبل : ثلاثة لاأصل لها :التفسير والملاحم والمغازي أي أنها ليست لها أسانيد سليمة متصلة .
المصدر : الشبهات والأفكار الشائعة في الفكر الإسلامي - أنور الجندي .