أبوقاسم الفردوسي (بالفارسية: ابوالقاسم فردوسی طوسی) شاعر فارسي (935–1020 ميلادية). ولد في قرية فاز بالقرب من بلدة تباران في إقليم طوس بخراسان (في إيران حاليا). عاش في حكم السامانيين في في حكم القزنويين في زمن الخلافة العباسية. اشتهر بتأليف الرواية الملحمية "الشاهنامة".

نسبه

اسمه غير معروف على وجه الدقة. قيل اسمه المنصور بن الحسن وقيل الحسن بن اسحاق بن شرف شاه وقيل غير ذلك. وكذلك مولده ووفاته مختلف فيهما. وبالرغم من الاعتقاد الشائع بأنه كان شيعي الممضى لكن لا يظهر للدين تأثير كبير في كتاباته. والشاهنامة تتحدث عن أساطير الفرس قبل الإسلام.

حياته

وسمع فردوسي حتى الدقيقى الشاعر كان ينظم الشاهنامه وقتل، وكان الفردوسى يتطلع إلى نظمه ويطمح إلى بلوغ أمله من بناء مجرى الماء. فصح عزمه حينئذ على الاضطلاع بالعبء الباهظ. ولم يكن لديه كتاب الملوك كله فاستشار صديقا له اسمه محمد لشكرى فرغبه وحرضه على ما تصدّى له، وأبلغه حتى لديه الكتاب كاملا. فمضى الشاعر يستمدّ الشيخ محمدا معشوقا أحد أولياء طوس فبشره بأنه سيبلغ ما يريد. ووثق الفردوسى ببشارة الشيخ.

وبدأ الفردوسى فنظم حرب فريدون والضحاك فأولع الناس بنظمه. وكان أبومنصور والي طوس من قبَل السلطان. فلما سمع شعر الفردوسي أمره بالمضى في فهمه، والتزم له بحاجاته. ثم توفي أبومنصور فوهن الفردوسي. ومرثية أبى منصور في مقدّمة الشاهنامه، بعد ذكر محمد لشكرى.

وأوفد السلطان بعد أبى منصور أوفدان خان واليا على طوس. وكان السلطان قد سمع بالفردوسى فأمر أوفدان خان بإشخاصه إلى غزنة، فاعتذر الفردوسى، واستعفى فلم يجده ذلك. ثم تذكر سيرة الشيخ معشوق فعزم على الإجابة. حتى إذا بلغ هراة أتاه من غزنين خبر ساءه فتوقف هنالك ذلك حتى بديع الدين صاحب ديوان الرسائل نطق للعنصرى والرودكى! حتى قدوم الفردوسى واضطلاعه بنظم الكتاب يغضّ من شعراء السلطان.

فأوفدا إلى الفردوسى أنه لا فائدة في قدومه، فان السلطان لا يذكره قط. فتردّد الفردوسى ثم خاف حتى تكون خدعة فتلبث أياما في دار أبى بكر الوراق. ثم كان بين العنصرى وبديع الدين مشاقة فنطق العنصرى لصاحبه: أنت رددت الفردوسى عن غزنة. وخشى بديع الدين مؤاخذة السلطان فأوفد إلى الفردوسى حتى الرسالة الأولى كانت من حسد العنصرى والرودكى. فان كان يستطيع حتى يجاريهما في مضمار البلاغة فليحضر. فخط في الرسالة أبياتا يعتد فيها بنفسه ويذكر حتى العنصرى والرودكى لا خطر لهما عنده. ثم سار من هراة إلى غزنة.

وأمر السلطان الميمندى الوزير حتى يعطيه ألف مثنطق مضى حدثا نظم ألف بيت. وكان الفردوسى لا يأخذ المال يبغى حتى يدخره لبناء سدّ طوس، كما تقدّم.

أكمل الفردوسى الشاهنامه، وسلمها إلى أياز فعرضها على السلطان فاستحسنها وأمر حتى يعطى حمل فيل مضىا. فنطق الميمندى للسلطان: إنى أخشى حتى يقتله الفرح إذا منح هذا المقدار. ونطق آخر: حرام حتى يعطى شاعر فردستون ألف مثنطق مضى. حسبه مثلها فضة. فأمر السلطان حتى يعطى 60 ألف مثنطق فضة. وأوفدها الميمندى مع أياز. وكان الفردوسى إذ ذاك في الحمام.

فلما رأى الفضة نطق: ما بهذا أمر السلطان. فأبلغه أياز بما كان بين السلطان والميمندى. فغضب الفردوسى وقسم المال أثلاثا بين أياز والحمامىّ وفقاعىّ استهلك من عنده شربة فُقّاع. ثم نطق لأياز:أبلغ السلطان أنى ما تحملت هذا العناء للدرهم والدينار ولكن للثناء الحسن والذكر الخالد.

غضب السلطان على الميمندى ونطق: عرّضت عِرضى لألسنة الشعراء. نطق الميمندى: إذا منحة السلطان تشريف كثرت أم قلت. ولوأوفدت اليه قبضة من تراب لوجب حتى يقبلها ويكتحل بها. فثارت ثورة السلطان ونطق: لأرمينّ هذا القرمطى تحت أرجل الفيلة غدا. وأجعله عظة لسيئ الأدب.

خاف الفردوسى وتحير فلما خرج السلطان في الصباح إلى المتوضأ ارتمى على قديمه ونطق: إذا الحاسدين قرفونى عند السلطان بما أنا منه براء. واعتذر عما عمل بعطية السلطان ونطق: هبنى واحدا من المجوس أواليهود والنصارى الذين في مملكت.

رضي السلطان وعاد الفردوسى إلى مسكنه فأحرق بضعة آلاف بيت في مسوداته. ثم مضى إلى المسجد الجامع وخط على الجدار عند مجلس السلطان بيتين معنا هما حتى حضرة السلطان كالبحر الذي لا قرار له. فان غصت فيه فلم أظفر باللآلئ فذاك ذنبى لا ذنب البحر.

ومنح أيازا كتابا وأوصاه حتى يسلمه للسلطان بعد 20 يوما ثم ودّع أيازا وخرج راجلا ليس معه من زاد السفر ومتاعه شيء. وخاف الناس حتى يزوّدوه للسفر ولكن أيازا أوفد وراءه الزاد خفية. وبعد عشرين يوما قدم أياز الكتاب للسلطان فاذا فيه الهاتى المشهور(فغضب السلطان وأمر بتعقبه، وجعل 50 ألف در هم لمن يأتيه به. ولكنه فات جهد الطالبين).

شاع أمر الفردوسى، وألم الناس لما أصابه. وبلغ الخبر قهستان.وكان واليها ناصر لك معجبا بالفردوسى فأوفد جماعة من خواصه فاتىوا به إلى قهستان فأكرمه. وكان الفردوسى يريد حتى يهجوالسلطان فاحتال ناصر حتى عدل به عن الهاتى وأعطاه مائة ألف در هم. وسكنت ثائرة الفردوسى فندم على الأبيات التي أنشأها.

ثم خط ناصر إلى السلطان يعجب من حرمان شاعر كالفردوسى بعد تحمله هذا العناء. ويبين للسلطان فقر الشاعر واحتياجه.

بلغ كتاب ناصر يوم الجمعة. وكان السلطان لم يمضى إلى الجامع منذ خرج الفردوسى من غزنة الا ذلك اليوم فقرأ على جدار المسجد البيتين الذين خطهما الفردوسى ثم عاد إلى قصره فاذا كتاب ناصر. واغتنم الفرصة جماعة من مقرّبى السلطان، والمعجبين بالشاعر فندم السلطان وغضب على من أشار عليه بالذي عمل، وعنف الميمندى وقتله.

هرب الفردوسى إلى مازندران، وأصلح الشاهنامه وألحق بها مديح وإلى مازندران وكان إذ ذاك من أبناء شمس المعالى قابوس بن وشمكير بن منوچهر بن شمس المعالى وابنه صهر السلطان، وهوابن بنت مرزبان بن رستم بن شروين مؤلف مرزبان نامه. وكان من الشيعة فسرّ الوالى به وبالغ في إكرامه، وأراد حتى يمسكه عنده لولا خوف السلطان محمود. فوصله واعتذر اليه وأمره بالرحيل.

فتوجه تلقاء بغداد وبقى فيها أياما حتى لقيه بعض أصدقائه من التجار فوعده حتى يبلغه حضرة الخليفة.ثم اتصل الفردوسى بالوزير ومدحه بقصيدة عربية بليغة فأعجب به الوزير وأنزله في داره ومنّاه مكانة عند الخليفة. ثم حمل أمره إلى الخليفة فأمر باحضاره وإكرامه فنظم في مدحه ألف بيت. فلما أقام ببغداد وفهم حتى الخليفة والناس لم يستحسنوا كتابه في ملوك المجوس نظم سيرة يوسف وزليخا فأعجب بها الخليفة وأهل بغداد وزادوه إكراما.

فتحسر الفردوسى وغشى عليه فحمل إلى داره فاذا هوميت. وبينا يسار بالشاعر إلى قبره اتىت صلة السلطان محمود.

عرضت العطية على ابنته فلم تقبلها، ونطقت أخته: إذا أخى كان يود حتى يبنى سدّ طوس بالحجر والحديد ليبقى ذكرا له فأنفِقوا المال في هذا. فعملوا. ويسمى هذا السدّ سدّ عائشة فرّخ، وآثاره باقية. وذكر ناصر خسروفي كتابه سفرنامه أنه في سنة 438 مر بطوس فرأى رباطا كبيرا حديث البناء فسأل فقيل: إنه بنى من صلة السلطان محمود للفردوسى. وقيل: إذا السلطان لما فهم حتى الفردوسى مات، وأن وارثه لم يقبل المال أمر حتى يبنى به عمارة. دفن الفردوسى في بستان له في طوس.

العرب والفردوسي

يعتبر الفردوسي أكبر شاعر ملحمي فارسي. ويعتبر كذلك من قادة الحركة الشعوبية القائلة بتفضيل الفرس وذم العرب. حيث قام وزير السلطان محمود الغزنوي (أبوالعباس الفضل بن أحمد الاسفرايني) بتكليف الفردوسي بكتابة قصائد شعرية يمجد فيها تاريخ فارس وحضارتها. تعتبر الشاهنامه من مراجع اللغة الفارسية الحديثة، وأساس الفكر القومي الفارسي. يقول المستشرق الإنجليزي كوويل في الشاهنامه: «الفردوسي عثر بلده تقريباً بدون أدب، فسلّم إليه الشاهنامه التي لم يستطع الادباء من بعده سوي تقليدها، دون حتى يتفوق أحد عليها». وهي في الأصل عدة خط خطها أدباء فرس مختلفون في عدة عصور، جمعوا جميع الأساطير الفارسية القديمة. وقام الفردوسي بجمع ما في تلك الخط في قصيدة طويلة. وأكثر الباحثين الإيرانيين يرون ذلك الخط أبرز موسوعة عن الفرس قبل الإسلام. فيقول رستم عليوف: «الشاهنامه موسوعه تتحدث عن ثقافة الشعب الإيراني وفهمه وفنه وتاريخه القديم، ونحن بحاجه إلى سنوات مديدة من البحث والدراسة حتي يمكن فهم وادراك عمق الكتاب الكبير .

وعلى النقيض يرى بعض الباحثين الإيرانيين (مثل أحمد شاملوأعظم الشعراء الفرس المعاصرين) عكس ذلك. فالكتاب لا يعدوكونه مجموعة لأساطير حيكت من قبل شعوبيين بتحريض بعض الحكام لأغراض سياسية، ولذلك لا يمكن اعتبارها أساساً لتاريخ إيران قبل الإسلام.

أما لما قام الفردوسي هذا العمل،يا ترى؟ فيقول بوربيرار «لأن الفردوسي كان يرتزق من إنشاد الشعر. وعندما انتهى من إنشاد الشاهنامة، تزامن ذلك مع سحق الحركة الشعوبية وقمعها، حيث لم يكن أحد ليدفع له أجرة كتابة الشاهنامة. ويعبر عن ندمه لِما قام به من عمل، ويوجه السب والشتم للذين كلفوه بإنشاد الشاهنامة لانه أخذ يعاني من ضيق العيش، وهويتحدث بصراحة عن النقود التي لم تدفع له إزاء كتابة الشاهنامة».

وتفصيل ذلك حتى السامانيين اهتموا كثيراً خلال حكمهم بإحياء التراث الفارسي قبل الإسلام. فانبرى أحد شعرائهم (الدقيقي) لنظم ملحمة تخلد ذلك التراث، معتمداً على شاهنامة أبي منصوري وغيره، لكنه اغتال عام 368 هـ قبل حتى يتمها. فبدأ الفردوسي بإتمامها بعد سنتين من وفاة الدقيقي اعتماداً على شاهنامه أبي منصوري وما تناقلته أفواه الناس في خراسان. وأثناء فترة نظمها التي استغرقت 30 عاماً، تولى الحكم السطان محمود سبكتكين الغزنوي في في عام 389 هـ بعد حتى أنهى حكم السامانيين. وبالرغم من حتى وزيره الفارسي أبوالعباس الاسفرايني شجع الفردوسي على المضي في التأليف. لكن من سوء حظ الفردوسي أنه عندما انتهى من جمع قصيدته، كان هذا الوزير قد قتل، وتولى الوزارة الحسن الميمندي الذي لم يكن متعاطفاً مع الفكر الشعوبي. وقيل حتى انّ الفردوسي قد قرأ الشاهنامه على السلطان محمود لعدة ايام. وعندما فرخ منها نطق له السلطان: ليس فيها شيء سوى حديث رستم. وفي جيشي ألف رجل كرستم! فنطق له الفردوسي: أطال الله عمر السلطان، أنا لا أدري كم في جيشك مثل رستم، لكني أدري حتى الله لم يخلق عبداً له كرستم. فنطق السلطان لوزيره: إنّ هذا الصعلوك قد رماني بالكذب. فلم يعطه جائزة عليها، فنقم الفردوسي عليه وأضاف أبياتاً في هاتى السلطان محمود.

معرض صور

المصادر

أبوقاسم الفردوسي على مواقع التواصل الاجتماعي

---

• أبوقاسم الفردوسي  على جود ريدز.
• أبوقاسم الفردوسي  على كورا.