أحمد حسين كاظم ديدات (1 يوليو1918 -ثمانية أغسطس 2005) داعية وواعظ ومُحاضر ومُناظر إسلامي، اشتُهِر بمناظراته وكتاباته في مقارنة الأديان وعلى وجه الخصوص بين الإسلام والمسيحية أسس وترأس المركز الدولي للدعوة الإسلامية في مدينة ديربان في جنوب أفريقيا وحاز على جائزة الملك فيصل لجهوده في خدمة الإسلام عام 1986م.

وُلد أحمد ديدات في تادكهار فار بإقليم سراط بالهند لأبوين مسلمين؛ حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة هاجر إلى جنوب أفريقيا في عام 1927 ليلحق بوالده، كان يعمل والده بالزراعة وأمه تعاونه ومكثا تسع سنوات ثم انتقل والده إلى جنوب أفريقيا وعاش في ديربان وغير أبوه اتجاه عمله الزراعي وعمل ترزياً. نشأ ديدات على منهج أهل السنة والجماعة منذ نعومة أظافره فلقد التحق بالدراسة بالمركز الإسلامي في ديربان لتفهم القرآن وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية. بدأ دراسته في العاشرة من عمره، وفي عام 1934 أكمل ديدات الفترة السادسة الإبتدائية، ثم قرر حتى يعمل لمساعدة والده فعمل في دكان يبيع الملح وانتقل للعمل في مصنع للأثاث وأمضى به إثنا عشر عاماً. صعد ديدات سلم الوظيفة في هذا المصنع من سائقٍ إلى بائعٍ ثم إلى مديرٍ للمصنع، وفي أثناء ذلك التحق الشيخ بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى في ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال، تزوج أحمد ديدات وأنجب ولدين وبنتاً.

لم يتلق تعليماً دينياً رسمياً كاملاً إلا حتى سخرية بعض زملائه الذين تأثروا بالبعثات التنصيرية من زواج الرسول من عدة نساء، قد أثارت فيه الغيرة والحماسة فقادته إلى تغيير مجرى حياته، إذ عمد فوراً إلى اقتناء نسخة من القرآن بـاللغة الإنجليزية ونسخة من الإنجيل، ليبدأ بعدها رحلة من التفهم الذاتي، أعانه على ذلك ذاكرته المتميزة وأسلوب حديثه الشيق، اللذان أكسباه شهرة واسعة عند الجالية المسلمة بجنوب أفريقيا.

أسس لاحقاً معهد السلام لتخريج النادىة والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بـمدينة ديربان بـجنوب أفريقيا في بداية الخمسينيات أصدر كتيبه الأول ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم؟ ثم نشـر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته هل الكتاب المقدس كلام الله؟ وفي المُحصلة ألّف ديدات ما يزيد عن عشرين كتاباً وطبع الملايين منها لتوزع بالمجان بخلاف المناظرات التي طبع بعضها وقام بإلقاء آلاف المحاضرات في جميع أنحاء العالم، وفي عام 1959 توقف أحمد ديدات عن مواصلة أعماله حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور زار الكثير من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي أمثال كلارك وجيمي سواجارت وأنيس شروش ولهذه المجهودات مُنح جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986 بالمشاركة.

وفي عام 1996 بعد عودة ديدات من أستراليا بعد رحلة دعوية أصيب بسقمه الذي أقعده طريح الفراش طيلة تسع سنوات، وقيل أنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر أبريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكري منذ فترة طويلة، وقد أصيب بجلطة في الدماغ، تفهم حتى يتواصل مع من حوله من خلال سلسلة من حركات العين بتخطيط محدد ويتم تشكيل الجمل والحدثات من خلال التعهد على الحروف المرادة من هذا المخطط، وأمضى آخر تسع سنوات من حياته على السرير في منزله في جنوب إفريقيا حيث قامت زوجته حواء ديدات بالاعتناء به، توفي لاحقاً صباح يوم الاثنين الثامن من أغسطس 2005م الموافق الثالث من رجب 1426 هـ.. توفيت زوجته حواء ديدات بعده بعام في يوم الإثنين 28 أغسطس عام 2006 عن عمر 85 سنة. صُنف ديدات بأنه داعية وعالم إسلامي كبير ومعروف على الصعيدين العربي والإسلامي.

النشأة

وُلِد الشيخ أحمد حسين ديدات في 1 يوليو/تموز عام 1918م / 1336 هـ في بلدة تداكهارفار في ولاية سوارات الهندية لأبوين مسلمين هما حسين كاظم ديدات وزوجته فاطمة، وقد هاجر والده إلى دولة جنوب أفريقيا بعد وقت قصير من ولادة أحمد، وعندما بلغ أحمد تسع سنوات ماتت والدته فلحق بأبيه إلى جنوب أفريقيا عام 1927 حيث عاش هناك بقية عمره، وليبدأ دراسته في سن العاشرة حتى أكمل الصف السادس، إلا حتى الظروف المادية الصعبة أعاقت إكماله لدراسته.

والديه

وُلِد ديدات في الهند ثم هاجر والده إلى جنوب أفريقيا بعيد مولده، التحق أحمد ديدات بوالده عندما كان في التاسعة من عمره، واستقر في مدينة دوربان الساحلية بجنوب أفريقيا، هاجر والده حسين ديدات إلى جنوب أفريقيا ضمن مجموعات أخرى من الهنود في مطلع عقد العشرينيات من القرن الماضي؛ بسبب الظروف المعيشية السيئة التي كانت سائدةً في الهند في ذلك الوقت مع عدم توافر ظروف الدراسة الملائمة هناك، وقد تبع الشيخُ ديدات والدَه في الهجرة إلى جنوب أفريقيا وهوفي سن التاسعة؛ أي نحوعام 1927م، كان والده يعمل بالزراعة وأمه تساعده في عمله، مكث تسع سنوات في الهند ثم انتقل إلى جنوب أفريقيا وعاش في ديريان وغير أبيه اتجاه عمله الزراعي وعمل ترزياً (خياطاً) نشأ ديدات على منهج أهل السنة منذ نعومة أظافره، فالتحق أحمد ديدات بالدراسة بـ المركز الإسلامي في ديريان لتفهم القرآن وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية وفي عام 1934 أكمل ديدات الفترة السادسة الابتدائية، وقرر حتى يساعد والده فعمل في دكان لبيع الملح ثم انتقل للعمل في مصنع للأثاث فأمضى به 12 عامًا وصعد من خلال عمله في المصنع من سائق إلى بائع ثم مدير المصنع وفي أثناء ذلك التحق بـ الكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى في ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال. وأما غياب أمه الرؤوم، التي يحبذ جميع صبي وجودها معه في تلك الفترة تُهيئ له طعامًا يحبه وتداعبه وتجالسه في أحزانه ومسراته، فقد خلَّف في نفسه وحشة قاتلة. ولا لوم على أب كان يعمل لكفاف أسرته، وينشغل بعالمه الأبوي المسؤول. فكان أبويه ينهجهون منهج أهل السنة لعدة سنوات في إقليم سورات.

الدراسة

واصل ديدات دراسته حتى الصف السادس، ثم توقف عن التعليم بسبب الفقر، الذي أعجزه عن دفع الرسوم المطلوبة، ورغم أنَّ أباه اتصل بكثير من التجار المسلمين لمساعدته على مواصلة دراسة ابنه، فإنه لم يجد إليها سبيلاً، ورغم حتى ديدات لم يكن يعهد اللغة الإنجليزية، إلا أنه تفهمها في ستة أشهر وتفوق في دراسته وأنهاها متفوقا على زملائه، إلا حتى والده اضطر إلى إخراجه من المدرسة في بداية الفترة المتوسطة بسبب الظروف المادية السيئة، ومضى الشيخ ديدات بعد هجر المدرسة للعمل في محل بإحدى المناطق الريفية حيث بدأت رحلته في الدعوة، وكان يتردد عليه في المحل طلاب مدرسة تبشيرية ليعرضوا عليه تعاليم المسيحية، ولأنه كان لا يكاد يعهد من الإسلام سوى الشهادة، عثر صعوبة في الدفاع عن عقيدته، وبعدها عثر كتاب إظهار الحق يحتوي على محادثة بين إمام مسلم وقس مسيحي كان أول كتاب بين عدة خط قرأها فيما بعد حول هذا الموضوع، كما عمل في تلك الأثناء على دراسة الدين الإسلامي وحفظ القرآن مُوليًا أهميةً خاصةً في دراساته الإسلامية لسيرة الرسول والردِّ على شبهات المستشرقين حول الرسول وفي أواخر عقد الأربعينيات الماضية التحق أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديووأُسُس الهندسة الكهربائية، ولما تمكَّن من ادخار المبلغ اللازم من المال ارتحل إلى باكستان عام 1949 وعكف على تأسيس مصنعٍ للنسيج، ثم تزوج وأنجب ولدين وبنتًا، ثم عاد في عام 1952 مرةً أخرى إلى جنوب أفريقيا للحيلولة دون حتى يفقد جنسيتها؛ لأنه ليس من مواليد هذه البلاد.

لم يحظ ديدات الفتى بنصيب وافر من التعليم إلا ما حصل عليه من المعلومات الضرورية في المدارس الابتدائية، ولم يستطع كذلك حتى يستمتع برواق المدرسة ورحابها الواسعة، التي يحمل فيها الطلبة من أبناء الميسورين حقائب خطهم لكي يحضروا الفصول صباحًا ومساءً، ولكنه بسبب الفقر المحدق بأسرته اضطر حتى يُنهي دراسته ويسرع إلى العمل في باكر عمره، وكان في عهد صباه يعود من المدرسة إلى المبنى الذي كان يسكن فيه ليأخذ قسطه من الطعام من مطعم قريب منه، مما شكل في حياته نظامًا روتينيًا، رغم أنه كان طالبًا متفوقًا بين أقرانه، وذكيًا، ولامعًا على الرغم من المشاكل التي هوفيها، وفي السادسة عشرة من عمره، اكتسب لنفسه مهنة؛ ليتقي بها وطأة الفقر المحيط بعائلته، فصار بائعًا.

البيئة

استقر المقام بأسرة ديدات في مدينة ديربان بجمهورية جنوب أفريقيا حيث الديانة السائدة هي المسيحية واللغة الرسمية السائدة هي الإنجليزية والسياسة الرسمية هي التفرقة العنصرية التي انقشعت مظالمها من الدنيا بأسرها ما عدا هذه الدولة التي يسيطر عليها الأوربيون في جنوب القارة الأفريقية. التحق ديدات بالمدارس الإسلامية هناك وتلقى التعليم الابتدائي فيها، وفي فترة الصبا قرر هجر الدراسة ومساعدة والده، فعمل موظفاً بمؤسسات تجارية، وبدأ بالاحتكاك بأنواع مختلفة من البشر، ومنهم سياح، وغالبا كانوا غربيين، خاصة إذا فهمنا حتى نسبة كبيرة من أولئك السياح كانوا من جنوب أفريقيا نفسها، التي تضم نسبة لا بأس من الأوروبيين البيض الذين استوطنوها منذ أيام الاستعمار وأصبحوا مواطنين، وذهابهم إلى دوربان يعتبر سياحة داخلية، لذلك فقد كانوا يشكلون النسبة العظمى من السياح الذين تستقبلهم دوربان سنوياً. ورغم تطبيق البيض في جنوب أفريقيا نظام الفصل العنصري أدانه العالم بأسره ودام حتى منتصف تسعينات القرن العشرين الميلادي، فإنهم - وكما نطق ديدات بإحدى مناظراته - مسيحيون محافظون ولا يعترفون بتعاليم الممضى الكاثوليكي الذي يعتبرونه معيباً ويشوبه بعض التعاليم الدخيلة على الدين المسيحي من وجهة نظرهم. ويعتبر البيض في جنوب أفريقيا بعض طقوس الكاثوليك نوعاً من الشرك ولديهم طقوس شبيهة بالطقوس الوثنية، إلا حتى جميع ذلك لا يمنع اختلافهم مع العقيدة الإسلامية بشأن المسيح عيسى بن مريم الذي يعتبره القرآن رسولاً من الرسل وليس الرب. بدأ الشاب ديدات ونتيجة اختلاطه بالناس في عمله بالانفتاح على ثقافات وآراء متنوعة، وصار يستمع إلى ملاحظات غريبة على ثقافته الإسلامية، بعضها كان يصدر عن جهل بالإسلام وبعضها كان يصدر عن قصد، إلا حتى الشاب المسلم المتحمس لم يستطع حتى يسكت طويلاً على تعليقات مثل الزعم حتى الاسلام انتشر بالسيف وغيرها من الآراء التي تنتقص من الإسلام، فانتفض للدفاع عن عقيدته. فدرس الإنجيل بتمعن، وخبر تعاليم التوراة، وأطلع على التيارات العقائدية في المسيحية خصوصاً والديانات الأخرى عموماً، وانطلق يناظر ويحاجج ويناقش، طاف بلاداً كثيرة وكرس ستة عقود من حياته من أجل الدفاع عن القرآن والدعوة للدين الإسلامي. أسس معهد السلام لتخريج النادىة والمركز الدولي للدعوة الإسلامية بمدينة دوربان، والذي لا يزال مركزاً نشطاً في مجال الدعوة وحوار الأديان حتى بعد وفاة الشيخ.

العمل

اختبر أحمد ديدات حظه في كثير من الأعمال المهنية فقد نشأ ديدات على منهج أهل السنة منذ نعومة أظافره حيث التحق بالدراسة بالمركز الإسلامي في ديربان لتفهم القرآن الكريم وعلومه وأحكام الشريعة الإسلامية وفي عام 1934 أكمل ديدات الفترة السادسة الابتدائية، وثم قرر حتى يعمل لمساعدة والده فعمل في دكان لبيع الملح في عام 1936 - وقيل عام 1934 - حيث عمل بائعاً في دكان لبيع المواد الغذائية ثم بعدها سائقاً في مصنع أثاث وأمضى به اثني عشر عامًا ثم شغل وظيفة محرر في المصنع نفسه وتدرج في المناصب حتى أصبح مديراً للمصنع بعد ذلك، وفي أثناء ذلك التحق ديدات بالكلية الفنية السلطانية كما كانت تسمى في ذلك الوقت فدرس فيها الرياضيات وإدارة الأعمال، ثم ارتحل من مدينة دربان التي يسكن فيها والده إلى دكان رجل مسلم شريف يقع على مسافة خمسة وعشرين ميلاً من تلك المدينة، فمكث هناك بائعاً فيه، ثم عاد إلى دربان ليعمل في مصنع كسائق للشاحنات الكبيرة، ثم عمل كمحرر ضابط للصادرات والواردات، ثم مديرًا للمصنع، وفي أواخر الأربعينات التحق أحمد ديدات بدورات تدريبية للمبتدئين في صيانة الراديووأُسس الهندسة الكهربائية ومواضيع فنية أخرى، وفي عام 1949 بعد حتى جمع قدر من المال رحل إلى باكستان وعمل فيها ثلاث سنوات حيث أشتغل على تنظيم معمل للنسيج، بعد فترة كان منكبّاً فيها على تنظيم معمل النسيج تزوج أحمد ديدات عام 1937 من السيدة حواء غنغت وأنجبت له ولدين وبنتاً ثم اضطر ديدات إلى العودة مرة أخرى إلى جنوب أفريقيا بعد ثلاث سنوات وإلا فقد تصريح الإقامة بها لأنه ليس من مواليد جنوب أفريقا ومن ثم الحيلولة دون فقدانه لجنسيتها كونه ليس من مواليد جنوب أفريقيا وفور وصوله إلى جنوب أفريقيا عرض عليه استلام منصب مدير مصنع الأثاث الذي كان يعمل فيه سابقاً. ومكث حتى عام 1956 يعد نفسه للدعوة إلى الإسلام.

نقاط التحول

بعثة آدام التبشيرية

كانت نقطة التحول الحقيقية في حياة ديدات في الأربعينيات من القرن العشرين وكان سبب هذا التحول هوزيارة بعثة آدم التنصيرية في دكان الملح الذي كان يعمل به ويقع في منطقة نائية في ساحل جنوب إقليم ناتال بجانب الإرسالية مسيحية، كان طلبة الإرسالية يأتون إلى الدكان الذي يعمل به ديدات وكان جميع العاملين به من المسلمين، مضى هؤلاء الطلاب يكيلون الإهانات لديدات وصحبه عبر الإساءة للدين الإسلامي وتوجيه أسئلة كثيرة عن دين الإسلام التي لم يكن يستطع وقتها الإجابة عنها، فقرر ديدات حتى يفهم الأناجيل بمختلف طبعاتها الإنجليزية حتى النسخ العربية كان يحاول حتى يجد من يقرأها له وقام بعمل دراسة مقارنة في الأناجيل فاكتشف تناقضات غريبة وأخذ يسأل نفسه أي من الأناجيل هذه أصح،يا ترى؟ وواصل وضع يده على التناقضات وتسجيلها لطرحها أمام أولئك الذين يناقشونه بحدة جميع يوم في الحانوت، وبعد حتى عثر في نفسه القدرة التامة على العمل من أجل الدعوة الإسلامية ولقاءة المبشرين قرر ديدات بأن يهجر جميع الأعمال التجارية ويتفرغ لهذا العمل.

وهناك رواية أخرى تقول حتى ديدات وفي مطلع شبابه عمل لدى دار نشر للخط المسيحية وكانت هذه الدار ملحقة بمؤسسة للتبشير بالدين المسيحي يمتلكها مليونير أمريكي يدعى وليامز وقف ملايينه من الدولارات للنشاط التبشيري المسيحي في أفريقيا وقد أنشأ معهداً لتخريج المبشرين المسيحيين، وكانت دار النشر التي يعمل بها الشاب ديدات ملحقة بـ معهد وليامز لتخريج المبشرين وكان أولئك الدارسون من المبشرين الذين يجري تعليمهم وتدريبهم بالمعهد يحاولون جميع يوم ممارسة قدراتهم وتطبيق دروسهم النظرية مع ذلك الشاب المسلم الذي يعمل موظفاً بالمخطة ودار النشر الملحقة بمعهدهم، كانوا على حد رواية ديدات في لقاءة صحفية معه نشرتها له جريدة الجزيرة العربية كانوا يأتون إليه لكي يطبقوا عملياً ما تفهموه للتدريب على التبشير بالمسيحية. ولواستخدمنا نفس حدثات ديدات كما أوردتها جريدة الجزيرة نجده يقول:

وفي اللقاء الثاني بطلاب الإرسالية كان على استعداد لمناقشتهم، بل ودعوتهم للمناظرات، وحينما لم يصمدوا أمام حججه قام بشكل شخصي بدعوة أساتذتهم من الرهبان في المناطق المتنوعة، وشيئًا فشيئًا تحول الاهتمام والهواية إلى مهمة وطريق واضح للدعوة بدأه ديدات واستمر فيه، فكان له من الجولات والنجاحات الكثير، واستمر في ذلك طيلة ثلاثة عقود قدّم خلالها المئات من المحاضرات والمناظرات مع القساوسة، كما وضع عددًا من الخط يزيد على عشرين كتاباً.

ويبدوحتى لديدات قصته مع مفهوم اللغة والتواصل التي تتضح إذا ما أمعنا النظر في تفاصيل حياته، فلوعدنا للوراء أعواماً طويلة لوصلنا إلى عام 1927 وقت حتى وصل الطفل أحمد ديدات ذوالأعوام التسعة إلى جنوب أفريقيا بعد حتى ودّع والدته في اللقاء الأخير بينهما؛ إذ توفيت بعد ذلك بشهور قليلة، سافر ليجتمع بوالده الذي يعمل ترزيًّا، وكان قد هاجر من الهند عقب ولادة أحمد مباشرة، وفي بلد غريب ودون تعليم نظامي وبلا فهم باللغة الإنجليزية لم يستطع الصبي الصغير - باجتهاده وحبه الشديد للقراءة - حتى يجتاز حاجز اللغة فقط بل والتفوق في مدرسته، وقد وصل لما يعادل الصف الثاني الإعدادي، ونظرًا لأوضاعه المالية فقد تأثرت حياته الدراسية وتوقف عن التعليم، كان جميع من حوله يحفزه على البحث والاطلاع فيما يتعلق بالدين والعقيدة وكرس ديدات نفسه وتخصص في دراسة تشبع نهمه فيما يتعلق بفهم أسرار العقائد والأديان، فتوجه إلى دراسة مقارنة الأديان، فكانت النتائج مذهلة. ثم سافر إلى باكستان في عام 1949 من أجل المال فقد عثر أنه لكى يجمع مبلغاً يفيض عن حاجته لأنفقه في الدعوة كان عليه حتى يسافر وعملاً مكث في باكستان لمدة ثلاث سنوات.

كتاب إظهار الحق

عمل ديدات وهوفي السادسة عشر من عمره في تجارة التجزئة، ثم تحول إلى العمل في مجال الدعوة بسبب قراءته كتاباً عنوانه إظهار الحق ما جر ديدات للاشتغل بالحوار الإسلامي المسيحي، فهناك عامل مؤثر آخر لا يقل عن دور بعثة أدم التنصيرية في التأثير على تغير حياة ديدات ولكن كان هذا العامل الآخر في فترة متأخرة أثناء عمل ديدات في باكستان، حيث كانت من مهامه في العمل ترتيب المخازن في المصنع وبينما هويعمل فإذ به يعثر على كتاب إظهار الحق للعلامة رحمت الله الهندي. وهذا الكتاب يتناول الهجمة التنصيرية المسيحية على وطن ديدات الأصلي الهند ذلك حتى البريطانيين لما هزموا الهند، كانوا يُوقنون أنهم إذا تعرضوا لأية مشاكل في المستقبل فلن تأتي إلاَّ من المسلمين الهنود فالسلطة والحكم والسيادة قد انتزعت غصباً من أيديهم ولأنهم قد عهدوا السلطة وتذوقوها من قبل فإنهم لا بد وأن يطمحوا فيها مرة أُخرى ومعروف عن المسلمين أنهم مناضلون أشدّاء بعكس الهندوس فإنهم مستسلمون ولا خوف منهم. وعلى هذا الأساس خطط الإنجليز لتنصير المسلمين ليضمنوا الاستمرار في البقاء في الهند لألف عام وبدأوا في استقدام موجات المنصرين المسيحيين إلى الهند، وهدفهم الأساسي هوتنصير المسلمين وكان هذا الكتاب العظيم أحد مسببات فتح آفاق ديدات للرد على شبهات النصارى وبداية منهج حواري مع أهل الكتاب وتأصيله تأصيلاً شرعياً يوافق المنهج القرآني في دعوة أهل الكتاب إلى الحوار وطلب البرهان والحجة من خطهم المحرفة.

وأخذ ديدات يمارس ما تفهمه من هذا الكتاب في التصدي للمنصرين، ثم أخذ يتفق معهم على زيارتهم في بيوتهم جميع يوم أحد فكان يقابلهم بعد حتى ينتهوا من الكنيسة ثم أنتقل ديدات إلى مدينة ديربان وقابل الكثير من المبشرين كأكبر مناظر لهم. فكانت الانطلاقة الحقيقية للجهود الدعوية لديدات عندما عَثُر على كتاب إظهار الحق لأحد المؤلفين الهنود ممن عاشوا في المدينة المنورة؛ حيث اتخذه ديدات منطلقًا لأفكاره للرد على كتابات المستشرقين وأباطيل الكتَّاب المسيحيين في الغرب عن الرسول وكان لدوره الدعوي دورًا كبيرًا في إشهار عدد كبير من المسيحيين لإسلامهم مع توجه بعضهم إلى العمل الدعوي الإسلامي بدوره، يقول ديدات:

رفاق الدرب

التقى غلام حسن مع ديدات في رحلة البحث والدراسة والقراءة المتعمقة في مقارنات الأديان، وساعد ديدات كثيراً في التحصيل الفهمي وصقل الذات، وفي تلك الآونة كانت ملكة المناظرة قد نضجت لدى أحمد ديدات من خلال مناقشاته اليومية التي تطورت إلى مناظرات على نطاق ضيق مع القساوسة في مدن وقرى صغيرة داخل جنوب أفريقيا، وحين أصبحت الدعوة تملك غلام حسن قرر التفرغ تماماً عام 1956 واتفق الرجلان في نفس العام على تأسيس مخط الدعوة في شقة متواضعة بمدينة ديربان، ومنه انطلقا إلى الكنائس والمدارس المسيحية داخل جنوب أفريقيا حيث قام أحمد ديدات بمناظراته المبهرة والمفحمة، فقد جاب ديدات البلاد بطولها وعرضها ومعه رفيق دربه غلام حسن وأحدث اضطرابًا في الوسط الكنسي ومن ثم المجتمع كله، وهز مفاهيم ومعتقدات راسخة ومقدسة واستطاع تغييرها، وأحدث ثغرة داخل الكنيسة بعد حتى تحول المئات بإرادتهم إلى الإسلام إثر حضور مناظراته أوبعد زيارته في مخطه الذي تحول إلى منتدى للزائرين والوافدين من جميع مكان.

ثم تعهد ديدات بعد ذلك على صالح محمد وهومن كبار رجال الأعمال المسلمين، وكيب تاون مدينة ذات طبيعة خاصة، حيث تتميز بكثافة سكانية إسلامية عالية، لكن أوضاع المسلمين ليست على ما يرام، وباللقاء تتميز بأغلبية قوية ومنظمة جدًّا من المسيحيين، بالإضافة إلى أنها ذات مسقط مهم ولها أهميتها التجارية والسياسية، لكل هذه الأسباب قام صالح محمد بدعوة ديدات لزيارة المدينة، حيث رتب له أكثر من مناظرة مع القساوسة في المدينة، ولكثرة عددهم ورغبتهم في المناظرة فقد أصبحت إقامة ديدات في كيب تاون شبه دائمة، وتمكن ديدات من خلال مناظراته حتى يحظى بمكانة كبيرة بين سكانها جميعاً الذين تدفقوا على مناظراته حتى أصبح يطلق على كيب تاون أحمد ديدات تاون إلى غير ذلك صار غلام حسن وصالح محمد ملازمين لديدات في حله وترحاله، وأصبح الرجلان يمثلان جناحي طائر ينطلق به ديدات إلى الفضاء محلقاً في جولات ومناظرات فتحت عشرات الآلاف من القلوب والعقول للإسلام فاهتدت إليه، الجناح الأول غلام حسن الذي لازمه في البحث والدراسة والقراءة فكان كمزود الوقود والجناح الثاني صالح محمد الذي تولى ترتيب المناظرات من الألف للياء متحملاً جميع الأعباء، فكان كممهد الطريق أمام ديدات.

لقد جاب ديدات البلاد بطولها وعرضها ومعه رفيقا دربه وأحدثت مناظراته اضطرابًا في الوسط الكنسي ومن ثم المجتمع كله، وهز مفاهيم ومعتقدات كانت راسخة ومقدسة واستطاع تغييرها، وأحدث ثغرة داخل الكنيسة بعد حتى تحول المئات بإرادتهم إلى الإسلام إثر حضور مناظراته أوبعد زيارته في مخطه الذي تحول إلى منتدى للزائرين والوافدين من جميع مكان.

وفي مدينة ديربان في الخمسينات جدّ جديدٌ أخر، كان يحضر الشيخ صباح جميع أحد محاضرات دعوية وكان جمهوره صباح جميع أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد، وكان جمهور المحاضرات في ازديادٍ دائماً، وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور اقترح رجل إنجليزي اعتنق الإسلام ومسماه فيرفاكس اقترح على ديدات حتى لديهم الرغبة والاستعداد من بيننا حتى يفهم المقارنة بين الديانات المتنوعة وأطلق على هذه الدراسة اسم فصل الكتاب المقدس Bible Class وكان يقول بأنه يفترض أن يفهم الحضور كيفية أستخدام الكتاب المقدس في الدعوة للإسلام ومن بين المائتين أوالثلاثمائة إنسان الذين كانوا يحضرون حديث الأحد، اختار السيد فيرفاكس خمسة عشر أوعشرين حتى يبقوا ليتلقوا المزيد من الفهم، استمرت دروس السيد فيرفاكس لعدة أسابيع أوحوالي شهرين ثم تغيب ولاحظ ديدات الإحباط وخيبة الأمل على وجوه الشباب، ويوم الأحد من الأُسبوع الثالث من تغيب السيد فيرفاكس مرة أخرى فاقترح عليهم ديدات حتى يملأ الفراغ الذي هجره السيد فيرفاكس وأن يبدأ من حيث انتهى فيرفاكس لأنه كان قد تزود بالفهم في هذا المجال لكن الهدف من حضور ديدات دروس فيرفاكس هوحمل روحهم المعنوية فقط، وظل ديدات لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم جميع أحد ويصف ديدات هذه الفترة بأنه أكتشف حتى هذه التجربة كانت أفضل وسيلة تفهم منها، فأفضل أداة لكي تتفهم هي حتى تُعَلِّم الآخرين، والنبي يقول «بَلِّغُوا عَنِّي ولوآيَة» عملينا حتى نبلغ رسالة الله حتى ولوكنا لا نعهد إلاَّ آيةً واحدةً، وفي هذا يكمن سرّاً عظيماً فإنك إذا بلَّغت وناقشت وتحدثت فإن الله يفتح أمامك آفاقاً جديدةً ولم يدرك ديدات قيمة هذه التجربة إلاَّ فيما بعد، وفي عام 1959 توقف أحمد ديدات عن أعماله؛ حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي رسم نفسه من أجلها، وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، وفي سعيه هذا قام بزيارة الكثير من دول العالم.

الدعوة

بداية الدعوة

في السادسة عشرة من عمره بدأ ديدات أول عملٍ له كبائعٍ في متجر، ثمَّ عمل في متاجر كثيرة، ثمَّ عمل في عام 1936 في متجرٍ يملكه مسلم، وكان بالقرب من معهد تعليمٍ نصرانيٍّ على ساحل كوازولوناتال الشمالي، وقد أشعلت الإهانات المستمرَّة ضدَّ الإسلام من قبل المنصِّرين المتمرَّنين بالمعهد في نفسه الرغبة في إبطال انادىءاتهم، نطق أحمد ديدات عن بداية طريق الدعوة:

دراسة الأناجيل

أثناء عمله في محل والده اتىته بعثة آدم التنصيرية وسألته عدة اسئلة عن الدين الإسلامي وكان ديدات لم يستطيع حتى يجيب عن جميع التساؤلات التي وجهت إليه فقرر بعدها وبشدة حتى يفهم الإنجيل وبالرغم من أنه لم يتفهم اللغة العربية ولم يستطيع قراءة الأناجيل باللغة العربية كان يستدعي أحد يقرأها له كي يمتلك لقاءه السائلين ويرد على جميع هذة الأسئلة التي لم يستطيع الرد عليها وبالعمل تفهم ديدات ووصل إلى درجة الداعية الإسلامي، بعد حتى اقتنى أحمد ديدات أول نسخة من الإنجيل وبدأ يقرأ ويعي ما فيه، وفي اللقاء الثاني بطلاب الإرسالية كان على استعداد لمناقشتهم، بل ودعوتهم للمناظرات، وحينما لم يصمدوا أمام حججه قام بشكل شخصي بدعوة أساتذتهم من الرهبان والقساوسة في المناطق المتنوعة، وشيئًا فشيئًا تحول الاهتمام والهواية إلى مهمة وطريق واضح للدعوة بدأ ديدات واستمر فيه، فكان له من الجولات والنجاحات الكثيرة، واستمر في ذلك طيلة ثلاثة عقود قدّم خلالها المئات من المحاضرات والمناظرات مع القساوسة، وحتى عام 1956 كان ديدات فيها يحضر صباح جميع أحد محاضرات دعوية، وكان جمهوره صباح جميع أحد ما بين مائتين إلى ثلاثمائة فرد، وبعد نهاية هذه التجربة ببضعة شهور، اقترح إنسان إنجليزي اعتنق الإسلام ومسماه فيرفاكس حتى يفهم المقارنة بين الديانات المتنوعة وأطلق على هذه الدراسة اسم (فصل الكتاب المقدس) وكان يقول بأنه يفترض أن يفهم الحضور كيفية استخدام الكتاب المقدس في الدعوة للإسلام، استمرت دروس فيرفاكس لعدة أسابيع أوحوالي شهرين ثم تغيب بعدها فاقترح عليهم أحمد ديدات حتى يملأ الفراغ الذي هجره السيد فيرفاكس وأن يبدأ من حيث انتهى؛ كونه قد تزود بالفهم في هذا المجال، وظل لمدة ثلاث سنوات يتحدث إليهم جميع أحد، وقد كان ديدات جريئاً في دفاعه عن الإسلام ومن نتائج ذلك أنه أسلم على يديه كثير من المسيحيين من مختلف أنحاء العالم، بل والبعض منهم الآن نادىة إلى الإسلام، فقد اشتهر خلال الثمانينيات من القرن الماضي بمناظراته مع عدد من القساوسة حول الإسلام والأديان والعقائد فقد اشتهر بمناظراته المثيرة حول النصرانية وتناقض الأناجيل والتي لاقت إقبالاً كبيراً من الجماهير واعتنق الكثيرون الإسلام على يديه، فأسس لاحقاً منظمة الدعوة الدولية.

أول محاضرة/ أول مناظرة

كانت أول محاضرة لديدات بعنوان محمد صلى الله عليه وسلم رسول السلام في عام 1940 ألقاها أمام 14 إنسان فقط بإحدى دور السينما بالإقليم الذي عاش فيه، وبعد فترة وجيزة زاد العدد، وكان محبوالاستماع له يعبرون التقسيمات العنصرية التي كانت سائدة آنذاك إبان فترة التمييز العنصري بجنوب أفريقيا للاستماع له والمشاركة في جلسات الأسئلة والأجوبة التي كانت تعقد عقب محاضراته، ونجحت قوة حجته في إعادة مرتدين كانوا قد تخلوا عن عقيدتهم إلى الإسلام إلى غير ذلك بدأت شؤون وشجون الدعوة تهيمن على جميع جوانب حياته حتى بلغ عدد الحضور في محاضراته 40 ألفاً، وألقى ديدات محاضرات في جميع أنحاء العالم، ونجح في لقاءة مسيحيين إنجيليين في مناظرات عامة ومن أشهر مناظراته مناظرة هل صُلب المسيح؟ التي ناظر فيها بنجاح الأسقف جوسيه ماكدويل في ديربان عام 1981، وفي جنوب أفريقيا خرج الشيخ أحمد ديدات إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 بـ قاعة ألبرت هول في بريطانيا وقد ناظر كبار رجال الدين النصراني أمثال كلارك وجيمي سواجارت وأنيس شروش وغيرهم وقد انتفع بها المسلمون فثبت اعتقادهم بالإسلام والقرآن وعهدوا التحريف في الأديان كما انتفع بها بعض المهتدين من النصارى، وأحدثت مناظراته دوياً في الغرب لاتزال أصداؤه تتردد فيه حتى يومنا هذا فحديثه عن تناقضات الأناجيل الأربعة دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والكثير من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مخطاتها لمناظرات ديدات وخطه وإخضاعها للبحث والدراسة سعياً لإبطال مفعولها، وسعياً لمنعها وعدم انتشارها. ويذكر الدكتور غلام حسين حتى من أول مناظرات أحمد ديدات كانت مع السفير الإسرائيلي في جنوب أفريقيا في الستينيات، الذي استطاع ديدات ببراعته ونباهته حتى يهزم خصمه أمام حشد كبير من الحضور، وأن يفند حججه التوراتية المزعومة فيما يتعلق بأرض الميعاد.

المركز العالمي للدعوة

في عام 1959 توقف ديدات عن مواصلة الكتابة حتى يتسنى له التفرغ للمهمة التي نذر لها حياته فيما بعد وهي الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، وفي سعيه الحثيث لأداء هذا الدور زار ديدات الكثير من دول العالم، واشتهر بمناظراته التي عقدها مع كبار رجال الدين المسيحي وكان ديدات العضوالمؤسِّس الأوَّل لـ المركز الدولي للدعوة الإسلامية ومؤسس معهد السلام لتخريج النادىة IPCI بمدينة ديربان بجنوب أفريقيا وأصبح رئيساً له.

بدأ ديدات حياته الدعوية بنشر الإسلام بين الأفارقة هُناك فهماً حتى التواصل بين الأعراق المتنوعة في تلك المنطقة تعتبر جريمة يعاقب عليها القانون العنصري، وخلال الفترة التي عمل فيها ديدات في مصنع النسيج كان عدد الحاضرين لسماع محاضراته التي يلقيها يزيد عن 300 فرد.

وكان لتعاون زوجته ومساندتها وتشجيعها له الأثر الكبير ببناء نواة أول مركز إسلامي مع زميل له أسماه مركز السلام عام 1968، بميزانية لم تتجاوز وقتها ثـلاث جنيهات وخمس شلنات، على أرض مساحتها 75 فدان تبرع بها الحاج قدوة ومع مرور الوقت بدأوا ببناء مسجد ومدرسة ابتدائية ومعهداً لتـدريب وتعليم وتربية النادىة المسلمين من بين الأفارقة بالإضافة إلى عيادة طبية وملحقات رياضية ومحلات تجارية وأماكن ترويحية أُخرى، وهوالآن تقدر ميزانيته بملايين الدولارات.

أما المركز العالمي للدعوة الإسلامية فديدات العضوالمؤسس له، وقد ترأسه لسنوات عديدة - فاز أثناءها بجائزة الملك فيصل لعام 1986 - وعن طريقه نشر ديدات خطه وأنتج شرائطه، ويوزع المركز ملايين النسخ المجانية وخاصة من الترجمة الإنجليزية لمعاني القرآن الكريم الذي حرص على توزيعها على المسلمين وغيرهم في أنحاء العالم، كما يقوم المركز بعدد من الأنشطة من بينها إعداد دورات للنادىة، ودعوة غير المسلمين عن طريق السياحة والجولات بين المساجد والتعريف بالإسلام، كما حرص المركز على ترجمة معاني القرآن والخط الإسلامية باللغات المحلية في جنوب أفريقيا مثل لغة الزولوZulu وغيرها، والمركز يستعد لإنشاء متحف وأرشيف خاص بالشيخ ديدات في الطابق الذي كان يحتله مخطه، وهويعلن عن ذلك للجميع حتى يمكن جمع محاضرات ولقاءات وخط ديدات، والمركز عادة ما يلجأ للإعلان بشكل جذَّاب ولافت عما يقوم به، وهي طريقة من الممكن لا تُعهد في البلاد العربية، ولكنها مبررة في مجتمع متغرب westernized يمثل المسلمون فيه أقلية تحاول التأثير، عملى سبيل المثال قد تقرأ وأنت تمر بالسيارة في وسط المدينة إعلانًا مثل القرآن يتحدث، اقرءوا القرآن - العهد الأخير.

مواقف وأحداث

سيرة القسيس الذي إنحنى خجلاً أمام الشيخ أحمد ديدات فقد مضى الشيخ أحمد في إحدى المرات ليبحث عن النسخة الإندونيسية من الإنجيل في دار الكتاب المقدس في مدينة جوهانسبيرج ولاحظه مدير الدار وراقبه بإستغراب نظراً لهيئته التي توحي بأنه مسلم للعمة على رأسه وللحيته البيضاء فالتفت إليه مدير الدار ونطق له هل تبحث عن شىء معين ،يا ترى؟ فلما أبلغه أحمد ديدات عما يبحث أثار هذا إهتمام المدير ونادىه معه لتناول كوب من الشاي وتحدث معه مدير الدار عن الإنجيل وتناقشوا في أمر ولادة السيد المسيح عيسى ابن مريم وقام الشيخ أحمد ديدات بشرح هذا الأمر له وتوضيح الفرق بين ما يذكره الإنجيل عن ولادة عيسى وبين ما يذكره القرآن وبمجرد ما إنتهى الشيخ أحمد ديدات من حديثه إنحنى له مدير الدار وإعترف له بأن القرآن حق.

اسلوبه الدعوي

طريقه للرد على الشبهات التي وجهت إلى الدين الاسلامي : هجر الشيخ ديدات جميع الأعمال التي عمل بها وتوجه إلى إقامة الندوات والمناظرات الدينية التي كان يرد بها على الطاعنين في الدين الإسلامي فكان يعقد المنظارات مع كبار رجال الدين المسيحي ومنهم فلويد كلارك بدأ أحمد ديدات يحضر الكثير من المحاضرات وكانت له شعبية حيث كان يحضر له الكثير من المحاضرات والمناظرات وكان يركز دائماً على استخدام الكتاب المقدس في الدعوة إلى الإسلام، ومن الجدير بالذكر حتى محاضرات ديدات ومنظاراته كانت لها النتيجة المبهرة في دخول الكثير من النصارى في الإسلام وأصبحوا الآن نادىه يشهد لهم العالم كله.

أما أداء ديدات الذي عثر فيه البعض شدة وسخرية وإغراقه في التفاصيل العقائدية التي من الممكن يجهلها الكثير من المسيحيين أنفسهم ولا يفهمها إلا قساوستهم، ومنطقه الأشبه بالإفحام الذي من الممكن يظهر ضعف الطرف الثاني دون حتى يقنعه تمامًا، وإنما يؤثر عليه بإثارة حفيظته دون إقناعه هذه السمات جميعها كانت مصدر انتقاد له، ولم يكن ذلك بعيدًا عن محيطه القريب، فابنه يوسف أشار أنه كان يختلف مع أبيه، ولم يكن يحضر مناظراته في شبابه، وعن ذلك يقول ديدات: إنه يرى في قوله تعالى: يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لاَ تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلاَ تَقُولُوا عَلَى اللهِ إِلاَّ الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِّنْهُ فَآمِنُوا بِاللهِ وَرُسُلِهِ دعوة صريحة لأن نتوجه إلى أهل الكتاب وأن ندعوهم ألا يقولوا على الله الكذب، وألا يؤمنوا بالتثليث كعقيدة، وهويرى أنه ليكن في ذلك الشدة والوضوح، وهويرى حتى كلاًّ عليه حتى يقوم بدور بحسب فهمه وقدراته، وفي قول رسول الله بلغوا عني ولوآية مرشد على ما يوصي به، إلا حتى كثيرين يرون في طباع البشر التي تختلف من إنسان لآخر والظروف التي أحاطت بديدات في بداية حياته من استهزاء البعض بدينه مبررات لطريقة أدائه. وبرغم ما اشتُهر وخط عن رؤى ديدات ومناظراته ومناقشاته حول الجوانب العقائدية في الإسلام والمسيحية، وجعلها قاعدة انطلاق لتحليلاته ومقارناته، فإننا يمكننا حتى نلمس وبوضوح فطنته للمنظومة الأخلاقية والاجتماعية التي تميز بها الإسلام، فلا نجده في أي من خطه أومناظراته إلا ويتحدث عن ثمرة هذه المنظومة من مجتمع يحرم ما يسبب الانفلات القيمي كالزنى أوالشذوذ أوإدمان الكحوليات وغيرها وهوفي ذلك يخاطب مشاكل حقيقية في المجتمعات الغربية ومجتمعاً متعدداً ومتغرباً إلى حد كبير - بحكم ظروف عدة - مثل مجتمع جنوب أفريقيا، وتجده لذلك يتحدث عن الصون والعفاف ويشدّد على الشباب بشأن الزواج المبكر، وعن ذلك يقول محمد خان - مسئول العلاقات العامة بمركز IPCI -:«كنت أهاب الشيخ وقد سألني عن عدم زواجي وساعدني ماليًّا حتى تم زواجي.» وفي حديث له مع صحفي نيجيري شاب اتى يجري معه حوارًا للإذاعة وما إذا انتهى حتى سأل ديدات الصحفي هل أنت متزوج،يا ترى؟ وحينما أجابه بالنفي عنفه ديدات مستشهدًا بحديث رسول الله النكاح سنتي ومن رغب عن سنتي فليس مني وعلَّق الشيخ قائلاً:«لقد تأملت الكلام طويلاً ووجدته شديدًا.. لم يقل رسول الله السواك أواللحية أو.. وإنما الزواج» وأضاف موجهًا كلامه للشاب: ألم تقرأ قوله تعالى: هُنّ لِبَاسٌ لَكُمْ وَأَنْتُمْ لِبَاسٌ لَهُنَّ بدونها أنت عارٍ وبدونك هي كذلك.

لم يطرأ تغيير على منهج ديدات بشأن الهجمات التي راحت توجه للإسلام أثناء فترة سقمه، وكان دائماً يوظف هذه الهجمات لصالح الدعوة، فشعاره هواقلب الطاولة على الخصم، فلما حصلت ضجة سلمان رشدي لتشويه صورة الإسلام والمسلمين، قام ديدات بشراء كتاب سلمان رشدي وقرائته كاملاً وبحسه الإعلامي كان يوجه النادىة الذين تتلمذوا على يديه لمتابعة الإعلام والانخراط فيه، واستفاد من أخطاء تعاطي المسلمين مع الأزمة، ووجد حتى سلمان رشدي تطاول على الغربيين وعلى ملكة بريطانيا والبريطانيين وعلى الشعب الأمريكي، فألف كتيباً صغيراً بعنوان كيف خدع سلمان رشدي الغرب وزع منهسبعة آلاف نسخة على البريطانيين، وألقى في أمريكا سلسلة من المحاضرات لأن سلمان رشدي عثر دعما هناك، وبعد هجمات 11 سبتمبر عندما تطاول قس أمريكي على رسول الله وجه ديدات طلابه بأن ينشروا ردوداً على ذلك في الصحافة الأمريكية، وأن يخاطبوا الجهات المعنية بالدعوة لتقوم بتفنيد هذا التطاول.

ومن أفضل ما خط ديدات تلك التي يخاطب فيها أهل الكتاب ويسألهم كيف من الممكن أن يشتمون الرسول وهومبشر به في خطهم، وكان يقول حتى خطه متاحة وليس عليها حقوق طبع وأقسم أنه لولديه الإمكانيات لنشرها ووزعها خطه مجاناً، ورغم حتى ديدات ينتمي أساساً للجالية الهندية، أنشأ أول مدرسة ومركز إسلامي ومسجد متكامل المرافق في جنوب أفريقيا للجالية الهندية، والمعروف حتى نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا كان يخصص مناطق للهنود ومثلها للسود، وأخرى للبيض، وقد كسر ديدات هذه القاعدة لأن الإسلام لا يعترف بالتفرقة العنصرية فمضى إلى مناطق الأفارقة وهم أهل البلاد الأصليين وأسس فيها مسجداً ومركزاً ومدرسة باسم السلام، وبعد ذلك عاد إلى مدينة ديربان وأسس فيه المركز الإسلامي العالمي للدعوة الإسلامية بجوار المسجد الجامع الذي هوأكبر مساجد جنوب القارة الأفريقية، وبدأ ديدات يجذب غير المسلمين الذين يزورون ديربان إلى المسجد، ويشرح لهم الصلاة والعقيدة الإسلامية، ويلقي محاضرات في ديربان وغيرها، وعندما تصله من بعض مجتمعات المسلمين حتى هناك منصرين يزورون مناطقهم ويحاولون ردتهم عن الدين، يأخذ أسماءهم ويتحداهم بأن يناظروه وكان هذا شيئاً عجيباً جداً لأن الجالية المسلمة في جنوب أفريقيا في الخمسينيات والستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كانت محبطة بشدة تحت نظام الفصل العنصري، ولم يكن أحد يستطيع حتى يظهر هويته الإسلامية، فوجدت في ديدات العزاء وحملت رأسها وارتدت إلى هويتها. وأشار عصام مدير إلى أننا عهدناه في المنطقة العربية بمناظرته الشهيرة مع جيمي سواجارات التي ترجمت إلى اللغة العربية وبثها تلفزيون أبوظبي بعد حتى أشرف على دبلجتها، وكان القس الأمريكي جيمي سواجارات في ذلك الوقت أكبر منصر في العالم كله، وله صيته وإمبراطوريته المالية، وعندما أساء للقرأن، انقسم الطلبة المسلمون لفريقين، أحدهما شجب وندد، والثاني رأى التصرف بحكمة وسمعوا عن ديدات الذي يناظر هؤلاء فخاطبوه ليناظر سواجارات فوافق، وفي نهاية المناظرة اعتذر سواجارات عن اسائته للقرأن، ويحكي عصام مدير بأنه عندما سقطت أزمة تدنيس القرآن في جوانتاناموعرضنا على ديدات حتى نرد بتوزيع كتابه القرآن معجزة المعجزات للأمريكان وأعجبته الفكرة، ومنذ اسبوعين قبل وفاته نشر إعلاناً في جنوب أفريقيا لغير المسلمين رداً على امتهان القرآن وتدنيسه في جوانتانامو، بأن محاضرته عن القرآن المدمجة على اسطوانات DVD هدية لكل غير مسلم، يستلمها من بيته الذي زاره فيه عدد من القساوسة.

الحالة الأسرية

المرأة المجهولة المشهورة في حياة ديدات السيدة حواء حسين ويمكننا حتى نتخيل قدر الرعاية والدور الذي تلعبه هذه المرأة البسيطة في حياة ديدات إذا ما نظرنا إلى آخر التقارير الطبية للشيخ ديدات التي تقول: إذا الشيخ لم يصب بأي من قرح الفراش رغم رقاده الطويل نظراً لعناية زوجته الفائقة به، ولنبدأ بجانب طريف من سيرة زقابلما فقد جعل يوسف ديدات - ابن الداعية أحمد ديدات - يسأل الصحفيين أمام والده:«خمنوا كم من المرات تقدم فيها الشيخ للزواج ولم يفلح في مسعاه؟» وبعد حتى أخذ الصحفيين يخمنون واتىت تقديراتهم خاطئة فذكر يوسف الرقم:« 33 مرة!!!» وعلق يوسف على ذلك:«قد يعللها البعض بظروف الشيخ المادية وقتها، ولكن أجد ذلك لحكمة الله ليكفل له هذه الزوجة التي أسميها أم الأمهات mother of the mothers الغريب حتى الشيخ لدى رؤيته للسيدة حواء في البداية لم يقتنع بالزواج منها فقد كانت نحيفة وكان يرغب وقتها في مواصفات مختلفة!! ولكنه وبالإنصات للنصيحة تزوج منها.» استقرت السيدة حواء وتفرغت لأمر الأبناء.. وللشيخ ثلاثة أبناء: إبراهيم الابن الأكبر والمقيم حالياً بالولايات المتحدة وهوكبير في السن ومريض، والابنة رقية التي توفيت منذ عدة سنوات وتكفل ديدات في نفس عام وفاتها بابنتها سمية التي تزوجت وتعيش في السعودية، ويوسف الابن الأصغر والملازم والمقيم والمرافق لوالده والمترجم للغة عينيه إلى زائريه، ويضيف يوسف: إذا والدي يعتبر جميع يوم تظل فيه أمي على قيد الحياة يوم ميلاد وعيداً لنا جميعاً.

كانت السيدة حواء عجوز بسيطة تمتلك روح الجدات فمع الصحفيين كان يوسف يقوم بتبسيط الأسئلة قدر الإمكان ويتطوع بالإجابة على تفاصيل أغلبها وكانت إجابتها شديدة البراءة، فحينما سؤلت عما تعمله الآن وماذا تقدم للشيخ،يا ترى؟ أجابت:«أفتح الستائر صباحاً، أعدل من وضع الوسائد للشيخ، وأقلبه حتى لا يصاب بأذى، أغسل وأنظف المناشف .. أعتني بنظافته، أصنع له طعام البرياني الذي يحبه كثيراً.» الشيخ ديدات كان في سقمه يشعر ويتذوق، ولكنه يتناول أكلاته بعد تجهيزها لتصل إلى معدته عبر أنبوب. وعن دورها وتشجيعها له نطقت:« نعم، كنت أجلس هنا بينما يسافر ويجري مناظراته، إنني أحب ما يعمل..» هنا تدخل يوسف ديدات في الحوار ليقول:«كان أبي حينما يجري مناظرة يأتي على العشاء ليسأل أمي عما كانت عليه مناظرته، فتجيب: كانت رائعة، فيسألها عما فهمت منها، فتلتفت لتوبخ أحد الصغار لتصرف نظره عن السؤال.» وابتسم قائلاً:«رغم حتى ديدات عالم ومحلل وهي سيدة بسيطة لا تعي أغلب ما يقول فإنني لا أذكر أي مشاحنات بينهما، كانا مختلفين تماماً، ولكنهما كانا متوافقين إلى أقصى حد..»

أما ديدات نفسه فحينما سأله الصحفيين عما تمثله بالنسبة له فأجاب عبر حركة عينيه التي ترجمها يوسف:«هي سندي My Back Bone منذ حتى بدأت أمر الدعوة والمناظرات» ونطق:«إنه لم يفكر رغم بساطتها من الزواج بغيرها.» وحينما طُلب من جميع من أحمد ديدات والسيدة حواء حتى يرسل جميع منهما رسالة للآخر كانت رسالة السيدة حواء هي:«سامحني إذا كان قد بدر مني أي شيء.» حدثات قليلة ومؤثرة أبكت أحمد ديدات وابنه أما رسالة الشيخ إليها فكانت:«خذي الأمر ببساطة.. هوني عليك.» وقتها علق لنا يوسف بأن الشيخ عادة لا يقول حدثة إلا ويعنيها ويحمل بها عدداً من الرسائل وضرب مثالاً على ذلك برده على صحفيين أمريكيين أتوا إلى زيارته بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر ليحاوروه، وكان من بين أسئلتهم ماذا كنت ستعمل بعدما وقع لوكنت رئيساً لولايات المتحدة الأمريكية،يا ترى؟ فأجاب ديدات (الراقد):«كنت سأعمل على حتى تؤدي ربيبتي إسرائيل العدل تجاه الفلسطينيين.. أوقفوا ما يحدث وكونوا عدولاً.»

مؤلفاته

ألف أحمد ديدات حوالي 24 كتاب وطبع الملايين منها ووزعت بالمجان في معظم الأحيان وقام بإلقاء مئات المحاضرات في جميع أنحاء العالم بخلاف المناظرات التي طبع بعضها والذي بلغ عدد محاضراته ومناظراته المسجلة 125 محاضرة ومناظرة، كان ديدات محرراً نشطاً لا يتوقف عن الكتابة ومعالجة قضايا الساعة، وكان يطبع محاضراته ومنطقاته وتوزع على شكل كتيبات بالمجان. أصدر ديدات خطه والتي تتعلق جميعها بالمقارنة بين الأديان وطبع ونشر من هذه الخط مائة ألف نسخة في المرة الواحدة، في بداية الخمسينيات أصدر ديدات كتيبه الأول ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم؟ ثم نشر بعد ذلك أحد أبـرز كتيباته هل الكتاب المقدس كلام الله؟ وقد وزعت خطه ملايين النسخ وتُرجمت مؤلفاته إلى الكثير من اللغات منها الروسية والأردية والعربية والبنغالية والفرنسية والأمهرية والصينية واليابانية والاندونيسية والزولووالأفريكانز والهولندية والنرويجية ولغات أخرى. من خطه:

• ماذا يقول الكتاب المقدس عن محمد صلى الله عليه وسلم ،يا ترى؟ What the Bible Says about Muhummed (طبع منه أكثر من ثلاثمائة ألف نسخة)
• هل الكتاب المقدس كلام الله ،يا ترى؟ - ?Is the Bible God's Word (طبع منه أكثر من مائتين وستين ألف نسخة)
• مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء - ?Crucifixion or Cruci-fiction
• المسيح في الإسلام - Christ in Islam
• الحل الإسلامي للمشكلة العنصرية - Islam's Answer to the Racial Problem
• المسلم يؤدي الصلاة - The Muslim at Prayer
• من دحرج الحجر ،يا ترى؟ - ?Who Moved the Stone
• مسألة صلب المسيح بين الحقيقة والافتراء
• المسيح في الإسلام
• محمد: الخليفة الطبيعي للمسيح
• ماهواسمه ،يا ترى؟ (الله في اليهودية والمسيحية والإسلام)
• الإختيار
• شيطانية الآيات الشيطانية وكيف خدع سلمان رشدي الغرب
• عتـاد الجـهـاد
• الخمر بين المسيحية والإسلام
• من المعمدانية إلى الإسلام

وتأتي سيرة كتاب ديدات العرب وإسرائيل.. صراع أم وفاق؟ لتلقي بعض الضوء على طبيعة التحديات في مجتمع جنوب أفريقيا ووعي ديدات بذلك، فيقول إقبال جازت Iqbal Jassat في منطقه (أغسطس 1999) عن الشيخ:

كان نهم ديدات وحبه للقراءة والمقارنة التحليلية بمضاهاة النصوص وتقديم الأدلة من داخل بنية النص (نسخ الإنجيل) نفسها هوما يميزه، فلم يقتصر على مقارنة ذلك بالقرآن وما اتى به الإسلام، بل حاول حتى يثبت حتى الارتباك والخطأ من داخل النص المحرف نفسه، وهوفي ذلك يجتهد ويقرأ ويستعين بحفظ عدد كبير من نصوص الإنجيل بلغات شتى، وعن ذلك يقول:«عن نفسي فإنني أحفظ مختارات عديدة من الإنجيل بلغات مختلفة منها العربية والعبرية، ليس للاستعراض، ولكن لأن الفواتح إنما تأتي من هذه القصاصات التي تخلق القدرة على الدعوة لديننا وسط مختلف الجماعات، فاللغة هي مفتاح قلوب البشر".» كان ذلك ضمن ما مكّنه من حتى يتواصل ويعهد في دول عديدة في وقت تجاوز عصر ثورة المعلومات والاتصالات الهائلة التي ننعم بها الآن، وقد استطاع عبر دأبه في دراسة النصوص الدينية حتى يحوز على الفهم التي افتقدها في البداية، وشيئًا فشيئًا خرج إلى الدوائر العامة في مناظراته ومناقشاته.

في عام 1959 توقف أحمد ديدات عن مواصلة مواصلة الكتابة حتى يتسنى له التفرغ إلى الدعوة إلى الإسلام من خلال إقامة المناظرات وعقد الندوات والمحاضرات، كان أحمد ديدات العضوالمؤسِّس الأوَّل للمركز الدوليِّ لنشر الإسلام معهد السلام لتخريج النادىة IPCI بمدينة ديربان بجنوب إفريقيا وأصبح رئيساً له.

ونال الشيخ تكريم عدد من الدول العربية والإسلامية، ومنح جائزة الملك فيصل في مجال خدمة الإسلام عام 1406 للهجرة (1986 للميلاد) ومنح لقب أستاذ لفهمه الغزير ومنهجية تفكيره.

محاضرات ومناظرات

سقمه ووفاته

السقم والحالة الصحية

في عام 1996 الموافق عام 1417 للهجرة عقب عودة ديدات من أستراليا بعد رحلة دعوية طويلة وناجحة ناظر خلالها مناظرات ناجحة مع أكابر الباباوات هناك أصيب ديدات بجلطة تحت عنقه شلته تمامًا، أقعدته طريح الفراش طيلة تسع سنوات، وقيل أنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر أبريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكري منذ فترة طويلة، وقد أصيب بجلطة في الدماغ، كان في فترة سقمه يتلقى عناية من الدول العربية ورؤسائها، حيث نُقل إلى مستشفى الملك فيصل المجالي بالرياض للعلاج بطريقة أفضل وليعتني به متخصصون، وأمضى آخر تسع سنوات من حياته على السرير في منزله في جنوب إفريقيا حيث قامت زوجته حواء ديدات بالاعتناء به، وقيل حتى السقم الذي أقعده هوالشلل الدماغي منذ عام 1996 بعد عودته من أستراليا. وقيل أنه أصيب بسقم عضال.

وعن بداية إصابة ديدات بالسقم يقول صهره عصام مدير:«إنه كان قد أصيب بجلطة في الشريان القاعدي في شهر ابريل عام 1996 بسبب عدة عوامل على رأسها أنه مريض بالسكر منذ فترة طويلة، أجهد خلالها نفسه في الدعوة كعادته ولكن في ذلك الشهر تحديداً أخذ رحلة مكوكية للدعوة، واجتهد فيها خصوصاً في رحلته الأولى والقوية جداً لأستراليا التي تحدث عنها الإعلام الأسترالي لأنه مضى لعرض الإسلام عليهم وتحدى عدداً من المنصرين الأستراليين الذين أساءوا للأسلام، وكان ديدنه حتى لا يناظر ولا يبادر المنصرين إلا الذين يتعدون على الإسلام فيستدعيهم الشيخ للمناظرات ويرد عليهم بالحجة والبرهان. ولذلك مضى إلى أستراليا وطاف بها محاضراً ومناظراً، وعندما عاد وقع له ما جرى وأصيب بجلطة في الدماغ.»

عندما عاد وقع له ما جرى وأصيب بجلطة في الدماغ، ودخل في حالة نادرة تعهد عند الأطباء بحالة الحجز الداخلي، بمعنى حتى من يصاب بها يعي جميع ما يدور حوله، ولا يفقد أية حاسة من حواسه، لكنه لا يستطيع التفاعل مع محيطه بالكلام أوالحركة، فكأنه يحجز ذلك داخل جسمه، ومن جراء ذلك أصبح لا يستطيع تحريك تام جسمه بداية من الرقبة إلا أنه كان يستطيع حتى يحرك رأسه ولم يفقد ذاكرته أووعيه بل ازدادا حدة، أضاف عصام مدير أنه في أول اسبوع من سقمه قام الأمير سلطان بن عبد العزيز بإرسال طائرة خاصة أتت به ليعالج على نفقة الدولة في مستشفى الملك فيصل المجالي بالرياض، ولأنه لم يكن يستطيع حتى يبلع الطعام، أجرى له الأطباء عملية جراحية، لتوصيل أنبوب تغذية بالسائل للمعدة، كما وفروا له نظام للتخاطب بحيث يرى ويسمع الأحرف الإنجليزية مصفوفة في خمسة صفوف، ومرقمة بطريقة بسيطة،قد يكون من خلالها ديدات بمساعدة إنسان آخر الحدثة فالجملة، وبهذه الطريقة كان يمازح زائريه ويجيب على استفسارات الأطباء والمسقمين من غير المسلمين، وارتفعت معنوياته لأنه أصبح يستطيع حتى يعبر عن نفسه، وبعدعشرة شهور استقرت حالته، ولكن الأطباء رأوا أنه لا يمكن حتى يطرأ بعد ذلك أي تحسن نظراً لأن ديدات كان قد اقترب من عمره الثمانين، فقرر العودة إلى منزله في جنوب أفريقيا، لإدارة شئون الدعوة ومخطه الذي أنشأه هناك.

الدعوة رغم السقم

ظل أحمد ديدات بعد معاناة طويلة مع السقم اقعده الفراش طوالتسعة سنوات متواصلة ظل خلالها قادراً على التواصل مع الآخرين والحديث معهم بواسطة حركات جفونه، رغم عدم قدرته على تحريك جسمه كاملاً فيما عدا رأسه، تحدث صهره عصام مدير عن أسرار سنوات السقم، وكيف تغلب عليه ديدات، واستطاع كرجل اتصال من الطراز الأول حتى يستمر في تواصله مع العالم وأن يتابع بدقة ما يجري فيه، تفهم ديدات حتى يتواصل مع من حوله من خلال سلسلة من حركات العين بتخطيط محدد ويتم تشكيل الجمل والحدثات من خلال التعهد على الحروف المرادة من هذا المخطط، وأمضى آخر تسع سنوات من حياته على السرير في منزله في جنوب إفريقيا حيث قامت زوجته حواء ديدات بالاعتناء به. أقعد السقم ديدات عن الحركة والكلام طوالتسعة سنوات إثر تعرضه لجلطة مفاجأة إلا أنه لم يفقد وعيه ولا ذاكرته خلال فترة سقمه الطويلة بل واصل أنشطته للرد على الشبهات حول الإسلام وتوضيح حقائقه وتوجيه النادىة وخاصة إثر المستجدات بعد الحادي عشر من سبتمبر إلى البعد عن الانفعال وردود العمل مشدداً على أهمية الانتنطق منها إلى العمل الإيجابي بشرح الإسلام السليم والدعوة إليه وعدم السماح لأعداء الإسلام باستغلال الفرصة، فكان يتواصل مع من حوله من خلال حركات العين ويتم تشكيل الجمل والحدثات من خلال التعهد علي الحروف وأمضى آخر تسع سنوات من حياته علي السرير.

كان يقيم في منزله في منطقة فرولام القريبة من المدينة، وقد اشتهر هذا المنزل حيث يقع وسط المساحات الخضراء، بأنه مفتوح طوال الوقت للزائرين المسلمين وغير المسلمين، لا تحيط به الأسلاك ووسائل التأمين، التي كانت تتبعها بقية المنازل في جنوب أفريقيا بسبب انتشار معدلات الجريمة، طوال سنوات السقم التسع كان ديدات في غرفته راقداً على سريره بلا حراك، مستنداً برأسه على وسادة تهيئ له استقبال زائريه، يتحدث بعينيه ويتواصل بهما مع هؤلاء الزائرين بل ويتحاور من خلالهما مع وسائل الإعلام، وهي كيفية توصل إليها الأطباء السعوديون خلال علاجه في المملكة العربية السعودية في الشهور الأولى من سقمه، ساعدهم عليها براعته الفائقة في فنون الاتصال.

ورغم إصابة ديدات بشلل تام في جميع جسده - عدى دماغه - ولزومه الفراش منذ عام 1996 فإنه واصل دعوته من خلال الرسائل والتي تتدفق عليه يومياً من جميع أنحاء العالم ويصل في المتوسط إلى 500 رسالة يومية سواء بالهاتف أوالفاكس أوعبر الإنترنت والبريد، 500 رسالة يوميا تصل لمخطه في ديربان، يطلب معظمها نسخاً من مناظراته وخطه كما حتى زائري مسجده الكبير في ديربان من الأجانب يصل تعدادهم إلى أربعمائة سائح أجنبي يومياً، يتم استقبالهم وضيافتهم من قبل تلامذة ديدات، كما يتم إهداؤهم خطه ومحاضراته ومناظراته التي اتىوا يطلبونها، وبما هومعلوم أنّ ديدات مشلول الجسم كلّه لا يتحرك فيه سوى عينيه، وابنه عنده لا يفارقه، فإذا اتىت الرسالة قرأها على أبيه، فيقوم بالرد عليها، بحيث علّقت لوحة عند رأسه فيها حروف الهاتى، فيشير بعينيه والابن يشير بإصبعه إلى اللوحة، فالحرف الذي يريد الشيخ يشير له حتى اخطه فيخطه، والحرف الذي لا يقصده يشير له حتى تجاوزه فيتجاوزه إلى ما بعده، وهذا دأبه مع كلّ رسالة يجيب عنها حرفاً حرفاً لا يملّ ولا يكلّ من كثرة الرسائل تصل إلى 500 رسالة في اليوم.

خطت داليا يوسف:

نطق صهر ديدات عصام مدير:« ظلتسعة سنوات طريح الفراش على هذه الحالة، التي كانت عجيبة ومستقرة، ولم تتعرض لانتكاسة إلا في الشهر الماضي، وفي أواخر شهر يونيه وبداية يوليه حصل له شبه فشل كلوي، وكانت تعاوده بين الحين والآخر الحمى الشديدة، وأحس الشيخ بقرب أجله وأبلغنا بهذا، كما حتى الشيخ ديدات كان يطلب من أهل بيته وولده حتى يقرأوا له الصحف بشكل يومي.»

الوفاة

في يوم الاثنين الثامن من أغسطس 2005 الموافق الثالث من رجب 1426 هـ توفي الداعية أحمد ديدات عن عمر يناهز السابعة والثمانين عامًا بمنزله وهويستمع إلى القرآن الذي كان يحبه حباً جماً في منطقة فيرولام بإقليم كوازولوناتال بجنوب إفريقية بعد صراع طويل مع السقم، وُصلى عليه بعد صلاة المغرب في أحد مساجد مدينة فيرلم التي تقع على بعد 30 كم شمالي مدينة ديربان التي توفي في أحد مستشفياتها ثم توفيت زوجته حواء ديدات بعده بعام في يوم الإثنين 28 أغسطس عام 2006 عن عمر 85 سنة، وبهذا تنتهي رحلة أحمد ديدات الذي كان ولايزال من أبرز الشخصيات في الهند. كونه يُعد من أعظم الشيوخ الذين حفظ التاريخ فهمهم وظل يتفهم الكثير حتى بعد حتى رحل إلى خالقه والذي كان يعاني من عدة أمراض وكان يعاني من سقم السكري وعدة أمراض أخرى جعلته أصيب بجلطة في رأسه وأدت به إلى الوفاة، كما وصف ديدات بأنه ذلك الداعية المرموق. ووضح عصام مدير حتى ديدات طلبه قبل اسبوعين من وفاته فمضى إليه حيث أبلغه بدنوأجله وأبلغه بوصاياه الأخيرة وأهمها حتى يتقي المسلمون ربهم ويدافعون عن رسول الله اتىت وفاة ديدات عقب تدهور في حالته الصحية وبشكل مفاجئ منذ نحوشهر ونصف، حيث طلب من صهره في رسالة المساعدة في العودة إلى جنوب أفريقيا، إحساساً منه بمغادرة الحياة، قبل وصوله في شهر أغسطس (آب) نطق نجله يوسف ديدات:«توفي والدي بالسكتة القلبية، لم نشعر كأسرة ديدات بالصدمة لأننا كمسلمين نؤمن حتى جميع نفس ذائقة الموت.» مشروحاً حتى آخر لحظات في حياة والده كانت هادئة، وتزامنت مع بداية تلاوة سورة يس على إحدى محطات الإذاعة الإٍسلامية، حيث قدمت الإذاعة للسورة وشرعت في التلاوة، وبدأت بعدها سكرات الموت، وقد تقرر تشييع جثمان ديدات عقب صلاة المغرب يوم الإثنين، ويتسقط حتى يشارك في الجنازة المئات من الأشخاص من مختلف أنحاء البلاد. ونطق يوسف نجل ديدات إذا السيدة حواء ديدات التي عكفت الأعوام التسعة الأخيرة على رعاية زوجها، كانت بجانبه وقت وفاته وإنها بخير مؤكداً «أنها زوجة مجاهد.» وأشار يوسف إلى حتى أسرته تلقت مكالمات هاتفية من أشخاص من مختلف أنحاء العالم منها الهند والمملكة المتحدة والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة أعربوا خلالها عن تعازيهم في وفاة الشيخ، وقد أعرب الكثير من رجال الدين والشخصيات السياسة عن حزنهم لدى سماعهم بخبر وفاة الداعية البارز فقد لفت أحمد جمال رئيس مؤسسة الأنصار في دربان، الذي أعد رسالة فهمية حول أفكار ديدات حتى العالمين الإسلامي والمسيحي في حاجة لمواصلة المناظرات الدينية والحوار وتابع لا أعتقد حتى مسلماً خط للبابا يدعوه إلى الإسلام، ولكن الشيخ ديدات عملها إنها المسئولية الواقعة على عاتقنا في نشر رسالته.

نعيه

وقد نعاه الشيخ صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الإسلامي قائلاً:«كان ديدات صاحب منهج ومدرسة خاصة، ويمثل فترة في الحوار الإسلامي المسيحي.» وفي أول تعليقٍ من جماعة الإخوان المسلمين على نبأ وفاة أحمد ديدات أكد الدكتور محمد السيد حبيب - النائب الأول للمرشد العام للإخوان المسلمين -:«أنَّ الجماعةَ تحتسب عند الله هذه الشخصية العظيمة صاحبة التاريخ الحافل بالعطاء والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة.» وأشاد حبيب بالجهود التي قدَّمها ديدات للدعوة الإسلامية؛ حيث قضى عمره المديد في الدعوة والجهاد مؤكداً أنَّ ديدات كان سببًا في هداية الكثير من الناس إلى الإسلام.

انتقادات

تأليب ضد النصارى

وصفت بوابة الحركات الإسلامية ديدات بأنه وخطه من أبرز روافد إشعال الفتنة بين المسلمين والمسيحيين في البلاد العربية وغيرها بتخصصه في الهجوم على الكنيسة طيلة الوقت، كما خط محمد الكنعان:

شك التأثر بالبهائية

خط مسقط بوابة الحركات الإسلامية التالي: نطق أحمد ديدات عن نفسه أنه ليس بعالم في ما يختص بالمواضيع الفهمانية، أما عن معهدته في المواضيع الإسلامية فيعود الفضل في ذلك وباعترافه الشخصي للأفراد الذين ألهموه ومنهم البهائي يوسف بيردو وهوالذي اتى لجنوب أفريقيا في عام 1950 لنشر البهائية في ذلك البلد، والذي قد تم كشفه على حقيقته في تلك الفترة إلى حتى غادر جنوب إفريقيا، ونقتبس ما نطقه أحمد ديدات عن تأثره بالبهائي يوسف بيردومن الموضوع الذي نشره في عاموده الخاص في مجلة آراء هندية في عددها الصادر في السادس من نوفمبر عام 1957 فيقول:«لقد درست عن الإسلام من خلال السيد يوسف بيردوأكثر مما تفهمته عنه خلال سني حياتي الـ38 السابقة.»

والحقيقة أنه إذا اكتسب إنسان ما معهدته الدينية من مصدر مشبوه فإن الخطر الكبير حتى يقع هذا الشخص تحت تأثير الأفكار التي قد تؤثر، لاحقًا على عقيدته وإيمانه وإيمان الآخرين، وبالأخص إذا كان هذا الشخص منخرط في العمل الإسلامي الدعوي، وفي ذلك الحين ظهر ديدات وكأنه في حلف حيث سافر مع الدكتور "مول" من دائرة الدراسات العربية والذي استمر في تنظيم محاضرات يوسف بيردو بين المسلمين في دربان (في جنوب إفريقيا) رغم تصريحاته للمحامي "باوا" أمام جميع من الدكتور "مول" والبروفيسور "وهج الرسول" والتي نطق فيها:«لا يوجد في القرآن ما يؤكد حتى النبي محمد هوآخر نبي» وقد بقي الدكتور مول صامتًا طوال فترة تصريحات بيردو، وفي محاولة السيد بيردوغرس بذور البهائية بين المسلمين المثقفين أولاً نطق للمحامي: "باوا" بأن "الإسلام قد انتهى" و"أن الإسلام قد اتى فقط لمدة ألف سنة" ونتيجة لهذه الأقوال قام المحامي باوا بإصدار كتيب هاجم فيه يوسف بيردو؛ "من أجل منفعة القراء".

أما المفهم الثاني لأحمد ديدات هورشاد خليفة خادم الإسلام العظيم بحسب تعبير أحمد ديدات يعلن عن: كشف النقاب عن آيتين مزيفتين في القرآن. رشاد خليفة، مخترع نظرية الرقم 19 في القرآن باستخدام فهم الأرقام؛ تزعم هذه النظرية وجود نمط حسابي مبني على الرقم 19 في جميع آيات القرآن، وقد قام بإخفاء نفاقه وخططه بذكاء عن طريق وضع قناع المسلم الصادق. وبعد نجاحه في خداع المجتمع الإسلامي بتصديق نظريته المعاصرة للرقم 19 ابتدأ الآن تدريجيًّا في كشف القناع عن هويته الحقيقية. فقد ظهر للعيان أول نظرة من نفاق رشاد خليفة عندما أعرب في نشرته أفكار المسلم إصدار مارس 1985:

أما نشرة منظور المسلم الصادرة في أبريل 1985 فقد نشرت منطق جريء تحت عنوان مرشد إضافي يؤكد زيف آخر آيتين في السورة التاسعة سورة التوبة. لقد وصل انجذاب وانشغال أحمد ديدات بنظرية الرقم 19 إلى فترة الهوس بها، ورغم جميع الردود والنقد المنطقي لهذه النظرية من قبل كتاب وفهماء مرموقين في العالم الإسلامي، إلا حتى أحمد ديدات بقي البطل الثابت الجأش والداعم الغيور لنظرية مفهمه ومرشده و"خادم الإسلام العظيم" بحسب تعبيره، رشاد خليفة.

خط أحمد ديدات كتيبًا في العام 1979 أسماه "القرآن، معجزة المعجزات" وفيه قام بترديد ونقل أفكار رشاد خليفة. لقد أصبح أحمد ديدات في الواقع وبصورة فاعلة "صوت مفهمه" فقد نطق في كتيبه: " لقد قمت بكل حرية واقتناع باقتباس الاكتشافات الفهمية التي توصل إليها خادم الإسلام العظيم د. رشاد خليفة، وبطريقتي المتواضعة جدا... إذ قمت باستخدام معلوماته وبأماكن معينة في كتيبي قمت باقتباس جمله البليغة حرفيا؛ لأني لم أجد طريقة أقدر على التعبير".

هذا الكتيب لأحمد ديدات يوزع مجانًا من مخط الإدارة العامة لمركز أحمد ديدات في دربان بجنوب إفريقيا. في عام 1985 نشر طبعته الأولى (20000 ألف نسخة) للتوزيع المجاني في المملكة المتحدة. لقد أصبح أحمد ديدات شريك في جريمة رشاد خليفة من خلال مساعدته في نشر هدفه المعلن بمهاجمة نزاهة القرآن الكريم. والآن فإن المفهم الثاني لأحمد ديدات يقول في إصداره الأخير لنشرة منظور المسلم بأن آخر آيتين في سورة التوبة من القرآن هما مزيفتان، ويجب حتى لا تشكلا جزء منه.

وعليه فان المسلمين في جميع أنحاء العالم ينظرون إلى رشاد خليفة على أنه مرتد، حتى إذا بعضهم يكفرونه. آخرون يقولون بأنه منافق، وهناك البعض الذين يقولون إنه ليس مسلما وإنه خارج ملة الإسلام. وقد نطق الشيخ م. س. دين أمام مسجد السلام في اثلون، كاب تاون، جنوب افريقيا عن رشاد خليفة وهوالمفهم الثاني لأحمد ديدات: "كتاب رشاد خليفة، القرآن، النص النهائي (النسخة الانجليزية المصرح بها) هي عار على الترجمة والتفسير القرآني، ويجب حتى تحظر من قبل السلطات الإسلامية والمؤسسات والمنظمات وحتى الأفراد في جميع أنحاء العالم".

ذكر أحمد ديدات في كتابه القرآن معجزة المعجزات حتى القرآن من مضاعفات العدد (19) وضرب لذلك أمثلة منها:

• ورود حدثة اسم في القرآن 19 مرة.
• ورود حدثة الله في القرآن 2698 ( 19 × 142 )
• ورود حدثة الرحيم في القرآن 114 مرة ( 19 ×ستة )
• ورود حرف (ن) في سورة القلم 133 ( 19 ×سبعة )

ثم استدل ديدات أيضاً بالدراسة التي أجراها الدكتور رشاد خليفة في كتابه القرآن تقديم مرئي لمعجزة بعض الأمثلة التي استدل ديدات بها منه:

• أول وحي قرآني 19 حدثة، وهذه الحدثات تتألف من 76 حرفاً ( 19 × أربعة )
• السورة الأولى من القرآن : 19 آية، وفيها 285 حرفاً أي ( 19 × 15 )

خط الباحث في فهم الإعجاز العددي في القرآن المتفرع من فهم الإعجاز الفهمي في القرآن عبد الدائم كحيل:

فأصدر ديدات مكتوب لبراءته من هذه الإشاعة وهذا هونص الشهادة بعد ترجمتها: مركز الدعوة الإسلامي العالمي اشهار أنا / أحمد حسين ديدات، رئيس مجلس الدعوةالإسلامية، أشهد هنا أمام الله، وأنا في تام الأهلية التامة للشهادة أن لا إله إلا الله محمد رسول الله أنني أومن حتى محمداً هوالنبي والرسول الخاتم وأنه لا نبي ولا رسول بعده. أنني أومن حتى ميرزا غلام أحمد القادياني ما إلا دجال كافر. أنني أومن حتى أولئك الذين يقبلونه كنبي أورسول أومجدد أوحتى أنه رجل عظيم، انهم كافرون وخارجون عن حظيرة الإسلام. إن كتابي crucifixion or crucifiction يحوى حدثة أخيرة - الخاتمة - توضح موقفي فيما أعتقده من عودة المسيح مرة ثانية. إن مركز الدعوة الإسلامية لم ينشر مطلقًا ولم يوزع ولم يبع أويشجع على بيع ترجمة محمد أسد لمعاني القرآن الكريم. أسأل الله حتى يحمينا من مروجي الإشاعات المتاجرين ومن يعضون من الخلف ومروجي الفساد.

اتهام باتباع القاديانية

طُرحت شكوك حول ديدات بأنه من أتباع الدين القادياني وسأل أحدهم هذا السؤال على مسقط إسلام سؤال وجواب الذي يُشرف عليه محمد صالح المنجد وأجاب المسقط على هذا السؤال كما يلي:

أما حتى أحمد ديدات كان يقول بقول القاديانية فهذا أبعد ماقد يكون عن الحق، وهومحض افتراء على الشيخ، وذلك من وجوه كثيرة:

1. مناظرات الشيخ وخطه ومنطقاته أكثر من حتى تحصى وليس فيها دعوة للدين القادياني ولا ثناء على زعيمه ولا أتباعه، ولوكان على طريقتهم لم تخلُ خطه من ذلك.

2. والقاديانية ألغت الجهاد من دينها، فمن نادى إلى مثل ما نادى إليه القاديانيون فهومنهم، وحاشا أحمد ديدات حتىقد يكون واحداً منهم، بل كان ينادي بالجهاد ويرى حتى السيف والقرآن هما سبيل عزة هذه الأمة. نطق أحمد ديدات:

3. لا ترى القاديانية الصلاة والصوم والحج على ما اتىت به شريعة محمد، بل لها عندهم معانٍ أُخر، كما أنهم يرون حتى جميع من ليس قاديانياً فهوكافر، ولا يبيحون للقادياني حتى يتزوج من غيرهم، كما أنهم يبيحون الخمر والمسكرات، فهل كان أحمد ديدات على مثل ما كان عليه أولئك القاديانيون،يا ترى؟ اللهم لا.

أ. فالشيخ له كتاب نافع بعنوان مفهوم العبادة في الإسلام طبعة المختار الإسلامي وقد ذكر فيه ما يتعلق بعبادات المسلم من صلاة وزكاة وصيام وحج بآيات وأحاديث تدل على سعة فهمه وعلى حسن اعتقاده.

ب. وقد كان الشيخ متزوجاً من امرأة مسلمة فاضلة، تخدم الإسلام وتعينه على الدعوة إلى الله وهي الأخت حواء ولوصحَّ ما نسب للشيخ من كونه قاديانياً لكان متزوجاً من كافرة، وهولا يجوز عندهم، بل يراه بعضهم كفراً.

ج. وأما بالنسبة لحرمة الخمر والمخدرات فالشيخ له كتاب نافع قوي وهوبعنوان الخمر بين المسيحية والإسلام وقد نصر فيه الإسلام وأحكامه بنقله لتحريم الخمر والمسكرات من الكتاب والسنَّة. ومما اتى في الكتاب:{{اقتباس| الإسلام هوالدين الوحيد على وجه الأرض الذي يحرم المسكرات بالكامل، وقد نطق النبي محمد ما أسكر كثيره فقليله حرام فلا يوجد عذر في دار الإسلام لمن يرشف رشفة، أويتناول جرعة من أي شراب مسكر، إذا القرآن - كتاب الحق - حرم بأشد العبارات ليس فقط الخمر وما تجلبه من شرور بل إنه حرم الميسر القمار والأنصاب - التي كانوا يذبحون عندها - والأزلام - التي كانوا يقتسمون بها - أي أنه حرم الخمر وعبادة الأوثان والأصنام والعرافة - أوفهم البخت - وقراءة الطالع في آية واحدة نطق تعالى يا أيها الذين أمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه من الممكن أنكم تفلحون المائدة/90 إذا هذا التوجيه الصريح البسيط قد جعل من الأمة الإسلامية أكبر تجمع من الممتنعين امتناعاً تامّاً عن المسكرات في العالم.

4. ويعتقد القاديانيون بموت المسيح عليه السلام بعد حتى صُلب بمدة، وهم يعتقدون حتى الميرزا غلام أحمد هوالمسيح وهوالمهدي فهل كان الشيخ أحمد ديدات على هذه العقيدة ،يا ترى؟ اللهم لا.

وهذا سؤال وجِّه للشيخ من رجل قادياني حول ختم الرسالة بمحمد وعقيدة القاديانية، ولنقرأ ماذا نطق ديدات:

5. ومما يؤكد ما قلناه من نفي اتهام الشيخ أحمد ديدات بالقاديانية كتابته لشهادة يثبت فيها إسلامه، ويكفِّر فيها الميرزا غلام أحمد القادياني، بل ويكفِّر أتباعه، وينفي فيه توزيعه أوتوزيع مركزه لبعض تفاسيرهم.

فقد راجت إشاعات في بلده - جنوب إفريقيا - بأنه قادياني، وأنه كان يوزع تفسير القرآن للمدعومحمد أسد مما اضطر الشيخ أحمد ديدات حتى يصدر توضيحاً حول هذا الأمر بتاريخ 23 /سبعة / 1987 أكد فيه تكفيره لميرزا غلام أحمد القادياني، كما أعرب تكفيره لكل أتباعه. وما تجاوز يؤكد حتى اتهام أحمد ديدات بالقاديانية لم يأتِ إلا من كافر أراد تشويه دين الشيخ وصد الناس عنه بعد حتى نجح بإدخال الآلاف في الإسلام، أومن حاسد ساءه ما رأى من تعظيم الناس – خاصتهم وعامتهم – للشيخ، أومن جاهل قرأ أوسمع شيئا من كلام الشيخ وأساء الفهم وغلَّب سوء الظن على حسنه.

والخلاصة: أنه لا يستغرب اتهام أحمد ديدات من الكفار بأنه قادياني، وهوالذي يرى كفرهم كلهم، لكن المستغرب حتى يأتي حاسد أوجاهل فيأخذ بعض كلام الشيخ ويحمله على أسوء المحامل، وفي أحسن صور ذلك الكلام أنهقد يكون من المتشابه، وقد نقلنا كثيراً من كلامه المحكم فيما يتعلق بدينه وموقفه من القاديانية واعتقاده في صلب المسيح عليه السلام، فكل من يأتي بكلام خلاف هذا فليتق الله تعالى، وليفهم أنه متشابه، فليحمله على المحكم أولينتبه فقد يحدث الشيخ نطقه على سبيل التنزل مع الخصم أوكان يريد محاججة القوم بما عندهم من اعتقاد ليلزمهم به. انتهت إجابة مسقط إسلام سؤال وجواب.

نص ترجمة براءة أحمد ديدات من القاديانية وتكفير زعيمها وأتباعه:

الإرث الثقافي

أحمد ديدات المتخصص في مقارنة الأديان وهوالداعية الذي نال شهرة عريضة في منتصف الثمانينيات الميلادية خاصةً بعد مناظرته الشهيرة مع القس الأميركي جيمس سواجارات، يعتبره البعض داعية فريد من نوعه، أحكم نشاطاته الدعوية، وتنوع فيها بما يلائم عقلية القرن الحادي والعشرين.

من أبرز مناظراته التي عهده بها العالم العربي، تلك التي قابل فيه أكبر منصر أمريكي عالمي وهوالقس جيمي سواجارات الذي كان قد أساء للنبي محمد ولكنه في نهاية المناظرة والمجادلة بالتي هي أحسن من ديدات أعرب سواجارات اعتذاره عن تلك الإساءات وتراجعه عنها، وذكر مسقط الشيخ أحمد ديدات على الإنترنت حتى الشيخ ديدات الذي لم يكمل دراسته الرسمية، علَّم نفسه وتزود بخبرة واسعة وساعده على ذلك ولعه بالقراءة والمجادلة والمناقشة، وحسه العميق وإلزامه لنفسه بأهداف محددة، ووصفه المسقط بأنه كان شديد الهجريز، ولم يكن يهجر أي عمل قبل حتى ينجزه، وكان واسع الإدراك وصريحًا ومتحمسًا وجريئًا في تحديه لمن يناظرهم، خاصة من ساؤوه في حماسته الدعوية وجراءته، وأضاف المسقط لم يؤثر عدم استكماله دراسته الرسمية على شجاعته الإبداعية وتماسكه وطموحه ونشاطه وجرأته المتناهية في السباحة ضد التيار، واشتهر الداعية الراحل في الولايات المتحدة بمناظرته مع القس جيمي سواجارت التي حضرها 8000 إنسان حول موضوع هل الكتاب المقدس كلام الله؟.

يقول فراج إسماعيل:«لكن لا يعني بالضرورة حتى المنهج الذي اختطه لهذه المدرسة أنها صالحة لكل وقت، افترض حتى البدائل الموجودة في الساحة قد تكون أنسب حيثقد يكون المجال حر وتوجد أجواء من الديمقراطية، لكن بعض الفئات التبشيرية بحاجة إلى هذا الأسلوب، اللقاءة والفضح، الذي اتبعه ديدات.» مضيفا "ديدات قدم الشئ الكثير للتعريف بالعمل الإسلامي في جنوب أفريقيا وأذكر أنه حينما بدأ يأتي في السعودية، لم يكن الناس يعهدون إلا القليل القليل عن الوضع في جنوب أفريقيا، لكنه أستطاع حتى يقيم علاقات وأن يصبح شخصية مرموقة جداً في العالم الإسلامي ومن ثم عهد بوضع الأقلية المسلمة في تلك البلاد".

توالت في حياة أحمد ديدات عناية الله غير المتسقطة - على قوله - فهيأ له ظروفًا وأسبابًا، كان من أولها تعطشه للقراءة، فأصبحت الخط خير جليس له في فترات وحشته، وأصبح قارئًا نهمًا، لا يهجر شيئا يقع في يده من خط ومجلات وغيرها إلا ويقرأه بدقة متناهية، لدرجة أنه لم يبق كتاب في المخطة لم يقرأه، إلى جانب موهبته من فهم ثاقب، وذكاء لامع، وطلاقة لسان، وتوفيق وسداد، وجهد ومثابرة، ورغبته الجامحة في القراءة ذللت أمامه ظروفًا صعبة؛ لأن الدفاع عن الإسلام كان جل همه، فبدأ يجادل جميع من يتصدى له في المواضيع المتنوعة، مما جعله يفوقهم في المعقولات والقدرة على المناظرة، بالإضافة إلى امتلاكه قدرات لغوية هائلة، وثانيها حصوله على كتاب إظهار الحق للعلامة رحمة الله الهندي، وذلك عندما كان يبحث يومًا في كومة من الصحف المكدسة في أحد المخازن للحصول علي شيء للقراءة، ففوجئ بهذا الكتاب القديم جدًا، الذي صدر عام 1915 في الهند، أخذه في يده ليقرأ العنوان المكتوب بالإنجليزية “HAKK IZARUL”، ولكنه لم يستطع فهم معني هذه الحدثة؛ لأنها عربية، إلا أنه عثر تحتها معناها مترجمًا إلى الإنجليزية: TRUTH REVEALED وكان هذا الكتاب قد ألفه رحمة الله ردًا على النصارى في خمس مسائل من النسخ والتحريف والتثليث، وحقيقة القرآن والنبوة حين كانت الإرسالية تعمل بشدة في الهند بين المسلمين، وبعد حتى مكن نفسه بالدلائل والحجج الدامغة بدأ يُلقي محاضرات جذابة ومفيدة للمختصين والعوام في القاعات، على نفقته، ولم يمض وقت طويل حتى جذب هذا الفتى الخطيب انتباه الناس في المدينة.

معلوماته عن الخط المقدسة وإيمانه القوي بالقرآن والنبي محمد كبيرة، ذات يوم قدم عليه من جوهانسبرج بعض من كانوا يحضرون خطبه ومحاضراته في دربان، وطلبوا منه حتى يلقي خطبة في مدينتهم في يوم الاحتفال بمولد النبي، وبتردد رفض هذه الفكرة، فهورجل من الطبقة العاملة، ولا يستطيع تحمل كلفة الرحلة، لكنهم تكفلوا بنفقة الرحلة كاملة، ذهابًا وإيابًا؛ فسافر لأول مرة بالطائرة ليلقي خطبة مثيرة للأنتباه في قاعة مدينة جوهانسبرج، غير أنها لم تكن خطبة فحسب، بل غرست في نفسه ثقة كبيرة، وجعلته يفكر أكثر في مجال الدعوة، وتوسعة نطاقها، وفي كيفية التعامل معها وابتكار طرق جديدة، وفكر أحمد ديدات في أنه إذا كان قد حاضر في قاعة مدينة جوهانسبرج، فإن قاعة مدينة دربان أحرى حتى يُلقي المحاضرات فيها، فبدأ بقاعة مدينة دربان عام 1958 وجعل المسجد الجامع الكبير هناك مقرًا لنشاطاته الدعوية، وبسبب نشاطه القوي هناك بدأ الناس يعتنقون الإسلام، وناظر ثلاثة أساقفة في باكستان وتحداهم.

يرى البعض حتى أحمد ديدات أرى المسلمين منحى جديدًا للدعوة، حيث أوقف حياته على الإسلام والقرآن، وقر في قلبه أنه لا يتوجب عليه الإيمان بهما فقط، بل إعطاؤهما حقهما الذي يستحقانه، نشرًا وتعليمًا، بين الناس من غير المسلمين، الذين لم تصل إليهم الدعوة السليمة، وإخبارهم بخطورة الأمر المتعلق بالإنسان في الدنيا والآخرة، وأصحاب الأوهام الخاطئة المستشرية عن الإسلام والقرآن منذ فترة طويلة. وخط مسقط رواد الأعمال:«ولا شك في أنه تمتلئ عين جميع مسلم حريص على الإسلام بالدمع حين يرى هذا الشيخ المتقدم في السن يناظر كبار القساوسة مدافعًا عن إسلامه بكل عزم وقوة، لا ترى على وجهه مسحة من تردد وارتباك بينما ينتظر دوره، ولكنه، بلحيته البيضاء، وظرافته، وابتسامته الوديعة التي لا تفارق محياه، والقلنسوة البيضاء التي تستريح على رأسه المحلوق على الدوام مرتفعة قليلاً إلى ناصيتيه، يجلس في مكانه مسلحًا بالحجة الدامغة، وجعبته مملوءة بالسهام الصائبة، منصتًا إلى حدثات خصمه حتى ينتهي ليصرعه .. يمكنكم حتى تروا جميع مرة يحاضر ويناظر فيها كيف من الممكن أن يحمل القرآن عاليًا ويقول: “هذا من عند الله”.»

أحمد الديدات رجل عصامي بنى ثقافته بنفسه فقد كان يافعاً كما كان نابغة، عندما هجر مقاعد الدراسة استجابة لنداء الواجب، الذي حتّم عليه التوجه للحياة العملية، لعله يسعف أسرته الفقيرة ببضع لقيمات، وهناك عثر طريقه الذي استمر معه وعليه إلى آخر أيامه، ففي وطنه جنوب إفريقية الذي حمل راية التفرقة العنصرية، قابل وبكل عنفوان عنصرية مضاعفة، فهومن ناحية هندي الأصل يحمل بشرة لا تطيب للصفوة الحاكمة آنذاك، ومن ناحية أخرى مسلم الديانة ومن أسرة فقيرة اضطرت لنزع ابنها المتفوق من مقاعد الدراسة وفي سن مبكرة فقد كانت بحاجة لحصاد يده، وهووإن كان لم يتوقف للحديث عن تجربته مع العنصرية من جانبها الجيني، إلا حتى العنصرية من جانبها العقدي أثارت فيه الحماس والغيرة، فدأب على دراسة جميع ما من شأنه توضيح الحقائق تجاه من سخر من الإسلام، واستطاع - ومن خلال جهد دعوي استمر ثلاثة عقود - تقديم مئات المحاضرات والمناظرات مدعمة بالأدلة، وخط ونشر عدداً لا يُستهان بها من الخط أغلبها يتعلق بمناقشة أهل الكتاب. أقلق تمكّنه في مجال الدعوة المعاهد التبشيرية العالمية، فعمدت إلى دراسة إنتاجه الفكري وتدريب المبشرين على الكيفية التي - قد - تقلّل من الخسائر المترتبة على نشر فهمه، كما كان له اهتمام واضح بالقضية الفلسطينية فنشر كتاب العرب وإسرائيل صراع أم وفاق..؟ إضافة إلى أنه كان دائم التطلّع إلى المسلمين، يثير حماسهم لطباعة معاني القرآن باللغة الإنجليزية وباللغات الحية، ومن ثم نشره على نطاق واسع. أنشأ مؤسسة السلام لتدريب النادىة، وكان عضواً مؤسساً لـ المركز العالمي للدعوة الإسلامية ورئيساً له لسنوات، كما لم يتوقف همه على دعوى الناس للإسلام، بل عمد إلى إنشاء معاهد مهنية تهدف لتدريب المهتدين إلى الإسلام على حرف مثل النجارة والكهرباء، لعلهم يجدون فيها العون لهم ولأسرهم. قضى ديدات قرابة عشر السنوات الأخيرة من عمره طريح الفراش بسبب شلل أوقف أعضاءه عن الحراك ومع هذا كان قادراً على التواصل مع الآخرين عبر لغة تشبه لغة النظام الحاسب؛ ففي سقمه اتبع ديدات طريقة للتواصل والقراءة، عن طريق شفرة باستخدام حركة الأجفان، وتمكن بواسطتها من التواصل والقراءة وحتى النقاش. يحسب لأحمد ديدات إسلام الآلاف على يديه، وتأسيسه تيار دعوي متجذر في أرض بعيدة وفي مكان لا يتمتع بدعم لوجستي من كيانات إسلامية إقليمية، حيث إذا الأديان السائدة في جنوب أفريقيا هي المسيحية وأديان ومعتقدات وثنية محلية.

مكانته

حاول ديدات فيما يخص منهجه حتى يقوم بالتوريث لضمان استمرار نهجه في الدعوة بالمناظرة، فأنشأستة وقفيات في ديربان من بينها المركز العالمي للدعوة الإسلامية، والذي يقوم على الدعوة على منهج ديدات ويجري تنظيم دورات لمدة عامين تتضمن (8 كورسات) ويقوم بالتدريس فيها فهماء ونادىة، ويشارك فيها دارسون من جميع أنحاء العالم رجالاً ونساء لتفهم هذه الطريقة، كما حتى ثمة وقفية أخرى لتشغيل معاهد مهنية لتدريب المهتدين إلى الإسلام على حرف جديدة، مثل النجارة والكهرباء يكسبون بها قوتهم، ويطمح المسئولون في مؤسسات ديدات إلى أعطى يد الرعاية والتطوير لتواكب هذه المؤسسات.

يعتبر الداعية أحمد ديدات أحد أكثر المتعمقين في نصوص الأناجيل المتنوعة فهوعالم مسلم متخصص في الأنجيل المسيحي، أُطلِقت الكثير من الألقاب على أحمد، منها: قاهر المنصِّرين والرجل ذوالمهمَّة وفارس الدعوة، كما علَّم ديدات الكثير من التلاميذ الذين ساروا على دربه من أبرزهم الدكتور ذاكر نايك.

خطت إكرام الزيد:

ممضىه الدعوي

خط ربيع سكر:«أشتهر ديدات بمناظراته وكتاباته في المقارنة بين الدين الإسلامي والدين المسيحي، هوليس فقط واحدًا من فرسان الدعوة الإسلامية بل أخطر المدافعين عن الإسلام في الغرب لسانًا وقلمًا وأسد المنابر إذا أطلق زمجرة دبت في أحشاء الباباوات على مستوى العالم قشعريرة مقلقة وفوق جميع ذلك إنه داعية فريد من نوعه، أحكم نشاطاته الدعوية وتنوع فيها بما يلائم عقلية القرن الحادي والعشرين، كانت تمتلئ عين جميع مسلم حريص على الإسلام بالدمع حين يرى هذا الشيخ المتقدم في السن يناظر كبار القساوسة مدافعًا عن إسلامه بكل عزم وقوة، لا ترى على وجهه مسحة من تردد أوارتباك بينما ينتظر دوره، ولكنه بلحيته البيضاء وظرافته وابتسامته الوديعة التي لا تفارق محياه والقلنسوة البيضاء التي تستريح على رأسه المحلوق على الدوام مرتفعة قليلاً إلى ناصيتيه، يجلس في مكانه مسلحًا بالحجة، وجعبته مملوءة بالسهام الصائبة، منصتًا إلى حدثات خصمه حتى ينتهي ليصرعه، يمكنكم حتى تروا جميع مرة يحاضر ويناظر فيها كيف من الممكن أن يحمل القرآن عاليًا ويقول: «هذا من عند الله» وأُطلِقت الكثير من الألقاب عليه منها: قاهر المنصِّرين والرجل ذوالمهمَّة وفارس الدعوة، كان أحمد ديدات ممن أرى المسلمين منحى جديدًا للدعوة، حيث أوقف حياته على الإسلام والقرآن، وقر في قلبه أنه لا يتوجب عليه الإيمان بهما فقط، بل إعطاؤهما حقهما الذي يستحقانه نشرًا وتعليمًا بين الناس من غير المسلمين الذين لم تصل إليهم الدعوة السليمة، وإخبارهم بخطورة الأمر المتعلق بالإنسان في الدنيا والآخرة، وأصحاب الأوهام الخاطئة المستشرية عن الإسلام والقرآن منذ فترة طويلة.» عهد ديدات بمناظراته مع المسيحيين، معتمداً في حواراته على وسيلة الدفاع عن الإسلام والرد على الشبهات التي تثار من بعض رجال الدين المسيحيين.

صفاته

خطت داليا يوسف عن صفات أحمد ديدات فنطقت:«رجل قوي البنية واضح الصوت ذي لحية بيضاء يقرأ الآيات التي يستشهد بها من القرآن بلسان أعجمي، وينطلق بالإنجليزية، يفند بحزم مزاعم قس مسيحي يدعى سواجارت ويقرأ عليه أجزاء كاملة من الإنجيل ويقارن بين نسخه المتنوعة في براعة وشدة، لم يكن ذلك الشيخ سوى أحمد ديدات. قيل إنه من جنوب أفريقيا وهويناظر القساوسة المسيحيين، ويستطيع حتى يجادلهم من عين مصادرهم.»

عُرف أحمد ديدات بشجاعته وجرئته في الدفاع عن الإسلام والرد على الأباطيل والشبهات التي كان يثيرها النصارى حول النبي محمد ونتج عن هذا حتى أسلم على يديه بضعة آلاف من النصارى من مختلف أنحاء العالم والبعض منهم الآن نادىة إلى الإسلام، ومن أبرز ما يتمتع به ديدات تواضعه، ورغم ما حققه من شهرة واسعة، فقد ظل محتفظاً بتواضعه وبساطته في جميع شيء بدءاً من ملبسه حتى سيارته الصغيرة من طراز (فولكس فاجن) القديم، وكل من عايشه أوتعامل معه عن قرب انتبه إلى هذا الملمح فيه؛ ما ساعده على نجاح دعوته وجذب الناس إليه، بالإضافة إلى ذكائه الاجتماعي فهودقيق الملاحظة، لا يهجر شاردة ولا واردة إلا لاحظها بدقة وتوقف عندها، هذه العوامل الشخصية والبيئية المحيطة به تضافرت مع إخلاص ووفاء أصدقائه الذين جردوا أنفسهم للوقوف وراءه في رحلته الدعوية، تضافرت في صياغته وإنضاجه وجعلت منه نموذجاً للداعية المسلم، ولذلك فإنه قبل حتى يخرج إلى العالم في أول مناظرة عالمية عام 1977 بقاعة لندن الكبرى ألبرت هول كانت جنوب أفريقيا كلها تعهده جيداً بعد حتى عاينت فيه مناظراً من طراز فريد، وللأسف فإن رفيقيه غلام حسن فنكا وصالح محمد قد توفيا قبل حتى يصحباه في رحلته هذه إلى لندن، لكنهما هجرا إلى جانب ديدات تلامذة كُثْرا، يعد أقربهم اليوم إليه هوإبراهيم جادات.

كما يعد ديدات من أجلة الفهماء وأشهرهم فهماً وقد رُزق فيض من الفهم أفضى به للأمة الإسلامية حيث كان دوره في الدعوة بارزاً وكانت له شعبية عظيمة وكان المثل الأعلى لكثير من الناس الذين قدروا فهمه فكان لايخشى في الله لومة لائم وكان يملك شجاعة وجرأة لا يملكها كثيرون وظهر ذلك في الكثير من منظاراته التي كان يعقدها لمقارنة الدين الإسلامي بالدين المسيحي فقد لقب ديدات بقاهر المنصرين وفارس الدعوة، ولعل أبرز ما يميز مسيرة أحمد ديدات الدعوية هوأنه رجل عصامي لم يتلق تعليماً فقهياً ولم يلتحق بمدرسة أوجامعة أومؤسسة دينية، ولا يحمل لقباً فهمياً مثل باقي فهماء المسلمين، غير أنه تمتع بمؤهلات لا تقل أهمية عن الدراسة الدينية الأكاديمية وهي الإيمان المطلق، وإتقان اللغة العربية والإنجليزية بطلاقة، وسرعة البديهة وقابلية للحفظ لافتة للنظر، وقد مكنته هذه المؤهلات من السفر حول العالم وإجراء مناظرات مع الكثير من المنصرين في العالم الغربي، استغلها للدفاع عن وجهة النظر الإسلامية في القضايا الخلافية، ونشر الوعي بالإسلام في العالم الغربي.

جوائز

ولهذه المجهودات مُنح ديدات جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام عام 1986م / 1406هـ وأعطي درجة أستاذ، مما قدمه للعالم من فهم وخط عديدة قام بتأليفها ونشرها في جميع أنحاء العالم فضلاً عن انشاؤه الكثير من معاهد الدعوة الإسلامية التي فهمت الكثير الفهم فكانت خطه توزع في جميع أنحاء العالم. كجهود حثيثة لخدمة الإسلام والمسلمين وفي اتصال هاتفي أبلغ عصام مدير صهر أحمد ديدات حتى وصية ديدات التي وجهها للأمة الإسلامية كانت حتى يتقوا الله في رسولهم ونبيهم محمد مؤكداً أنه بالرغم من مناظراته ومحاضراته إلا حتى عدداً من المسيحيين واليهود بكى رحيله، عقب قدومهم لتقديم العزاء لأسرته في منزله، مشيراً إلى حتى حاخامات وقساوسة صرحوا أنهم لطالما عزوا أنفسهم بوجود إنسان مثل ديدات يتحاور عوضاً عن حتى يقاتل، ويرد على الاستفزازات بالبرهان.

وصية ديدات

ذُكر في عدد من التحقيقات في مجلات عربية يلوم فيها ديدات العرب بشأن تقصيرهم، وقد ملكوا البترول والدولار لقاء الأموال التي تُضخ في حملات التنصير لدعم المبشرين في أنحاء العالم، مرت سنوات ولم يسمع عن ديدات سوى شائعات وفاته التي ما لبثت حتى تم تكذيبها وأعرب أنه ما زال حيًّا حيث ابتلي بسقم أقعده منذ عام 1996 إلا حتى شهرة ديدات ظلت من نوع خاص، تلك الشهرة التي تعهد بها البلاد فجنوب إفريقيا لدى كثيرين قد تعني: نيلسون مانديلا وأحمد ديدات. تعتبر أبرز أمنية لديدات هي ما عبر عنها بقوله:«لئن سمحت لي الموارد فسأملأ العالم بالكتيبات الإسلامية، وخاصة خط معاني القرآن باللغة الإنجليزية.» لقد كان ديدات يتطلع لطباعة معاني القرآن وقد أكد ذلك لأعضاء مجلس أمناء المركز في زيارتهم الأخيرة له حاثاً إياهم على ضرورة طبع معاني القرآن ونشرها في العالم:«ابذلوا قصارى جهودكم في نشر حدثة الله إلى البشرية.. إنها المهمة التي لازمتها في حياتي.» وفي سعيه الدءوب لطباعة معاني القرآن إلى اللغة الإنجليزية كثيراً ما يستشهد ديدات بجهود الكنيسة في ترجمة وطباعة الإنجيل إلى 2000 لغة، ولم يمت ديدات إلا وهومتفائل بأن المسلمين سيطورون قدراتهم وإمكاناتهم لطباعة معاني القرآن بالملايين، وتوزيعها في العالم، وسبب تعلق ديدات بهذا الهدف هوحتى رأى رؤيا في منامه، يرويها رفيقه إبراهيم جادات قائلاً:«في عام 1976 روى لنا الشيخ ديدات أنه رأى في منامه أنه يقدم بيده مليون نسخة من القرآن الكريم لكل من يناظره حول الإسلام.. وبعد حتى استيقظ من منامه أخذ على نفسه عهداً بطباعة وتوزيع مليون نسخة من معاني القرآن الكريم في جميع مكان يمضى إليه من العالم.» وعندما أصيب بالسقم عام 1996 كان ديدات قد أتم توزيع 400 ألف نسخة من معاني القرآن مترجمة بواسطة العالم يوسف علي أشهر مترجم لمعاني القرآن، يضيف السيد إبراهيم جادات:«وقد استنادىني الشيخ بعد سقمه، وحمّلني أمانة إكمال هذه المهمة، والحمد لله ما زلت أقوم بإكمالها بالتعاون مع المركز العالمي للدعوة الإسلامية برئاسة الأستاذ أحمد سعيد مولا الذي أكد مراراً حتى المركز تعهد للشيخ بضمان استمرار نشر رسالة القرآن الكريم على نطاق واسع ودون انقطاع.»

خط محمد البشر:

اقتباسات

أقواله

نطقوعنه

• الإمام الألباني:
  «نحن في الواقع بيهمنا حتى هذا الشيخ أحمد -جزاه اللهُ خيراً- قائم بواجب كبير، لكن هذا الواجب وهذا الجهاد إنما يفيدُه، إذا كان يؤمن بالله رباً واحداً أي ذاتاً واحدةً، ومعبوداً واحداً، ليس المقصود بأنه معبود واحد بمعنى أنه لا يصلي إلا له، لا، لونادى الخَضْر في الضيق ما عبد الله وحده، لأن النداء عباده، نطق - صلى الله عليه وآله وسلم -: «النادىء هوالعبادة»، فنحن نرجوحتىقد يكون قد تفهم في بلاده التوحيد السليم، فيكون موحداً لله في ذاته موحداً لله في عبادته موحداً لله -عز وجل- في صفاتِه، ثلاثة، حينذالكقد يكون جهاده لعله نستطيع حتى نقول، قام بواجب أخل به جميع المشايخ.»
• مسقط أحمد ديدات الرسمي:
  «لقد فهمنا النبى عليه الصلاة والسلام " ان أعظم الجزاء مع عظم البلاء , وحتى الله اذا أحب قومًا ابتلاهم , فمن رضى فله الرضا , ومن سخط فله السخط " رواه الترمذى وابن ماجه . واذا تتبعت سير الأنبياء والمرسلين , وسير فهماء أمة التوحيد من المستقدمين والمستأخرين وجدت العجب العجاب في هذا الصدد , والحديث في هذه المسألة يطول ! فنحسب شيخنا أحمد ديدات مِن مَن أبلغ عنهم النبى صلى الله عليه وسلم . فرحمك الله يا فارس الإسلام , طبت حيًا وميتًا , نسأل الله حتى يرزقنا نصفك !»

خط مسقط إسلام ويب:

• ربيع سكر:
  « ديدات انتهج منحى جديدًا للدعوة حيث أوقف حياته على الإسلام والقرآن ونشر الدعوة بين الناس من غير المسلمين الذين لم تصل إليهم الدعوة السليمة. تمتلئ عين جميع مسلم حريص على الإسلام بالدمع حين يرى هذا الشيخ المتقدم في السن يناظر كبار القساوسة مدافعًا عن إسلامه بكل عزم وقوة. كان في مناظراته يجلس في مكانه مسلحًا بالحجة الدامغة وجعبته مملوءة بالسهام الصائبة منصتًا إلى حدثات خصمه حتى ينتهي ليصرعه. يعتبر الداعية أحمد ديدات أحد أكثر المتعمقين في نصوص الأناجيل وأُطلِقت عليه الكثير من الألقاب منها «قاهر المنصِّرين» و«فارس الدعوة»»
• داليا يوسف:
  «كان تعليق أبي حينما فهم بسفري إلى جنوب أفريقيا، في رحلة عمل ضمن وفد من مسقط إسلام أون لاين.نت، هو: "أوفدي بتحياتي إلى الشيخ أحمد ديدات". ابتسمت وقتها استبعادا لأن تأتيني هذه الفرصة لألتقي الشيخ الذي أذكر حتى أول فهم لي به كانت عبر شريط فيديو.»
• فراج إسماعيل:
  «رحل أحمد ديدات الذي لم يفقد براعة محاورة الآخرين رغم فقده النطق الداعية الفقير الذي هزم كبار المنصرين فاحترموه.»
• صالح الوهيبي الأمين العام للندوة العالمية للشباب الاسلامي:
  «الشيخ ديدات يمثل فترة في الحوار الاسلامي المسيحي وهي فترة تتميز بالشدة مع اللقاء، والهجوم عليه، وسبب ذلك انه نشأ في بيئة كانت الاقلية المسلمة في جنوب افريقيا تتعرض لضغوط عنصرية، وضغوط كبيرة من المنصرين.»
• شعبان عبد الرحمن:
  «ربما لا نعهد كثيرا من البلدان إلا بأشهر شخصياتها، ولا شك أننا حين نذكر حدثة "جنوب أفريقيا" فإن اسم "نيلسون مانديلا" سرعان ما يندفع إلى أذهاننا، ليس وحده، ولكن من طبيعة الحال سيكون معه اسم "أحمد ديدات" ففي الحين الذي كان يخوض فيه الأول نضالاً سياسيا لتحرير البلاد من داخل زنزانته، كان الثاني يقود نضالا عقديا لتحرير العقول من الخلط والغلط وأجدني -بعد حتى تعرضت لشخصية ديدات بالكتابة- أستطيع حتى أقول بلا وجل: إذا أحمد ديدات قد أحدث دويا في الغرب بمناظراته الشهيرة التي ذاعت منذ منتصف السبعينيات وما زال صداها يتردد حتى اليوم.. فالحديث حول تناقضات الأناجيل دفع الكنيسة ومراكز الدراسات التابعة لها والكثير من الجامعات في الغرب لتخصيص قسم خاص من مخطاتها لمناظرات ديدات وخطه وإخضاعها للبحث والدراسة سعياً لإبطال مفعولها. ورغم إصابة الداعية الكبير بشلل تام في جميع جسده -عدا دماغه- يلزمه الفراش منذ عام 1996 فإن الرجل ما زال يواصل دعوته... فسيل الرسائل المتدفق عليه يوميا من جميع أنحاء العالم لم ينبتر ويصل في المتوسط إلى 500 رسالة يومية سواء بالهاتف، أوالفاكس أوعبر الإنترنت والبريد.»
• إكرام الزيد:
  «قد كان يجدرَ بي نشر هذه الموضوعة مصاحبةً للحدثِ دون تأخرٍ وتلكؤ، لولا ذهول اعترى قلمي فألجمه، جلب الموتُ علينا فجائعه باختطافِ حجّة زمانه في مناظرة النصارى الداعية الكبير أحمد ديدات، عليه من الله شآبيب الرحمة والمغفرة! ولقد رأيتُ في نفسي انصرافاً عن الكتابة لم أعهده بها قبلاً، وكنتُ أرجوحتى أجدَ ما أسدّ به حزني، وأكرم به الراحلَ لكني قلّبتُ النظر فرأيتُ الإعلام قد أحجم عن تبيان عظم شأنه، وتقاصر عن ذكر فضله، ورأيتُ أنّ الموضوعة هي أقلّ قليلٍ ينعاه، ويذكر مآثره، ويترحم عليه، ولأنيّ لا أفهم عن الراحل كثيراً من الأخبار – إلا ما اشتهر عنه – فإنّي سأكتفي بذكر بعض ما سقط في نفسي منه، لعلي أخرج بمن ينظر في ذلك الأثر فيدعوله، ويتّبع أثره مباركاً محموداً! أما الشيخ أحمد ديدات – برّد الله مضجعه – فقد عهدتُه منذ خمسة عشر عاماً تقريباً (1411هـ)، إذ كان والدي – أمدَّ الله عمره في طاعته- يأتي في ذلك الحين بأشرطة فيديومسجلة لمناظراته الشهيرة (هل الكتاب المقدس كلام الله؟) التي حضرها 3000 شخص، وكانت مع القس الأمريكي جيمي سواجارت – وقد هُتكَ ستره منذ بضع سنوات – فأتابع معه متابعة الذي يعهد بعض الكتاب ويجهل بعض، وكان لتعليقات والدي التي يلقيها معجباً ومكبّراً وقوعٌ في نفسي عظيم، جعلني أحرص على مزيدِ متابعة، ثمّ لما بلغتُ سنّ الرشد وبدأتُ أعي الفهم، عدتُ لتيكَ المناظرة فشاهدتها ثانية، فرأيتُ بحراً من الفهمِ زاخراً، وحجّةً في دحض ممضىهم لا تنبتر، وبياناً متدفقاً انتقى لفظه كما ينتقي بعضنا أطايب الثمر، عدا عن ابتسامةٍ هادئةٍ وأدبٍ جمّ وسعةِ بالٍ لا تليقُ إلا بحليمٍ، ومذ تلك الأيام سقطَ في نفسي الإجلال والمهابة لهذا الرجل الذي يشعّ وجهه بالبهاء، متزيناً بلحية بيضاء وقورة وابتسامة متواضعة تدخل القلب بلا استئذان، ومعتمراً طاقية بسيطة ما أنقصتْ من قدره وأتذكر منذ سنواتٍ خلتْ حين سرت شائعةٌ بوفاته، فهملتْ عيناي حزناً حتى أتاني نبأ تكذيبها فاطمأنتْ نفسي، فالشيخ - وإن كان طريح الفراش منذ تسعة أعوام - لا ينبتر مدده، والرسائل تنهمر عليه من كلّ صوبٍ ممن يسلّم أويتعلّم، وحسبهُ أنّه يصلُ العالمين بعينين ذابلتين طرح الله فيهما البركة، وكم كنتُ أرجويوماً أنْ أوفدُ له رسالةً لا شيء فيها سوى السلام والنادىء وذكر المعروف، لكنّ قدر الله سابق!»

طالع أيضا

• وحيد الدين خان
• عارف النايض
• وسام عبد الله
• منقذ السقار
• أبوإسلام أحمد عبد الله
• ذاكر نايك
• قائمة بمقارني الأديان المسلمين

معلومات

المصادر

المراجع

• نبذة مختصرة عن السيرة الذاتية للشيخ أحْمَد ديدَات مسقط صيد الفوائد.
• كتاب هذه حياتي سيرتي ومسيرتي - أحمد ديدات. أعده أ/أشرَف محمَّد.
• حوار مع ديدات في باكستان. أجرى الحوار الصحفي تينيز أرينا.
• أحمد ديدات بقلم محمد الهدوي باحث في جامعة جواهر لال نهرو،الهند.
• مجلة الوعي الإسلامي، ترجمة الشيخ ديدات.

الوصلات الخارجية

• مسقط الشيخ احمد ديدات الرسمي
• الشيخ أحمد حسين ديدات من مسقط جائزة الملك فيصل.
• كتاب أحمد ديدات رجل ومهمه Ahmed Deedat the man and his mission بقلم غلام فاهيد؛ الكتاب يحوي سيرة حياة أحمد ديدات وصور نادرة له.
• الشيخ أحمد ديدات وجهوده في الدعوة إلى الله المؤلف: سجى هوساوي. رسالة ماجستير - جامعة أم القرى - 1432هـ.
• خط ومنطقات أحمد ديدات من مسقط بيت الإسلام.
• تحميل خط ومؤلفات أحمد ديدات
• خط الشيخ أحمد ديدات بالعربية
• منطقات للشيخ أحمد ديدات
• عدد من تسجيلات الصوت والصورة للشيخ أحمد ديدات
• منطقة بالإنجليزية بالجزيرة
• منطقة بالعربية بالجزيرة
• حدثتا الشيخ أحمد ديدات من جنوب إفريقيا مجلة دعوى الحق
• خط من أمازون
• صفحته على مسقط طريق الإسلام
• ملف خاص من الإسلام اليوم
• مسقط ديدات العربي
• خط الشيخ أحمد ديدات
• مدونة كشف النصارى قسم أحمد ديدات