الكسل أوعدم الإبلاء (بالإنجليزية: Laziness)‏ هوالنفور من الجهد أوبذل الشغل على الرغم من وجود القدرة البدنية عليه، ويُعد الكسل صفة ازدرائية، يوصف بها الشخص ذوالنمط الكسول أوالمحب للراحة.

على الرغم من مناقشة سيجموند فرويد لمبدأ المتعة، إلا حتى ليونارد كارميكيل أشار إلى حتى "الكسل ليس بالمصطلح المعتاد شرحه في أغلب محتويات خط فهم النفس، وهذه إحدى سيئات فهم النفس الحديث، الذي انشغل بصورة أكبر في مسائل فرعية كالتجارب على الحيوانات مثل الفئران العطشى أوالخنازير الجائعة، أوحول الشعراء وكيف يخطون شعرهم، أوالفهماء وكيف يقضون أوقات الربيع في مختبراتهم تاركين الأوقات الممتعة ورائهم". مشيرا بذلك إلى حتى موضوع الكسل لم يحظى بالأبحاث التي تُغطي جميع جوانبه على الرغم من انتشاره كسلوك بشري.

في تقرير أُجري عام 1931، عزى الكثير من طلاب الثانوية فشلهم في أداء الاختبارات إلى الكسل، فيما أعرب الأساتذة عن حتى السبب الأول هونقص المقدرة لديهم، وأن السبب الثاني هوالكسل. (يرجي عدم الخلط بين الكسل وبين انعدام الإرادة والذي هوأحد أعراض بعض الاضطرابات مثل الإكتئاب وفرط الحركة واضطرابات النوم والفصام ).

فهم النفس

يُوصف الكسل في فهم النفس أنه عادة بدلا من وصفه أنه اضطراب نفسي، كما يوجد الكثير من العوامل التي تتسبب بصورة أساسية في الكسل مثل نقص الثقة بالنفس والتقدير الذاتي ونقص الفهم والتدريب، وفقد الاهتمام بمختلف النشاطات أوعدم الاعتقاد بجدوى تلك النشاطات، الأمر الذي ينعكس في صورة مماطلة أوتذبذب. كما أشارت دراسات مبنية على الدافعية (التحفيز أوالحث) حتى الكسل ناتج عن نقص مستوى التحفيز كنتيجة للتنبيه الزائد أوتعدد التنبيهات أوالتشتيت، والذي بدوره يزيد من إطلاق الدوبامين في الجهاز العصبي، وهي المادة المسؤولة عن الإحساس بالسرور، وحدثا زاد إفراز الدوبامين زاد الإحساس بالرضا، وبهذه الزيادة تنشأ حالة من القبول والتي بدورها تؤدي إلى تقليل الحساسية.

تتسبب حالة تقليل الحساسية لاحقا في تبلد النظام العصبي، كما أنها تؤثر بالسلب على منطقة تعهد بإسم الفص الجزيري، وهي المسؤولة عن إدراك المخاطر.

يرى الأخصائيون في سقم فرط الحركة ونقص الانتباه حتى زيادة الحركة بأشكالها المتعددة ينتج عنها مشاكل سلوكية كنقص الهجريز، والألم النفسي الناتج من الكمالية، بالتالي يتكون الكسل، والذي قد يُعبر عنه كسلوك سلبي لمسايرة الواقع ولتجنب مواقف معينة.

مفاهيم متعلقة بالكسل

• الملل.
• انعدام الإرادة.
• التسويف.

فهم الاقتصاد

يستعرض فهم الإقتصاد رؤية مختلفة للكسل، ويُعرب البعض عن حتى الإنسان بطبيعته يسعى نحوالفراغ أوالراحة، ويرى آخرون حتى البطالة متصلة بالكسل بشكل أوبآخر.'

الكسل في الأديان

الكسل في الإسلام

يُعتبر الإسلامُ الكسلَ صفة سيئة، فلقد استعاذ منه نبي الإسلام محمد في أكثر من موضع، منها:

وقد نبه إلى طريقة طرد الكسل والخمول:

نطق النَّوويُّ: (وقوله (وإلَّا أصبح خبيث النَّفس كسلانَ) معناه: لما عليه مِن عُقَد الشَّيطان وآثار تثبيطه واستيلائه مع أنَّه لم يزل ذلك عنه، وظاهر الحديث أنَّ مَن لم يجمع بين الأمور الثَّلاثة -وهي الذِّكر والوضوء والصَّلاة- فهوداخل فيمن يصبح خبيث النَّفس كسلان).

ونطق تعالى [في سورة التوبة -38]: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ)).

(اثاقلتم إلى الأرض) أي: تكاسلتم، ومِلْتُم إلى الأرض والدَّعة والسُّكون فيها.

ونطق أيضا: ((وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ)) ~[التَّوبة: 54].

(وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى) أي:(متثاقلين لها متبرِّمين مِن فِعْلِها، والكَسَل لاقد يكون إلَّا مِن فَقْد الرَّغبة مِن قلوبهم، فلولا أنَّ قلوبهم فارغة مِن الرَّغبة إلى الله وإلى ما عنده، عادمة للإيمان، لم يصدر منهم الكَسَل).

كما حتى عكس الكسل هوجهاد النفس وهوما يسمى في الإسلام بالجهاد الأكبر من خلال مخالفة رغبات النفس.

• وينقسم الكَسَل إلى عدَّة أقسام، أهمها:

1- كسلٌ وفُتُورٌ عام في جميع الطَّاعات، مع كُرْهٍ لها وعدم رغبة فيها، وهذه حال المنافقين؛ فإنَّهم مِن أشدِّ النَّاس كسلًا وفتورًا ونفورًا. نطق الله -جل وعلا- فيهم: ((إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً)) ~ [النَّساء: 142]، ونطق: ((وَمَا مَنَعَهُمْ أَن تُقْبَلَ مِنْهُمْ نَفَقَاتُهُمْ إِلاَّ أَنَّهُمْ كَفَرُواْ بِاللّهِ وَبِرَسُولِهِ وَلاَ يَأْتُونَ الصَّلاَةَ إِلاَّ وَهُمْ كُسَالَى وَلاَ يُنفِقُونَ إِلاَّ وَهُمْ كَارِهُونَ)) ~[التَّوبة: 54].

ونطق : ((أثقل الصَّلاة على المنافقين: صلاة العشاء وصلاة الفجر، ولويفهمون ما فيهما؛ لأتوهما ولوحبوًا)).

ولفظ (أثقل) على صيغة (أعمل) يدلُّ على أنَّ غيرهما ثقيل، وليس الثُّقل مقتصرًا عليهما.

2- كسلٌ وفُـتُور في بعض الطَّاعات، يصاحبه عدم رغبة فيها دون كُرْهٍ لها، أوضعف في الرَّغبة مع وجودها، وهذه حال كثير مِن فُسَّاق المسلمين وأصحاب الشَّهوات. وهذان القسمان سببهما سقم في القلب، ويقوى هذا السقم ويضعف بحسب حال صاحبه، فسقم المنافقين أشدُّ مِن سقم الفُسَّاق وأصحاب الشَّهوات، فهم يتمتَّعون بصحَّة في أجسامهم وأبدانهم، نطق -سبحانه-: ((وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ)) ~[المنافقون: 4]، ولكن قلوبهم مريضة. نطق -سبحانه-: ((فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللّهُ مَرَضاً)) ~[البقرة: 10].

3- كسلٌ وفُـتُورٌ عامٌّ سببه بدنيٌّ لا قلبيٌّ؛ فتجد عنده الرَّغبة في العبادة، والمحبَّة للقيام بها، وقد يحزن إذا فاتته، ولكنَّه مستمرٌّ في كسله وفُتُوره، فقد تمرُّ عليه اللَّيالي وهويريد قيام اللَّيل، ولكنَّه لا يعمل- مع استيقاظه وانتباهه- وهذه حال كثيرٍ مِن المسلمين الذين يصابون بهذا الدَّاء، ومنهم أناس صالحون، وآخرون مِن أصحاب الشَّهوة والفِسْق. نطق تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انفِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الأَرْضِ)) ~[التَّوبة: 38] وقد يؤدِّي هذا النَّوع إلى حتى يشهجر بعض المصابين به مع النَّوع الثَّاني، وهوالثُّقل القلبي في بعض العبادات.

4- كسلٌ وفُـتُورٌ عارضٌ يشعر به الإنسان بين حين وآخر، ولكنَّه لا يستمر معه، ولا تطول مدَّته، ولا يسقط في معصية، ولا يخرج عن طاعة. وهذا لا يسلم منه أحد، إلَّا أنَّ النَّاس يتفاوتون فيه -أيضًا-، وسببه -غالبًا- أمرٌ عارض، كتعب أوانشغال أوسقم ونحوها. وهذا النَّوع هوالذي يذكره الصَّحابة، ومنه ما رواه مسلم في سليمه عن حنظلة الأسيدي، وكان مِن كُتَّاب رسول الله نطق: - لقيني أبوبكر فنطق: ((كيف أنت يا حنظلة،يا ترى؟ نطق: قلت: نافق حنظلة، نطق: سبحان الله! ما تقول،يا ترى؟ نطق: قلت: نكون عند رسول الله يذكِّرنا بالنَّار والجنَّة، حتى كأنَّا رأي عين، فإذا خرجنا مِن عند رسول الله عافسنا الأزواج والأولاد والضَّيعات، فنسينا كثيرًا. نطق أبوبكر: فوالله إنَّا لنلقى مثل هذا. فانطلقت أنا وأبوبكر حتى دخلنا على رسول الله ، ثمَّ نطق له مثلما نطق لأبي بكر، فنطق رسول الله : والذي نفسي بيده! إذا لوتدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكر؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة: ساعة وساعة. ثلاث مرات)).

وروى أحمد عن عائشة -رضي الله عنها- نطقت: لعبد الله بن قيس: - ((لا تدع قيام اللَّيل، فإنَّ رسول الله كان لا يدعه، وكان إذا سقم أوكسل صلى قاعدًا)).

• أسباب ودواعي الكسل:

- شِبَع البطن، فقد نطق ابن قدامة: (كثرة الأكل تورث الكَسَل والفُتُور).

- التَّسويف، نطق الشَّاعر: [ولا أؤخر شغل اليوم عن كسلٍ **** إلى غدٍ إذا يوم العاجزين غد]

- السَّهر الطويل باللَّيل يوجب الكَسَل بالنَّهار.

- مرافقة الكسالى والبطالين والصحبة السيئة، التي تميل للتواني والكسل والتفريط:

(نطق أبوبكر الخوارزمي: لا تصحبِ الكَسَلانَ في حالاتِه **** كم صالحٍ بفسادِ آخرَ يفسدُ.

عدوى البليدِ إلى الجليدِ سريعةٌ **** والجمرُ يُوضعُ في الرمادِ فيخمدُ.)

- حبُّ الرَّاحة والدَّعة، وإيثار البطالة. - التواكل.

(نطق الشاعر: الجِدُّ بالجِدِّ والحِرْمَان في الكَسَلِ **** فانصبْ تُصِبْ عن قريبٍ غايةَ الأملِ.)

- فتح الفم عند التَّثاؤب وعدم دفعه: عن أبي سعيد مرفوعًا: ((إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيهِ))؛ لأنَّه سبب الكَسَل عن الطَّاعة والحضور فيها، ولذا صار منسوبًا إلى الشَّيطان، كما نطق : ((التَّثاؤب مِن الشَّيطان)).

- النفاق، كما نطق تعالى: "إنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى" ْ[النساء:142]

في البوذية

يُعد كلا الكسل والمماطلة صفات مذمومة في البوذية.

في المسيحية

يُعد الكسل واحدة من الأخطاء السبعة المميتة عند الكاثوليك، كما اٌعتبر الكسل سببا مباشرا للفقر.

مصادر