القادر (أسماء الله الحسنى)

القادر من أسماء الله الحسنى في الإسلام، وهوعلى وزن فاعل من اسم الفاعل الثلاثي، ومعناه: حتى الله هوالقادر على ما يشاء، لا يعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب.

في القرآن الكريم

ورد اسم الله القادر مفردًا في القرآن الكريم سبع مرات منها:

نطق تعالى: وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ عَلَيْهِ آيَةٌ مِّن رَّبِّهِ قُلْ إِنَّ اللّهَ قَادِرٌ عَلَى أَن يُنَزِّلٍ آيَةً وَلَـكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ سورة الأنعام:37
نطق تعالى: قُلْ هُوَ الْقَادِرُ عَلَى أَن يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذَابًا مِّن فَوْقِكُمْ أَوْ مِن تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُم بَأْسَ بَعْضٍ انظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآيَاتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ سورة الأنعام:65
نطق تعالى: أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يَخْلُقَ مِثْلَهُمْ بَلَى وَهُوَ الْخَلَّاقُ الْعَلِيمُ سورة يس:81
نطق تعالى: أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَنْ يُحْيِيَ الْمَوْتَى سورة القيامة:40

ووردت أربع مرات بصيغة جمع المذكر السالم المرفوع (قادرون)، ومرة منصوب بلفظ (قادرين).

في السنة النبوية

عن عبد الله بن مسعود عن النبي نطق: «آخِرُ مَن يدخلُ الجنةَ رجلٌ، فهويَمشِي مرةً ويَكْبُومرةً وتَسْفَعُهُ النارُ مرةً فإذا ما جاوزها التَفَت إليها، فنطق: تبارك الذي نجَّانِي مِنكِ. لقد أعطاني اللهُ شيئًا ما أعطاهُ أحدًا من الأولينَ والآخِرينَ. فَتُرْفَعُ له شجرةً. فيقولُ: أيْ رَبِّ، أَدْنِنِي من هذه الشجرةِ فَلِأَسْتَظِلَّ بِظِلِّها وأشربَ من مائِها. فيقولُ اللهُ عز وجل: يا ابنَ آدمَ لَعَلِّي إذا أَعْطَيْتُكَها سألتَنِي غيرَها. فيقولُ: لا. يا ربِّ ويعاهدُه حتى لا يسألَه غيرَها. وربُّه يعذِرُه. لأنه يَرَى ما لا صبرَ له عليه. فيُدْنِيهِ منها. فيَسْتَظِلُّ بظِلِّها ويَشربُ من مائِها. ثم تُحملُ له شجرةٌ هي أحسنُ من الأولى. فيقولُ: أيْ ربِّ أَدْنِنِي من هذه لِأَشربَ من مائِها وأَستظِلَّ بظِلِّها. لا أسألُك غيرَها. فيقولُ: يا ابنَ آدمَ ألم تُعاهِدْني حتى لا تسألَني غيرَها، فيقولُ: لَعَلِّي إذا أَدْنَيْتُك منها تسألُني غيرَها،يا ترى؟ فيُعاهدُه حتى لا يسألَه غيرَها. وربُّه يَعْذِرُه. لأنه يَرَى ما لا صبرَ له عليه فيُدنِيه منها. فيَستظِلُّ بظِلِّها ويشربُ من مائِها. ثم تُحملُ له شجرةً عند بابِ الجنةِ هي أحسنُ من الأولَيَيْن. فيقولُ: أيْ ربِّ أَدْنِنِي من هذه لِأستظِلَّ بظِلِّها وأشربَ من مائِها. لا أسألُك غيرَها. فيقولُ: يا ابنَ آدمَ ألم تُعاهِدْني حتى لا تسألَني غيرَها،يا ترى؟ نطق: بلى يا ربِّ هذه لا أسألُك غيرَها وربُّه يعذِرُه لأنه يرى ما لا صبرَ له عليه فيُدْنِيهِ منها فإذا أدناه منها، فيَسمعُ أصواتَ أهلِ الجنةِ، فيقول: أيْ ربِّ أدخِلْنِيها، فيقولُ: يا ابنَ آدمَ ما يَصْرِينِي منكَ،يا ترى؟ أيُرضِيكَ حتى أُعطِيَكَ الدنيا ومثلَها معها،يا ترى؟ نطق : يا ربِّ أتستهزئُ مني وأنت ربُّ العالمين. فضحِك ابنُ مسعودٍ فنطق: ألا تسألوني مِمَّ أضحكُ ،يا ترى؟ فنطقوا: مِمَّ تضحكُ ،يا ترى؟ نطق: هكذا ضحِك رسولُ اللهِ . فنطقوا : مِمَّ تضحكُ يا رسولَ اللهِ،يا ترى؟ نطق: من ضَحِكِ ربِّ العالمينَ حين نطق: أتستهزِئُ مني وأنت ربُّ العالمين،يا ترى؟ فيقولُ: إني لا أستهزئُ منك، ولكني على ما أشاءُ قادرٌ.»

الأقوال في معناه

نطق أبوإسحاق الزجاج: «الله القادر على ما يشاء، لا يعجزه شيء، ولا يفوته مطلوب، والقادر منا – وإن استحق هذا الوصف – فإن قدرته مستعارة، وهي عنده وديعة من الله تعالى، ويجوز عليه العجز في حال، والقدرة في أخرى، والله تعالى هوالقادر، فلا يتطرق عليه العجز، ولا يفوته شيء»
نطق الخطابي: «(القادر): هومن القدرة على الشيء، ينطق: قدر يقدر قدرة فهوقادر وقدير، كقوله تعالى: ﴿وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرًا﴾ سورة الأحزاب:27 ووصف الله نفسه بأنه قادر على جميع شيء أراده، لا يعترضه عجز ولا فتور.

وقد يحدث القادر بمعنى المقدر للشيء، ينطق: قدرت الشيء وقدرته بمعنى واحد كقوله: ﴿فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ﴾ سورة المرسلات:23 أي: نعم المقدرون، وعلى هذا يتأول قوله سبحانه: ﴿فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ﴾ سورة الأنبياء:87 أي: لن نقدر عليه الخطيئة أوالعقوبة إذ لا يجوز على نبي الله حتى يظن عدم قدرة الله عز وجل طالما من الأحوال»

نطق الحليمي: «(القادر) نطق الله عز وجل: ﴿أَلَيْسَ ذَلِكَ بِقَادِرٍ عَلَى أَن يُحْيِيَ الْمَوْتَى﴾ سورة القيامة:40 ونطق: ﴿بَلَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ سورة الأحقاف: 33 وهذا يشير على معنى أنه لا يعجزه شيء بل تيسر له ما يريد على ما يريد، لأن أفعاله قد ظهرت، ولا يظهر العمل اختياراً إلا من قادر غير عاجز، كما لا يظهر إلا من حي عالم»
نطق البيهقي: «هوالذي له القدرة الكاملة، والقدرة له صفة قائمة بذاته»
نطق ابن منده: «ومن أسماء الله عز وجل : القدير والقادر والمقتدر»
نطق ابن عثيمين: «فالقادر اسم، والقدير اسم، والمقتدر اسم، مع أنها كلها مشتقة من صفة واحدة، لأن بعضها يزيد بخصوصية عن الآخر»

مراجع

^ " القادر " من أسماء الله الحسنى، مسقط الإسلام سؤال وجواب نسخة محفوظة 1 يونيو2016 على مسقط واي باك مشين.
↑ تفسير الأسماء، للزجاج ص:59
^ المعجم المفهرس، حدثة قادر نسخة محفوظة 13 مايو2016 على مسقط واي باك مشين.
^ المعجم المفهرس حدثة قادرون نسخة محفوظة 13 مايو2016 على مسقط واي باك مشين.
^ المعجم المفهرس حدثة قادرين نسخة محفوظة 13 مايو2016 على مسقط واي باك مشين.
^ سليم مسلم (187)
^ شأن النادىء ص:86
^ المنهاج (1/191)
^ الاعتقاد ص:63
^ التوحيد (ص412)
^ المجلي شرح القواعد المثلي (1/160)