فرضية الفجوة المعرفية
عودة للموسوعةتبين هذه الفرضية بأن الفهم، كباقي أنماط الثروة، تختلف بتوزعها ضمن النظام المجتمعي. تتنبأ هذه الفرضية تحديداً بأنه «مع زيادة ضخ المعلومات من وسائل الإعلام إلى النظام المجتمعي، تميل الشرائح ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي للحصول على المعلومة بمعدل أسرع من الشرائح الأدنى، ولهذا فإن الفجوة المعهدية بين هذه الطبقات تزداد بدلاً من حتى تنقص». كان فيليب جيه. تيشينر، والذي كان حينها أستاذًا معاونًا للصحافة والتواصل الجماهيري، وجورج إيه. دونوهو، الأستاذ في فهم الاجتماع، وكلاريس إن. أولين، مدربة في فهم الاجتماع، والثلاثة باحثون في جامعة، مينيسوتا أول من اقترح فرضية الفجوة المعهدية عام 1970.
الأساسات
صرح بشكل رسمي عن الفرضية لأول مرة في عام 1970 إلا حتى تيشينر ودونوهووأولين أشاروا إلى حتى الفجوة المعهدية كانت موجودة في أدبيات الاتصال الجماهيري.
في الحقيقة، بدأت الأبحاث المنشورة في العشرينيات بدراسة تأثير الخصائص الفردية على تفضيلات الناس في المحتوى الإعلامي. على سبيل المثال، حدد غري ومونروحتى مستوى التعليم –الذي مازال يستخدم حتى اليوم لتفعيل الوضع الاجتماعي والاقتصادي في أبحاث الفجوة المعهدية- باعتباره ارتباطًا إيجابيًا ومهمًا لميل المرء لتفضيل المحتوى المطبوع «الجدّي» (عن المحتوى غير الجدّي). ومع ذلك، كان الاعتقاد الشائع بأن الاختلاف في التفضيلات يمكن حتى يتضاءل مع ظهور الراديوالذي لا يحتاج مهارات خاصة أومجهودًا للقراءة (لازارسفيلد 1940).
آمن مخترع التلغراف اللاسلكي غوغليلموماركوني بأن الراديوقد يجعل «قيام الحرب أمرًا محالًا لأنه سيجعل الحرب تبدوسخيفة» (ناردوني 1912 الصفحة 145). اهتم بول لازارسفيلد -رئيس مخط أبحاث الراديوبجامعة كولومبيا- فيما إذا كان الراديوقد قلل الاختلافات الفردية في تفضيلات المحتوى أم لا، فدرس (1) إجمالي كمية الوقت التي يستمع الناس فيها إلى الراديو(2) ونوع المحتوى الذي يستمعون إليه بالارتباط مع الوضع الاجتماعي والاقتصادي. لم تظهر بيانات لازارسفيلد حتى الناس من الطبقة المنخفضة اجتماعياً واقتصادياً يميلون للاستماع لبرامج الراديولفترة أكبر فحسب، ولكنهم كانوا أيضًا أقل عرضة للاستماع إلى محتوى الراديو«الجدّي». بخلاف الاعتقاد السائد في ذلك الوقت، فإن الاستماع إلى الراديوعلى نطاق واسع لم يكن له تأثير يذكر –إن وجد– على ميول المرء لتفضيل أنواع معينة من المحتوى.
عثر على مرشد آخر يدعم فرضية الفجوة المعهدية من تحليل ستار وهوفس (1950) للجهود المبذولة لإعلام البالغين من سينسيناتي حول الأمم المتحدة. مثل غراي ومونرو(1929) ولازارسفيلد (1940) قبلهما. عثر ستار وهوفس بأنه على الرغم من حتى الحملة نجحت في الوصول إلى الأشخاص الأكثر تفهمًا، فإن أصحاب التعليم الأقل تجاهلوا الحملة. بالإضافة إلى ذلك وبعد إدراك حتى الأشخاص ذوي التعليم العالي الذين وصلت إليهم الحملة كانوا أكثر اهتمامًا بالموضوع، اقترح ستار وهوفس حتى الفهم والتعليم والاهتمام قد تكون جوانب متداخلة.
المميزات
بناءً على الملاحظات المشروحة في الأبحاث حول التواصل الجماهيري، عرّف تيشينور ودونهووأولين (1970) فرضية الفجوة المعهدية على النحوالتالي:
«مع زيادة ضخ المعلومات من وسائل الإعلام إلى النظام المجتمعي، تميل الشرائح ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي للحصول على المعلومة بمعدل أسرع من الشرائح الأدنى، ولهذا فإن الفجوة المعهدية بين هذه الطبقات تزداد بدلاً من حتى تنقص». (تيشنور ودونوهووأولين 1970 الصفحة 159-160).
بالإضافة إلى ذلك، اقترح تيشنور ودونوهووأولين خمسة مسببات لوجود الفجوة المعهدية:
- مهارات التواصل: يتمتع الأشخاص ذووالمكانة العالية بشكل عام بمستوى أكبر من التعليم، ما يحسن مهارات القراءة والاستيعاب والتذكر عندهم.
- المعلومات المحفوظة: من المرجح حتىقد يكون الأشخاص ذووالمكانة العالية على فهم سابقة بالمواضيع الواردة في الأخبار وذلك عبر برامج إعلامية سابقة أوعبر التعليم الرسمي.
- الاتصال الاجتماعي الوثيق: يتمتع الأشخاص ذووالمكانة العالية بشكل عام بمجال أوسع للنشاط وعدد أكبر من المجموعات المرجعية والاتصالات الشخصية ولذلك من المرجح أكثر بالنسبة لهم حتى يناقشوا مواضيع الأخبار مع الآخرين.
- الكشف الانتقائي: غالباً ماقد يكون الأشخاص من الطبقات المنخفضة أقل اهتماماً وبالتالي من غير المرجح حتى يطلعوا بأنفسهم على مواضيع الأخبار.
- الأسواق المستهدفة إعلاميأً: تلبي وسائل الإعلام أذواق واهتمامات الجمهور.
الملخص
في ضوء المعلومات السابقة، يمكن التعبير عن فرضية الفجوة المعهدية باستخدام مجموعة المقترحات التالية:
- يظهر الناس في المجتمع تنوعاً نفسيًا كبيرًا تبعًا لتكوينهم النفسي والخبرات المكتسبة والعلاقات الاجتماعية، وعضويتهم في الفئة الاجتماعية.
- بغض النظر عن هذه الاختلافات فإن الناس ذوي المستوى التعليمي العالي يميلون لتطوير مهارات الإدراك والتواصل، والحصول على مجالات اجتماعية أوسع والمزيد من الاتصالات الاجتماعية، وكمية أضخم من المعلومات المخزنة مقارنةً مع نظرائهم ذوي الأقل تعليمًا.
- يميل الأشخاص ذووالتعليم العالي إلى الاهتمام الواضح بنطاق واسع من المواضيع –والتعهد عليها– بما في ذلك المواضيع الجدية كالشؤون العامة والعلوم وأخبار الصحة.
- لذلك، مع زيادة ضخ المعلومات من وسائل الإعلام إلى النظام المجتمعي، تميل الشرائح ذات الوضع الاجتماعي والاقتصادي العالي للحصول على المعلومة بمعدل أسرع من الشرائح الأدنى، ولهذا فإن الفجوة المعهدية بين هذه الطبقات تزداد بدلاً من حتى تنقص.
تطبيق الفرضية والدعم الأولي
يمكن تطبيق فرضية الفجوة المعهدية في جميع من البحث متعدد القطاعات والبحث المتسلسل زمنيًا. بالنسبة إلى الأبحاث متعددة القطاعات، تتسقط فرضية الفجوة المعهدية أنه «في أي وقت من الأوقات، يجب حتىقد يكون هناك ارتباط أعلى بين اكتساب الفهم والتعليم الخاص بموضوعات يكثر الحديث عنها في وسائل الإعلام مقارنةً بالموضوعات الأقل انتشارًا». اختبر تيشينور ودونوهووأولين (1970) هذه الفرضية باستخدام تجربة طُلب من المشاركين فيها قراءة ومناقشة قصتين إخباريتين متفاوتتي الانتشار. تؤيد نتائج التجربة الفرضية لأن الارتباطات بين التعليم وفهم السيرة كان مهمًا في القصص كبيرة الانتشار بخلاف القصص منخفضة الانتشار.
بالنسبة للأبحاث المتسلسلة زمنيًا، تتسقط فرضية الفجوة المعهدية أنه «بمرور الوقت، يفترض أن يستمر اكتساب الفهم بموضوع انتشر بشكل واسع بمعدل أسرع بين الأشخاص المتفهمين بشكل أفضل مقارنة بأصحاب التعليم الأدنى». اختبر تيشينور ودونوهووأولين (1970) هذه الفرضية باستخدام مسوحات الرأي العام المجموعة بين عامي 1949 و1965 لقياس ما إذا كان المشاركون يعتقدون حتى البشر سيصلون إلى القمر في المستقبل المنظور. خلال فترة 15 عامًا، زاد الاعتقاد بين المتفهمين في المدارس الابتدائية بنحو25 نقطة مئوية فقط، بينما زاد الاعتقاد بين المتفهمين في الجامعات بأكثر من 60 نقطة مئوية، وهواتجاه يتفق مع الفرضية.
المراجع
- ^ Tichenor, P.A.; Donohue, G.A.; Olien, C.N. (1970). "Mass media flow and differential growth in knowledge". Public Opinion Quarterly. 34 (2): 159–170. doi:10.1086/267786.
- ^ Hwang, Y; Jeong, S-H. (2009). "Revisiting the knowledge gap hypothesis: A meta-analysis of thirty-five years of research". Journalism & Mass Communication Quarterly. 86 (3): 513–532. doi:10.1177/107769900908600304.
- ^ Gray, W.S.; Munroe, R. (1929). . New York: The Macmillan Company. مؤرشف من الأصل في 2 يناير 2020.
- ^ Lazarsfeld, P.F. (1940). . New York: Duell, Sloan, and Pearce. مؤرشف من الأصل فيثمانية مارس 2008.
- ^ Star, S.; Hughes, H.M (1950). "Report of an education campaign: The Cincinnati plan for the United Nations". American Journal of Sociology. 55 (4): 389–397. doi:10.1086/220562.
التصنيفات: التقانة في المجتمع, دراسات إعلامية, فجوة إلكترونية, فرضيات, مقالات يتيمة منذ يناير 2020, جميع المقالات اليتيمة, جميع المقالات التي بحاجة لصيانة, مقالات بحاجة لشريط بوابات