الواضحة (كتاب)
عودة للموسوعةالواضحة أوالواضحة في الفقه والسنن، كتاب فقهي من أمهات ممضى الإمام مالك، وهوالأم الثانية بعد المدونة ضمن الأمهات الأربع: المدونة والواضحة والعتبية والموازية.
اسم الكتاب
اسم الكتاب حسبما ذكر جل المؤرخين هو" الواضحة في الفقه والسنن، وسماه الضبي: الواضحة في الحديث والمسائل على أبواب الفقه، وأغرب حاجي خليفة فسماه "الواضحة في إعراب القرآن" في كتابه "كشف الظنون".
موضوع الكتاب
كتاب الواضحة في الفقه والسنن " كتاب فقهي من أمهات ممضى الإمام مالك وهوالأم الثانية بعد المدونة ضمن الأمهات الأربع: المدونة والواضحة والعتبية والموازية.
وجدير بالذكر أنه قد تم تحقيق جزء منها كأطروحة دكتوراه في قسم الدراسات الإسلامية في كلية الآداب بجامعة بون.
قيمة الكتاب
كتاب " الواضحة " هومن أشهر مؤلفات ابن حبيب، ذكرها عياض في " ترتيب المدارك " فنطق: " لم يؤلف مثلها "، وسئل يوسف المغامي تلميذ ابن حبيب فقيل له: " لوأوضحت هذا السماع في واضحة ابن حبيب، فنطق: "حاولت ذلك فوجدت نفسي معه كمرقع الخز باللبود"؛
ونطق الضبي في " بغية الملتمس ": " وله في الفقه – أي لابن حبيب – الكتاب الكبير المسمى بالواضحة في الحديث والمسائل على أبواب الفقه ".
وقد نطق العتبي عند ذكر الواضحة: " رحم الله عبد الملك ما أفهم أحدا ألف على ممضى أهل المدينة تأليفه، ولا لطالب أنفع من خطه ولا أحسن من اختياره ".
ونطق عنها المقري في " نفح الطيب ": " كتاب كبير مفيد "، ونطق في موضع آخر: " والمالكيون لا تمانع بينهم في فضلها واستحسانهم إياها ".
2) منهج ابن حبيب في الواضحة.
لا بد من الإشارة حتى كتاب " الواضحة " كتاب عزيز الوجود شبه مفقود كاملا، إلا بقايا تعبير عن جزء منه في خزانة القرويين وتبلغ أوراقه أربعا وعشرين ورقة، تحت رقم 809، مزبورا بعنوان " رغائب الوضوء والغسل "، مع بتر أخرى موجودة بالمخطة الأثرية بالقيروان، وعليه فإنا سنذكر الأمثلة التوضيحية التمثيلية مستقاة من مصورة نسخة القرويين، مشفوعة كذلك بأمثلة من كتاب آخر حفظ لنا شيئا يسيرا من " الواضحة "(عبارة عن 40 أربعين نقلا) هوكتاب " الإعلان بأحكام البنيان " لأبي عبد الله محمد بن إبراهيم اللخمي المعروف بابن الرامي البناء.
المنهج الشكلي
يبرز لنا محمد العابد الفاسي- محافظ خزانة القرويين سابقا- في فهرسته لها طريقة ابن حبيب في كتابه "الواضحة" قائلا: " طريقة ابن حبيب في كتابه هذا أنه يأتي بالترجمة ويورد أحاديث بسنده ثم يقول عقب ذلك نطق عبد الملك، ويشرح بعض الألفاظ الواردة في الحديث".
مثال 1:
نطق عبد الملك: كان من مضى في مبتدأ الإسلام يكتفون من الاستناتى بالماء بالتمسح بالحجارة من البول والغائط، روى مالك إجازة ذلك عن هشام بن عروة عن أبيه حتى رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الاستطابة فنطق: "أولا يجد أحدكم ثلاثة أحجار"؛ وروى عن يحيى بن سعيد أنه سمع رجلا يسأل سعيد بن المسيب عن الوضوء من الغائط بالماء فنطق سعيد: "إنما ذلك وضوء النساء".
نطق عبد الملك: يعني حتى الاستناتى بالماء يومئذ إنما كان للنساء وأن الرجال كانوا يكتفون بالتمسح بالحجارة.
مثال 2:
نطق ابن حبيب: وحدثني أسد بن موسى بن عباد بن العوام عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه حتى رجلا غرس في أرض رجل من الأنصار نخلة فاختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقضى للأنصاري بأرضه وللآخر حتى ينزع نخلته.
وحدثني مطرف عن مالك عن حميد بن قيس عن مجاهد حتى رجلا أحيى أرضا مواتا لا يظنها لأحد فغرس فيها وعمر ثم اتى رجل فأقام عليه البينة أنها له، فاختصما إلى عمر بن الخطاب ، فنطق إذا شئت قومت عليك ما أحدث فيها فأعطيته إياه وكانت لك، وإن شئت حتى يعطيك قيمة أرضك أعطاك.
نطق ابن حبيب: فافترق القضاء في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وحديث عمر بن الخطاب بافتراق عمليهما، فإن غرس الغارس في أرض الأنصاري ظلما على غير شبهة، كان القضاء فيه حتى يقلع غرسه إلا حتى يشاء صاحب الأرض حتى يعطيه قيمته مقلوعا، وغرس الغارس في حديث عمر على شبهة حين افترض أنها موات لا يظنها لأحد، فقضى له بقيمة غرسه وعمارته ثابتة غير مقلوعة.
نطق ابن حبيب: " وكذلك جميع من بنى أوغرس على شبهة ملك وحق " اه.
ولا يكتفي الإمام ابن حبيب بشرح وبيان الأثر الذي ساقه من عنده، بل يعزوالقول إلى شيوخه من تلاميذ مالك كمطرف وابن الماجشون وأصبغ، فإن كان سؤالا مباشرا سأله نطق:"سألت"، وإن كان كتابة، نطق:"خطت".
مثال السؤال:
يقول ابن حبيب: " وسألت مطرفا عن ذلك، وكيفقد يكون الغرم بينهما على قدر ما لهما من الدار أوعلى قدر الجماجم،يا ترى؟ فنطق لي مطرف بل على قـدر الجماجم ".
مثال الكتابة:
يقول ابن حبيب: "خطت إلي أصبغ بن فرج أسأله عن الرجل تكون له الشجرة الواحدة أوالشجرات في أرض الرجل فيريد صاحب الأرض التحظير على أرضه بجدار..."؛ فخط إلي: "يفترق الجواب فيه على افتراق وجوهه..."
ب- المنهج الموضوعي
من خلال ما توفر من "الواضحة " من مخطوط القرويين، ومن كتاب " النوادر والزيادات " وكتاب " الإعلام بأحكام البنيان " يمكن استخلاص الملاحظات التالية:
أ- إكثار ابن حبيب من اعتماد أقوال شيخيه مطرف وابن الماجشون: مع ملاحظة أنه في كثير من الأحيان تتحد آراء هذين القطبين من أقطاب مدرسة المدينة.
ب- حرصه على تقييد آراء من لقي من تلاميذ مالك: فنراه يقيد ما تحمله عن مطرف وعن ابن الماجشون وعن أصبغ وعن ابن القاسم وعن ابن نافع وعن ابن أبي أويس وعن ابن عبد الحكم...
يقول ابن حبيب: " وسألت مطرفا عن ذلك... ".
" سألت ابن الماجشون عن ذلك ".
" سمعت مطرفا وابن الماجشون يقولان: سمعنا مالكا غير ما مرة يقول: جميع من بنى في أرض قوم بإذنهم أوبعملهم فله قيمة بنائه قائما ثابتا وكل من بنى في أرض قوم بغير إذنهم ولا فهمهم فإنما يعطى قيمة عمله منقوصا مطروحا بالأرض... ".
نطق ابن حبيب: " سئل ابن القاسم عن الرجل تكون له الأرض البيضاء والطريق يشقها فأراد حتى يحول الطريق عن موضعها إلى موضع آخر في أرضه وهوأرفق به وتأهل الطريق " .
نطق ابن حبيب: " ونطق ابن نافع أيضا مثله ".
نطق ابن حبيب: " سألت أصبغ عن أرض لرجل في وسط أرض لأقوام... " .
نطق ابن حبيب: " وسألت أصبغ وابن عبد الحكم عنه أيضا فنطقا لي: هوقولنا وقول أصحابنا كلهم وروايتهم عن مالك.
مصادر
- ^ تاريخ فهماء الأندلس، عبد الله بن محمد بن الفرضي، الدار المصرية للتأليف والترجمة، ص 270.
- ^ كشف الظنون عن أسامي الخط والفنون، ط. استانبول 1360ه، 2/ 1996.
- ^ دراسات في مصادر الفقه المالكي لميكلوش موراني، دار الغرب الإسلامي، ص:عشرة و63 – 67.
- ^ 2/ 35
- ^ المصدر نفسه، الصفحة نفسها.
- ^ 2/ 6.
- ^ 3/ 171.
- ^ دراسات في مصادر الفقه المالكي، ص 64. ولئن كان معظم الكتاب الآن مفقودا، فإن كتاب " النوادر والزيادات " للإمام ابن أبي زيد القيرواني قد تكفل بحفظ الكثير من أقواله ومروياته، التي تضاهي تسعمائة 900 نقل.
- ^ تحقيق فريد بن سليمان، مركز النشر الجامعي، تونس.
- ^ وهوالشيء نفسه نت الذي عاينته بعد حتى وقفت على مصورة النسخة الفاسية التي أمدني بها شيخي الفاضل مولاي الحسين ألحيان –محرر منطقة الويكي
- ^ فهرسة خزانة القرويين، محمد العابد الفاسي، دار الكتاب-الدار البيضاء-، 2/ 482.
- ^ الباب الأخير من الجزء الأول من الواضحة، مخطوطة القرويين، رقم 809/40.
- ^ الإعلان بأحكام البنيان، ص203.
- ^ الإعلان بأحكام البنيان، ًص 127
- ^ نفسه، ص199، 200.
- ^ نفسه، ص196.
- ^ نفسه، ص 197.
- ^ نفسه، ص 201.
- ^ - نفسه، ص166.
التصنيفات: كتب فقه مالكي, كتب أهل السنة والجماعة, بوابة كتب/مقالات متعلقة, بوابة الفقه الإسلامي/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات