تاسيتس

بابليوس (أوغايوس) كورنِليوس تاسيتُس (55-120م). كان مؤرخاً ورئيس قضاة في إحدى مقاطعات الإمبراطورية الرومانية، فقد الكثير من كتاباته وأهم ما تظل منها أجزاء من كتابي الحوليات والتواريخ والذين يعدان من أعظم أعماله التاريخية، يركز الكتابان على حقبة الأباطرة الرومان تيبريوس وكلوديوس ونيرون وحكام ما يعهد بعام الأباطرة الأربعة، ويغطيان الفترة ما بين موت أغسطس (14م) إلى موت دوميتيانوس (96م). يوجد فجوات هائلة في نصوص أعماله المتبقية من بينها واحدة بطول أربعة أسفار (أربعة أجزاء) من كتاب الحوليات.

لتاسيتس أعمال أخرى كتلك التي تتناول فن الخطابة في صورة محادثة (انظر محادثة الخطباء "Dialogus de oratoribus ") أوعادات وتنطقيد الشعوب الجرمانية (انظر كتاب جرمانيا "De origine et situ Germanorum") وله تدوينات في السيرة الشخصية لحميه أجريكولا وخاصة أثناء حملة الأخير على بريطانيا (انظر حياة أجريكولا "De vita et moribus Iulii Agricolae").

يعتبر تاسيتس أحد كتاب الحقبة الأخيرة من العصر الفضي للأدب اللاتيني ويتميز أسلوبه بالجرأة وخفة الظل والإيجاز وأحياناً الاستخدام غير المألوف للغة اللاتينية.

حياته

على الرغم من حتى أعمال تاسيتس بها الكثير من المعلومات عن الحقبة التي عاصرها إلا حتى بها ندرة في المعلومات عن حياته الشخصية، ولا نعهد عن حياته سوى قليل من التلميحات المتناثرة في شتى أعماله ومن خلال خطابات أحد أصدقائه وواحد من معجبيه والذي يدعى بلينيوس الأصغر وكذلك من خلال أحد النقوش التي عثر عليها بميلاسا في كاريا وأيضاً من خلال التخمينات المبنية على المعلومات المتاحة عن حياته.

ولد تاسيتس في سنة 55 أو56 أو57م لعائلة تنتمي لطبقة الفرسان، وكسائرالكثير من الكتاب اللاتينيين في العصرين: المضىي والفضي، فإنه من المحتمل حتىقد يكون إما من مقاطعة شمال إيطاليا أوغال ناربوننسيس أوهسبانيا، ولا يعهد على وجه الدقة مكان وتاريخ ولادته، كما حتى اسمه الأول يعد لغزاً إذ أنه يدعى باسم غايوس في خطابات سيدونيوس أبوليناريس "Sidonius Apollinaris" بينما الاسم الوارد في أكبر مخطوط متبقٍ لعمله هوبابليوس وقد اقترح أحد الباحثين حتى اسمه الأول سِكستُس ولكن لم يلقَ رأيه رواجاً.

عائلته وحياته المبكرة

لقد تم القضاء على العائلات الأرستقراطية القديمة إلى حد كبير خلال فترات الحرمان من حماية القانون في نهاية العصرالجمهوري لروما، ومن الواضح حتى تاسيتس يدين برتبته للأباطرة الفلافيين (التواريخ 1. 1)، أما النظرية القائلة بأنه من نسل أحد الرقيق المعتوقين فليس لها ما يدعمها سوى ما اتى في حديث له مصطنع بأن " الكثير من أعضاء مجلس الشيوخ والفرسان من نسل أرقاء معتوقين" (الحوليات 13. 27) وأبرز المؤرخين يستبعدون هذا.

لعل أباه هوالوالي (procurator) كورنيليوس تاسيتس، والي بلجيكا وجرمانيا، والذي يقول عنه بلينيوس الأكبر في تاريخه الطبيعي: "إن لكورنيليوس ابناً قد نمى وأصبح طاعناً قي السن في وقت قصير" (التاريخ الطبيعي لبلينيوس 7. 76) مما يوحي بموته المبكر، وبما أنه لا يوجد ذكر في أي من السجلات المتبقية عن الموت المبكر لتاسيتس فإنه من المرجح حتىقد يكون المقصود بهذه العبارة هوأحد أشقائه. كانت تربطه علاقة صداقة ببلينيوس الأصغر الفيلسوف المعروف وابن أخ بلينيوس الأكبر، ولقد قادت الصلة بين تاسيتس وبلينيوس الأصغر عدة من الباحثين إلى نتيجة مفادها أنهما ينتميان لعائلتين من نفس الطبقة الاجتماعية والمستوى المادي والجذور الاجتماعية؛ أي كانا من عائلتين إقليميتين تنتميان لطبقة الفرسان وعلى قدر من الثراء الملحوظ.

مراجع

^ Van Voorst, Robert E (2000). Jesus Outside the New Testament: An Introduction to the Ancient Evidence. Eerdmans Publishing. صفحات 39–42. ISBN .
^ 9 نسخة محفوظة 23 مارس 2020 على مسقط واي باك مشين.
^ Ferguson, Everett (2003). Backgrounds of Early Christianity. صفحة 116. ISBN .