حركة سواديشي

عودة للموسوعة

حركة سواديشي هي جزء من حركة الاستقلال الهندية وتطور القومية الهندية، وكانت سياسة اقتصادية تهدف إلى إزالة الإمبراطورية البريطانية من السلطة وتحسين الشروط الاقتصادية في الهند من خلال اتباع مبادئ سواديشي والتي آتت بعض النجاح. تضمنت استراتيجيات حركة سواديشي مقاطعة المنتجات البريطانية وإعادة إحياء المنتجات المحلية وعمليات الصناعة والإنتاج. يرى إل. إم. بول حتى هناكخمسة مراحل رئيسية لحركة سواديشي:

  • من 1850 حتى 1904: التي قادها أشخاص مثل دادابهاي ناوروجي وجوكالي ورانادي وتيلاك وجي في جوشي وباسوات كي نيجوني، تعهد هذه الفترة باسم حركة سواديشي الأولى.
  • 1905 حتى 1917: بسبب قرار تجزئة البنغال الصادر عن اللورد كورزون.
  • 1918 حتى 1947: تمت إعادة صياغة فكر حركة سواديشي من قبل غاندي، بالترافق مع صعود الصناعيين الهنود.
  • 1948 حتى 1991: قيود منتشرة على التجارة الدولية والداخلية، أصبحت الهند معقل التكنلوجيا منتهية الصلاحية في عهد قوانين الترخيص البيروقراطية.
  • من 1991 فصاعداً: التحرير والخصخصة والعولمة، رأس المال الأجنبي والتقنيات الأجنبية والكثير من البضائع الخارجية لم تعد محظورة، كما حتى نهج النموالمعتمد على الصادرات ابتكر الثورة الصناعية الحديثة.

بدأت حركة سواديشي بتقسيم البنغال من قبل اللورد كورزون نائب الملكة المسؤول عن الهند في عام 1905 واستمرت حتى عام 1911، وكانت أكثر الحركات نجاحاً في فترة ما قبل غاندي. وكان قادتها الرئيسيون أوروبيندوغوش ولوكمانيا بال غانغادار تيلاك وبيبين تشاندرا بال ولالا لاجبات راي وفي أوتشادامبارام بيلاي وبابوجينو. كانت السواديشي كاستراتيجية اهتماماً أساسياً للمهاتما غاندي الذي وصفها بأنها روح السواراج (حكم الذات). كانت حركة السواديشي بأقوى أحوالها في البنغال وكانت تدعى أيضاً باسم حركة فانديماتارام.

خلفية تاريخية

يعود الفضل في البدء بحركة سواديشي إلى بابا رام سينغ كوكا من طائفة نامداري السيخية، والتي تصاعدت حركاتها الثورية في الفترة بين عامي 1871 و1872. تم الإيعاز إلى النامداريين من قبل بابا رام سينغ بارتداء الملابس محلية الصنع فقط ومقاطعة البضائع الأجنبية، كما حل النامداريون مشاكلهم في المحاكم الشعبية المحلية متجنبين السلطات القضائية والمحاكم البريطانية بشكل كامل. إلى جانب ذلك قاطع النامداريون النظام التعليمي البريطاني إذ أمر بابا رام سينغ بمنع الأطفال من الدراسة في المدارس البريطانية، وذلك من ضمن التدابير والإجراءات الكثيرة التي قام بها.

حركة سواديشي

أصبح مقترح تقسيم البنغال معروفاً لعامة الشعب في عام 1905. وتبعته موجة استياء واحتجاجات مباشرة وعفوية على امتداد مساحة البنغال. طلب اللورد كوزرون من الملكة فكتوريا فصل البنغال لأنهم كانوا خائفين من حتى المسلمين والهندوس قد يقومون ببدء حرب فيما بينهم إذا تم جمعهم سوية، تم عقد 500 اجتماع في البنغال الشرقية لوحدها، كما تم نشر 50 ألف نسخة من المناشير المتضمنة انتقادات مفصلة للتقسيم، تتسم هذه الفترة بأساليب احتجاج معتدلة مثل توقيع العريضات والاجتماعات العامة والحملات الإعلامية من أجل تحويل الرأي العام في الهند كما في بريطانيا ضد هذا القرار.

تضمنت هذه الحملة أيضاً مقاطعة البضائع البريطانية ورمي الملابس الغربية في النار بشكل علني. ومن أجل إعلام السلطات البريطانية بمدى امتعاض الهنود من تقسيم البنغال قرر قادة الحركة المضادة للتقسيم استعمال البضائع الهندية فقط ومقاطعة البضائع البريطانية، كما اجتمع المواطنون على مفارق الطرق وأحرقوا الملابس المستوردة التي امتلكوها، واعتصموا أمام المحلات التي تبيع البضائع المستوردة وتمت مقاطعة السكر المستورد، قرر السكان استخدام الأمور المصنوعة في الهند فقط وتمت دعوة هذه الحركة باسم حركة سواديشي.

تعود حركة سواديشي بجذورها إلى الحركة المعادية للتقسيم التي بدأت لمعارضة قرار بريطانيا بتقسيم البنغال، لم يكن هناك شك حول كون البنغال ذات التعداد السكاني البالغ 70 مليون نسمة قد أصبحت بالتأكيد غير عملية من الناحية الإدارية، على الرغم من ذلك لم يكن هناك مجال لإنكار كون الدافع الرئيسي وراء قرار تقسيم البنغال سياسياً، بينما كانت القومية الهندية تزداد قوة، كان من المتسقط حتى يساعد التقسيم على إضعاف ما كان يعتبر مركزاً للقومية الهندية.

بالرغم من كون التقسيم ولج حيز التطبيق عام 1905، إلا حتى اقتراحات التقسيم كانت موضوعة على الطاولة للنقاش منذ عام 1903، وبالتالي منذ عام 1903 كانت الأرضية لإطلاق حركة سواديشي قيد التحضير. وعلى الصعيد الرسمي نطق ريسلي وزير الداخلية في الحكومة الهندية: "بنغال الموحدة تمثل قوة، بنغال المقسمة يفترض أن تتجه في اتجاهات متضاربة".

كان من المقرر لقرار تقسيم البلاد حتى يقيد تأثير البنغال ليس فقط من خلال وضع البنغاليين تحت إدارتين مختلفتين، بل من خلال تقليصهم إلى أقلية في البنغال ذاتها، في الاقتراح الجديد كانت دولة البنغال تحوي 17 مليون بنغالي و37 مليون من المتحدثين باللغة الهندية والأوريا. بالإضافة إلى ذلك كان من المقدر لقرار التقسيم حتى يمهد لنوع آخر من التقسيم، هذه المرة على الصعيد الديني أي بين المسلمين والهندوس، أما القوميون الهنود فقد لاحظوا التصميم وراء قرار التقسيم وأدانوه بالإجماع، بذلك كانت بداية حركة معارضة التقسيم والسواديشي.

طبيعة حركة السواديشي

تبنى البنغاليون حركة المقاطعة كخيار أخير بعد استهلاك ذخيرتهم من الخيارات القانونية، خصوصاً التظاهرات الاحتجاجية والعرائض وطلبات الالتماس والمؤتمرات الهادفة إلى إقناع البريطانيين بقبول المطلب الشعبي الجماعي.

كان المفهوم الأساسي للمقاطعة اقتصادياً بشكل أساسي، فقد حمل هدفين مختلفين لكنهما متآزران، الهدف الأول كان الضغط على المجتمع البريطاني من خلال الخسائر المادية التي يفترض أن يعانونها من خلال المقاطعة الهندية للبضائع البريطانية، وتحديداً البضائع القطنية من مانشستر والتي مثلت البنغال أكبر أسواقها في الهند، ثانياً كانت المقاطعة تعتبر ضرورية من أجل إعادة إحياء الصناعة المحلية التي كانت في بداية عهدها ولم يكن بإمكانها النموفي لقاءة المنافسة الحرة مع البضائع الأجنبية للدول ذات الصناعات المتطورة.

كما المقاطعة، كانت حركة السواديشي كإجراء اقتصادي بشكل أساسي من أجل إحياء الصناعة الهندية فكرة ليست جديدة بالكامل، إذ تمت الدعوة إليها من قبل عدد من الشخصيات البارزة في القرن التاسع عشر، مثل غوبال هاري ديشموك المعروف باسم لواهيتاوادي بومباي وداياناند ساراسواتي مؤسس آريا ساماج وبولاناث تشاندرا من كلكتا، لكن البذور التي غرسوها لم تنم حتى أصبحت التربة خصبة من خلال الإرادة الغاضبة للشعب الموحد التي تفاقمت إلى حد لا يمكن وصفه، من أجل إنتاج السلاحين التوأمين من المقاطعة والسواديشي بهدف إلغاء الظلم الكبير الذي لحق بهم من قبل الحكومة المتغطرسة المتجاهلة لصوت الشعب.

في وقت لاحق، تراجعت المقاطعة الاقتصادية مع مرور الوقت وتطورت إلى فكرة شاملة من عدم التعاون مع البريطانيين في جميع المجالات هدفت إلى إعادة بناء البلاد مع هدف بعيد هوالحرية التامة التي بدأت تلوح واضحة في أنظار الفئة المتطورة. وبشكل مشابه نمت فكرة السواديشي لتتجاوز المفهوم الأساسي من تشجيع الصناعة المحلية الهندية.

السواديشي والمقاطعة الاجتماعية

النقاط الرئيسية هي: كانت المقاطعة الاجتماعية نتيجة حركة السواديشي الاقتصادية، ودعي إليها كردة عمل ضد الإجراءات القمعية للحكومة. كانت المقاطعة الاجتماعية سلاحاً شديد الفعالية، إذ تعرض جميع من حاول بيع أوشراء البضائع الأجنبية أوتعاون مع الحكومة في أي إجراء معاد لحركة سواديشي إلى درجات متباينة من الإذلال الاجتماعي، ومن المؤكد حتى هذه العدائية الاجتماعية كان لتجلب التعاسة إلى أي شخص، حتى حتى الحكومة لم تكن قادرة على مساعدة من يقع ضحية المقاطعة الاجتماعية.

لكن هذا الشكل من المقاطعة السلمية لم يكن الشكل الوحيد من العقاب، ففي بعض الأحيان كان ’المتواطئ’ يتعرض إلى خسائر مادية كبيرة، بالإضافة إلى أذى جسدي أونفسي بالغين.

المراجع

  1. ^ [L. M. Bhole, Essays on Gandhian Socio-Econic, Shipra Publications, Delhi, 2000. Chapter 14: Swadeshi: Meaning and Contemporary Relevance]
  2. ^ Anjan, Tara; Rattan, Saldi (2016). Satguru Ram Singh and the Kuka Movement. New Delhi: Publications Division Ministry of Information & Broadcasting. ISBN .
  3. ^ Kaur, Manmohan (1985). Women in India's freedom struggle. Sterling. صفحة 76.
  4. ^ Clarke, Peter (2004). Encyclopedia of New Religious Movements. Oxon: Routledge. صفحة 425. ISBN .
  5. ^ McLeod, W. H.; French, Louis (2014). Historical Dictionary of Sikhism. Rowman & Littlefield. صفحة 261. ISBN .
تاريخ النشر: 2020-06-01 18:43:32
التصنيفات: تنمية المجتمع الريفي, حركة الاستقلال الهندية, قومية اقتصادية, صفحات بها وصلات إنترويكي, بوابة التاريخ/مقالات متعلقة, بوابة الهند/مقالات متعلقة, جميع المقالات التي تستخدم شريط بوابات

مقالات أخرى من الموسوعة

سحابة الكلمات المفتاحية، مما يبحث عنه الزوار في كشاف:

آخر الأخبار حول العالم

Réaction Conseil Canada: مطلوب عمال بكندا 2023-2024

المصدر: الوظيفة مروك - المغرب التصنيف: وظائف وأعمال
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:24:23
مستوى الصحة: 81% الأهمية: 85%

"الداخلية" تنفى التحفظ على منزل رئيسة حزب

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:22:23
مستوى الصحة: 44% الأهمية: 37%

ملخص وأهداف مباراة ريال مدريد ضد مانشستر سيتي فى دوري أبطال أوروبا

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:22:24
مستوى الصحة: 34% الأهمية: 36%

113 قضية على طاولة 19 لجنة.. تفاصيل استعدادات لجان الحوار الوطنى (فيديو)

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:22:29
مستوى الصحة: 40% الأهمية: 49%

"سقف الدين".. مناورة داخلية أمريكية قد تغرق العالم بأزمة اقتصادية

المصدر: RT Arabic - روسيا التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-10 06:16:29
مستوى الصحة: 94% الأهمية: 86%

لا للجيش المؤدلج ولا للدعم "الصنيعة الكيزانية"!!

المصدر: صحيفة التغيير - السودان التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:23:16
مستوى الصحة: 50% الأهمية: 52%

إيلون ماسك يهاجم واتسآب ويكشف مفاجأة في تويتر السعودية

المصدر: جريدة الوطن - السعودية التصنيف: إقتصاد
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:23:57
مستوى الصحة: 55% الأهمية: 67%

السكة الحديد تبدأ اليوم تشغيل خدمة جديدة على خط "الإسكندرية - طنطا"

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:22:27
مستوى الصحة: 43% الأهمية: 50%

تونس.. مقتل عنصري أمن وإصابة 7 في تبادل إطلاق نار بمحيط كنيس

المصدر: اليوم - السعودية التصنيف: سياسة
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:25:12
مستوى الصحة: 45% الأهمية: 65%

"اليوم السابع" تنعى الكاتب الصحفى وعضو مجلس الشيوخ محمود بكرى

المصدر: اليوم السابع - مصر التصنيف: غير مصنف
تاريخ الخبر: 2023-05-10 03:22:26
مستوى الصحة: 39% الأهمية: 41%

pendik escort
betticket istanbulbahis zbahis
1xbetm.info betticketbet.com trwintr.com trbettr.info betkom
Turbanli Porno lezbiyen porno
deneme bonusu
levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino levant casino
bodrum escort
deneme bonusu veren siteler
Bedava bonus casino siteleri ladesbet
deneme bonusu veren siteler
deneme bonusu
deneme bonusu
sex ki sexy
deneme bonusu
kargabet
تحميل تطبيق المنصة العربية